An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, February 9, 2009
  • الشيخ رشيد عبد السلام
  • Published at:Not Found
  • الشيخ رشيد عبد السلام

    إعده أ.د. يحيى جبر

     

    الاهداء

          الى من كان مثالا للناس في تصرفاته ، الى من انشأ  جيلا من المتعلمين في وقت ساده الجهل  ،  الى من كان يحث الناس على التمسك بالارض وزراعتها ، الى من ام المصلين ،  وخطب فيهم ،   وحدثهم في شؤون الدين والدنيا نصف قرن من الزمان ،  الى من كان مصلحا في المجتمع ،  مضحيا براحته في سبيل الله .

          الى ذلك الراحل الصالح الذي فاضت روحه وهو يردد : اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت  غدا.

          اليك ايها الرجل العظيم يا فقيد الامه نكتب هذه السطور تخليدا لذكراك.

                                                                                                                     الجمعية العلمية الفلسطينية

                                             

     

    مقدمة

          يسر الجمعية العلمية الفلسطينية -منظومة المشروع الحضاري الفلسطيني ان تتقدم منك - عزيزنا القارىء - ومن خلال مشروعها الثقافي الوطني -الموسوعة التربوية الفلسطينية بسيرة الشيخ رشيد بن عبد السلام.  ذلك العلامة الذي كان له الفضل الكبير في بعث الوعي الديني في منطقة عزون -قلقيلية ممثلا في طلاب العلم الذين تتلمذوا على يده ،وانتقلوا من بعد الى الامصار المختلفة متأثرين بما أخذوه من علمه الجم.

          وقد كان لي شرف التلقي عنه في الخمسينات مدة سبعة اعوام ، وما أزال احتفظ في مخيلتي بصورته حينذاك ، بجبته وشملته وعكازه التي كان يتوكأ عليها ويستخدمها في مآرب اخرى ، فقد كان رحمه الله خطيبا وايما خطيب ، والعصا - كما يقول الجاحظ- من لوازم الخطيب . ناهيك عن انه لم يكن يبالي ان يضرب بها المقصر من طلابه ... والعصا كما يقول الؤدبون - من الجنة. وكانت جيبه - رحمه الله - لا تخلو من الحلوى.

          وقد سعيت لنشر سيرته في حياته ، فكلفت احدى الطالبات - سعاد محمد - بجمع المادة جزءا من متطلبات مساق البحث العلمي الذي كنت ادرسه يومذاك ، واتصلت بالآنسه  مديرة مدرسة بنات عزون ، ابنة المرحوم ، وجمعت مشكورة ، معلومات لا بأس بها ، وأرجأنا الموضوع بضعة اشهر كان المرحوم قد انتقل  فيها الى الرفيق الاعلى ، وصادف ان كان بين طلابي في الفصل السابق حفيدته لبنى محمد امين ،  فوجدت في ذلك ما حدا بي الى تعجيل اخراج سيرته رحمه الله الى الملأ. فطلبت من لبنى ان تسعى لدى اسرتها لتزويدي بما يمكن ان يكون مادة لهذا الكتاب.

          واجتهد السيد محمد امين ، ابن المرحوم ، فزودني بما اضعه اليوم بين أيديكم ، قراءنا الاعزاء ، واني ، اذ انشر هذا الكتاب لأترجم به مشاعري تجاه الشيخ رشيد عبد السلام  ، ومشاعر كل من عرفه رحمه الله . فقد كان عالما علما ، اثرى بعطائه الوعي الديني والعلمي في المنطقة ، واسهم بتدريسه وخطبه المنبرية ومناشطة الخيرية والاجتماعية في العبث الثقافي وتنوير العقول وتخريج الافواج من الفقهاء والمدرسين .

    وفاء لك وتكريما ، واعترافا بفضلك سيدي الشيخ ننشر هذه السيرة العطرة ...  رحمة الله عليك.

     

     

                                                    أ.د.يحيى جبر

          نابلس في 7 صفر الخير 1416هـ

                                     5/7/1995م

     

    لمحة عن حياة الشيخ رشيد :

          ولد المرحوم الشيخ رشيد بن عبد السلام بن عبد الله سلامة اسليم العزوني في قرية عزون قضاء قلقيلية في 20 ذي الحجة سنة 1324 هجرية لابوين صالحين ،  فقد كان والده  الشيخ عبد السلام رجلا مشهودا  له بالصلاح والتقوى ،  وكذلك والـــدته تميمة احمد يوسف بشير من جينصافوط قضاء نابلس .

          درس في كتّاب القرية  ،  حيث تعلم القراءة والكتابة وانتقل منها الى مدرسة جينصافوط الابتدائية ، حيث ختم القرآن الكريم ،  وفي تلك الفترة انتقل والده الى رحمة الله في مدينة القدس حيث كان يؤدي الخدمة العسكرية في العهد العثماني ،  وقد ووري جثمانه جوار قبر الصحابي الجليل سلمان الفارسي في الطور ،  ومن المأثور عن رفاقه ان جثمانه استعصى عن الحمل حتى حضرته فرقة دينية صدحت بالاناشيد الدينية وبالمزاهر ،  وقد تواترت الروايات عن انه كان زاهدا متصوفا مكشوف الرؤيا.

          وهكذا  فقد تربى الفقيد يتيما  تعهدته والدته وعمه الحاج سعيد سلامة ،  واخواله محمد احمد بشير ،  ويوسف احمد بشير ، وله اخـــــــت واحدة ( فاطمة ).

          قاده طموحه الى هجر الاهل والبلد لطلب العلم في الازهر الشريف ،  وقد ودعه معظم اهل القرية حيث ساروا معه مشيا من  عزون الى محطة سكة الحديد  بقلقيلية ، وهناك ركب القطار الى القاهرة ،  وقضى في جنبات الازهر خمس سنوات  حصل فيها على شهادتي الاهلية والعالمية للغرباء سنة 1346 هجرية ،  ولم تقر لوالدته عين الا بعد ان عاد وحيدها الى مسقط رأسه عزون ،  مزودا بالعلم الشريف ،  في زمن ساد به الجهل ،  واصبح امام القرية وعلما في المنطقة يؤمه الناس في كل فتوى معضلة ،  وزامله في دراسته بالازهر الشيخ عبد الحميد السائح والمرحومون الشيخ  سعيد عبد الله صبري ،  والشيخ عبد الرحمن صبري والشيخ عبد الرحيم عورتاني واخرون تقلدوا مناصب في القضاء الشرعي ،  اما الشيخ

    رشيــد  فقد اختار العمل في ميدان التربية والتعليم والوعظ والارشاد ، فتقلد امامة المسجد ،

    ومعلم المدرسة في عزون ، وبذل جهده للنهوض بها  .

          تم عقد قرانه في الرابع من ذي القعدة سنة 1348 هجرية الموافق 3/4/1930  ميلادية على الحاجة سعاد محمد عثمان حمد اسليم من ذات القرية في احتفال شاركت فيه عزون والقرى المجاورة. وقد انجب اربعة ابناء :   البكر  محمد امين ،  وعبد السلام ،  ومأمون ، وغازي وثلاث بنات :  امينة ،  ورشدية ، واسماء ،   وقد درس محمد امين الحقوق والاداب  في الجامعة السورية ،   وتخرج منها سنة 1957 وعمل في سلك القضاء منذ سنة 1958 وحتى الان  ،   وتدرج في مناصب قضائية متعددة ،  والمرحوم عبد السلام تخرج في  كلية طب الاسنان سنة 1962 ،  والتحق بالخدمات الطبية في الجيش العربي الاردني برتبة ، رئيس  ،  وقد استشهد في قرية الزبابدة في 7/6/1967 اثناء تأديته واجبه باسعاف الجرحى في مدرسة الزبابدة .

          ومأمون حيث حصل على بكالوريوس تجارة من جامعة دمشق ، وماجستير فيها من جامعة القاهرة ، وزمالة كلية المحاسبين الملكية في لندن ، عمل في شركة الارامكو  مديرا ماليا ولعدد من الشركات الكبرى بالسعودية  ،  وغازي تخرج من جامعة بغداد ، وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسيه ،   وعمل مأمورا لتقرير ضريبة الدخل في طولكرم من سنة 1971 - 1976 ثم اكمل تحصيله العلمي في لندن ، واصبح عضوا في جمعية المحاسبين القانونيين.

          واشتغل بعدها مديرا ماليا واداريا  لعدد من الشركات الكبيرة بالسعودية ،  اما كريماته امينة فهي مديرة مدرسة عزون الاساسية للبنات ،  ورشدية واسماء عملت كل منهما مدرسة   وتقيم كل منهما مع زوجها في المملكة السعودية.

          كان المرحوم مثاليا في تعامله مع الناس ،  واستطاع بالتعاون مع اهل الخير تعمير المسجد القديم الذي كان يستعمل مضافة للقرية ،  ومدرسة لتعليم القراءة والكتابة ، وحصره في العبادة حيث سعى لبناء مدرسة عزون كما سيأتي لاحقا. وكان محبا لعمل الخير ، تواقاً لرفع شأن بلدته ، وبعد تخرج ابنه محمد امين وعمله في سلك القضاء وجهه للعمل على تقدم القرية ، وساهم واياه في رفعة شأنها كما سيأتي ذكره.

          ساهم المرحوم مساهمة كبيرة في الوعظ والارشاد ،  وخرّج اجيالا من الطلبة غرس فيهم روح الوطنية والاخلاص والخلق الحسن ،  وكان معلما ومفتيا ،  ومصلحا اجتماعيا ،  حيث جنب القرية والمنطقة كل سوء ،  وحال دون التناحر والاقتتال الذي كان يسعى الاستعمار البريطاني لتأجيجه ،  نذكر ان مشاجرة حصلت في قرية عزون سنة 1942 بالاسلحة النارية بين عائلتي اسليم ورضوان في ليلة من ليالي شهر رمضان كاد ان يسقط بها قتلى وجرحى لولا حكمة الفقيد ، حيث استطاع بالتعاون مع عدد من اهل الخير في البلدة احتواء الفتنة في مهدها ، وسهروا الليل بطوله في الاصلاح ،  ولم يغف له  جفن حتى حل الوئام بدل الخصام ، وجرت مأدبة افطار في اليوم التالي ضمت العائلتين.

