An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, February 9, 2009
  • حضور المأثورات الشعبية في أعمال سحر خليفة
  • Published at:Not Found
  • حضور المأثورات الشعبية في أعمال سحر خليفة

     

    أ.د. يحيى جبر                 أ. عبير حمد

             

    للمأثورات الشعبية دور خطير في توجيه الفكر الإنساني، واختلاف بعضه عن بعض، وذلك لارتباطها بتاريخ الأمة، وبالبيئة التي تحتضن تراثها وتُسهم في صياغته، ولعل البيئة، بمفهومها العام، والظروف التي تحيط بالنشأة يمثلان أبرز العوامل التي تلوِّن المأثورات الشعبية الخاصة بأمة من الأمم، لأنهما أهم ما تمتاز به ثقافة عن ثقافة، وحضارة عن حضارة. وتتجلى هذه الجدلية في الأدب العربي بشقيه؛ الرسمي والشعبي، والقديم والمعاصر، وفي غيره من آداب الأمم الأخرى. فتوظيف التراث ضمن النصوص "هو توظيف لمنتخبات تاريخية، كل لفظة تراثية هي نافذة نطل منها على حدث ما، أو قضية، وهي (أي لغة التراث) معينات تمثل أهم المواقع كشفا في النص. إنها أمشاج لغوية تقع على سطح النص. يتكئ النص جميعه على هذه الرموز واللغة، وذلك من خلال انجذاب الدفق اللغوي كله نحو هذه اللفظة التي تمثل استقطابا قويا لباقي الألفاظ، مثلها مثل ملكة النحل". (1)

    لقد نجحت سحر خليفة في تضمين نصوصها الروائية كثيرا من مكونات المأثور الشعبي، فجاءت معبرة عن روح المجتمع، حافلة بتفاصيل حياته ودقائق الأحداث التي تسري فيه، إن "توظيف التراث في الأدب يعني استحضار فترات محدَّدة من التاريخ (سواءً من خلال مواقف أو حوادث أو شخصيات)، أو استلهام قصص وحكايات وقصائد وفكاهات ونوادر وأمثال من التراث الشعبي..... ثم العمل على إعادة صياغتها وتحويلها إلى قصص ومسرحيات مبسَّطة وإلى قصائد شعر وأغان، وإكسائها لوناً يتناسب وروح العصر. وينجذب الناس بشكل كبير نحو الأعمال التي تتخذ طابعاً تراثياً، وتبلغ فيهم مبلغ العقل والوجدان، كونهم يتعايشون مع الطقوس الشعبية أولاً ، ولأنها تحمل النكهة الساحرة واللغة الجميلة ثانياً ........

     والتراث يمثِّل اللوحة الأكثر وضوحاً في التعبير عن أصالة الشعوب، وأحد أهم مقومات وجودها وبقائها، لذلك؛ فإن من الضروري توظيف هذا الجانب المهم من حياتها، توظيفاً يتيح التعرُّف إلى التراث كما يجب، والاطلاع على الفترات المشرقة من الماضي. كل ذلك من خلال استثمار الأدب الشعبي بعد أن تتناسب فيها الحوادث المنطقية، وبشكل لا يُغفل فيها معطيات العصر الذي نعيشه.

    وسحر خليفة، الأديبة الفلسطينية، ليست بدعا في ذلك، فمنذ دخولها المشهد الأدبي، وجدت نفسها تحمل إرثا ضخما من الثقافة والمأثورات الشعبية  التي أحاطت بها جراء احتكاكها بشرائح المجتمع الفلسطيني على اختلافها بين مدني وقروي، وآخر اضطره المحتل إلى مغادرة وطنه لينتهي به المطاف في هذا المخيم أو ذاك؛ فهبّ لاسترجاع حقه مفجرا ثورة عارمة وخاض كفاحا عنيدا ضد محتل بغيض، فصاغت سحر خليفة "حكاية هؤلاء الناس من صلب معاناتهم، من دون أن تغرق في التنظير الخطابيّ، بقدر ما أبدعت في صوغ التفاصيل اليومية، جامعةً الحسّي بالمُتخيّل، والأسطوريّ بالواقعيّ، والمُجتمعيّ بالروحيّ، والعشق بالنضال، والحلم بالانكسار، ومُستعينة في هذا كلّه بلغة سلسة ومُبَسّطة، تزخر بجمالية الوصف ومتانة التعبير الأدبيّ وهي تحكي عن روح فلسطين المُتغيّرة وعن شعب بسيط يصمد راضياً ومطمئناً، وتتأمّل ما تبقّى من القدس، وترصد أرواحاً ميّتة تتاجر بأحجار فلسطين وبأخرى تحوّل الحجر سلاحاً فريداً، كما كتب فيصل درّاج في تقديمه هذه الرواية، مضيفاً أنها نصّ مفتوح متعدّد المستويات، يرى البشر في حياتهم اليوميّة ويرى إلى التاريخ الذي لا يلتقي به أحدٌ.(2)


            كما وجدت سحر خليفة نفسها تعيش في مجتمع يستبد به الرجل، وتسود فيه  نظرة انتقاص لدور المرأة في توجيه الحياة، ناهيك عن معاناتها في سبيل تحصيل حقوقها الإنسانية المشروعة. كما وجدت شعبها يعاني ويلات النكبة والنكسة، ولذلك فقد "جسدت في تجربتها الروائية مسارين، هما مسار الرواية النسوية التي مثّلته روايات مثل “لم نعد جواري لكم” (1974) و“مذكرات امرأة غير واقعية” (1986). أما الثاني فهو مسار الرواية الفلسطينية الذي تمثل في “الصبار” (1976)، و“الميراث” (1977)، و“عباد الشمس” (1980)، و“باب الساحة” (1990).

