An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Friday, December 31, 2010
  • مراحل إعداد المقرر الدراسي في التعليم عن بعد
  • Published at:رسالة الخليج العربي، العدد 45 سنة 1993
  • ملخص:

    يقدم هذا البحث تصورا علميا للخطوات الإجرائية التي يحسن اتباعها في إعداد المقرر الدراسي على نظام التعليم عن بعد، والتعليم المفتوح، كما يستعرض طائفة من الأنشطة ذات العلاقة التي تواكب مراحل الإعداد المختلفة.

            ويندرج البحث في تسلسله تبعا لتطور مراحل الإعداد، وهي باختصار: تحديد موضوع المقرر الدراسي  وتأطيره، ووصفه متضمنا جملة المبادئ الأساسية التي يفترض في الدارس أن يصبح مؤهلا بها، ثم اختيار عدد من الأكاديميين للنهوض بمهمة إعداد خطة المقرر ومحاوره الرئيسة.

            وتتمثل المرحلة التالية في إعداد مادة المقرر نفسها في ضوء الخطة السالفة الذكر، ويواكب هذه المرحلة نشاطات فرعية ذات أهمية بالغة تجسد الفرق بين هذا النمط من التعليم وأنماط التعليم الأخرى، وهي نشاطات فنية تنحصر في التصميم التعليمي والاقتراح الإذاعي (مسموعا ومرئيا) والتصميم الفني الذي يتولى وسائل الإيضاح ونحوها.

            ويتضمن هذا البحث توضيحا عرضيا لما تتألف منه الوحدة الدراسية من مقدمة تشتمل على التمهيد والأهداف والأقسام والقراءات المساعدة والوسائط المساندة وغير ذلك مما يحتاج إليه الدارس أثناء دراسته للوحدة، والنص الرئيس والأجزاء الختامية، وتحكيم ذلك أولا بأول.

            واستعرض البحث عقب ذلك الإجراءات الإنتاجية، سواء في مجال الطباعة واستكمال الأشرطة السمعية والبصرية وغيرها من الوسائط، ووسائل التقويم والتدريب.

            وآخر مراحل الإنتاج تتم بعد عرض المقرر ووسائطه على لجنة مهمتها ضبط النوعية ومطابقة المقرر لمواصفات التخطيط، فإن أجيز، فإن الجهة المعنية تباشر حينئذ باستنساخ المواد المطبوعة والسمعية والبصرية بعدد الطلبة الذين يتوقع أن يدرسوا المقرر.

            وذيل البحث بعدد من الملاحق التوضيحية لنماذج رموز وإشارات التنبيه وأمثلة تبين أوجه استخدامها.

     

    توطئة:

            تظل المادة المكتوبة أبلغ الوسائل التعليمية التي تستخدم في جميع أنواع التعلم، ولا أحد يستطيع أن يتصور برنامجا تعليميا مركزا يمكن أن يتم دون اللجوء إلى التدوين.

            ويتمثل المقرر الدراسي في التعليم المقيم (1) في المادة المطبوعة وحسب، إضافة إلى بعض الأنشطة التي تصاحب بعض المقررات كالمختبرات والرسوم الهندسية ونحو ذلك .. أما في التعليم عن بعد، فإن المقرر الدراسي حقيبة تعليمية تحتوي من صنوف التأليف ألوانا، وهي المادة المطبوعة والوسائط المساندة المختلفة تبعا لاختلاف طبيعة الموضوعات التي تبحث فيها.

            ونظرا لغياب المدرس في نظام التعليم عن بعد، فقد أوجب ذلك أن تعد المادة العلمية للمقرر الدراسي بإحكام، وأن تصمم بطريقة تغني عن المدرس إلى حد بعيد، بل تقدم المدرس بصورة غير مباشرة، ويشعر الدارس بوجوده بين السطور دون أن يراه.

            وتحقيقا لهذه المواصفات في المقرر الدراسي، فإن إعداده يمر بمراحل متنامية، وعبر تسلسل محكم دقيق، بحيث لا يصدر إلا وقد استوفى الشروط التي تؤهله لأن يكون صالحا لتداول الدارسين على نظام التعليم عن بعد.