          كان موضع احترام قادة الثورة الفلسطينية ، وموضع ثقة اهالي عزون والقرى المجاورة ، وكان محل حفظ اماناتهم ، وقد سعى جهده لحث الناس على اصلاح ارضهم والتمسك بها.

          وقد ظل يمارس مهنة التعليم حتى سنة 1965 حيث احيل على التقاعد بناء على طلبه  ، وقد منح وساما من وزارة التربية والتعليم تقديرا لخدماته.  وقد ادى فريضة الحج سنة 1960واصيب اثناء ذلك بانفصال في شبكية العين اليمنى جراء الارهاق ، وقد اجريت له عملية ناجحة في مستشفى عانوس بالدقي بالقاهرة  ،  ثم عاودها  الانفصال من مرض السكري الذي  داهمه بعد استشهاد نجله الدكتور عبد السلام ،  فاجريت له عملية اخرى ناجحة سنة 1980 في القدس.

          لزم بيته في سني حياته الاخيرة ،  وكان يزوره اهل القرية واصدقاؤه ،  اقعده المرض في السنتين الاخيرتين ، وظل كامل الوعي حتى لاقى وجه ربه في 26 محرم 1415هجرية الموافق 5 /7/1994 ووري جثمانه ثرى مقبرة عزون جوار ضريح نجله الشهيد الدكتور عبد السلام ،  وشارك في تشييع جثمانه اهالي القرية والمنطقة وعدد من القضاة والمحامين والاطباء والوجهاء والاعيان.

          قال في مدحه  المرحوم الشيخ محمد سليمان صبري من قصيده طويلة

          يقولون عزون البهية انجبت             فقلت نعم نعم النجيب رشيد

    وقال في رثائه السيد صالح ابراهيم عساف:

          يا راحـــــــلا عنا وقلبك عنـــــدنا       وسع الجميع محبة من موســع

          من للضيافة والطهارة والتقــــــى           من ذا دعاه بعيد سوء الموقــع

          ما كان فعل الخير منك تصنعـــــا       بل كنت تمقت شيمة المتصنع

          لولا جهادك في الحقيقة والورى           ما بات هذا الربع خير الاربــــع

          يا سيد الابرار حسبك جنـــــــــة           فيها النعيم الحق صافي المـرنع

          طوباك يا علم المشايخ بالتــــقى            طوباك بالحرز الامين الارفــــــع

          وهكذا فقد انضم الشيخ رشيد  الى موكب الخالدين من ابناء شعبه ممن تركوا بصماتهم على كثير من المرافق ، وممن تميزوا بسجل حافل من العطاء والبذل.

         

    بلدة عزون :

          سنحاول في هذه العجالة ان نسرد تاريخ بلدة عزون ،  ونقدم وصفا  كاملا لها وسنبرز من خلال ذلك بعض خصال فقيدنا الشيخ رشيد ابن بلدة عزون والقضاء حتى يكون ذلك ذكرى للذاكرين.

     

    تسمية عزون :

     هناك رأيان في سبب تسميتها:

    الاول : عين  العز  يكثرة الاشجار المثمرة المنتشرة حولها ، واصبحت تعرف بدل عز -عزّين

                  - ثم حرفت الى عزون.

    الثاني : عزون من الأصل  الآرامي عز يعز ، بمعنى صلب واشتد مراسه ، فهو عزيز ، وهذه

                    صفة اهلها ، وهذا الرأي ،   ورد في كتاب مصطفى الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين.

     

    تأسيسها :

          تقع بلدة عزون على الشارع الموصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية ، على بعد 23 كيلومتر اً ،   غربي نابلس ، وتسعة كيلومترات شرقي قلقيلية ، وهي تقع ايضا على الشارع الممتد بين قلقيلية وطولكرم على بعد 22كيلومتر جنوبي طولكرم ، ويصلها بمدينة رام الله شارع معبد يمتد جنوبا الى كفر ثلث ، ومسحة ، ودير بلوط ، وبيرزيت.  وكان في عهد الاردن طريقا عسكريا ، وبذلك فان بلدة عزون تتوسط مجموعة من القرى شمالا : صير وجيوس وكفر جمال وكفر زيباد وكفر عبوش ، وكفر صور ، وجنوبا كفر ثلث ومسحة وسنيريا والزاوية وبديا ، وغربا :  النبي الياس وعسلة ،  وشرقا  : كفر لاقف وباقة الحطب  وحجة وجينصافوط واماتين وفرعتا وجيت وكفر قدوم وصرة.

          وفي العهد العثماني  كانت الطريق من نابلس الى يافا تمر عبر وادي عزون.

     

    موقعها  :

          الموقع الذي تقوم عليه البلدة القديمة هو حوالي الجامع القديم ، ويثبت من الحفريات انه كنعاني ،  وبه اثار يونانية ورومانية  ،  اما البلدة الحالية فقد تم تأسيسها بعد معركة حطين 1187م ، وهي تتبع محافظة  قلقيلية ، وقبل ذلك كانت تتبع قضاء طولكرم ، وفي العهد التركي كانت تتبع قضاء سلفيت ، وفي العهد المملوكي كانت آخر قرية من قضاء القدس شمالا  (كما جاء في الأنس  الجليل) .

     

    نسب أهلها :

          ينتمي ثلاث من عائلاتها اسليم  ورضوان وعدوان الى قبيلة حجازية تسمى بني حميدة ، قدم جدهم محمود الى هذه البلاد من الطفيلة الى الظاهرية ، ومنها الى عزون بعد ان فتحها السلطان صلاح الدين الأيوبي ، وقد انجب محمود هذا ثلاثة ابناء : اسليم حيث تنتمي عائلة اسليم اليه ،   ورضوان جد آل رضوان ، وعدوان جد آل عدوان ،   واشبيطة وسليمان وصلاح ، وينتمي المرحوم الشيخ رشيد عبد السلام الى عائلة اسليم.

          وهناك عائلة حسين ، وعائلة ابو هنية ، وذيب ، تنتسبان الى اخوين لام احدهما من يطة ، والاخر من السموع قضاء الخليل ، كذلك هناك عائلة سويدان ، قدمت من بلدة دير السودان قضاء رام الله في اوائل القرن السابع عشر ، واسرة قبلاوي قدمت من قرية عارورة قضاء رام الله في منتصف القرن التاسع عشر ، وفي نفس الفترة قدمت اسرتا الطبل والطبيب من قرية كفر ثلث المجاورة لعزون ،كذلك قدمت اسرة ابو السعيد من بيت سيرا قضاء رام الله في اواخر القرن التاسع عشر ، واسرة الرابي قدمت من دير غسانة قضاء رام الله ، وقد توزعت في قرى دير غسانة وجلجولية وكفر قاسم وسنيريا وكفر ثلث . كما قدمت اسرة شطارة المنتمية لعائلة مسيحية من رفيديا قرب نابلس في أواسط القرن التاسع عشر،  وقد اشتغلت بالتجارة ثم تملكت اراضي زراعية.

          وفي اعقاب نكبة 1948 قدم لعزون اسر من قرى مسكة وكفر سابا المحتلتين ، وبعض من آل الخولي.

     

    مقتطفات من تاريخها :

          لعزون تاريخ طويل عريض في تاريخ القرى  ، ذكرها صاحب الانس الجليل (2/420) اذ قال "يحد عمل القدس من الشمال عمل نابلس ، يفصل بينهما قرية سنجل وعزون.

          وذكرها البكري الصديقي في رحلته العليلية  لحرم سيدنا علي سنة 1710م  فقد عاد الى نابلس عن طريق كفر سابا ( اتينا ثاني يوم قرية عزون لأن وليمة عرس الاخ سلامة القوصيني بها تكون ، وقلت لما نزلت تحت الزيتون :

          اهل الحمى والحيا والكل عزوني          لما تذللــــت في الاحــزان عزوني

          وقد تفيأت في زيتــــــــــــون عزون        حالاً  الىالحمى اضافوني وعزوني

     

    معركة وادي عزون سنة 1800م

          اثناء حملة نابليون ، وبعد احتلاله يافا ، اتجه نحو عكا ، وارسل سرية من جيشه بقيادة دوماس الى وادي عزون الواقع جنوبها ليصل الىنابلس ،  فالتقى في عزون مع جموع بني صعب بقيادة الجيوسي وقتل القائد ( دوماس ) بيد ( عابد المريحة الشبيطي ) من اهالي عزون ، وانهزم الجيش الفرنسي ، وكان ذلك يوم ثلاثاء ،  وقد اعتاد الاهالي في الاعراس ، وخاصة في مدينة نابلس حتى وقت قريب ، ان يرددوا ( يا يوم الثلاثاء ) نسبة الى يوم الثلاثاء حين انتصر الاهالي على الفرنسيين.

