An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Friday, January 30, 2009
  • هتمامات المترجمين العرب ومستوى ادائهم
  • Published at:Not Found
  • اهتمامات المترجمين العرب ومستوى ادائهم

    بين امس القريب واليوم

     

     

    أ

    . د. يحيى جبر

    رئيس مجمع اللغة العربية

    - بيت المقدس سابقا

    مؤسس الجمعية العلمية الفلسطينية

    استاذ علم اللغة بجامعة النجاح الوطنية

     

     

     

    مدخل:

     

     

    ندور بهذا البحث حول حركة الترجمة العربية في القرنين الاخيرين وسنركز الحديث على اهتمامات المترجمين ممثلة في موضوعات الكتب التي ترجمها واللغات التي ترجموا عنها والموازنة بين ما كان من ذلك في اوائل هذه الحقبة وما جاء بعده الى يومنا هذا، اضافة الى مستوى الاداء بين مترجمي الامس واليوم من حيث سلامة اللغة ودقة الأداء وتوصيل المعاني

     

    .

    وقد استقينا مادة هذا البحث من الكتب المترجمة، ومن المصادر التي تناولت سير المترجمين، سواء كانت ترجماتهم عن العربية ام اليها، ومن المؤلفات التي استعرضت حركة الترجمة في الوطن العربي والدوريات التي تناولت هذا الموضوع من قريب او بعيد، ولما كانت هذه الحركة انشط ما تكون في بلاد الشام ومصر وكانت توجهات التراجمة واحدة أو تكاد فقد قصرنا دائرة البحث على بلاد الشام بوجه خاص، لأن واقع الترجمة فيها يعكس الحال في البلاد العربية المختلفة

     

    .

    وجدير بالذكر ان اهتمامات المترجمين اليوم تغيرت كثيرا عما كانت عليه، وخطت حركة الترجمة خطوات واسعة الى الامام في المجالات المختلفة وليس أدل على ذلك من هذا الاتحاد

     

    "اتحاد المترجمين العرب ببغدادوهذا المركز المركز العربي للترجمة والتعريب بدمشقوذلك المكتب مكتب تنسيق التعريب بالرباط" وغيرها من المؤسسات التي تعنى بالترجمة على المستويين الرسمي والشعبي، في جميع ارجاء الوطن العربي، وما ذلك الا لازدهار حركة الترجمة وتجسيدا لدورها في التواصل الحضاري بين الشعوب، ناهيك عما يترجمه اتجاهها من حاجة الوطن العربي الى ما توصلت اليه الشعوب الاخرى من معرفة وتقنيات لابد منها لمن يرغب في اللحاق بالمركب، لا سيما بعد هذه الثورة في ميادين المعرفة المختلفة، وهذه الطفرة في مجال التقنية . وسنقتصر الحديث على الترجمة الى العربية لان الاتجاه الاخر ضعيف نسبيا، ويصعب حصره، وبدأ بسيطا جدا ولكنه بدأ ينشط حديثا لاسيما في مجال الادب والثقافة، ومرجع ذلك الى تخلف العطاء العربي المعاصر في المجالات الاخرى

    .

     

    موضوعات الترجمة

    :

    يقف المطالع في الأعمال المترجمة الى العربية على حقيقة بارزة تتمثل في اختلاف الموضوعات بين حقبة واخرى، وان ظلت موضوعات بعينها مصب اهتمام بعض الترجمة ككتب الأدب والقصص التاريخية، ذلك لان مادتها تستهوي النفس، ومن شأنها ان تخرج من اطارها الاقليمي الى الاطار العالمي لاسيما اذا كانت تعالج قضايا انسانية عامة

     

    .