     

    المرحلة الأولى:

            يحسن بنا قبل استعراض الخطوات الرئيسة التي لا بد من اتباعها في إعداد المقررات الدراسية المستخدمة في المؤسسات التعليمية التي تتبنى نظام التعلم عن بعد، أن نشير إلى الدور الكبير الذي تنهض به اللجان التوجيهية للبرامج المختلفة.      

            ولكل برنامج لجنة توجيهية من ذوي الكفاءة العالية مهمتها وصف المقررات ورسم الخطط الدراسية، وغير ذلك من الأنشطة الأكاديمية ذات العلاقة، ويعد كل برنامج خطة دراسية تغطي المجالات العلمية المختلفة التي يفترض في الدارس أن يتزود منها بمقدار ما يؤهله لنيل الشهادة الجامعية، ولخدمة المجتمع في مجال تخصصه، ومن هنا تبدأ أولى المراحل في إعداد المقرر الدراسي، وهي تحديد الموضوع أو الموضوعات التي ستكون محور المقرر الدراسي بصفته جزءا من منظومة مقررات متكاملة، تسهم كلها في تحقيق الأهداف العامة التي توخاها البرنامج.

     

    المرحلة الثانية:

            وفيها يتم وصف المقرر بما في ذلك تحديد عدد ساعاته الدراسية وتخصيص جزء منها لتغطية الجوانب العلمية في المادة. ويتناول وصف المقرر جملة من المبادئ الأساسية اللازمة لتعريف الدارس بالموضوعات والنظريات والمعلومات التي يجدر بالدارس أن يلم بها ليصبح مؤهلا في مجال التخصص المستهدف.

    مثال:

            وصف مقرر (2203) علم الوراثة (3 ساعات معتمدة، 2نظري، 3 عملي)(2).

    يتناول هذا المساق (المقرر) أسس الوراثة وأهميتها من الناحية التطبيقية على جميع الكائنات الحية، ويتضمن مقدمة في علم الوراثة، ويبحث في الموضوعات التالية:الانقسام الخلوي، قوانين مندل، الارتباط والعبور، الخريطة الكروموسومية، التركيب الجزئي للجنين، والطفرة والتحكم في التعبير الجيني، والجينات في العشائر، والوراثة الكمية والهندسة الوراثية.

     

    المرحلة الثالثة:

            وتتمثل في توجيه البرنامج بالتعاون مع لجنته التوجيهية، لإلى اختيار عدد من الأكاديميين المتخصصين في موضوع المقرر بوضع خطة منها ج المقرر الدراسي.

            وتعد هذه المرحلة هي أخطر المراحل خطوات إعداد المقرر الدراسي، ذلك بما تتضمن تفصيلا لكل وحداته، وتصورا شاملا لموضوعاته وأهدافه، ووصفا دقيقا لخطوات إعداده وتسلسله، إضافة إلى المصادر والمراجع التي ينبغي لمعدي المادة أن يستقوا مادتهم منها.

            ونقدم فيما يلي هيكلا مجردا للموضوعات التي تتناولها خطة منهاج المقرر الدراسي أيا كان، حيث نجد على صفحتها الأولى كلا من المعلومات الآتية:

    اسم المقرر:.................................................................

    رقم المقرر: ................................................................

    عدد الساعات المعتمدة: .....................................................

    المتطلب السابق: ...........................................................

    لجنة إعداد الخطة:..........................................................

    ونقرأ في صلب الخطة العناوين الآتية:

    ـ وصف المقرر: إعادة ما سبق ذكره مع مزيد من التوضيح والتفصيل، ويتضمن الوصف هنا عدد وحدات المقرر الدراسي (أي فصوله وأبوابه) وموضوع كل منها، كما يتضمن الأهداف العامة التي ينبغي للدارس أن يحققها عقب الفراغ من دراسته.