     إلا أنّ هاتين الثيمتين، أي المرأة والوطن، تداخلتا في معظم رواياتها، كأنّ المواجهة كانت على جبهتين: مواجهة الاحتلال ومواجهة السلطة البطريركيّة في مجتمع ذكوري. حكمت هاتان الثنائيتان معظم رواياتها، انطلاقا ًمن أنّ تحرّر الوطن من الاحتلال لا يكون كاملاً ما لم يترافق مع تحرر المرأة من قيود  المجتمع ووصاية الرجل".(3)

    وقد لا نجد بيانا لما كان يعتلج في نفسها، ويحرك وجدانها في كل رواياتها أفضل مما ورد في مجلة الهلال، تعقيبا على روايتها " ربيع حار :" لا تزال الروائية الفلسطينية سحر خليفة مهمومة بالواقع الإنساني للفرد الفلسطيني. لا تزال روايات عدّة لها مرايا الذات في العلاقات الملتبسة الناشئة في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي. لا تزال نصوصها الأدبية شهادات حيّة عن الوجع والتمرّد وفعل المواجهة، أكان ذلك على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أم على مستوى صراع الفرد ضد المجتمع والعادات والتقاليد. هذا كلّه حسن، إذ يُمكن أن يُشكّل أداة فاعلة في كشف بعض المستور في داخل العقل (الفردي والجماعي) الفلسطيني إزاء أنماط العيش اليوميّ والعلاقات الإنسانية وكيفية الجمع بين خصوصية الكيان الفرديّ وتميّزات البيئة الجماعية، وفي إضاءة بعض ما يعتمل في داخل المجتمع الفلسطيني وتفاصيله وتحوّلاته ومساره ومناخه، اجتماعياً وسياسياً وإنسانياً، برسمه شيئاً من السلوك الفلسطيني في عيشه اليوميّ، كما في مقاومته إسرائيل". (4)

    وسحر خليفة أقرب للمجتمع ولغته المحكية منها لما يقتضيه الأدب الرسمي من لغة راقية، وأسلوب قد لا يخلو من التكلف، فجاءت لغتها بسيطة خالية من التعقيد، بل  كانت تهتم بما تريد أن توصله إلى قرائها بأي مستوى لغوي كان، إذ تعترف وهي في مقام التكريم أن لغتها ليست على المستوى الذي تصبو إليه، ففي مقابلة أجرتها معها صحيفة " السفير" عشيّة حصولها على جائزة نجيب محفوظ، قالت: “أنا أعتبر نفسي كاتبة ملتزمة، لكن لا بد من أن أعمل على تطوير لغتي وتقنياتي، ومتابعة الإنجازات الأدبية في العالم أجمع، لأن الاتكاء على القضية فقط لا يخدم القضية، ولا يخدم الأدب”.(5)

     وعن روايتها الفائزة قالت: “هي رواية عن ضياع القدس، أحاول أن “أكمش” فيها أجواء هذه المدينة، بحثاً عن طريق وبحثاً عن إجابة: من سيرثي القدس في هذا الزمن العربي الرديء؟." (6)

    ويستعرض الباحثان في ما يأتي مكونات النسيج الأدبي لدى سحر خليفة التي تندرج في إطار المأثورات الشعبية، لبيان مقدرتها في توظيف هذا الرصيد التراثي الذي نجحت في تحصيله جراء احتكاكها المباشر بفئات المجتمع المختلفة حتى لكأنا بسحر خليفة، وهي تحشد المأثورات الشعبية الفلسطينية في نسيج رواياتها، تصدر في ذلك كله من مقولة " من لا تراث له لا وطن له." (7)

    اللهجة الدارجة: لعل أحدث تعريفات الفلكلور، أو المأثورات الشعبية أنها " المأثورات الروحية الشعبية، وبصفة خاصة التراث الشفوي" (8) مما يعني أن هذا التراث بالغ الأهمية في دراسة الشعوب وخصائصها، ولم تغفل سحر خليفة توظيف الطاقات البيانية المختلفة لنقل رسالتها إلى المتلقي بأسلوب معبر، ومؤثر في النفس، ومن ذلك على نحو لافت للنظر لجوؤها للهجة الدارجة في نابلس وقراها؛ متخطية، بذلك، الحاجز النفسي بين المدني والفلاح، الذي كان مزعجا في ما تقدم، وما زال، لولا أنه تحول اليوم إلى شيء من المزاح؛ فالدارجة تنقل المتلقي إلى أجوائها الشعبية، لا سيما إذا كان موضوع العمل الأدبي شعبيا أو لعلاقة مباشرة بالتفاعلات التي تحتدم في المجتمع.

     

    مواكبة الانتفاضة:

    كان للانتفاضة أثر عميق في توجبه حياة المجتمع الفلسطيني، وانعكست فعالياتها على الأنشطة كلها ، وقد جارى الأدب بفرعيه: الرسمي والشعبي هذه التحولات، ونجد تلك الآثار في أعمال سحر خليفة التي واكبت الانتفاضة، إذ شاعت ظاهرة استشهاد الشباب، وإطلاق الزغاريد عند تشييعهم فتتحول المآتم إلى أعراس، وذلك انسجاما مع العقيدة السائدة التي تبشرهم بدخول الجنة والزواج من الحور العين، ومما ظفرنا به في روايات سحر خليفة من ذلك قولها في رواية باب الساحة:"واستشهد الشب؟

     ايوه استشهد.