          ولدى تجمع الفرنسيين في وادي عزون تحيط بهم الاشجار الحرجية ، هاجمهم الاهالي واشعلوا النار في الحراج ، فاحاطت بهم من كل جانب ففروا مذعورين الى يافا حيث صب نابليون  جام غضبه عليها وقتل أهلها جميعاً ، وكانت المعركة الفاصلة التي ردت نابليون عن فلسطين بعد ، وقد سمي جبل نابلس بجبل النار نسبة الى تلك المعركة ، وقد خلدها الشاعر ابراهيم طوقان بقصيدته:

          عهد الجدود سقاك صـــــوب جهاد       ورجعت للاحفــــاد بالاسعــــاد

          عهد تحصنت البــــــلاد بظلــــــــه         من كيد منتدب وصـــولة عــاد

          المشرفية في الوغـــى خطــباؤه         تعلو المنابر فيي متون جيــــاد

          وشبا الاسنة فيـــــــــه السنـــــة اذا          نطقت فمنطق سؤدد وســـداد

          سائل بها عزون كيــــــف تخضبت         بدم الفرنجة عند بطـن الوادي

          مشت الرجال الى الرجال فإنها                         قــــلل الجبال تميد بـــالاطواد

          كسروا من النسر الكـــــــبير جناحه         للتــــاج للاعـــــــــــــلام للأجناد

          تركوه يجمع فـــي الشعاب فلوله       ويصب لعنتــــــه علـــــــى القواد 

          وطنية ان لم يكــن عرف اسـمها         لم يخف جوهرها على الاجداد

     

    احداثها  منذ بدء الاستعمار البريطاني لفلسطين :

          عندما احتل الانكليز بلادنا فلسطين ،  وبعد صدور وعد بلفور في 2 /11/1917 ،  فرضت عصبة الامم الانتداب الانكليزي على فلسطين ، وقد تخوف اهالي فلسطين من ذلك ، وقاموا بعدة ثورات شاركت عزون فيها ، وهي :

    1 -  ثورة سنة 1921 بقيادة الشيخ شاكر ابو كشك ضد مستعمرة ملبس ( بتاح تكفا) وكفار

             سابا، وقد  تصدى للثورة الجنود الانكليز ، فاستشهد منفي عزون رزق مصري ،  ابو

             فريج ،  وجرح اخرون.

    2 -  ثورة سنة 1936 ،  اضربت فلسطين مدة ستة اشهر ، واشتعلت الحرب بين الفلسطينيين

     من جهة  والانكليز واليهود من جهة اخرى ،  وقد حدثت معركة قرب عزون بتاريخ 26/6/1936 ذكرها الاستاذ عيسى السفري في كتابه ( فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية) اشترك فيها الجنود والدبابات والطائرات ، واستشهد من عزون في هذه المعركة كل من (1) احمد القدومي  (2) محمد ابو حمدة العنايا  (3)  العبد الهمشري (4) فاطمه خليل غزال حيث كانت تحمل الماء  والمؤن للثوار.

     3 -  سنة 1937 ،  بعد توقف الثورة فترة من الزمن استؤنفت من جديد في اواخر عام

    1937 بعد  اصدار لجنة بيل قرار التقسيم الاول لفلسطين ،  وفي تلك الفتره برز فارس الحواري الذي كان سجينا بعكا ، وبعد ان فر من السجن شكل  فصيلا  من الثوار انبرى لمقاومة اليهود والانكليز ،  وقد اشتبك في معركة قرب عزون سنة 1939 شاركت فيها الطائرات والجنود والمشاة ، واستشهد من قرية عزون احد مساعدي قائد الثورة فارس الحواري الذي عرف بالعزوني ، واسمه نمر القنبر  2 - علي بدران   3-  كامل البعمة  3 -  احمد الحاج ( الاهبل )  5 -0  احمد ذيب   6-  حامد ابو خديجة   7 -  شخصان من سوريا ،  وقد نجا فارس من الموت في هذه المعركة ،  وبعدها اشترك في معركة قرب راس العين حيث جرح  وفر الى سوريا ، وقد اعتقلته السلطات الفرنسية هناك واحضر  الى فلسطين واعدم في اواخر عام 1939 ،  وقد اعدم ايضا محمود الغزال ودفن في القدس ،  ويونس الشايب الذي حاول قتل سمسار اراضي من الطيبة في يافا واسمه ( مطاوع ).

          وقد كان المرحوم الشيخ رشيد موضع احترام رجال الثورة في عزون ولم يردوا له

              طلبا.

    4 -   بعد قرار التقسيم في 29/11/1947 شارك ابناء عـــزون في الدفاع عن فلســــــــــــطين ،

            وقد استشهد من ابنائها في معركة كفار ســابا بتاريــــــــخ 13/5/1948 1)  صــــالح مشعل

    ( ابو  زغلولة ) كما استشهد في معركة الشجرة قرب الناصرة  1)  يوسف ابراهيم سعيد اشبيطة  2 )  اسعد محمد البم . وفي معارك يافا استشهد محمود عبد اللطيف يوسف اسليم ،  واستشهد غربي جلجولية ابراهيم امين ابو هنية ،  وجرح اخرون في معركة بيار عدس  وقفيش قرب قلقيلية.

    5 -    بتاريخ 28/6 /1954 هاجمــت دورية الاسرائيلية قرية عزون ردا على تسلل عدد

    من شبابها لداخل اسرائيل وقيامهم بنشاطات فدائية ،  وقد استشهد داخل اسرائيل محمد حسين الاعرج ولدى وصول الدورية الاسرائيلية مدخل القرية الشمالي حيث كان يعسكر الجيش الاردني في  وادي الشامي رصدت القوة المهاجمة واسر ضابط من بين افرادها بعد اصابته بجروح نقل بسببها  الى عمان حيث عــولج وسلم ،  وقد كان اسره داحضا للشائعات التي سرت  بأن المهاجمين هم من اهالي عزون.

     6 -  معركة قلقيلية : في ليل 10 /10/1956 تقدمت دورية اسرائيلية حتى وصلت عزبة

    الطبيب غربي عزون ، وقد هب للتصدي لها افراد من  الحرس الوطــني والجيش الاردني بسياراتهم ، وقد كمن اليهود لهم ونسفوا عددا من سياراتهم ، واستشهد عدد منـــــهم دفنوا فني ذلك الموقع  ، واقيم  نصب تذكاري على مقابرهم في اراض المرحوم  عمر عبد الله .

          وفي تلك الفترة تقدمت الدورية الاسرائيلية الى قرية عزون  ولم يفارق الشيخ رشيد بيته رغم الخطر المحدق لكن الله سلم.

    7-  قبل ان يخرج الانكليز من البلاد قاموا بتوزيع بعض البنادق على الاهالي ، وقد وزعت

    اثنتي عشرة بندقية كندية على عائلات القرية ، وقد استخدمها الاهالي في معارك بيار عدس ، وكفر سابا ، ورمات هاكوفيش ، وساندوا جيش الانقاذ والجيش العراقي ، وساندوا اهالي قلقيلية في معاركهم مع اليهود. كان الفقيد  في خطب الجمعة ، وفي مجالسه يحث الناس على الصمود والدفاع عن انفسهم وارضهم ، وكان لذلك اثر كبيرا في تقوية معنوياتهم.

    8- حرب سنة 1967 :

     عندما اندلعت حرب  سنة 67 شرعت المدفعية الاسرائيلية بقصف مدينة قلقيلية ومواقع المدفعية الاردنية في قرية عزون مما ادى الى رحيل معظم سكان قرية قلقيلية وعزون الى القرى المجاورة ، وقد بقي الفقيد في منزله بعزون  وتجمع عنده المئات  من السكان في دور التسوية حيث استخدموه كملجأ ورفض مغادرته تشجيعا للسكان على البقاء ، الى ان سقطت قرية عزون ، ودخلتها القوات الاسرائيلية ، واخذت تنادي بمكبر الصوت : ان على كل شخص ان يحضر الى ساحة البلدة خلال نصف ساعة ، ومعه حاجاته الضرورية ، واخذت السيارات تحمل الناس ، وتنزلهم في نابلس ، او  على نهر الأردن لكن المرحوم رفض الانصياع ، وركب دابة ، ومعه عدة من اقاربه ، وسار في شعاب الجبال الى قرية صير الواقعة في منأى عن الطرق العامة ، ومكثوا هناك ليلتين ، ولما شعر السكان ان قوات الاحتلال ترحل السكان ، وتقدمت باتجاه نابلس غادر سكان صير الى حجة ، وحاول الفقيد عبثا اقناعهم بالبقاء ، وهكذا ساروا ليلا الى حجة ومكثوا هناك الى ان  وضعت الحرب اوزارها ، وتدخلت القنصلية الامريكية بعد مطالبة المرحوم الشيخ سعيد صبري قاضي القدس الشرعي  باعادة اهالي قلقيلية ، ووقف عمليات هدم بيوتها ، وهكذا فقد وافقت السلطات الاسرائيلية على عودة سكان قلقيلية وعزون والقرى التي هجرت الى منازلهم ،  وهكذا فقد عاد الى عزون مع عدد من الذين  التجأوا للقرى المجاورة ، ووجد منزله قد سرق منه كل  غال ونفيس فتوجه الى منزله القديم وسط القرية في ظل نظام منع التجول ، وظل صامدا  يحث الناس على الصمود والثبات والتمسك بارضهم  ودينهم ،  وكم كان حزنه شديدا عندما علم باشتهاد ابنه الدكتور عبد السلام الذي كان رئيسا بالجيش الاردني لدى دخول القوات الاسرائيليه قرية الزبابدة ـ  قرب جنين ـ  حيث كان يقم مع اجباء آخرين في اسعاف الجرحى رغم انه لم يكن مكلفا بذلك ،  وقد سقط شهيدا من جراء قصف مدرسة الزبابدة بالمدفعية والطائرات ،  كما استشهد طبيب اخر هو الدكتور نورس يعقوب وجرح الباقون ، ومن الغريب ان احدهم "الدكتور مهند الخص" اسعف وطبيب اخر في مستشفى العفولة وبعد ان عولج اعيد للاردن ،  وبعد بضع سنوات استشهد الدكتور الخص لدى سقوط الطائرة التي كانت تقل الملكة علياء حيث كان يرافقها ، وظل مصير الدكتور عبد السلام مجهولا  الى ان تم التعرف على جثمانه بتاريخ 23/8/67 بعد نبش قبر في مدرسة الزبابدة ، ونقل الى قرية        عزون حيث ووري في ثراها الطهور في احتفال مهيب ابنه فيه والده قائلا  " الحمد لله الذي شرفني باشتهاده " .