    ـ محتوى المقرر: وفيه وصف دقيق وتفصيلي لكل وحدة (باب أو فصل) من وحدات المقرر الدراسي، ويتضمن وصف الوحدة وأهدافها الخاصة التي تنتسب إلى الأهداف العامة، ومحتوى الوحدة، وهو الموضوعات الرئيسة التي تبحث فيها، والفروع التي يجب أن تتعرض لها، وطرق التدريس والأنشطة التعليمية التي تقترحها لجنة إعداد خطة منهاج المقرر، ومن ذلك القراءات المساعدة، والوسائط المساندة المختلفة من سمعية وبصرية وشفافيات وبرمجيات حاسوبية، ونحو ذلك من تقنيات التعليم المستحدثة، وطرائق التقويم والأدوات المقترحة لتحقيقه من إجابات التدريبات والتعيينات، وما ينضوي تحت ذلك من أنشطة، وأخيرا قائمة المراجع التي يجب على لجنة إعداد المادة العلمية أن تستنير بها وتستقي منها أثناء إعداد المقرر الدراسي.

            وبعد أن تقوم اللجنة المكلفة بإعداد خطة منهاج المقرر الدراسي، يصار إلى اعتمادها في البرنامج المعني بعد مناقشتها من قبل اللجنة التوجيهية للبرنامج، وتعتمد من قبل دائرة الشؤون الأكاديمية، وتودع نسخة منها في المكتبة ليتسنى لمديري البرنامج وذوي الاختصاص أن يطلعوا عليها.

     

    المرحلة الرابعة:

            وبعد الانتهاء من إقرار ـ خطة المنهاج ـ يكون العمل في إعداد المقرر قد قطع شوطا لا بأس به. وعندئذ يرشح البرنامج المعني مستنيرا برأي اللجنة التوجيهية، عددا من الأكاديميين المختصين، ذوي الكفاءة العالية من أساتذة الجامعات لينهضوا بأعباء إعداد المادة التعليمية للمقرر الدراسي في ضوء خطة المنهاج السالفة الذكر.

            ويرفع البرنامج المعني أسماء هؤلاء الأساتذة إلى مجلس الجامعة، حيث يختار المجلس من بينهم لجنة تتألف في الغالب من اثنين إلى خمسة أعضاء، توكل إليهم مهمة إعداد المادة العلمية، وتعرف هذه اللجنة باسم لجنة إعداد المقرر الدراسي.

            وعندئذ يقوم البرنامج المعني بالاتصال بهم، وينسق بينهم لعقد لقاء أول يعرض فيه الموضوع على بساط البحث والتداول، ويتقاسمون وحداته الدراسية بمحض اختيارهم، ويختارون من بينهم منسقا يعرف في اصطلاح الجامعة بمنسق لجنة إعداد المقرر الدراسي، ومهمته أن يكون حلقة وصل بين زملائه والجامعة، وأن يقرأ كل ما يكتبه زملاؤه وأن يحرص على ألا يكون فيه تكرار أو خلل، وعلى أن تكون الاصطلاحات التي يستخدمونها متفقة في وحدات المقرر جميعها.

            وبعد ذلك يصار إلى توقيع العقد الذي توضح فيه المدة التي يلتزم بها المعدون إعداد المادة العلمية لوحدات المقرر وتعييناته وإجاباته، والمكافأة المالية المخصصة لكل من أعضاء اللجنة، وغير ذلك مما تتضمنه العقود في العادة.

            وفور توقيع العقد، تكون دائرة تطوير المواد التعليمية والإنتاج قد شكلت لجنة تعرف في الاصطلاح باسم لجنة إنتاج المقرر الدراسي، وتتألف هذه اللجنة من كل من :

    1.    مصمم تعليمي، وهو غالبا ما يكون مقرر اللجنة.

    2.  منتج مخرج، ليعمل بالتعاون مع بقية أعضاء اللجنة على إنتاج الوسائط المساندة التي ترى اللجنتان أنها ضرورية وممكنة.

    3.    مصمم فني مهمته تصميم وسائل الإيضاح من الرسوم والأشكال التي تتضمنها المادة.

    وتكون لجنة إعداد المقرر الدراسي ممثلة في منسقها عضوا غير مسمى في لجنة إنتاج المقرر، ذلك بما لها من دور فعال في إنتاجه في الوقت المحدد وفي مستوى الجودة.