     فإذن يمه ليش ساكتين؟ وين الزغاريت؟

     واندلعت زغروتة فأخرى" (9)

     وقولها في " لم نعد جواري لكم" مصورة الأوضاع التي تسود في المدينة لدى توغل قوات الاحتلال:" سيارات الدورية دايما رايحة جاي والواحد ايده على قلبه" (10) إذ كان المواطنون يعلمون، بالتجربة، أنهم يضمرون اغتيال بعض المناضلين أو اعتقالهم، فيظل الناس قلقين " ايديهم على قلوبهم" حتى تخرج القوة العسكرية.

        وعندما "تأتي أخبار المواجهات في نابلس احتجاجاً على مصادرة الأراضي.... تجهد (رفيف) نفسها في محاولة استكشاف جذور مأساة (سعدية) التي لا تتعامل معها بود حيث لا ترى فيها غير امرأة مترفة مرفهة لم تذق معاناة الأخريات، ولم تجد سحر غير الدارجة للتعبير عن ذلك الترف، وذلك النمط من الشخصيات المرفهة التي لم تذق المعاناة التي تعيشها النساء اللائي يصنعن الحياة، ويذقن مرها؛ فتخاطبها قائلة: "أنت يا بنت إيش عرفك بالدنيا؟ هاي أنت ما شاء الله عنك، شباب وجمال ومال وعلم ووجاهة، بتفكري كل الناس مثلك، لابسة بنطلون، وقاعدة بين الرجال، القلم بإيد، والسيجارة بإيد، ولا وراك فاطمة ولا محمد، وأنا اللي إن غبت عن بيتي ساعة، تنهد الدار، وتنهز الحارة، وجايه تقولي لي عيب يا سعدية، أنت جربتِ؟ وإيش جربت يا حسرة؟ جربت الترمل؟ جربت الفضيحة؟ جربت هم الأولاد الملزقين بالرقبة مثل العلقة وما يحل عنها إلا لما تمص آخر نقطة دم؟ جربت الماكينة، ودوشة الخياطة  ومشاوير الشركة، جربت لما واحد يستوطي حيطك، ويستفرد فيك، وما يرحم شبابك، ولا يرحم ترملك؟ جربت حال (خضرة) لما تبيع حالها وحيلتها عشان لقمة ونقطة دوا؟ " (11)

    وعندما لا تأبه (سعدية) بكلماتها؛ فترفض بقرف يد رفيف الممدودة لها تهرع للدارجة لنقل المشاعر المتأججة فتقول: "نكتب للناس ؟ أي ناس ؟ هو مين اللي خرب الدنيا ، وهد الدور ، وفضح الأرامل ، والمطلقات ، وقطع اللقمة عن فم الأولاد ؟ مش الناس ؟ مين حط محطتنا ، وهتك سترنا ودعا علينا ، وسخط كبيرنا قبل صغيرنا ، اسكتي يا شيخة اسكتي ، والله أنا حاسة راسي نافورة نار ، ودمي حامي ولا الكبريت ، والله والله لو بايدي قنبلة لأنسف العالم وما أخلي من ريحة الناس ناس".(12)

    ويظفر القارئ في روايات سحر خليفة على مشاهد كثيرة آثرت فيها الدارجة على الفصيحة لما سبق أن بيّناه من مقدرتها على جلاء المقصود بشكل تلقائي مباشر، ومن ذلك على سبيل المثال ما  في رواية " الميراث " من كلام مأثور في سياق استخفافي عن زيت الزيتون، حيث تقول: "بقول لك الزيت يا أبو سالم أحسن دوا لكل مرض، إذا بطنك أوجعك اشرب زيت، وان حلقك اوجعك اشرب زيت، وان دانك اوجعتك سخن زيت وادلق فيها، حتى الجلد وقشرة الراس والقشب والقرع والربّة ادهنها بزيت وشوف كيف بتصير، حتى القرع كان بزماننا نداويه بالزيت، شوية طحينة على تمر هندي بزيت بتلاقي راسك بيضوي ضوي". (13)

    والأمثلة التي يمكن أن يستشهد بها في هذا السياق كثيرة جدا، إذ تكاد لا يخلو منها مشهد من المشاهد التي شكلت منها رواياتها، وسيتجلى ذلك أكثر في محاور البحث التالية.

     

    الأمثال الشعبية:

        ما أكثر ما يهرع المرء للمثل إذا أراد أن يكون مقنعا في حديثه، أو راغبا في إظهار قدراته البلاغية، فالمثل قول مأثور موجز ينم عن حكمة بالغة وخبرة في الحياة مديدة،(14) وقد وظفت سحر خليفة كثيرا من الأمثال في رواياتها، فجاءت في مواقعها بالغة الأثر، واضحة الدلالة، مغلقة الباب أمام احتمالات قد تتراءى للقارئ.