    وقد ترجم القوم باديء الامر

     

    ما ظنوه قادرا على احداث ثورة كالتي شهدها الغرب لانهم أدركوا مدى التخلف الفكري الذي كان يسود الحياة العربية في القرن الماضي وأوائل هذا القرن، وقد كان لترجماتهم دور في اذكاء حركة التحرير، فقد اثرت مباديء الثورة الفرنسية في ظهور المسألة الشرقيةذلك عبر المؤلفات التي ترجمت الى العربية، وتحديا مترجمات خيري حماد وما ترجمه عادل زعيتر على نحو ما نجده في قوله عندما سئل عن السر في عدم تأليفه كتبا بدلا من ان يظل يترجم كتب الغربيين: “عندما اصبح قادرا على تأليف مثل تلك الكتب سأتوقف عن الترجمة". ومن هذا القبيل ما كان يرمي اليه خليل بيدس عندما اكب على ترجمة عدد من الاعمال الروسية المشهورة اذ كان هدفه هو سد ثغرة ونقص تعاني منه الأدبيات العربية في ذلك الوقت" (محاميد ص 104) كما "كان لعمل خليل بيدس في مجال الترجمة اثر كبير على الحياة الادبية في تلك الفترة” (المصدر نفسه

    101).

    ويمكن تصنيف الموضوعات التي اهتم بها الترجمة واولوها عناية خاصة، تلك التي اطلعوا عليها

     

    - افرادا ومؤسسات- في لغاتها الأصلية، أو في غيرها من اللغات الاجنبية، فأدركوا حاجة المجتمع العربي لها، وامكان انتفاعه بمادتها، وقد تباينت هذه الموضوعات على أنحاء متفرقة يمكن اجمالها في ما يلي

    :

     

    أولا

     

    :

    الموضوعات الادبية

    وتتنوع هذه الموضوعات ما بين الشعر والرواية والقصة على اختلاف اغراضها ولا شك في انهم لم يترجموا من الاعمال الا ما احتاز على اعجابهم وكان رفيع المستوى، ومن اقدم ما ترجم في هذا المجال ثلاث قصص روسية هي

     

    انبة القبطان والقوقازي الولهان، والطبيب الحاذقترجمها خليل بيدس ونشرت في بيروت سنة 1989 (محاميد 101)، كما ترجم سليم قبعين في اواخر القرن التاسع عشر نخبة من مبتكرات افكار الكاتب الروسي الشهير مكسيم جوركي، وقصة الملك الرافع اللواء، وأحد ملوك الجمهورية ، وغيرها (محاميد 140،141) وكل ذلك يشير الى تعطش العرب للمعرفة والاحاطة بمناهج الشعوب في التعبير عن نفسها، ومن هنا كان توجه الكتاب والادباء الى الترجمة على نحو ما نجده في قول ميخائيل نعيمة "ان مطالعاتي الروسية، وان تركت في قلبي غصة بسبب نقص معارفي اللغوية لم تلبث ان اثارت اعجابي بالأدب الروسي وحسرتي على الأدب العربي بالنسبة اليه فقد تكشف لي فقرنا الى ادب ينبع من الحياة، وأدباء لا يلتهون بالقشور عن اللباب (محاميد

    160).

    ولم تكن هذه الظاهرة في بلاد الشام فقط، وانما امتدت، بل سبقت الى قصر ممثلة في مناشط الرعيل الاول رفاعة الطهطاوي والى

     

    ....

    ونستعرض في ما يلي بعض المترجمات الادبية في تسلسل زمني يوضح مسار حركة الترجمة في هذا المجال

     

    :

    1989

     

    ترجمة خليل بيدس عن الروسية ابنة القبطان والطبيب الحاذق لبوشكين، ولم يمض عام حتى ظهرت ترجمة القوقازي الولها لبوشكين ايضا

    .

    1946

     

    ترجم جميل البحري اعمال جريجوريوس حجار وذلك عن الفرنسية

    .

     

     

    وترجمت عنبرة سلام الخالدي الياذة هوميروس عن الانجليزية

    .

    1950

     

    ترجم احسان عباس كتاب الشعر لارسطو طاليس عن الانجليزية

    .

    1953

     

    ترجم نجاتي صدقي قصصا مختارة من الادب الاسباني نقلا عن الروسية ولم يمض عام حتى خرج على الناس بترجمة قصص مختارة من الادب الصيني نقلا عن الانجليزية .