            ويقوم المصمم التعليمي في هذه المرحلة ـ مرحلة التحضير للإعداد ـ بتعريف لجنة الإعداد بالأسلوب المتبع في صياغة المواد الدراسية لتتلاءم مع نظام التعليم عن بعد ومتطلباته بالنظر إلى ظروفه وخصوصياته، كما يقع جزءا من العبء ابتداء من هذه المرحلة على المنتج المخرج، الذي يصل بتعاونه مع لجنة الإعداد إلى وضع خطة إنتاج الوسائط المساندة اللازمة من أشرطة بصرية أو سمعية أو شفافيات وبرمجيات حاسوبية، أو غير ذلك من الوسائط.

            وفي هذه المرحلة تتم تسمية أحد المتخصصين في مجال المقرر الدراسي من ذوي الكفاءة العالية والخبرة في مجال التأليف والبحث العلمي ليتولى مهمة تحكيم المادة العلمية التي ستبدأ لجنة الإعداد بتأليفها في ضوء خطة المنهاج.

            ويظل الجميع على اتصال مستمر، ويضعون خطة زمنية لإعداد المادة وإنتاجها بالتوازي ما كان ذلك ممكنا، وما أن تبدأ المادة العلمية بالوصول إلى لجنة إنتاج المقرر حتى تبدأ مرحلة جديدة، وعمليات معقدة .. الهدف منها صقل المادة وتبسيطها للدارسين، وتقديمها لهم على أحسن وجه ممكن علميا وتربويا.

     

    المرحلة الخامسة:

            وفيها تبدأ المادة العلمية بالوصول إلى الجامعة، وهناك توجه يحسن بالمؤسسات التعليمية أن تأخذه بعين الاعتبار، وهو أن يشترك المعدون جميعا في إعداد الوحدة الأولى من المقرر، لتكون مجالا لتجربة عملية يخوضونها معا ويتزودون منها في إعداد الوحدات التالية، لتأتي أكمل وأوفى وأدق، وفي ذلك اختصار للزمن، ولكن اختلاف ظروف المعدين، وهم من خارج الجامعة في الأغلب، قد يحول دون تحقيق ذلك.

            وعلى أي حال، ولدى وصول وحدة دراسية إلى مقرر  لجنة إعداد المقرر، أو إلى البرنامج المعني، فإنها يجب أن تخضع لعمليتي فحص وتدقيق أوليتين هما:

    1.    عملية يجربها البرنامج المعني ليتأكد من مطابقتها لما ورد في خطة منهاج المقرر الدراسي.

    2.  وعملية يجربها المصمم التعليمي (مقرر لجنة الإنتاج في العادة) ليتأكد من استيفاء الوحدة الأطر الأسلوبية المعتمدة في نظام التعلم عن بعد، بوجه عام والمؤسسة المعنية بصورة مبدئية.

    وقد أعد الخبراء لهذا الغرض كشفا تفصيليا بالمسائل التي يجب توافرها في المقرر الدراسي والوحدة الدراسية (الملحق 1) مستفيدين من تجارب الجامعات المفتوحة، ومن المؤلفات التي تناولت الموضوع.

        وتتمثل الموضوعات التي يتحقق المصمم التعليمي من توافرها في الوحدة الدراسية فيما لي:

    1.  مقدمة المقرر:ويتم النظر فيها والتأكد من صلاحيتها في المرحلة الأخيرة، ويحسن أن تكون من إعداد منسق لجنة إعداد المقرر، ذلك بما هو ملزم بالاطلاع على ما يعده زملاؤه، وفي ذلك ما يمكن من إعدادها بشكل أدق.

    2.    مقدمة الوحدة الدراسية: ذلك أن لكل وحدة مقدمة يجب أن تتضمن الموضوعات التالية:

    (أ‌)  التمهيد: ويفترض فيه أن يشتمل على عدد من النقاط، كالترحيب بالدارس، والإشارة إلى موقع الوحدة من المقرر، ووصف الوحدة، وبيان أهميتها بأسلوب مثير من شأنه حفز الدارس على التعامل مع المادة العلمية باهتمام.