        فمن الأمثال التي استخدمتها في (عباد الشمس) "الكبرة اللي ما هي لايقة مثل الحبلة المتضايقة" (15) وهو قائم على التشبيه بين صورتين؛ صورة من يتعالى على الناس وهو غير عال فعلا وصورة الحبلى إذا كانت تشعر بالضيق، وقد لا يكون هناك ترابط بين الصورتين، ولكن السجع الموجود في المثل يغطى على ما فيه من اعتباطية في التعبير؛لما في الحمل من مؤشرات إيجابية، وفي المثل تهكم لاذع بأولئك الذين يتعالون على الآخرين، وهو مستطير بين النساء.

    ومن ذلك في الرواية نفسها  "يا سيدي الإيد ما بتقدر عالمخرز" (16) وهو من الأمثال السلبية التي يتذرع بها دعاة الهزيمة والاستسلام، فكأنه سهم العقيقة في الجاهلية. وقد استعانت بصورة أخرى من هذا المثل إذ قالت: " الإيد ما تباطح المخرز". (17)

        وأمثال سحر مستقاة من الأوساط الاجتماعية التي كانت تتفاعل معها، وهي تعبر عن قناعاتها ومعتقداتها، وتعبر عن تجاربها، ومن ذلك:

    ·                   "بيطير فتافيت زي البراغيت" و"معك قرش بتسوى قرش".. (18)

    ·                   "مثل الغولة بتاكل عالطالع والنازل". (19)

    ·                   "الزيتون زاد الفقرا وزيت القنديل"  (20)

    ·                   "الإيد اللي في المية مش مثل الايد اللي في النار" (21)

    ·        "ولد شيطان يدوخ قبيلة" (22)

    ·                   "آذانهم من طين ومن عجين" (23)


    الأغاني الشعبية:

    يرى أحمد رشدي أن أبرز مواصفات الأغنية الشعبية أن تكون جماعية؛ ولذلك عد أغاني العمل "من فروع الأدب الشعبي بحكم صدورها عن الجماعة لا عن الفرد، عن الشعب بعامة، وتصدر للضرورة الاجتماعية، وفيها ملامح الأدب الشعبي أيضا من حيث أن فيها تاريخا شعبيا وفيها احتفاء بالمعتقدات والأعراف الشعبية".(24)

        وتعد الأغاني الشعبية أكثر المأثورات تعبيرا عن النفس البشرية، لأن كلماتها ومعانيها تلامس أهواء النفس وميولها، وهناك من يعرف الأغنية الشعبية على أنها " هي الأغنية المرددة التي تستوعبها حافظة جماعة، تتناقل أداءها شفاها، وتصدر في تحقيق وجودها عن وجدان شعبي" (25)

    وقد وظفت سحر خليفة الأغاني الشعبية في غير مشهد، لا سيما إذا كان متصلا بالكفاح ضد المحتل، سواء في ذلك ما كان قبل الانتفاضة وبعدها، ولا عجب غي ذلك فالأديبة خليفة ملتزمة بقضايا الجماهير، وهي تحرضها على تصعيد المقاومة في وجه المحتل، ومن هنا جاءت الأغاني التي وظفتها في رواياتها ثورية مألوفة، لطالما بثتها المحطات الفلسطينية، ورددها الناس، أو كانت مما أبدعه الشعراء الشعبيون وترجموا به فعاليات الانتفاضة والمقاومة. ومن قبيل ذلك، الأنشودة الشعبية المشهورة التي تقول:

    الأليف الله أكبر

    البا باب الحرية

    والجيم جبهة شعبية والدال ديمقراطية

    والشين شمر دراعك

    عرفات رمز التضحية

    والميم ميم المحبة

    والواو وحدة عربية (26)                        

                 

    ولما هبت الجماهير في انتفاضتها الشعبية المباركة عام 1987م، تصدى المحتل للفعاليات النضالية التي تمخضت عنها الحركة الشعبية بوحشيته المعهودة، ومارس أبشع صور التنكيل حتى بالأطفال والفتية الذين لم يجدوا بدا من المشاركة في المقاومة الشعبية، ولكنهم جابهوا المحتل بنفوس أبية، وبروح من التحدي عالية، على نحو ما تترجمه الطلعة الشعبية التي تقول:

     

    كلبش ايدي     كلبش ايدي              

    لما اعتقلني     كلبش ايدي

    ولدي يا ولدي

    انا واخوي في الزنزانة

    والمدافع من حوالينا

    ومن اكل السجون طعمونا

    عدس مغلي وسمك مطحونا

    كلبش ايدي     كلبش ايدي          (27)  

          وتتصاعد الانتفاضة، ويتوالى ارتقاء الشهداء من جميع الأعمار، وراح الناس، إمعانا في التحدي، يحولون أغاني الأفراح؛ ولا سيما تلك التي تقال عند الحناء، إلى أغاني للشهادة، ك" سبل عيونو ومد إيدو يحنونو" وعلى نحو ما يترجمه المقطع التالي من الأغنية الشعبية:

    امه يا امه يخلي له امه

    فتحي بالحطة راجع لأمه

    مروا عليّي وانا بتحنّا

    بدلوا الحنا بدمه وبهمه

    صرت انادي الليل

    والغربة والناس

    واحسب الأيام واحلم بضمة (28) 

        ويتمادى المحتل البغيض في بغيه، ويتفنن في إيذاء الفلسطينيين، فراح ينسف دور المقاومين أملا في أن يفت في عضد أبطال الانتفاضة، ولكن الجماهير ذهبت بعيدا في تحديها،