    ثم اخذت وتيرة الترجمة تتصاعد، وتخرج عن اطار الحصر، مما يعني انه لا طائل من وراء رصد مزيد من الامثلة في الازمنة المختلفة، غير ان ثمة ملاحظة جديرة بالرصد هنا ، تتمثل في ان التراجم الادبية نحت في الاونة الاخيرة منحى نأى بها بعض الشيء عن الاعمال الفنية الى الاعمال النقدية والمدارس الأدبية، على نحو ما يظهر في ترجمة محمود السمرة كتاب القصة السيكولوجية لليون ايدل سنة

     

    1959، وترجمة توفيق صايغ كتاب روبرت سبيلر تطور الادب الامريكيفي السنة نفسها، وترجمة احسان عباس ومحمد يوسف نجم عام 1969 كتاب "النقد الادبي ومدارسه الحديثة" لستانلي هايمن، وتراجم عبد الرحمن ياغي كتاب (ت. س. اليوت) لليونارد دانجر، وكتاب (دراسات في النقد) لألان تيت، وكتاب "المسرحية الاميركية الحديثة" لألان دوانز

    .

    ونعتقد ان العلة في ذلك تعود الى التوسع في ايفاد البعثات الدراسية للدول الاجنبية، واتساع دائرة التواصل الحضاري مع شعوبها، كما بدأ العرب في تطبيق مناهج الدرس الادبي الغربية، كما نشطت الدراسات المقارنة لاسيما مع الاسباني ، مما أدى الى تطبيق بعض الدارسين العرب مناهج البحث الغربية على الأدب العربي القديم، واستعانوا بها في تشكيل بعض الفنون الادبية الحديثة كالرواية العربية، اذ جاءت متناغمة الى حد كبير مع الرؤية الغربية، وترسمت خطاها ترسما

     

    .

     

    ثانيا

    : الموضوعات العلمية :

    تأخر اشتغال المترجمين العرب بالكتب العلمية عن سواها من الكتب، ومرد ذلك الى التخلف العام الذي ساد الحياة العربية في بدايات عصر الترجمة، لاسيما ان مظاهر النهضة العلمية والتقدم التغني لم قد ازدهرت انذاك على نحو يغري بالاهتمام بها، اضافة الى تعذر ذلك على الصعيد العربي لأن العثمانيين نقلوا الصناعات والمهارات الحرفية والمهنية الى استانبول ، ثم ابتلى الوطن العربي بما ابتلي به

     

    .

    ولكن ترجمة المصنفات العلمية ازدهرت في اعقاب ادراك الفارق الحضاري بين العرب والغرب، ومدى حاجتنا الى علومهم وتقنياتهم، لا سيما عندما اشتدت حاجة العرب للأسلحة، ومن بعد ذلك مصاحبا له تصاعد الثورة التي يشهدها عالم الاتصالات والتقنيات ، وانفجار المعرفة، مما حدا بعدد من الدول العربية الى تأسيس مرافق علمية مختلفة والشروع في صناعات مختلفة، وقد واكب ذلك كله ترجمة كثير من الكتب العلمية، نهض بها أفراد ومؤسسات على امتداد الوطن العربي، وقد نذكر من ذلك جهود مجامع اللغة العربية في هذا المجال ومراكز البحث العلمي في كثير من الدول العربية

     

    .

     

    ثالثا

    : الموضوعات التاريخية :

    وهي من الموضوعات التي لاقت اهتماما مبكرا، ولعل ذلك ناتج عن دور المستشرقين العرب وايلائهم الترجمات التاريخية اهتماما خاصا، لاسيما ما كان مؤلفا باللغات الاجنبية وكان موضوعه الحضارة العربية الاسلامية، فقد ترجم بندلي الجوزي سنة

     

    1982 كتاب ولكن الهولندي الأمومة عند العربوذلك عن الجرمانية، كما ترجم خليل بيدس سنة 1909 كتاب ليوتولستوي "أهوال الاستبداد" عن الروسية . وتوالت الترجمات ، ويمكن ان نرصد في هذا المجال ظاهرتين هما

    :

    1-

     

    التركيز على الشخصيات التاريخية، على نحو ما يظهر في كتاب "الغازي مصطفى كمال وفرساته الاربعة لبرهان جاهد الذي ترجمه عن التركية رأفت الدجاني سنة 1935، وكتاب " امراء غسان من آل جفنة لثيودور نولدكه، الذي ترجمه بندلي الجوزي في اوائل هذا القرن، وكتاب نأثان الحكيم" لسنع، الذي ترجمه الياس نصر الله حداد سنة