          بعد حرب سنة 67 ظهرت  المقاومة الفلسطينية ،  وشكل احد ابناء عزون العقيد طاهر ذبلان فصيلا  ،  وكان المذكور ضابطا في جيش الانقاذ سنة 48 وانتقل الى سوريا وانخرط بالجيش السوري ، ووصل الى مرتبة عقيد ، وبعد ان احيل على التقاعد انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية ،  وقد توفي سجينا في عمان ونقل جثمانه الى مسقط رأسه عزون ، حيث ووري ثراها الطهور.

          كما سقط من عزون الشهيد ربحي محمد مسكاوي الذي كان طالبا في المانيا قبل سنة 67 ،  وبعد حصول النكسة في ذلك العام ، وكلمة النكسة مرادفة لكلمة النكبة التي اطلقت على حرب سنة  48  ، ترك الدراسة وانضم الى المقاومة وشارك في معركة الكرامة حيث فجر نفسه في دبابات العدو بعد ان لف وسطه بحزام من المتفجرات ،  وقد سقط شهيدا ودفن هناك.

     

    مساحة اراضي عزون :

            تبلغ مساحة اراضي عــــــــزون اربعة وعشـــرين الف دونم ، منها ستة الاف دونم حراج ،

    وثمانية الاف دونم مشجرة بالزيتون وحوالي الف دونم حمضيات ، والباقي اراض زراعية بعلية ،  وقد توسعت الاراضي المغروسة بالزيتون الى ان شملت معظم اراضي القرية.

            اما مساحة مسطح القرية فتبلغ الف دونم تقريبا .

     

    حدودها :

           يحدها من الغرب اراضي قلقيلية وحبلة ،  ومن الشرق كفر لاقف ودير استيا ، ومن   

     الشمال اراضي جيوس وصير ، ومن الجنوب اراضي كفر ثلث ،  وقد تفرع عن عزون عدد من القرى الصغيرة هي :

    عسلة : 

          تقع الى الغرب من عزون ، على بعد 3كم وتسكنها عائلة سليمان التي هي فرع من عدوان ،  وموقع عسلة اثري قديم ، وتصلها الآن طريق معبدة تم فتحها وتعميرها بجهود المرحوم االشيخ رشيد ونجله امين سنة 1962 ويوجد بها مدرسة ومسجد .

    النبي الياس:

           تقع غرب عزون على الطريق الموصل الى قلقيلية ،  وتبعد خمسة كيلو مترات عن عزون  ،  ويقطنها قسم من عائلة رضوان ، وهم اخليف ،  ومجد والباقاني ورضوان ،  وقد اصبحت  قرية منفصلة عن عزون سنة 1962 ،  سميت بهذا الاسم لوجود مقام النبي الياس فيها  الذي اقيم في عهد الوالي جقمن احد ولاة المماليك في القدس ،  واقيم بالقرب منها

     مشاريع ابار ارتوازية وغرست  بها عدة بيارات  ،  يوجد بها مدرسة ابتدائية ومسجد.

     عزبة الطبيب :

            تسكنها عائلة الطبيب التي جاءت لعزون من كفر ثلث في القرن التاسع عشر  ، كما سبق واشرنا اليه ، وتضم الان خمس عشرة اسرة . وترتبط كل من عسلة والنبي الياس بالكهرباء القطرية وبالمياه القطرية وشبكة الهاتف.

    خربة برثونية :

          تقع الى الشرق من النبي الياس ، وهي اثرية قديمة فيها ابار وكهوف مما يدل على انها  كانت مسكونةمنذ القدم.

     خربة عزون ( تبصر ) :

          تقع الى الغرب من قرية كفر سابا ، وقرب قرية مسكة ، اقيمت على اراضيها                           مستعمرة رعنانا واحتفظ اهلها بمساحة خمسة  الاف دونم ، وهم من  عائلة                                              عدوان ورضوان واسليم ،  وقد اعتاد سكانها في القديم ان يحضروا الى                                              القرية عزون صباحا ، ويعودوا اليها مساء ، حيث تكون الشمس في مواجهتهم                                                 صباحا ومساء  ، ومن تندر اهل قلقيلية بهم انهم حاربوا الشمس باطلاق النار                                                                   عليها لانها تضايقهم صباحا ومساء (ذلك للدعابة ) نزح اهلها سنة 1948                                                الى عزون بعد احتلالها .  ولم يبق  من اثارها سوى المسجد وبعض البيوت.

     

     الاماكن الاثرية

               هناك اماكن كانت تعتبر مقدسة ،  مثل بطمة الشيخ عمر التي كانت قائمة مكان بناية المجلس القروي  الحالي ،  وتنسب الى آل قدامة من جماعين.

                سريسة الشيخ مسعود موقع دار احمد رشيد عبد الجواد الصراح غرب دار شوكت عابد ، وقد  زالت هذه الاثار كليا.

     

    مساجدها :

    1 -  المسجد القديم ، يقع في البلدة القديمة وكان في الماضي مضافة ومدرسة في العهد

    العثماني ( كتاب ) بالاضافة لكونه مسجدا للصلاة وظل يستعمل مدرسة حتى سنة 1920 حيث بنيت مدرسة مؤلفة من غرفتين ،  وبعد تخرج الشيخ رشيد  من الجامع الازهر عمل على جمع التبرعات واصلاح المسجد ،  ونقل المضافة منها الى الدواوين حيث اصبح لكل عائلة ديوان. وتمت توسعة المسجد باقامة ليوان خارجي له ،  ومنبر ومحراب ،  وتبليط الساحة الخارجية ، وكان ذلك في الاربعينات.

    2 -  المسجد الكبير ، يقع في وسط البلدة وقد انطلقت فكرة بنائه في اجتماع دعا اليه

    الشيخ رشيد في مدرسة القرية يوم الجمعة 15 صفر 1397 هـ  الموافق 4 شباط سنة 1977 ضم وجوه بلدة عزون ، لان المسجد القديم لم يعد يتسع للمصلين ، ولا يتناسب  مع الوضع الحاضر  ،  وشكلت لجنة برئاسة المرحوم الشيخ رشيد عبد السلام  ، وعضوية عدد من ابناء البلد في الخارج ، وقد تم جمع قرابة 85  الف دينار ،   واقيم المسجد على شكل حديث،  بحيث ضم مكتبة ومسجدا للنساء وقبة جميلة  ومئذنة  ،  وكانت تشطيباته الداخليه اية في الفن الاسلامي  ،  وفرش بالموكيت  ،  وحملت مكتبته اسم الشهيد الدكتور عبد السلام رشيد عبد السلام ، حيث تبرع والده واخوانه بمجموعة قيمة من الكتب  واستحضرت له  مجموعة اخرى وهو مركز  لتزود القارئين بالثقافة الاسلامية والعربية.

          افتتح المسجد بتاريخ 2 جماد الثاني سنة 1400 هجرية الموافق  17/4/980 باشراف المرحوم سماحة الشيخ حلمي المحتسب القائم باعمال قاضي القضاة ، ومدير الاوقاف  الاستاذ حسن طهبوب ( وزير الاوقاف حاليا) وسماحة الشيخ عكرمة صبري ( مفتي الديار الفلسطينية حاليا ) وعدد من مديري الاوقاف  في الضفة الغربية وقضاة المحاكم الشرعية والوجوه  والاعيان والنواب والقضاة والمحامين والاطباء والمهندسين ورؤساء  البلديات والمجالس القروية ، فكان يوما مشهودا لعزون وهذه نبذة من الكلمات التي القيت في افتتاحه.

    ونقتبس من كلمتة  المرحوم الشيخ عبد السلام : بسم الله ،  ما شاء الله ، لا قوة الا بالله ،  الخير كله بيد الله ، ما شاء الله لا يصرف السوء  الا الله ، رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ،  ربنا عليك توكلنا  واليك انبنا واليك المصير ،  ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا ، وبارك لنا في هذا المسجد  ، واجعله عامرا بالايمان والتقوى والصلاح حتى تقوم الساعة ،  مرحبا بكم يا وفود الخير والايمان ،  مرحبا بكم ضيوف الله  ، يا من جئتم لتعظيم بيوت الله واعمارها ، وانتم زوار بيت  من بيوت الله.

          ومن كلمة سماحة الشيخ حلمي المحتسب : يأبى الله الا ان يبارك هذه الامة في جهودها وفي وجودها وثباتها خالدة الى يوم الدين ،   ومن واجبنا ان نعترف كدائرة اوقاف اسلامية اننا كنا نراجع مع فضيلة الشيخ رشيد ولده الخير الذي كان على سنن ابيه في تقواه ، وهو السيد امين عبد السلام  ،  فكان ما كان  ،  الى ان تم انشاء هذا المسجد على هذه الصورة التي نراها والتي يغمرنا السرور بها .. وكفاني عند التحدث عن ماضي التاريخ ان هذا  المسجد اسس في عزون ، ومن جنوبه وادي عزون الذي ارتد عنه نابليون في حملته على الاسلام والمسلمين خاسئا خاسرا  فاندحر الى  عكا وانكسر انكسارا ابديا.

    ومن كلمة الاستاذ محمد فؤاد ابو زيد مفتش الوعظ والارشاد بمحافظة نابلس:

          حقيقة الصمود في المساجــد       رسالة في قلب كل عــــــــابـــــــد

          علامة الصمود في المساجـد         وديعة في قلب كــــــــــل ساجــــد

          بشائر التجديد في المساجد        في جيلنا المكافح المـــــــــــكابد

          في قلب عزون الابية شيدت         فيها القلوب دمـــــــاء روح الصامد

          يا مسجدا جددت حبل اخوة       للمسجد الاقصى الحبيس الماجد

          ومن كلمة سماحة الشيخ عكرمة صبري : ان  حركة اشادة المساجد في بلادنا المباركة  لهي خطوة مباركة ، اشادة  هذا المسجد ان دلت على شيء انما تدل على مدى احساس شعبنا بالمسؤولية وعلى حرص المسلمين على التمسك باراضيهم ، والمحافظة عليها ،  وهي رمز مرابطتنا في فلسطين الارض التي باركها الله بقوله "سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير". ان هذه المساجد تتحدى المتآمرين الذين يحاولون اقتلاعنا من ارضنا لتغطية الطابع الاسلامي لبلادنا.