    يا عين كوني                                   صبارة

    عاللي نسفوا                                   العمارة

    يا عين كوني                                   صبارة

    عاللي سقونا                                   المرارة

    والي معانا                                    الله معاه

    واللي علينا                                    الله عليه    

    يا ناس ردوا                                    علينا 

    اللقمة المرة                                   نبلعها

    وايدين الظالم                                 نقطعها

    والبلد الحرة                                  نرجعها

    ايتام الحارة                                  صاروا رجال

    نسوان الرملة                                ذاقوا هول

    من بعد الشدة                               هدوا جبال

    الشاه الخاين                                 صال وجال

    والقصر العالي                              اهتز ومال

    ومن بعده دور                              الاحتلال

    ويا عين كوني                               صبارة      (29)

          وتبلغ التضحية أوجها، وترخص الأرواح فداء للوطن، ويدخل الأدب الشعبي ساحة النضال من أوسع أبوابها، وتعايش سحر خليفة هذا التصاعد في المد الثوري، فلم تجد للتعبير عنه أبلغ من طلعة العتابا المشهورة:

    اوف           اوف

    يا جبل حيي السهل والوادي

    وحيي الشجر بسفوحها بلادي

    وان كان العدا حصدوا زرعنا

    بزرع أنا في الأرض أولادي

    أوف      أوف     (30)

     

    العادات والتقاليد:

        تحتل العادات والتقاليد في الأعمال الأدبية موضع القلادة من جيد الفتاة، فهي تظهر فيها بصور شتى تتفاوت في وضوحها والدور المنوط بها في النص، وروايات سحر خليفة تترجم هذه الحقيقة بجلاء، كيف لا وقد كانت حريصة على نقل مشاعرها للقارئ بأقرب لغة وأوعاها بالمعاني حتى لو كانت دارجة، وفي المقطع التالي  " توضح ما جرت عليه عادة الجماهير في تشييع جثامين الشهداء، وما يسود في الشارع من مظاهر البهجة والزينة والهتافات:" طلعت مظاهرة هزت البلد هزا، آلاف الناس طفحت في الشوارع ونخيل وأعلام وشباب ملثمين محمولين على الأكتاف يهتفوا والناس ترد".(31) .

    وشبيه بهذا المشهد ما التقطته من صورة الحياة الاجتماعية بقولها: " رأت الشباب والشابات وأكاليل الورد والزنبق وسعف النخيل وصورة أحمد تتوسط كل الباقات" (32)

     ومثل ذلك فيها أيضا قولها: " واستشهد الشب؟ أيوه استشهد. فإذن يمه ليش ساكتين؟ وين الزغاريت؟ واندلعت زعروتة فأخرى". (33)

        ومن العادات المأثورة التي نقف عليها في أعمال سحر ما يمارسه الناس عند ولادة مولود ذكر حيث تضج الدار بمظاهر الفرح، وتوزع الحلوى، وبعض المال على الأطفال. جاء في روايتها" مذكرات امرأة واقعية ما نصه: " جاء الولد وامتلأت الدار بالزغاريد والشموع وملبّس الأفراح وتفريق العملة على الأطفال والفقراء" (34) وهو ما يعرف بالحَلَوان الذي يعطى مجانا للمبشر أو لمن يحضر المناسبة السعيدة، وهو من عادات العرب من قديم الزمان. جاء في رواية "ربيع حار" قولها في أحد الأطفال: " كي لا تفوته قروش الحلوان والملبس".(35)

        واعتاد الفلسطينيون على ممارسة أعمال بعينها في علاج بعض الأمراض وتبيان أهمية ما لهذه المادة من أهمية دون غيرها كزيت الزيتون، على سبيل المثال، فتصور سحر خليفة هذه العادة بصورة لا تخلو من نقد فتقول في"الميراث ": بقول لك الزيت يا أبو سالم أحسن دوا لكل مرض، إذا بطنك أوجعك اشرب زيت، وان حلقك اوجعك اشرب زيت، وان دانك اوجعتك سخن زيت وادلق فيها، حتى الجلد وقشرة الراس والقشب والقرع والربّة ادهنها بزيت وشوف كيف بتصير، حتى القرع كان بزماننا نداويه بالزيت، شوية طحينة على تمر هندي بزيت بتلاقي راسك بيضوي ضوي".(36)

    أقوال وعبارات شائعة:

          تسود في كل مجتمع عادات قولية كثيرة، فنجد الناس يستخدمون عبارات بعينها دون وعي منهم بدلالاتها، ولا بأصولها، ولكنها تعبر عن معتقدات وأفكار تحتل حيزا من عقولهم، فهم يتداولونها بشكل تلقائي، فتاتي معبرة عما يريدونه من المواقف والانطباعات، ولم تجد سحر خليفة بدا من مجاراة الناس في ما اعتادوه وألفوه، ونستعرض في ما يأتي طائفة من هذه العبارات؛ فقد جاء في رواية مذكرات امرأة غير واقعية: "فال الله ولا فالك" (37) وهي عبارة تقال لمن يخبَر بما يُكره، "مستورة والحمد لله" (38)، تقولها لمن سألك عن وضعك المالي إذا كنت محدود الدخل، "امان يا ربي امان" (39)، وهي مما يردده الناس عند رؤية ما لا يحبون، أو يسمعون كلاما يكرهون مضمونه و"ما باليد حيلة"  (40)، والمقصود بيان العجز عن القيام بفعل، أو عن رده.