    1932

    2-

     

    ظهور ما يمكن ان نسميه بالاسرائيليات الحديثة، ونعني بها ما ترجمه العرب مما كان لعلاقة بالكيان الاسرائيلي الذي زرع في قلب الوطن العربي - فلسطين - او بهجرة اليهود اليها، ووعد بلفور، وفي هذا المجال يمكن ان نرصد ما يلي

    :

    أ

     

    - سنة 1929 نشر محمد يونس الحسيني تحليلا لوعد بلفور ، عن الانجليزية

    .

    ب

     

    - 1931 ترجم حسن صدقي الدجاني وصلاح الدين العباسي كتاب فريدريك م. كودبي الموسوم" القانون الدولي والملكي الخاص في فلسطين والشرق الادنى

    ".

    جـ

     

    - سنة 1936 ترجم موسى سالم سلامة كتاب توفيق كنعان قضية عرب فلسطينوجديدر بالذكر هنا ان توفيق كنعان كان يؤلف بالانجليزية والألمانية الى جانب العربية. وفي اعقاب سنة 1948 (عام قامت اسرائيل) تنبه المجتمع العربي الى الحظر المحدق، مما أدى الى مزيد من الاهتمام بظاهرة "اسرائيل" وترجمة الكتب المتصلة بها، وقد استشرى هذا التيار بعد ظهور المقاومة الفلسطينية، واكثر من ذلك في اعقاب بدء بعض العرب مشروع التطبيع مع "اسرائيل" ، ومن كتب هذه الظاهرة

    .

    د

     

    - كتاب اليهود في التاريخ الحضارات الاولى لجوستاف لولون، الذي ترجمه عادل زعيتر عن الفرنسية سنة

    1951.

    هـ

     

    - كتاب اسرائيل باطل ويجب ان يزوللالمربيرجر، الذي ترجمه اميل خليل بيدس عن الانجليزية سنة

    1956.

    و

     

    - مترجمات مركز الابحاث والدراسات الفلسطينية ، ومؤسسة الأرض ودار الجليل وغيرها

    .

     

    رابعا

    : الموضوعات التربوية التعليمية :

    وهي من الموضوعات التي تأخرت ترجمتها، ذلك لأن العرب كانوا يثقون بمناهجهم، ويعملون بها عن قناعة تامة، ولكنهم غرقوا في بحار التربية الغربية من بعد ، ابتداء من الحقبة الاستعمارية، اذ بدأ التأثر بمناهجهم واساليبهم تدريجيا وما هي الا بضعة عقود حتى احكمت الثقافة الغربية قبضتها على ناصية الامة فكثرت البعثات للغرب، وانساحت المناهج الغربية في المعاهد والمؤسسات العلمية العربية ابتداء من رياض الاطفال حتى الجامعات ومراكز البحث والدراسات العليا، مما أوقع الأمة في مسيس الحاجة الى ترجمة الكتب الاجنبية في مجالات التربية والتعليم والقياس والتقويم

     

    . ومن بواكير الترجمات في هذه الموضوعات يمكن رصد ما يلي

    :

    -

     

    طرق التدريس المثلى لوليم تشارلز باغلي، الذي ترجمه احمد سامح الخالدي عن الانجليزية وظهرت ترجمته سنة

    1937.

    -

     

    دراسة الانسان لرالف لنتون الذي ترجمه عبد الملك الناشف من الانجليزية سنة

    1964.

    -

     

    اساليب الاختبار والتقويم في التربية والتعليم لمؤلفه س. م. لندفل، الذي ترجمه من الانجليزية عبد الملك الناشف ايضا، وظهرت ترجمته سنة

    1968.

    -

     

    التربية العملية الذي اعدته اليونسكو، وترجمه عبد الله مصطفى الدنان ومحمد واصل الطاهر عن الانجليزية سنة

    1971.

    -

     

    والكتب التي نقلها عن الانجليزية مصباح الحاج عيسى من الانجليزية في الاعوام 1974، 1984، 1983 فهي على الترتيب : التعليم المبرمج بين النظرية والتطبيق لبوشنار، ومراكز مصادر التعليم وادارة التقنيات التربوية لديفز وآخرين، وانتاج واستخدام التقنيات التربوية بطريقة التعليم الذاتي لبراون ولويس.