          ومن كلمة القاضي الاستاذ زهير خليل : ان اقامة هذا المسجد الكبير ، في هذا المكان ، ذات قيمة تطمئن قلوب المؤمنين الصابرين ، وستبقى هذه المئذنة تداعب لمسات بلادي مدوية الله اكبر ،  لا بد لهذا الطوق من ان ينكسر ، اسمحوا لي ايها الشيخ الجليل رشيد عبد السلام ان نقول في هذه المناسبة كلمة حق:  ليس غريبا عليكم اقامة هذا الصرح الشامخ في هذا البلد ،  فقد سبق ان اقمتم صرحين اخرين شامخين صرح الشهيد البطل ابنكم الدكتور عبد السلام ،  الذي تظلل هذه المئذنة الشامخة دماءه الزكية الطاهرة ، وصرح العدالة الشامخ العالي المتمثل في ولدكم محمد امين.

          من كلمة القاضي محمد امين عبد السلام : ما اجمل هذه اللحظات التي نلتقي بها في رحاب هذا المسجد ليذكر فيه اسم الله ما دامت شمس الحياة مشرقة ، ليبقى المحراب الذي يؤمه المسلمون في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى التضامن والثبات على ارضنا الطهور.

          و بعد ان  وصف المسجد شكر من ساهم بالتبرع لاقامته، ومن شارك في هذا الحفل.

    3- مسجد حذيفة بن اليمان ، اقيم على ارض تبرع بها المرحوم الحاج عبد الله عمران في

    موقع  الصفحة ، على مساحة دونم تقريبا ، وقد شكلت لجنة بنائه بتوجيه من المرحوم الشيخ رشيد الذي كان ملازما لبيته بسبب كبر سنه ، وانتخب نجله القاضي امين رئيسا للجنة بنائه ،   وتولى امانة االصندوق الاستاذ عبد الحميد عمر ، وقد جمعت التبرعات من عزون والقرى المجاورة ،   وبني على طراز حديث ، ومساحته نصف مساحة المسجد الكبير تقريبا، وقد ضم مكتبة وسدة ، وتبرع بانشاء مئذنته القاضي محمد امين عبد السلام ، فكانت جميلة وذات طابع خاص.

    4- مسجد الصحابة -اقيم بخلة الدربة على ارض تبرعت بها ارملة المرحوم شريف حامد

           داود ويقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية.

     

    الدواوين  :

              1.  ديوان ال سليم

             2.  ديوان ال رضوان

             3 .  ديوان ال عدوان

             4.  ديوان ال سويدان

            5.  ديوان ال ابو هنية

          تأسست معظم هذه الدواوين في العشرينات ،  تجتمع فيها العائلة ،  تكرم الضيف،  ويقدم له فيها الاكل والمنام ،  ولعل من اكثرها استقبالا للضيوف كان ديوان آل سيلم ، حيث كان المرحوم الشيخ رشيد ملازما للديوان المجاور لمنزله ، وقلما كان يمر يوم دون ضيافة ،  وكانت العائلة تتعاون على اكرام الضيوف.    

          وفي الزمن السابق كانت الدواوين تجمع كل عائلة وتكرس  العصبية ،   اما اليوم فهي مخصصة للمناسبات من افراح واتراح ، ولم تعد مقرا للضيوف كما كانت في الماضي بسبب سهولة المواصلات والسفر.

     

    السكان :

          بلغ تعداد سكانها سنة 1922 حسب كتاب الاستاذ مصطفى الدباغ بما فيها عسلة والنبي الياس سبعماية نسمة ،  وفي سنة 1931 بلغ 994 نسمة منهم 14 مسيحيا ،   وسنة

    1945  بلغ عددهم  1190 نسمة منهم 20 مسيحياً وسنة 1961  بلغ عددهم 2096   شخصا ، والنبي الياس 223 شخصا . وتعداد تبصر سنة 1948 كان 500  نسمة هاجروا الى بلدهم  الام عزون سنة 1948.

     ويقدر عدد سكان عزون حاليا 7000 نسمة ،  ومثلهم في الخارج خاصة الاردن والسعودية.

    التعليم :

               تم فتح اول مدرسة رسمية في العهد العثماني سنة 1912م ، بعد ان قررت الدولة العثمانية فتح مدرسة في كل قرية تعداد سكانها حوالي 700 نسمه ،  وعين للتدريس فيها الشيخ عبد الفتاح  الباقاني الذي كان يدرس في الجامع القديم ، وقد اغلقت اثناء الحرب العالميه الاولى . وفي سنة   1921 وفي عهد  الانتداب البريطاني افتتحت مدرسة اميرية وكان اول معلم فيها المرحوم عبد  اللطيف عنبتاوي من نابلس ، وقد تم تشييد غرفتين فهما ما زالتا قائمتين من ضمن مدرسة البنات الثانوية حاليا ،  ثم عين المرحوم نجيب الخياط  مدرسا فيها ، و هو من نابلس ايضا ،  وبعده المرحوم  رايق خليلي من سبسطية وبعده الاستاذ محمد بلعاوي من قرية بلعا ،  وفي عهده تخرج المرحوم  الشيخ رشيد عبد السلام من الازهر الشريف ، وعين معلما اضافيا ،  ثم عين الاستاذ صبحي شراب من  غزة مديرا تلاه الاستاذ المرحوم حكمت الشرابي من نابلس ، ثم المرحوم يوسف مسعود قدومي حتى سنة 1944 ،  ثم مسعود  ابراهيم من دير شرف ،   وقد وصلت المدرسة في عهده للصف السابع الابتدائي ، كل ذلك بمعاونة  المرحوم الشيخ رشيد الذي كان يعمل جاهدا في سبيل تقدم المدرسة وجمع التبرعات من الاهالي لزيادة غرف التدريس ،  ثم تولى الادارة المرحوم ربحي الشنطي ، وتوطدت علاقته مع المرحو م الشيخ رشيد ،  وعملا على رفع مكانة المدرسة حتى اصبحت ثانويه كاملة للفرعين العلمي والادبي ،  وكان يؤمها طلاب القرى المجاورة (1)، وظل المرحوم ربحي الشنطي مديرا لهـــا حتى سنة 1963م ، حيــث

    ____________________________________

    (1) وقد كنت واحدا منهم افد من قرية النبي الياس ما بين 1950-1958.

    اعير للعمل في السعودية تبعه الاستاذ يوسف فرعوني حتـــــى سنة   1966 ، وفي عهده احيل المرحوم الشيخ رشيد على التقاعد بناء على طلبه ،  وبعد سنة 1967 اصبح مديرها الاستاذ احمد قاسم نزال من قلقيلية ، وسنة 1977 الاستاذ احمد عويضة من قلقيلية ثم الاستاذ خليل ابو لبدة من قلقيلية حتى سنة 1990 اذ  عين مديرا للتربيه والتعليم في محافظة  قلقيلية ويتولى ادارتها الان الاستاذ زكي مصطفى منصور من عزون.

    وكانت مراحل التعليم في المدرسة كالتالي :

    من 1921  - 1944م  اعلى صف بها كان الخامس الابتدائي.

    من 1945  -  1952م  اعلى صف بها السابع الابتدائي

    من 1953  -  1962    اعلى صف بها الثالث الاعدادي

    من 1962  -  1968  اعلى صف بها الاول ثانوي

    من 1969  -   -           توجيهي ادبي

    من 1973 - توجيهي علمي

          وقد تم فصل الصفوف الابتدائية واصبحت المدرسة الابتدائية ، مستقلة سنة 1969،  ومديرها الاستاذ محمد عبد الرحمن دحبور.

          اما مدارس الاناث فهناك المدرسة الاساسية ومديرتها امينة رشيد عبد السلام والمدرسة الثانوية ومديرتها عفاف سليم شطارة وهي مدرسة ثانوية كاملة ويرجع الفضل الاكبر في نهضة مدارس عزون للمرحوم الشيخ رشيد عبد السلام.

    المياه :

                كانت بلدة عــــزون تعتمد على ابار الجمع ، لعدم وجود ينابيع قريبة حولها ، وتبعد

     

     

    23

    ينابيع وادي قانا وعيون كفر قرع ،  وبئر صير   بضعة   كيلو مترات عن عزون ،  وفي سنوات الجفاف كان السكان ينقلون المياه من الينابيع المذكورة على الدواب ،  وقد حفرت في العهد العثماني بئر ارتوازية  بموقع خلة خاطر  ( كفة البيارة ) ولم يصل الحفر لمنسوب المياه الجوفية ، و في سنة 1927 قامت القرية وبالتعاون  مع قائم مقام طولكرم  ، باكمال الحفر  حتى وصل الى عمق 39 مترا ، وتوقف عند ذلك الحد.

          وظلت فكرة حفر بئر ارتوازية امنية لدى المرحوم الشيخ رشيد عبد السلام ،  وفي سنة 1963 قامت سلطة المياه  بمشروع حفر عشر آبار ارتوازية في الضفتين ، وقد سعى الفقيد ونجله القاضي امين الى ان يحفر احداها بعزون ، واستطاعا اقناع المسئولين بذلك ،  وشرعت  السلطة في حفر بئر شمالي القرية موقع ( كفايف حميدة ) على الشارع العام المؤدي الى جيوس طولكرم ، وقد  ظهر النبع على عمق 130 مترا وكانت فرحة غامرة ،  ومن الجدير بالذكر ان المهندس طاهر ناصر الدين كان له دور فعال  في انجاح هذا المشروع ،  وقد تم تركيب محرك  لضخ المياه من  البئر ، وتمديد شبكة انابيب ، واقامة خزان في موقع الراس بشرقي قرية عزون ، وهكذا فقد تزود السكان بالمياه ،  كما تم توصيل المياه الىعزبة الطيب وعسلة وصير وجيوس.وتحققت امنية الفقيد في ذلك بجهوده المتواصلة.كما  تم حفر بئر ارتوازية للزراعة جنوبي القرية على طريق كفر ثلث وغرست حولها البيارات ،  ومع الاسف فان عملها كثيرا ما تعطل .