    ومن العبارات الشائعة التي نظفر بها في رواية (ربيع حار) "محسوبك مهم"(41)  ، والمعنى أن المتكلم ينهي إلى محدثه أنه يستطيع أن يسدي له خدمة جليلة مستعينا بما له من نفوذ، وإن كانت لا تخلو من سخرية من الذات أحيانا. ومن ذلك "فغمز بعينيه وقال ضاحكا: يا أم سعاد حطي بالخرج" ، وهذا تعبير مستطير في المجتمع الفلسطيني يدل على عدم الاكتراث بالأمر، ويؤذن بعد أهميته.(42)

    ومما نجده في باب الساحة على لسان إحدى الفلاحات "يا قشيلي" (43)، وتتكرر العبارة في موضع آخر عندما صاحت الفلاحات يولولن "قشيلي يا قشيلي قتلوا الثاني" (44)، والمقصود بهذه العبارة بيان الأسى والحزن على ما جرى، وعند الاحتجاج على أمر واستنكاره،  وقد اجتهدنا في البحث عن دلالة هذه العبارة في اللغة؛ فلم نظفر بشيء ذي بال، وهي تلفظ بقلب القاف كافا.انظر الموقع الإلكتروني:                          (45)  

    وشبيه بهذه العبارة في روايتها (لم نعد جواري لكم ) " يا سخامك الكحلي يا عيشة" (46) وعبارة "يا كسرة قلبك يا عيشة" (47)، وفي رواية عباد الشمس يرد قولها على لسان إحداهن: "سواد عليك يا مشحّرة" (48) وذلك تعبيرا عن سوء المنقلب بعد أن حل بها ما تكره، ومن ذلك في الرواية نفسها: "عشرة دنانير؟ حرام عليك" (49) "المسامح كريم" (50) "وكانت الدنيا شتوية والبرد يقص المسمار" (51) "يا خراب بيتك يا ابو حمدي" (52).

    ونسرد في ما بأتي بعض العبارات التي وردت في رواية (عباد الشمس) "ولو يا ابو الشباب" (53)  "أنا عارف، طق شرش حيا بنات هالأيام، وازرقّ نابهم" (54) "آخر مرة شفته قلت الله يسترك يا هالصبي، باين مش ابن معيشة، وما كذّب خبر، وحياة شواربك" (55) "هو الحيلة والفتيلة" (56) "الناس هناك معنوياتهم بالسما بمشوا عرضين وطول" (57) "انا يا مصابحة يا مماسية" (58) "الظاهر انه الدنيا مش مصلية على النبي" (59) "كان غاطس غطسة بنت كلب" (60) "اخوك على راسنا من فوق" (61) "وحياة شواربك" (62)  و"الجنود تعدم اسمهم من اول الجنازة لآخرها ما شفنا منهم صوص ابن يومين. " (63)

    ويدخل في إطار الأقوال الشائعة ما يستخدم في "الردح" وهو تناول امرأة لأخرى بالقدح والذم مما هو شائع في أوساط العوام، إذ تعيّر إحداهن خصيمتها بأبيها أو بمهنته، على نحو ما نجده في روايتها "عباد الشمس " من قولها:" على مين يا سعدية يا بنت أبو شمر ياللي كان أبوك يبيع الطمرية على الطبلية" (64) وقولها في الرواية نفسها: "ومرة فقعتها أم تحسين مع سعدية وردحت لها لأتفه الأسباب". (65)

          وقد رصد الباحثان في رواية (الميراث) العبارات الآتية: "سقى الله ع هديك الأيام" (66) "أبو ناب أزرق" (67) "اذن هيك تركها وهرب بجلده" (68)"هاي طرف الخيط" (69) "يعني بلا زغرة" (70) "لحم أكتافه من هذا........ وادفع تبلع"  (71) "شبعنا كلام اليوم القرش هو اللي بيحكي" (72) "ويا شماتة عينك يا ام جريس" (73) "وهلقيت ماشا الله ويخزي العين، بتحكي وبتضحك وبتمزح" (74) "يا انك منحوسة يا هبلة" (75) "يا عيني عليك شو كريمة" (76) "عليها لسان مثل المبرد" (77) "وبتعزف بيانو كرج الميّ" (78).

    ومما يدخل في هذا الإطار ما يعرفه العامة باسم "الدعاوي" وذلك بأن تدعو على أحدهم بما يكره، على نحو ما نجده من قولها في رواية باب الساحة دعاء على اليهود "هدّ جبالهم واطفي سراجهم" (79) وقولها في " لم نعد جواري" لكم: "سبعين عين تطرقكم يا عدوين"  (80)          

    الرقى والشعوذة:

        استعانت سحر خليفة في توصيف مشاهدها الروائية بكثير من المأثورات الشعبية، فهي حريصة على نقل انطباعاتها للمتلقي بشكل يجعلها تصل إليه كما هي في الواقع، وكما تحس بها هي، فوشّت نصوصها بأقوال تترجم بعض معتقدات العوام الخرافية وما استقر في عقولهم من أساطير أسهمت في صياغة فكرهم وتوجيه حياتهم، ومن ذلك:

    1.  الحجاب، وهو نوع من الرقى، تُكتب بعض العبارات التي غالبا ما تكون مبهمة، وتطوى بإحكام وتغلف بجلد أو نحوه وتعلق على العنق أو الكتف، وربما وضعت في مكان من المنزل، وقد اشتهر بإعدادها في نابلس نفر من الطائفة السامرية، وربما خلط الناس بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع مما يندرج في أوهام الخرافات، على نحو ما يترجمه قول سحر في "الميراث": "بدك اعمل استخارة واكتب لها حجاب؟ نكتب حجاب. بدك نضرب لها بالمندل؟ نضرب مندل". (81) فالاستخارة مشروعة، أما الحجاب فليس كذلك. وجاء في مذكرات امرأة غير واقعية قولها على لسان أحد شخصياتها: "خذيها عند السامري" (82) وجاء مثل ذلك في رواية "لم نعد جواري لكم" إذ نقرأ: "وإذا كانت فاضية خليها تروح عند السامريين تكتب له حجاب" (83) وفي هذا إشارة إلى اختصاص بعض كهنة الطائفة السامرية المقيمين في نابلس بالرقى، ونحوها

    2.   العين والشبة والخرزة الزرقا. إذ يشيع في المجتمع الفلسطيني اعتقاد بدور الشبة والخرزة الزرقاء في دفع العين، وردّ السحر، وهو اعتقاد قديم لدى العرب يعود إلى العصر الجاهلي، (84). وجاء في رواية " لم نعد جواري لكم " : "وخليها تشوي شبة وتطلع العين اللي طرقت أبوك" (85) وقولها في" مذكرات امرأة واقعية: "والشبة والخرزة الزرقا" (86). ومن المعلوم أن المسلمين، كغيرهم من الأمم، يؤمنون بأن العين حق، وأن للنظرة أثرا عميقا في النفس قد يؤدي إلى هلاكها.

    3.  المندل، وهو "عبارة عن قراءة أسماء وطلاسم معينة يقوم من خلالها الساحر أو الشخص الذي يتعامل مع الجن ويستخدمهم بالنداء على أشخاص معينين..." ولفتح المندل يركز المحضر نظره على كرة زجاجية لامعة، أو في فنجان ماء تطفوا على سطحه نقطة زيت.. وربما كان" للاستدلال على شيء معين تم فقده، أو لمعرفة مكان شيء تمت سرقته، وقد برع فيه كثير ومنهم من يقوم بعمله بقراءة القرآن الكريم على طفل دون البلوغ".(87)

    4.  التابو، وذلك بذكر كلمات ذات دلالة طيبة بدلا من أخرى لها دلالة على كائنات أو معان مكروهة؛ خوفا من أذاها، كقولها في رواية عباد الشمس في معرض حديثها عن بنت "أبو سالم" التي دوّخت اليهود: "وبنت أبو سالم رشقت في المظاهرة حجر فتح نافوخ الضابط لحقوها من شارع لشارع ومن زقاق لزقاق وكل ما غابت عن عينهم تنشق الأرض عنها وتظهر مثل اسامي الله، حريقة والدين، قردة مصفية. أنا عارف طق شرش حيا بنات هالأيام وازرق نابهم" (88). فقولها مثل أسامي الله يعني مثل الشياطين، وقد سمعنا مثل ذلك من عجائزنا، وشبيه به، عند ذكر الأفاعي، قول العامة:" دستور يا سيدي يا رفاعي".


    الملابس والبيت والمرافق العامة والأدوات المنزلية:

    تحتل الملابس والأدوات المنزلية مساحة واسعة من المأثور الشعبي، ولها دور في توصيف نمط الحياة وصياغته؛ ذلك بما هي ألصق بالإنسان، وتدخل في حياته بشكل يومي ومباشر، ومن الملابس التي يرتديها الفلسطينيون في روايات سحر خليفة:

    1.  الطاقية، وهي غطاء للرأس تُعتَمر تحت الحطة ( أو الغترة في اصطلاح عرب الخليج) وربما كانت وحدها، وهي في طريقها للاندثار كالحطة (89)

    2.  الدشداشة، وهي لفظة سعودية، وتطلق على ثوب فضفاض يكسو الجسم كله، وغالبا ما يكون أبيض، وقد عرفه الفلسطينيون بواسطة أبنائهم الذين عملوا في دول الخليج (90)

    3.  الزنّار، وهو حزام غير عريض يلف حول الخصر، ومن الشائع في كلام العامة، وقد أوردته في "مذكرات امرأة واقعية " قولهم: إيدي بزنارك، وذلك عند استحسان فكرة قيد التنفيذ؛ غالبا ما تكون غير متوقعة.(91)

    4.  القفطان، وهو للنساء كالجلباب. وقد جاء في المراث: "هذا القفطان مشغول بالايد بأريبيا...... صحرا وجمال وتمر وبخور ومسكة وقرآن... " (92) وفي وصفه ما يشير إلى ما جرت عليه عادتهم من وشيه وتزيينه.

    أما البيت والمرافق العامة والأدوات المنزلية، فقد حظيت بنصيب من مشاهد رواياتها، فذكرت من ذلك:

    5.  البايكة، وهي بناء واسع مفتوح من إحدى الجهات، جاء في باب الساحة قولها: "كانت بايكة قسمناها وعملناها أوضة خزين. النص التحتاني تحت الأرض." (93) وقولها: "من البايكة التحتا من تحت الأرض".(94)

    6.     الطابون، والزبل الذي يوقد به لإحمائه.والطابون مخبز تقليدي يصنع من الكلس (95)

    وجدير بالذكر أن هذه المرافق لا تكون في البيت النابلسي، وإنما هي من معالم القرى وحسب، ولكن سحر لم تكتب لنابلس، ولا عنها دون سواها، وإنما كانت تكتب للوطن كله، وعنه كله. ولكنها خصت نابلس حين تحدثت عن " سوق البصل، وحارة الياسمينة، والقريون" (96).