    باجمال هذه أبرز الموضوعات التي نشط العرب في ترجمة ما ألفه الغربيون

     

    - على وجه الخصوص - من كتبها : - ولكن يجب ان نتوقف هنا عند ظاهرة خطيرة تتمثل في ان عجز الامة عن توطين العلم- الذي سبقها اليه الغرب والشرق - فقد رأى كثير من العلماء والمؤسسات العلمية ان تكف من الترجمة، مكتفية بمتابعة التطورات العلمية في لغاتها التي تصدر بها، وهي في المقام الاول الانجليزية تليها الفرنسية فالألمانية، مما أدى الى تغريب من نوع جديد، وجسد اختراقا للقلعة من شأنه الى يعجل بتقويضها ولو بع حين

    .

    ولكن ، في المقابل، نهضت أقطار عربية بمشروع حضاري جسيم، يتمثل في تعريب العلم، والعمل على توطينه، ولا نملك هنا الا ان نشيد بالتجربة العربية السورية، والمحاولات ، بل الانجازات الجادة في دول المغرب العربي على بساطتها وتدرجها، والدعوات الحارة التي تتعالى بشكل متواصل في كل ارجاء الوطن منادية بضرورة تعريب العلم وتوطينه

     

    .

    واكثر ما نجد التغريب متفشيا في الاوساط الطبية والعلاجية وتقنيات الحاسوب والاتصال، لأن هذه المجالات تشهد ثورة عالمية جبارة، وانفجارا معرفيا جامحا، يصعب على أمتنا

     

    - في ظروفها وواقعها الراهن - ان تواكبها، وتخطو على ايقاعها، ذلك لأن المسألة متعلقة بالانسان والمدخلات الثقافية والعلمية والاقتصادية ... ويبدو ان الراهن نتها لا يمكن ان يخرج بغير الحاصل ... فهي اذن النتائج على قدر المقدمات، وذلك هو الجمال بعينه

    .

     

    اللغات التي ترجموا عنها

     

     

    اتصل العرب بغيرهم من الشعوب منذ وقت مبكر، وقد نشطت حركة النقل من زمن بعيد، ولكن المنظم منها تأخر الى القرن الهجري الثاني، ثم اضطرد حتى اتسعت دائرته في العصر العباسي، وما لبثت حركة الترجمة حتى انعكس اتجاهها في الاندلس، اذ راح التراجمة ينقلون علوم المسلمين الى اللغات الاوروبية

     

    .

     

     

     

     

    وفي العصر الحديث احتك العرب بالعثمانيين بحكم الخلافة الاسلامية وخضعوا لسلطانهم احقابا، واتصلوا كذلك بالاوروبيين

     

    : الانجليز والفرنسيين والطليان بحكم الاستعمار، والألمان واليونان وغيرهم بحكم ما انتظم العلاقات العثمانية الاوروبية من تحالف او احتراب، ناهيك عن علاقة اليونان وغيرهم من الاوروبيين ببعض الطوائف النصرانية في البلاد العربية، وقل مثل ذلك في ما يتعلق بالروس والحروب المتوالية بينهم وبين العثمانيين اضافة الى العلاقات الدينية التي تربط الكنيسة الروسية ببعض نصارى المنطقة وتحديدا الارثوذكس منهم

    .

    وجدير بالذكر ان كثيرا ممن عملوا في مجال الترجمة المبكرة، لا سيما من الروسية واليها، كانوا من النصارى، كبندلي الجوزي، وبيدس وقبعين وغيرهم، بل ان منهم من انتهج مناهج المستشرقين ودار في فلكهم حتى ظنه بعض الباحثين مستشرقا كبندلي الجوزي، ولا عجب في ذلك فقد انقطع الرجل في بلاد الروس

     

    (وتروس) ابناؤه وتدرجوا في المناصب الادارية الى الرتب العليا، وخير مثال على ذلك ابنته انستاسيا التي ترأست مركز دراسات العلوم البحرية في الاتحاد السوفيتي وكانت استاذة بجامعة موسكو

    .