          وجرت محاولة لحفر بئر ارتوازية في المكان الذي بدىء فيه حفر البئر في العهد العثماني وخرج الماء (نزازا )  وقد تعطلت الحفارة في حرب سنة 1967 ولم توافق السلطات على اكمال حفرها. 

          كذلك فقد بدىء بحفر بئر ارتوازية غربي قرية عزون قرب النبي الياس  ،  ولم يتم انجازها بسبب حرب سنة 67 ،  ولم توافق السلطة على اكمال الحفر رغم المراجعات المتعددة.

          وقامت شركة ميكوم الامريكية سنة 1964 بحفر بئر جنوب غرب عزون على الطريق المؤديه لقرية عسلة ،  وذلك للتنقيب عن البترول ، وقد ظهر الماء قويا ولكن استمر الحفر،  واعلن عن عدم العثور على البترول على ان الشائعات كانت تقول غير ذلك.

     

    الكهرباء :

                في بداية السبعينات تم شراء مولد كهرباء وتمديد شبكة الحي الشمالي  من قرية عزون ، وذلك على نفقة سكان الحي ، وكان لتوجيهات الفقيد ونجله القاضي  امين اثر كبير في نجاح ذلك ، تم تعميمه لباقي البلدة ،  فقد سعى الشيخ رشيد ونجله  للتزود بالكهرباء من بلدية نابلس ، ولم تثمر هذه الجهود لعدم توفر الامكانات المادية ،  وفي اواخر السبعينات تم ربط البلده بشبكة الكهرباء القطرية ، كما تم تزويد مضخة الماء بها.

     

    معاصر الزيتون :

                كان يعصر الزيتون حتى مطلع هذا القرن على الطريقة القديمة في ( البد ) حيث تدار الرحى بواسطة خشبة تجرها الخيول ، وكان يوجد في عزون ( بدان ) وكان عصر الزيتون يمتد حتى الشتاء لبطء الانتاج ، وقد انشئت في عهد الانتداب معصرتان واحدة للحاج مصطفى اشبيطة ،   والاخرى لآل القدومي بطريقة القفف ،  حيث يعبّأ  دريس الزيتون فيها ويكبس في مكبسين ،  وفي الخمسينات انشئت معصرة ثالثة مماثلة اشترك فيها عدد من المزارعين منهم الشيخ رشيد  وبادارة الحاج منصور ، ثم زودت كل من المعاصر  بفرازة لفرز الزيت عن الزيبار ، الا ان رداءة المكبس كانت تؤدي الى ضياع كمية كبيرة من الزيت ، كما ان تعبئة  الدريس بالقفف كان تؤدي الى نسبة عالية من الحموضة ،  وعدم فرز الزيت عن الزيبار بصورة فنية كان يسبب فقدان نسبة من الزيت  ،  وقد ظلت فكرة انشاء معصرة حديثة تراود المرحوم ونجله امين الى ان تحققت سنة 1976  حيث اقيمت بجهودهما وبمشاركة المزارعين في عزون والبلدان المجاورة اول معصرة حديثة أوتوماتيكية في البلاد ، تعمل بطريقة الطرد المركزي  ويغسل حب الزيتون بمغسلة أتوماتيكية ،  ويرفع أتوماتيكيا الى الكسارة  والخلاطة ، ومن ثم الى الفرازات الحديثة ، كل ذلك بوسائل اوتوماتيكية تحتاج لعاملين فقط ،  وبسبب حداثة هذا النوع  من المعاصر تعرض العمل لاخطاء كثيرة ،  وفي سنة 1980 تعرضت ماكينات المعصرة للتعطيل والتخريب  من بعض العناصر المغرضة.وظلت شبة معطلة حتى سنة 1991 حيث تم تجديد ماكيناتها ، واستقدام واحدة  احدث واكبر طاقة بقرض من السوق الاوروبية ،  وهكذا فقد استعادت المعصرة طاقتها ، واصبحت تعصر خمسين طنا من الزيتون يوميا ،  والامل معقود ان تسدد المعصرة التزاماتها وتعود على السماهمين بربح سنوي.

     

    الصحة :

          كانت القرية تفتقر لوجود خدما ت صحية حتى سنة 1957 عندما حصلت على مساعدة من الاصلاح الريفي لبناء غرفتين لعيادة صحية ،   وقد اوكل امر الانفاق عليها للمرحوم الشيخ رشيد ،  وقامت وكالة الغوث بارسال طبيب مرة في الاسبوع لفحص المرضى ، كما  ان  وزارة الصحة عينت ممرضا وكلفت طبيبا بزيارة العيادة اسبوعيا.

          كذلك فقد تم انشاء مركز صحي تابع لجميعة البر  والاصلاح الخيرية  ،  وكان المرحوم من مؤسسي هذه الجمعية ،  ومدير المركز الصحي الان الدكتور حمد الله محمود عثمان ،  ويشمل المركز عيادة طبية ومختبرا وصيدلية ،  وعيادة اسنان ، ويديرها الدكتور عصام شاور  ، وقد امكن الحصول على ارض لبناء مستشفى عليها من عائلة شطارة  ،  وسجلت باسم جمعية البر والاصلاح الخيرية ، وتجري محاولات لاخراج هذه الفكره لحيز التنفيذ،  بحيث يخدم المستشفى قلقيلية وعزون وقرى القضاء ،  كما تجرى محاولات لفتح مستشفى ولادة واطفال في مبنى الجمعية.

     

     الجمعيات :

          في اواخر سنة 1978 تم اقامة جمعية خيرية كان المرحوم احد مؤسسيها ، وقد سماها جمعية البر والاصلاح الخيرية ، من اهدافها تقديم الخدمات الصحية ،  ونشر الوعي الثقافي وتشجيع الحركة الرياضية في القرية وتقديم الخدمات الاجتماعية  ،  وقد شارك المرحوم ونجله امين مشاركة فعلية في تحقيق اهدافها  ،  فتم اقامة بناء للجمعية من ثلاثة طوابق مساحة كل طابق  350 مترا مربعا ، يضم روضة اطفال تعدادهم حوالي مائتي طفل ، وحضانة ،  ومركز تثقيف صحي ، ومركز تدريب خياطة وتعليم مهنة الخياطة والنسيج للفتيات منذ عام 1982 ،  وناديا لشباب عزون الرياضي ، يشرف على فرقة رياضية تشارك في بطولات كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد وتنس الطاولة ، وقد وصلت بعض الفرق للدوري الممتاز ، ومنها وحدة  للمرأة ، وتشرف على دورات تثقيف صحي ودورة قص الشعر .

           وقد تمكنت ادارة الجمعية من شراء قطعة ارض مساحتها 13دونما اقامت عليها ملعبا للكرة ، وهي بصدد تعبيد الشارع الموصل لها ، وطوله 800 متر ،  وتسوية ملاعب للكرة الطائرة وكرة السلة ،  وفي الجمعية صالة للكمال الجسماني والكراتيه ،  وناد للشطرنج ، وقد انتخب القاضي امين رشيد عبد  السلام رئيسا للجمعية منذ تأسيسها وما زال .

          وفي سنة 1982 تأسست جمعية لاستصلاح الاراضي الزراعية بتشجيع من المرحوم الشيخ رشيد ، وتم تخصيص مساعدة لها من جمعية الانيرا بمبلغ 175 الف دولار ، وتم تزويدها بعدة اليات مكونة من اربعة تراكتورات بأحجام مختلفة ، ودراستين وتنك نضح ، وتنك رش وتنك لسقي المزروعات ، وساهمت في توسعة رقعة الاراضي الزراعية واستغلالها والتمسك بملكيتها وعدم التفريط بها .

     

     

    المجلس القروي

          ظل مختار واحد يشرف على امور القرية لغاية 1960 ثم وبتوجيه من المرحوم الشيخ رشيد بادر ابنه امين ، الذي كان يعمل مدعيا عاما لمدينة نابلس بالتقدم بطلب للجهات المختصة لتحويلها الى مجلس قروي ،  وقد ووفق على طلبه ،  وجرت انتخابات عين على اثرها المرحوم مصطفى منصور رئيسا للمجلس  ، وقد عمل المذكور بمساعدة المرحوم ونجلة امين على تقدم القرية وتحسين مرافقها ، سواء بالنسبة للمدارس او الطرق والكهرباء او  الماء او الزراعة، واصبحت عزون نموذجا في المنطقة ، وفي الانتخابات الاخيرة للمجالس البلدية والقروية عين الحاج منصور رئيسا للمجلس القروي ، وتم في هذه الفترة تزويد البلدة بالكهرباء القطرية ، وتعبيد معظم شوارع القرية وتوسيع المدارس.

          وفي الفترة الاخيرة زار البلدة وزير الحكم المحلي ،  وابلغ رئيس المجلس عن رفع عزون الى مجلس بلدي  ،  والأمل كبير في ان يتحقق  ذلك قريبا ، وان تتوالى الجهود لرفع مكانة عزون وتقدمها.

     

     

    كلمة الشيخ رشيد في حفلة تكريم الشباب الذين يعملون في الخارج بتاريخ 1/8/1977

    الموضوع : تحية الشباب

    بسم الله الرحمن الرحيم

          السلام عليكم ورحمة الله ايها الاخوة الكرام ، ايها الابناء الاعزاء ، اني احمد الله واشكره اذ وفقنا لهذا الاجتماع الشريف ، للاحتفال بتكريم ابنائنا وشبابنا الذين يعملون في الخارج ، لجهودهم المشكورة وكفاحهم وبذلهم في جلب الخير لأهلهم وبلدهم ، فهم فلذات اكبادنا  ، وقرة اعيننا وواجب علينا ان نحتفل بتكريمهم.