    (ب‌)        الأهداف: وهناك إجماع على التقديم لجملة الأهداف بعبارة تكاد تكون واحدة هي \"بعد الفراغ من دراسة هذه الوحدة ينتظر أن تكون قادرا على أن ...\" وهناك من يجعل ذلك واجبا، وذلك باستبدال \"ينتظر منك\" ب \"يجب عليك\" ولما كانت الأهداف أنواعا مختلفة، ما بين معرفية إدراكية (COGNITIVE) ووجدانية (عاطفية انفعالية) (AFECTIVE)، ونفسية حركية (PSYCHMOTOR)، فإن على المعدين أن يراعوا وضعها بحيث تغطي الأنواع المختلفة، والمستويات التي تندرج تحتها، وأن يكون ذلك كله بعبارات تعكس أنماطا من السلوك قابلة للقياس والتقويم.

    (ت‌)        أقسام الوحدة: وفيه يقدم المعد وصفا للوحدة يتضمن أقسامها الرئيسة والعناوين البارزة بصورة موجزة. وهنا لا بد من قيام المعد بالربط بين هذه الأقسام والأهداف التي تغطيها، وذلك بأن يذكر بعد كل قسم عبارة مثل \"وهذا القسم يحقق الهدف الثالث\" مثلا، كما أن ثمة وجها آخر للربط، وهو أن يشار إزاء كل هدف إلى القسم الذي يحققه من أقسام الوحدة الدراسية.

    (ث‌)        القراءات المساعدة: وهي المادة المطبوعة من كتاب أو دورية أو نحو ذلك، مما يشكل رديفا للمادة المقررة، من شأنه أن يعمق الفهم ويزيد الاستيعاب، وتطلع الدارس على موضوعات لها علاقة وثيقة بالمقرر الدراسي.

    (ج‌) الوسائط المساندة: ويعنى بها الوسائط التعليمية التي تعتمد على التقنيات المستحدثة في التعليم، كالأشرطة السمعية والبصرية والبرمجيات الحاسوبية ونحو ذلك من وسائل الإيضاح التي يمكن أن تكون نافعة غير المادة المطبوعة.

    (ح‌) ما يحتاج إليه الدارس لدراسة الوحدة: وهو أنواع مختلفة، منها ما يلزم توفره لكل دارس، وعند دراسة أي وحدة كالمكان المناسب والظرف الملائم، ومنها ما يختلف من وحدة لأخرى، أو من مقرر لآخر تبعا لاختلاف طبيعة المادة العلمية موضوع الوحدة أو المقرر.

    3.  النص الرئيس: وينبغي فيه أن يكون طبقا لما ورد في خطة المنهاج، وأن تراعى في إعداده جملة من الشروط والمواصفات ليكون مناسبا للدارسين في نظام التعليم عن بعد، ولا بد لتحقيق ذلك من أن تكون المادة العلمية مغطية لأهداف الوحدة، وأن يراعي المعد التسلسل المنطقي والنفسي في تقديم المادة للدارس، وأن المادة تتوالى متمشية مع ما سبق بيانه في تقسيمات الوحدة التي وردت في التمهيد (ج)، وأن الأسلوب المتبع يستند إلى الحوار بين المعد والدارس، ذلك أن الأسلوب يغني ـ بعض الشيء ـ عن وجود المدرس مع الدارس وجها لوجه، وأن هذه المادة لا تقدم بأسلوب رتيب يبعث الملل والسأم، بل تتنوع أساليبها وطرق عرضها بشكل جذاب يشد الدارس للمادة شدا.

    وينبغي أن تتضمن المادة العلمية لكل وحدة دراسية تدريبات وأسئلة للتقويم الذاتي تكون مبثوثة في كل موضوع يستدعي ذلك.

    كما أن على المعد أن يشير في أعطاف المادة التي يعدها إلى الوسائط السمعية والبصرية التي ستتضمنها المادة، مع ما يرمز إلى تلك الإشارة في هامش الصفحة كصورة أو شريط أو علامة استفهام، أو نحو ذلك ... (انظر الملحق 2).