     

    ويمكن اجمال اللغات الحية التي ترجم عنها العرب في العصر الحديث في ما يلي

    :

     

    1-

    الروسية

     

     

    بدأت العلاقات الروسية العربية في العصر الحديث بتوجه المستشرق الروسي باريفري اوسبينشكي الى فلسطين عام

     

    1834، غير ان مسار الترجمة في تلك الحقبة كان من العربية الى الروسية، وكان لهذا المستشرق دور كبير في رفد مكتبة بطرسبرج (ليننغراد) بالمخطوطات الشرقية (كراتشكوفسكي - مقالات في تاريخ الاستعراب الروسي م. ل. 195 ص 105 (بالروسية) نقلا عن محاميد 33). ازدهرت حركة التفاعل الثقافي في اعقاب تأسيس الجمعية الروسية الفلسطينية عام 1882 باسم الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية، إذ تأسس فيها خاص بالدراسات والابحاث، ولكن ذلك كله انما كان لاغراض لاهوتية تبشيريةولدعم النفوذ الروسي في غرب آسية، ومع مرور الزمن اصبح نشاط الجمعية مكملا لنشاط اكاديمية العلوم الروسية ومعهد لازاريف للاستشراق وكلية اللغات الشرقية في جامعة بيتربورغ. وأول الأعمال التي ترجمت الى العربية ثلاثة مؤلفات لحيتروفوف . ن (محاميد 47) وهي جميعا في تاريخ فلسطين - ونشطت حركة الترجمة من الروسية الى العربية في اعقاب تعلم كثير من العرب اللغة الروسية في المعاهد والدراسات التي انشأها الروس في فلسطين مثل سينمار بيت جالا والناصرة ومدرسة الرامة والرينة ومعلول والمجيدل وطرعان والشجرة وغيرها

    .

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    وقد اهتم هؤلاء الدارسون بالأدب الروسي، وساعدت معرفتهم باللغة الروسية على ترجمة كثير من الاعمال الابداعية الأدبية الى اللغة العربية وقد نجد في تقديم خليل بيدس للترجمة العربية لكتاب يوليونسكي في وصف فلسطين، وعنوانه

     

    الروضة المؤسسة ف يوصف الارض المقدسة” - ما يقفنا على بعض دوافع الترجمة، اذ يقول " ..فلما كان ابناء فلسطين في حاجة الى جغرافية مطولة قليلا، والجغرافيات العربية المؤلفة في هذا الموضوع لا تسد حاجة ولا تشفي غليلا، ارتأت الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية ان تسد هذه الحاجة وتشفي الغليل، فأوعزت - اغرها الله - الى هذا الحقير- يغني نفسه- بتعريب كتاب مطول في وصف بلاد فلسطين ...” (نعمية . م، ابعد من موسكو ومن واشنطن، بيروت سنة 1961 ص

    58).

     

    اشهر المترجمين عن الروسية واعمالهم

     

    :

    وقد ترجمنا له في الموسوعة التربوية الفلسطينية تحت رقم

     

    ( )

    -

     

    خليل ابراهيم بيدس (1875-1949) وهو ممن ثقفوا الروسية الى حد جعل كراتشكوفسكي يقول فيه هو وسليم قبعين بالرغم من انهم لم يكونوا في روسيا ابدا الا ان اللغة الروسية اصبحت عندهم لغة وطنية" (عن محاميد 100)

    ومن اشهر ترجماته

     

    :

    1-

     

    ابنة القبطان للشاعر الروسي الكسندر بوشكين، وقد طبع في جريدة المنار في بيروت سنة 1898 ويقع في 387 صفحة

    .

    2-

     

    القوزاقي في الولهان وهي رواية مترجمة للكاتب الروسي ليوتولستوي وقد نشرت في جريدة لبنان - بيروت سنة

    1898 .

    2-

     

    شقاء الملوك ، وهي رواية للكاتبة الانجليزية ماري كورلي، وكان ن. جورا فسكايا قد نقلها الى الروسية ، ونشرها خليل بيدس متسلسلة في الاعداد الاولى من مجلته النفائس" (ابتداء من العدد الثاني 7/11/1908)، وصدرت الطبعة الثانية مستقلة سنة 1922 بمطبعة دير الروم بالقدس

    .