          ايها الشباب ، ايها الابناء الاعزاء ، اني ارحب بكم اجمل ترحيب ، باسمى واسم اهالي بلدكم الطيب ، واحمد الله على سلامتكم ، واننا نعتز بكم  ، ونفخر  ، وندعو الله ان يوفقكم لما تصبون اليه من مجد وسؤدد.

          ايها الشباب ، ايها الابناء الاعزاء ، ان الشباب في كل بلد ، وفي كل مجتمع ، وفي كل امة ، هم الامل الوحيد وعلى اكتافهم اثقال المسؤولية ، وبسواعدهم تقوم المشاريع الحيوية ، وترتقي الامة ، وبأفكارهم  تنتشر الحضارات والقيم الاخلاقية ، وبطموحهم يرتفع شان بلدهم وامتهم الى اعلى درجات المجد ، وعلى نشاط الشباب يتوقف مستقبل البلد والامة ، فهم يؤمنون استمرار الاعمال البناءة بالعلم والعمل في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وعليهم المسؤولية الضخمة  نحو مجتمعهم ، اقتداء بنبيا وسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ، الذي كان في شبابه مثلا سيسها  وما زالاعلى في مكارم الاخلاق ، حتى لقب بالأمين قبل ان يبعث بالرسالة ، ولقد وصفه ربه بقوله تعالى "وانك لعلى خلق عظيم" .

          اني امل ان تكونوا من شباب مدرسة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذين تربوا على موائد الايمان والتقوى ، الذين اوصى الرسول الكريم عليهم بقوله صلى الله علية وسلم ، لامته (اوصيكم بالشباب فاني نصرت بالشباب) وهكذا فان الشباب في كل عصر هم الامل والرجاء ، من جباههم يشع النور  ، ومن سواعدهم تولد الحياة .

          ايها الشباب ، ايها الابناء الاعزاء ، مرحبا بكم واهلا وسهلا ، لقد خرجتم من بلدكم للعمل في طلب الرزق الحلال ، وفي طلب العلم لجلب الخير للأهل والوطن ، ونشر العلم  والعرفان  في بقاع الارض ، وذلك من اكبر الفضائل والطاعات ، وهو الجهاد والكفاح للوصول الى الحياة السعيدة ، وتعمير الديار والوطن فالاسلام ايمان وعمل ، قال تعالى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

          مرحبا بكم ايها الابناء الاعزاء ،   اني لفخور بكم وباخواني اهالي هذا البلد الطيب شيبا وشبانا ، الذين اصبحوا  موضع الاعجاب والافتخار  في كل البلدان بما بذلوه من جهد وانفاق في المشاريع  الحيوية من اقامة المدارس للذكور والاناث ، حتى اصبحت كاملة لله الحمد والشكر ، ومشروع المياه الذي كان في نظر الكثير من الناس انه من المستحيل ، فقد تم باذن الله ،  واصبحت شبكة المياه واصلة لكل بيت في بلدنا ، كما في المدن ، وهذا من فضل الله علينا ، وبهمة الرجال المخلصين شيوخا وشبابا ، وها هو  مشرو ع الكهرباء بعد ان كان مشاريع فردية  اصبح مشروعا واحدا للبلد ، وسيتم ان شاء الله عن قريب كما في كل مدينة ، وكذلك ها هو مشروع بناء المسجد  الجديد SYMBOL 243 \f "AGA Arabesque Euro" الذي سيكون ان شاء الله مسجدا نموذجيا ، قد لقي كل العطف والتشجيع من الداخل والخارج ، ولم يبق علينا الا وجود الارض المناسبة ، والمكان المقبول لدى جميع الناس ، وارجو من الله التوفيق لما فيه الخير ، وهناك مشاريع اقتصادية قد تمت باذن الله ، مثل معصرة الزيت الاوتوماتيكية ، وبذلك اصبحت عزون مركزا هاما ، وها هو مشروع جديد سيقوم في ارض عزون ايضا ، وهو مصنع لتعبئة الحمضيات ، ولا شك انه مشروع هام ونافع ، ويعود على البلد بالخير العميم ان شاء الله ، واني امل منكم ، يا معشر الشباب ومنكم يا رجالات عزون ، ان تستمروا في نهضتكم المباركة ، وان تكونوا دائما مثالا حسنا في التعاون ، وفي اعمال الخير ، وان تكونوا يدا واحدة ، واسرة واحدة واخوة متحابين عاملين دائما لاصلاح بلدكم ، وتنظيمها ورفع مستواها بين البلدان اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وان تكونوا كما امر الله تعالى "انما المؤمنون اخوة" ، وكما طلب منا رسول الله  بقوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى" لا عصبية ولا قبلية بينكم.  ايضا سيروا الى الامام الى الرقى ، الى الحضارة الى التقوى ، الى الايمان بالله ، الى العمل الى الفضلية ، الىمكارم الاخلاق ، يا شباب عزون ويا رجالاتها اينما كنتم ، واينما وجدتم،  وفقكم الله الىاعمال الخير دائما ، وزادكم الله من نعمه "لن شكرتم لأزيدنكم"  وحفظكم من كل شر ، ومن كل سوء ، ودمتم موفقين للصلاح والرقي والحضارة والمجد وقدوة صالحة لكل الناس ، والسلام عليكم ورحمة الله .

     

    مدرسة عزون 2/6/1959

    محاضرة موضوعها الاسلام فيه السعادة . الدليل على وجود الله . محاربة الشيوعية والالحاد. ما يغني عن الحزبية. واجب الطلاب والاساتذة وكل مسلم.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اخواني الاساتذة ، ابنائي الطلاب

    السلام عليكم ورحمة الله

    الاسلام دين الله وفيه السعادة كلها : قال تعالى : "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين"

          الاسلام دين الفطرة والتوحيد ، وهو الذي ازاح عن البصائر غشاوتها ، وازال عن العقول حجبها ، واوجب النظر في صحة ما يدعو اليه لا سعادة الا بالاسلام فهو الدين الذي عالج جميع العوامل المنغصة للعيش ، وارشد تابعيه الى العقائد التي توفر الاطمئنان النفسي ، فتحصل نتيجة ذلك السعادة الحقة.

    الدليل على وجود الله سبحانه وتعالى :

          ذكرت لكم ان الاسلام قد اوجب النظر والتفكير في صحة ما يدعو اليه ، واقام الادلة القاطعة على وجود الخالق ، قال تعالى " وفي الارض ايات للموقنين ، وفي انفسكم افلا تبصرون" وقال "ومن اياته خلق السموات والارض ، واختلاف السنتكم والوانكم ، ان في ذلك لآيات للعالمين" ان دلالة الأثر على المؤثر بديهية عقلية ، فلا يعقل ان يوجد اثر بلا مؤثر ، فانظروا الى نظام هذه الطبيعة الكونية ، وما خطه الله على قرطاس هذا الوجود ،  تجدوا ان ما من ذرة الا ولله فيها اثر ينطق بلسان حاله ، ويذعن بوجود خالق هذا الكون وهذاالعالم . ذكر المؤرخون ان جماعة ملحدين دخلوا على الامام ابي حنيفة وسيوفهم مسلولة يريدون قطع عنقه لانه حجة عليهم ، واية في تجهيلهم وتسفيه عقولهم ، فقال لهم : اني سائلكم عن مسألة فأجيبوني ثم افعلوا ما شئتم ، فقالوا له : هات مسألتك واسرع. فقال : ما تقولون في رجل يقول لكم اني رأيت سفينة مشحونة بالأحمال ، مملوءة من الاثقال ، قد احتوشتها في البحر امواج متلاطمة ورياح مختلفة ، وهي من بينها تجري مستوية ليس لها ملاح يجريها ولا متعهد يدفعها ، هل ذلك يجوز في العقل وهل تصدقوه فقالوا : هذا شيء لا يقبله العقل ولا يقرب من الصدق ، فقال الامام : سبحان الله ، اذا لم يجر في العقل ان سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا ملاح ، فكيف يجوز في العقل قيام هذه الدنيا علىاختلاف احوالها وسعة اطرافها وتباين اوضاعها من غير صانع ولا حافظ ؟! فبكوا جميعا وتابوا  على يديه ، وقالوا : صدقت واغمدوا سيوفهم ، وآمنوا بالله تعالى ايمانا جازما.

    الشيوعية والالحاد :

          فمن هذا يتبين لكم جهل الملحدين وبطلان مذهبهم وفساد عقيدتهم ، وسوء نياتهم ، وعظم شرهم على المجتمع ، فالمذهب الشيوعي هو مذهب الالحاد ، عدو الله والاسلام،  وعلى المسلمين ان يحاربوا الشيوعية والشيوعيون في كل مكان ، مهما كانت صلاتهم وقرابتهم ، كما فعل الصحابي العظيم ابو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه ، حيث قاوم اباه وقتله لانه حارب الاسلام والمسلمين فنزلت الاية الكريمة قوله تعالى "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ، ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم" فاهل الشر والفساد هم سبب المصائب ونزول البلاء ، فواجب على المؤمنين ان يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر .  قال تعالى "ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون"

    لا حزبية في الاسلام :

          فالاسلام وحده كفيل بان يربي النفوس على الفضلية والعزة وحماية الذمار ، والذود عن الاوطان والديار والحرمات . الاسلام يربي في النفوس الانفة من الخضوع للاجنبي والاستسلام للاستعمار والعبودية الا لله ، ويربي في النفوس حب العدل والصدق والاخلاص في الاقوال والاعمال ، ويوجب النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم، يجب علينا ان نكون مخلصين لولاة الامور منا قال تعالى "واطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم".