    4.    الأجزاء الختامية: وهي تتألف مما يلي:

    1.    الخلاصة، وفيها يستعرض المعد موجز المادة العلمية التي ضمنها الوحدة.

    2.    لمحة مسبقة عن الوحدة التالية، وذلك في بضعة أسطر تمهيدا للانتقال من موضوع لآخر، وتربط بينهما.

    3.  إجابات التدريبات التي سبق ورودها في النص الرئيس، والفصل بين التدريبات وإجاباتها مقصود؛ ليحاول الدارس أن يعتمد على نفسه في إجابتها على نفسه، حتى إذا فشل لجأ إلى الإجابات.

    4.  مسرد بالاصطلاحات العلمية التي ترد في الوحدة الدراسية مرتبة ألفبائيا مع ذكر مفهوم كل اصطلاح إلى جانبه.

    5.  تعيينات مكتوبة، وهي أسئلة يجيب عليها الدارس ويرسل حلولها إلى المشرف الأكاديمي المختص في المركز الذي يرتبط به الدارس.

    6.    ثبت المراجع التي استقى منها المعد المادة العلمية للوحدة، موثقة بالطريقة المعتمدة.

    وبعد أن يقوم المصمم التعليمي بالتحقق من استيفاء الوحدة هذه الأطر الأسلوبية مبدئيا، يعد تقريرا عن الوحدة ويرسله لمعد المادة لاستكمال الناقص وتعديل ما لا يتفق مع نظام التعليم عن بعد من حيث الأسلوب والأمور التنظيمية.

    وفي هذه الأثناء تكون نسخة أخرى من الوحدة الدراسية قد أرسلت عن طريق البرنامج المعني إلى \"محكم\" لينظر فيها من وجهة نظر علمية محضة، ويقوم هو الآخر بإعداد تقرير عن الوحدة، ويرسل في الفترة نفسها تقريبا إلى المعد لإجراء التعديلات المطلوبة.

    وبعد أن يفرغ المعد من إعداد مادته وتطويرها علميا وتربويا بحيث تغدو منسجمة مع نظام التعليم عن بعد والأهداف التي وضعت من أجلها تبدأ مرحلة جديدة.

     

    المرحلة السادسة:

    وفيها يعيد المصمم التعليمي النظر في الوحدة من جديد، ليتأكد من أن كل التعديلات التربوية والأسلوبية قد أجريت، وأن الوحدة قد استكملت نواقصها، كما يقوم البرنامج المعني بالتأكد من أن المعد قد التزم بإجراء ما طلبه المحكم، عندئذ يجري المصمم التعليمي لمساته الفنية الأخيرة على الوحدة، فيستكمل ما فات المعد مما يمكن أن يقوم به.

    وهنا ترسل نسخة من الوحدة إلى المصمم الفني ليباشر عمله بإعداد الأشكال والرسومات التوضيحية التي تسهل العملية التعليمية، وتقرب المادة من ذهن الدارس، وقد يتم ذلك مباشرة باستخدام الحاسوب، وخصوصا برامج (adobe, mac draw, mac paint, mac 2) أو يدويا بحسب طبيعة المادة المصممة.

    كما ترسل نسخة من الوحدة إلى المحرر اللغوي ليتولى ضبطها وتحريرها، مما قد يكون فيها من الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية، وترقيمها بالعلامات التي توضح المعاني، وقد تحال المادة العلمية إلى محرر علمي ليدققها، ويوحد اصطلاحاتها ويضبط عباراتها، غير أن هذه المهمة قد ينهض بها منسق لجنة إعداد المقرر.

     

    المرحلة السابعة:

            وبعد الفراغ من ذلك كله تدفع المادة للطباعة (إدخال المعلومات)، حيث ينبغي أن يناط كل مقرر بمدخل معلومات بعينه، وكلما فرغ من وحدة أحيلت إلى مدقق طباعي لتصويب الأخطاء، ثم تعاد لمدخل المعلومات لإجراء اللازم فيصححها، ويقوم بالتعاون مع المصمم الفني بتنسيق المادة وضبط المسافات، كما يقومان بإدخال الرسومات والأشكال التوضيحية التي أعدها المصمم الفني، ودمجها في المادة المطبوعة.