    4-

     

    أهوال الاستبداد لتولستوي. المطبعة الوطنية - حيفا سنة

    1908 .

    5-

     

    الحسناء المتنكرة، وهي اصلا بالايطالية ، للكاتب اميل سلغاري. ونشرت ملحقة بالمجلد الثالث من مجلة النفائس سنة

    1911.

    6-

     

    العرش والحب . طبعت في القدس سنة

    1921.

    7-

     

    هنري الثامن وزوجته السادسة. للكاتبة الالمانية ف. ملباخ (النفائس العصرية/المجلد الرابع سنة 1912، والمجلد الخامس سنة

    1913).

    8-

     

    الرحلة الى سيناء

    .

     

    2-

     

    اسكندر الخوري البيت جالي (1900-1973) ومن اشهر مترجماته

    :

    1-

     

    حياة بوشكينا - شاعر روسيا. (خليل محمد سالم- اسكندر خوري. مطابع الدفاع القدس 1981 ص

    23)

    2-

     

    الفتاة الفارس للكاتب الروسي ديمترييف (دار الهلال

    1961)

    3-

     

    يوميات كهل . للكاتب الروسي ابو ختين. المطبعة الكاثوليكية - عمان

    .

    3-

     

    كلثوم عوده فاسيليفا

    (1892-1965)

    4-

     

    بندلي الجوزي (1871-1944) وقد ترجمنا له ولابنته انستاسيا في الموسوعة التربوية الفلسطينية تحت الرقمين

    ( )

    5-

     

    سليم قبعين

    (1870-1951)

     

     

    وقد نقل للعربية نحبا من مبتكرات افكار الكاتب الروسي الشهير مكسيم جوركي وكان معجبا بآرائه الثورية والتحررية

    .

    6-

     

    نصر رمضان (1880-1952) وهو من اهل الناصرة مولدا وحياة ووفاة، ومن ترجماته عن الروسية الليالي البيضاء للكاتب الروسي دوستويفسكي

    .

    7-

     

    انطوان بلان، ولد في حمص سنة 1873 وتوفي في الناصرة سنة 1943 ، وله ترجمات عن الادباء الروس نشرها في مجلة النفائس العصرية ومجلتي الفنون والاخاء

    .

    8-

     

    كامل العسلي، ترجم كتاب الحرب الاهلية في فرنسا، لكارل ماركس. وهو من منشورات دار التقدم بموسكو

    .

    9-

     

    هشام الدجاني، ترجم كتاب دولة اسرائيل لمؤلفه ج. نكتينا. منشورات حزب البعث العربي الاشتراكي بدمشق.

    وجدير بالذكر في هذا المجال ان اثر اللغة الروسية وادابها في التعلية العربية لم يظهر في الكتب الروسية المترجمة الى العربية وحسب، بل تعدى ذلك الى الكتب الروسية التي اثرت فيها دون ترجمتها الى العربية، على نحو ما يظهر من ذلك جراء مطالعة الادباء والكتاب العرب كثيرا من اعمال ثولسنوي وجوركي وغيرهم

     

    . "ومن ينظر في اثار اسكندر (الخوري) الشعرية او النثرية يجد اثار الثقافة الروسية واضحة ، فهو متأثر بليو نولسنوي في روايته الحياة بعد الموتفي استعمال الاسلوب المباشر” (خليل محمد سالم- اسكندر الجوزي، مطابع الدفاع، القدس 1981 ص

    23).

     

    2-

     

    عن اللغة التركية

    نشطت حركة التفاعل بين العربية والتركية منذ زمن مبكر، بل ان العلاقة بينهما تختلف عنها بين احداهما واي من اللغات الاوروبية، ذلك لانتمائهما لحضارة واحدة او تاريخ مشترك طويل، لاسيما ان الدارس في معجم التركية يجد المعجم العربي كله قد تسرب اليه، ذلك بما تلعبه العربية من دور في صياغة الحياةفي مناشطها في البلدان الاسلامية

     

    .