    واجب الطلاب والاساتذه وكل مسلم :

          نريد منكم ايها الطلاب ان تؤمنوا برسالة الدين والاخلاق ، نريد منكم ان تنظروا الى الحياة بمنظار صحيح ، وهو الاسلام ، وان تقبلوا على تحصيل العلوم والمعارف ، نريد منكم ان تتعاونوا على البر والتقوى ، وان تنكروا الذات في سبيل الصالح العام ، نريد ان تأنفوا الذلة والمهانة ، وان تتسلحوا بالجد والنشاط لتعمروا الارض وتشعروا بمسؤلياتكم ، نريد منكم ان تؤدوا واجباتكم نحو الله ونحو انفسكم ونحو المجتمع ، كي تكونوا جيلا صالحا عاملا لا سعاد الامة وارتقائها ووحدتها واسترداد الوطن المسلوب وتحرير العرب والمسلمين ، حقق الله الامال ، ووفق المسلمين للعمل بالاسلام ، وخذل الله الملحدين والمفسدين ، وحفظ الله الملك والمخلصين من رجالات هذه الامة ، انه سميع مجيب والسلام.

       

    خطبة رابعة في صفر سنة: 1358هـ/14/4/1339هـ

    في اي شيء القوة اليوم

          الحمد لله القائل : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب" : واشهد ان لا اله الا الله شهادة نظر للطوارىء المستقبلية فصرف من ماله بحساب . واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله الذي لمهات الامور سن الاكتتاب والتبرع ، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه ذوي القدر الجليل ، اما بعد فيا ايها المسلمون،  ان القوة في زمانكم هذا هي الحكم الذي لا ترد له احكام. وهي العظمة التي لا تساويها عظمة عظيم مهما كان رفيع المقام.وهذه القوة في شيئين اثنين لا ثالث لهما باتفاق الافهام . اولهما العلم وثانيهما المال ، وما عداهما تابع ليس بأصيل. في هذين الشيئين تتنافس الامم اليوم ، وتتسابق تسابق الجياد. كل امة تريد ان تكون اكثر علما ومالا لتسود سواها ولاتساد ، برهنت الايام على ذلك حتى اصبح لا يخفى على فرد من افراد العباد  ،  فبالعلم يكتشفون ما اودع الله في طبائع هذا الوجود من قوة ، وبالمال يشترون ما ليس لهم اليه سبيل. نحن امة ، ولعلنا اطول لسانا ، واعرضها دعوى ، فاين حظنا من العلم والمال . من منا بوافر علمه اكتشف لنا ما ينفعنا في حال من الاحوال . ما كان ذلك وحسبنا ان نكتشف من يوم لاخر مكيدة نكيد بها بعضنا بعضا ، بل حسبنا ان نتفنن في فعل المنكر وما يغضب الله، ونسمي فاعل ذلك الهمام النبيل . هذا حظنا في العلم.

          وأما حظنا في المال فضئيل لتفريطنا في تحصيل اسباب الارزاق ، وهي الصناعة معدومة عندنا لكسلنا . والتجارة كاسدة لغشنا ، واهمالنا لزراعتنا ثابت باتفاق. واما اغنياؤنا فهم اما بخلاء ، واما ورطهم حب الظهور والزعامة ، فلم يبق من اموالهم باق ، والنتيجة انا امة مسكينة لا نستطيع ان نعمل عملا به نستحق بين الامم التوقير والتبجيل ، فاذا جدت الامة في التعلم زاحمنا سوانا في الاكتشافات والاختراعات ، وكنا لهم من الانداد ، واذا تصرف اغنياؤنا في اموالهم بحكمة بقي في خزائننا ما يكفي الدولة للقيام باي مشروع يراد واذا اضيف الى ذلك اتفاق كلمتنا اصبحت بلادنا بين الامم من اقوى البلاد ، ولنفعل ذلك،  ولنجعل اساسه تقوى الله تعالى . افيقوا ايها الناس ، فقد طال زمن الغفلة  ، افيقوا لتشعروا بالآلام التي حلت بكم  ،  من نقص اطرافكم وتقطيع اوصالكم بيد عدوكم الذي لا يفتر عنكم ولا ينام ، افيقوا واجمعوا كلمتكم ، ووحدوا وجهتكم ، ونظموا صفوفكم ، واستجمعوا قوتكم لتستردوا مكانتكم بين الامم ، افيقوا لتفهموا انكم في دينكم ودنياكم لتفريطكم قاربتم ان تلفظوا النفس الاخير  ، اجعلوا همكم تقوى الله واني بفوزكم في الدنيا والاخرة كفيل الحديث :" العلم والمال يستران كل عيب ، والجهل والفقر يكشفان كل عيب" حديث  آخر "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" .

    وحديث اخر : "المؤمنون كرجل واحد ان اشتكى راسه اشتكى كله ، وان اشتكى عينه اشتكى كله".

     

    خطبة في افتتاح حفلة جماعة اللغة العربية بمدرسة عزون الثانوية في 21/11/1955

    الموضوع : الخطابة وفائدتها ، ما جب على الطالب والمعلم سبيل النجاح

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخواني الزملاء  ، ابنائي الطلبة

    بسم الله الرحمن الرحيم

          نستهل عامنا الدراسي باولى جلساتنا الخطابية لهذا العام مستعينين بالله ان يوفقنا لما فيه السداد في الاعمال والاقوال.

    مكانة الخطابة :

           لا يعرف مقام الخطابة الرفيع واثرها الممتاز في تقدم الامم في مضمار الحضارة والرقى الا من عاش في امة رفرف عليها علم العدالة والحرية ،  ففي ظل العدالة تؤدي الخطابة من ضروب الاصلاح والتوجيه المفيد ما يتعذر ان تقوم به في عهود الظلم والاستبداد ،   حيث تكم الافواه ،  ولأهمية الخطابة في الامم الراقية خصصت لها وزارة اطلقوا عليها وزارة الدعاية ،   فالخطابة في اوقات الحروب تقوم بدور لا يقل اهمية عن المدافع والطائرات واسلحة القتال ،  بل هي اقوى اسلحته ،  فالخطيب البليغ يدفع الجنود دفعا الى القتال وبذل النفوس دفاعا عن الاوطان ،   وفي هذا يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم "يا ايها النبي حرّض المؤمنين على القتال" وفي زمن السلم تقوم الخطابة بالحث على جميع مناحي الاصلاح التي تحتاج اليها الامة  ،  والنجاح في الحياة الان متوقف الى حد كبير على اجادة ،   الخطابة فشهرة المحامي من قوة دفاعه ،  ونجاح النائب في دائرته بفصاحة لسانه ،   وما رأينا مصلحا او زعيما بلغ ذروة الشهرة والمجد الا كانت الخطابة سبب مجده وعلو شأنه ،  وناهيكم ان الخطابة تحفظ اللغة  ،  وتعلي شأنها ،   وحياة اللغة تكون بحياة الامة التي تنطق بها ،   ولغتنا قد سبقت اللغات كلها بفصاحتها وبلاغتها واتساعها ،   وقد حفظت من الضياع لنزول القرآن بها  ،  فالعناية بتعليم اللغة العربية طاعة كبرى  ،  وخدمة للامة وزينة للناطق بها.  وقيل : ان احسن الخيرة وانفس الذخيرة أدب يتوسل به الى درك مجد ونيل سؤدد وشرف منصب وعلو همة ،  فالخطابة فوائدها جمة  ،  اذ تعلم الانسان الجرأة والفصاحة في المنطق والبلاغة في العبارة .

    ما يجب على الطالب والمعلم :

          ايها الطلاب ان الطريق المثلى لنجاح الافراد والامم هي ان يقوم كل فرد بواجبه بأمانه واخلاص  ،  فواجب الطالب ان يثابر على الدراسة بجد واجتهاد حتى يكون من المتفوقين وان يطيع نظم المدرسة ويكون مخلطا لمعلميه . وواجب المعلم ان يضحي بماله ونفسه في سبيل تعليم طلابه وتثقيف نفسه وهداية تلاميذه  ،  فالغاية التي نتوخاها جميعا هي ان يؤدي  كل واحد منا واجبه كي نكون امة عزيزة الجانب موفرة الكرامة ،   فأنتم ايها الاساتذة الذين تنشئون جيلا صالحا  ،  وانتم ايها الطلاب رجال الغد رجال المستقبل الذين يعتمد عليكم الوطن العزيز لتطهروه من الاعداء ،   وتعيدوا ما سلب منه  ،  فترفعوا العلم العربي فوق كل بقعة  ،  ونشروا الاسلام في ربوع الكرة الارضية بما تحليتم به من الفضائل ومكارم الاخلاق التي دعا اليها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،  والمحافظة على اداء الواجب اسأل الله تعالى ان يوفقنا لما نصبو اليه من علم وعرفان ومجد وسؤدد ،   وان يحقق للأمة العربية  والعالم الاسلامي اجمع امنانيهم المنشودة ،   وان يرزق هذ الامة رجالا مخلصين يقودونها للقيام بواجباتها ونيل حرياتها ورفع نير الاستعمار والظلم عنها  ،  واعادة مجدها وكرامتها  ،   وعلى الله فليتوكل المؤمنون .

          الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ، لا اله الا الله وحده ،   صدق وعده ونصر عبده ، وهزم الاحزاب وحده . اسأل الله ان يجعل معهدنا هذا في تقدم مطرد بجهود مديره ومعلميه حقق الله الآمال والسلام عليكم ورحمة الله .

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • [email protected] said...
  • السلام عليكم اخواني واحبابي اشكر المشرف على الموقع الجميل واشكر كل من كتب في هاذى الموقع المتميز يا اخواني انتم الاحرار دائمن بارائكم مادمتم تكتبو عم الحاضر والماضي عن المسلمون اشكركم عمران العزوني ابو علاء يحيكم من صميم قلبي وخاصه المشرفين على الموقع الجميل والى الئمام دائمن انشاء الله من فلسطين وشكرااااااااااا
  • Wednesday, December 9, 2009
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me