    وبعد التأكد من سلامة العملية، وصحة المادة من كل جهة، يصار إلى سحب الوحدة على ورق (A4) ويحتفظ بهذه النسخة (الأصلية) إلى حين الفراغ من جميع وحدات المقرر الدراسي، وإلى أن تقرر الجهات المعنية عدد النسخ المطلوبة من المقرر، فيدفع إلى المطبعة لاستنساخ العدد المطلوب.

     

    الوسائط المساندة:

    يبدأ البحث في الوسائط المساندة التي يحسن أن ترافق المادة المطبوعة للدارس بعد وضع خطة المقرر الدراسي، وفور تشكيل لجنة إنتاج له، حيث يقوم المخرج المنتج بالتعاون مع معدي المادة العلمية والمصمم التعليمي بالنظر في الموضوعات التي تتطلب وسائط تساند المادة المطبوعة وتسعف الدارس في تحقيق الهدف المتوخى من دراسة المقرر الدراسي.

    وهذه الوسائط كما أشرنا إليها من قبل بإيجاز، إما أن تكون أشرطة بصرية (video) أو سمعية (audio) أو برمجيات حاسوبية، أو شفافيات، أو غير ذلك ... كما أنها تختلف من مقرر لآخر بحسب طبيعة المادة العلمية التي تقدمها.

    والغالب في الوسائط التي تلجأ مؤسسات التعليم عن بعد إلى تزويد الدارسين بها أن تكون مساندة (supplementary) لا مكملة للمادة المطبوعة، ولا تشكل جزءا منها لا يستغنى عنه، ذلك أن المادة المطبوعة تعد بحيث تكون قائمة بذاتها، مستقلة عن سواها، وتحقق أهداف المقرر الدراسي المسماة كاملة، ويستطيع الدارس إن هو استوعبها جيدا، أن يجتاز الاختبار بتفوق.

    وإنما تعمد المؤسسات المذكورة إلى هذا النوع من الوسائط التي توضح بعض جوانب المقرر الدراسي، وتقدمها معالجة بشكل مختلف عن المادة المطبوعة، لتسهيل عملية التلقي على الدارسين الذين تمكنهم ظروفهم الاقتصادية من الاستعانة بها، سواء في منازلهم أو في المراكز الدراسية، وذلك شأن مؤسسات التعليم المفتوح في دول العالم الثالث نظرا لعدم انتشار التكنولوجيا على نطاق واسع يجعل الفرص متكافئة لدى جميع الدارسين على النحو السائد في المجتمعات الغربية على سبيل المثال، حيث تشكل مادة الوسائط المساندة ـ في الغالب ـ جزءا مكملا للمقرر الدراسي أو متداخلا معه.

    وبعد الاتفاق على الموضوعات التي تتطلب وسائط مساندة، ترشح لجنة إنتاج المقرر بالتعاون مع لجنة الإعداد، أسماء من سيقومون بإعداد النصوص العلمية للوسائط، ثم يصار إلى تطوير النصوص في شكل سيناريوهات قابلة للإخراج والتنفيذ، وهنا تبدأ مرحلة جديدة تستمر إلى أن ينتهي الفنيون من إعداد الشريط الأساسي (Master Copy) .

    وبعد الفراغ من إعداد المادة المطبوعة ووسائطها المساندة، تعرض على لجنة ضبط النوعية للنظر في شكلها النهائي ومدى ملاءمتها للأغراض التي أعدت من أجلها، وبعد إقرارها نهائيا يجري استنساخها ـ المادة المطبوعة والوسائط ـ بالأعداد التي تكفي جميع الطلبة الذين سيدرسون المقرر الدراسي، ومن ثم يجري تنضيدها في حقائب خاصة، تمهيد لتوزيعها على المراكز الدراسية.