    وجدير بالذكر هنا ان هذا القرن شهد تراجعا في حركة الترجمة عن التركية ذلك لما أججه الاستعمار الاوروبي من خصومة وأحقاد بين الشعبين العربي والتركي، ناهيك عما أفرزته سياسة التتريك في اواخر العهد العثماني، واستفحال النزعة القومية في دول العالم الاسلامي

     

    - كان ذلك في الوقت الذي ازدهرت فيه حركة النقل عن اللغات الاوروبية نظرا لدخول الوطن العربي في حقبة سايكس بيكو التي ما تزال تلقي بجرانها على الامة

    .

     

    ومن أشهر التراجمة الذين نشطوا في هذا المجال

     

    :

    أ

     

    - عبد الله مخلص، وقد ترجم للعربية كتاب نامق كمال "الفتوحات العثمانية"، وطبع في حيفا سنة

    1908.

    ب

     

    - رأفت الدجاني ، ترجم كتاب النفقات الشعرية، وطبع في القاهرة - مطبعة الرغائب سنة 1937 كما ترجم كتاب "الغازي مصطفى كمال وفرسانه الاربعة، لبرهان جاهد، وطبع في مطبعة الكمال ، بيافا سنة

    1935.

    جـ

     

    - حسن صدقي الدجاني، ترجم كتاب "حذار" لنامق كمال، وقد طبع في القدس سنة

    1922.

    د

     

    - احمد عبد الهادي ، ترجم كتاب الرياضة البدنية، الجزء الاول. وهو من تأليف سليم سري بك وطبع في دمشق سنة

    1922.

    هـ

     

    - فهمي الحسيني، ترجم كتاب درر الحكاملعلي حيدر ، وقد طبع في يافا سنة

    1925.

     

    3-

     

    اللغة اليونانية:

    وهي من اللغات التي لم ينقل عنها العرب حديثا كثيرا من الكتب، ونجد في القوائم التي استخلصها حسام الخطيب ذكرا لكنايين ترجمهما جورج الخوري سكسك من اليونانية وهما

     

    :

    -

     

    كتاب الراعي الكبير. وقد طبع في القدس سنة

    1914.

    -

     

    كتاب قانون العائلة البيزنطية لملتياوس كرانوكيروس، وقد طبع في القدس سنة

    1930.

     

    4-

     

    اللغة اللاتينية:

    وهي أقل اللغات حظا في هذا المجال، اذ لا نظفر بغير كتاب واحد ترجم عنها في العصر الحديث، هو كتاب

     

    "رسالة في الشعر" لهوراس، وهو من ترجمة محمود الغول، وقد طبع في القاهرة- جامعة فؤاد الاول القاهرة) سنة

    1945.

     

    5-

     

    اللغة الاسبانية

    وهي من اللغات التي لم يترجم العرب عنها كتب كثيرة، غير ان الاونة الاخيرة ابرزت توجها عريضا نسبيا نحوها

     

    . ومن المترجمين عن الاسبانية

    :

    1-

     

    عبد الله جعيدي الذي ترجم كتاب وقائع موت معلن عنهالغابرئيل غارتيا مركيز، وقد طبع في لندن سنة

    1980.

    2-

     

    محمود صبح الذي ترجم عدة كتب نذكر منها

    :

    -

     

    دون كيخوته في القرن العشرين، وهو لمجموعة باحثين اسبان، ونشره في مدريد المعهد الاسباني العربي للثقافة

    .

    -

     

    مختارات شعرية لبابلو نيرودا. وهو من منشورات وزارة الثقافة ودار الحرية - بغداد

    .

    -

     

    مذكرات بابلو نيرودا. بيروت - المؤسسة العربية

    .

     

    6-

     

    اللغة الايطالية :

    وحظها قليل، وممن ترجم عنها امين ابو سفر، اذ نقل كتاب جحيم دانتي، مطبعة الارض المقدسة سنة

     

    1938.

     

    7-

     

    العبرية :

    وقد بدأت حركة الترجمة عن العبرية ف يوقت متأخر، وذلك بعد احيائها في اعقاب تخلق الكيان الاسرائيلي في فلسطين

     

    . ولعلنا لا نظفر بكتاب قبل " مرشد الامهات الى العناية بالاطفال

    "

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me