    وفي المراحل السابقة كلها، يعد مقررو لجان الإنتاج تقارير دورية تمكن المسئولين في المؤسسة من الوقوف على كل مراحل تطور العمل في إعداد المادة العلمية وإنتاجها، مطبوعة كانت أم وسائط مساندة، توضح المشاكل التي تعترض المسيرة لحلها وتذليل العقبات التي تعرقل العمل (انظر ملحق 3) وفي العادة يشكل جهاز مهمته متابعة المقررات الدراسية ورصد مراحل إعدادها وإنتاجها لإطلاع المسئولين المعنيين على ذلك أولا بأول لاتخاذ القرارات التي من شأنها دفع عجلة العمل بأقصى سرعة ممكنة.

     

    خاتمة:

    وأخيرا ... فإنه لا بد لمن يتصدى لإعداد  مقرر دراسي لنظام التعليم عن بعد، مؤسسة كان أم فردا، من أن يسلكه في مراحل تفضي كل منها إلى التي تليها بشكل منطقي، وتشتد الحاجة إلى ذلك بالنظر لما للتعلم عن بعد من مواصفات دقيقة وظروف للدارسين يجب أن تراعى بحذر شديد، ذلك حتى لا يلتبس بالتعليم عن طريق الانتساب أو المراسلة.

    وأهم الإجراءات والمناشط التي يجب اتباعها والأخذ بها هي:

    1.    تحديد موضوع المقرر، فلا يتداخل مع مقرر سواه على نحو مضطرب.

    2.  التركيز على دور المختصين سواء في وضع خطة منهاج المقرر أولا، وفي إعداد مادته وتدريباته وتعييناته ثانيا.

    3.  تحكيم المادة العلمية، والوسائط المساندة من أشرطة ولوحات وشرائح وشفافيات ونحو ذلك ... للنظر في مطابقتها لفلسفة المقرر وملاءمتها لموقعها منه.

    4.  يحسن بمعدي المادة أن يكونوا عارفين بأسلوب التعليم عن بعد، وإعداد المادة بمقتضاه، وإلا فإن مصمما تعليميا يجب أن ينضم إلى فريق الإعداد من البداية.

    5.  كما يحسن أن ينضم لفريق إنتاج المقرر ـ من البداية أيضا ـ مصمم فني للنظر في الرسوم والأشكال التوضيحية، وغير ذلك مما يراه هو ومدّو المادة مناسبا لتقريب المفاهيم من الدارسين، وألا .. فلا بأس من أن ينضم في وقت متأخر.

    6.  دور المخرج أساسي في فريق الإنتاج، وهو يناقش، مع معدي المادة الموضوعات التي تحتاج إلى أشرطة سمعية وبصرية، أو برمجيات حاسوبية، ويعرض عليهم تصوراته، وما قد يعترض طريق التنفيذ من عقبات.

    7.  نظرا لاشتراك عدد من المختصين في إعداد المقرر الواحد، ونظرا لما قد يكون بينهم من اختلاف في استخدام الاصطلاحات، وطرائق التعبير وصياغة المفاهيم، فإنه لا بد من منسق يتولى توحيد ذلك في المقرر برمته.

     

    ونظرا لأن أطرافا كثيرة تشترك في إنتاج الحقيبة التعليمية التي تتضمن المادة المطبوعة والوسائط وغيرها ..فإنه لا بد من لجنة تتولى ضبط النوعية ومطابقة هذه المواد لخطة المقرر.

    8.  لقد تقدمت فنون الطباعة في هذا العصر تقدما باهرا، تعددت أنماطها وأدواتها. وفي الحواسيب الجديدة من التطورات ما يذهل خالي الذهن، من تعدد البرامج، وتنوع الأداء، وسرعته، مما ينصح بتوظيفه في مجال إعداد مواد التعلم عن بعد، هذا النمط الذي جاء اقتضاء لما تمخضت عنه ثورة المعرفة، والانفجارات العلمية في العصر الحديث .. والتي كان الحاسوب أبرز ثمارها.

     

    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الهوامش:

    1.  ويقصد به التعليم التقليدي القائم على اجتماع المدرس مع الدارسين في قلعة الدرس على النحو المتبع الآن في أرجاء العالم.

    2.    3 ساعات عملية تعادل ساعة واحدة نظرية.

     

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me