     

    المأكولات والمشروبات الشعبية

     يمتاز المطبخ الشعبي الفلسطيني بتنوّع كبير في الأطعمة والمشروبات التي يتناولها أبناء البلد، وهناك ما هو شائع لدى كل من الفلاحين وأهل المدينة على السواء، ونستعرض في ما يأتي طائفة مما ورد في روايات سحر خليفة من ذلك، ففي مجال الأطعمة ذكرت:

    1.   التبولة، وهي مكونة من البقدونس والبرغل وغيرهما من الخضراوات، شامية في الأصل وانتقلت إلى فلسطين. (97)

    2.   الحمص والفول، وهما الأشهر بين أطعمة الفطور مع الزيت والزعتر، (98)

    3.   الفتوش، وهو يشبه التبولة غير أنه يوضع فيه بدلا من البرغل فتيت الخبر؛ جاء في رواية ربيع حار قولها: جاءت أمه بصحن الفتوش.(99)

    4.  الجبن، وهو أيضا من شائع المأكولات الشعبية، وهم في نابلس يشوونه أحيانا، جاء في معرض حديثها عن سهرة الشتاء حول الكانون "كنت مغرمة بالقصص منذ الطفولة، كنا نسميها "حدوتة" نلتمّ حول الكانون في أيام الشتاء نشوي الجبن فتمتلئ الدار برائحة دافئة دسمة ونحن نسخّن الخبز حول الجمر حتى يحمر" (100)

    5. المسخن؛ وهي أكلة شعبية مشهورة في أوساط الفلاحين خصوصا، تقدم للضيوف، وذكرها عبارة " المسخن بالدجاج والبصل" (101) في رواية "لم نعد جواري لكم" توحي بجهلها بها لأن المسخن لا يكون إلا بالدجاج والبصل فقط.

    6. القشطة، وهي القشدة التي تنزع من اللبن، بيضاء اللون، وقد درج أهل مصر وجنوب بلاد الشام على تشبيه المرأة البيضاء بها، ومن الدارج المالوف قولهم في هذا السياق: "لهطة قشطة" وهو ما استخدمته سحر خليفة في  رواية الميراث.(102)

    7. خبز الشراك، أو الرقاق، أو خبز الصاج، وهي أسماء شائعة بين الفلسطينيين، لا سيما البدو منهم، وهو خبز المتعجّل؛ يصنع رقيقا من العجين العويص، ويخبز على الصاج، ويوقدون تحته ما تيسر من عيدان أو ورق، حيث قولها: "رغيف شراك". (103)

    ويطول بنا استعراض أنواع الأطعمة الشعبية التي وردت في روايات سحر خليفة؛ ذلك لأنها تقدم فيها صورا واقعية أو مستوحاة من الواقع بكل ضجيجه وصخبه، ففي " مذكرات امرأة غير واقعية" ، ترسم سحر خليفة صورة حية لأسرة تجلس شتاء حول كانون تزدحم من حوله أكفّ المصطلين، وتذكر مزيدا من العادات التي يتداخل فيها الكل والقصّ في مشهد ينطق بالحيوية والحركة، ويتكثف فيه نسيج الحياة الشعبية، وذلك حيث تقول: "كنت مغرمة بالقصص منذ الطفولة، كنا نسميها "حدوتة" نلتمّ حول الكانون في أيام الشتاء نشوي الجبن فتمتلئ الدار برائحة دافئة دسمة ونحن نسخّن الخبز حول الجمر حتى يحمرّ، وأحيانا ننساه فوق الجمر فيصبح كالفحم وتمتلئ الغرفة بالدخان، لكن الشاطر حسن و سهام الليل والثلاث وردات، كل وردة امرأة جميلة ذات حسن يبهر العينين كضوء الشمس فيخبئ الناس العيون حين تمر، إلا الشاطر حسن لا يخبئ العينين فيصاب قلبه"(104)

    وفي رواية باب الساحة ، تمزج سحر ألوان لوحتها، فتجمع بين أنواع المباني والأطعمة التي تفوح روائحها في الأزقة وبين الأحياء الشعبية، فمن ذلك ما وصفت به أحد شخصياتها حين راح "يهوّم بين الأبنية القديمة والأقواس والكلّيل العريض، ورائحة السيرج والجفت الحار والخبز الساخن وشيّ الكباب و قزحة وسماق ومناقيش زعتر وقينر وحلاوة طحينية وجوزة الطيب"، (105).

    ولعل الصورة الأخرى التي دبجتها في " الميراث " أبلغ وأكثر تداخلا في ألوانها ومكوناتها؛ إذ جمعت فيها بين ما لا يمكن الجمع بينه إلا في الأسواق الشعبية التي تعج بالحيوية وأصناف المعروضات مما يؤكل ، أو هو للزينة وغير ذلك حيث تقول: " خبز، جبن، أمشاط، مشابك، إبر وخيطان، بهارات، أيقونات، رمل ملون، صور العذرا وابنها الصغير، زيتون أسود، ملوخية ناشفة، خيار مكبوس وعلكة شامية ومسابح عقيق". (106)

     

    النكت:

                   لم يفت سحر خليفة أن تضمن أعملها بعض النكت التي جاءت في سياقاتها معبرة عن روح المجتمع؛ فالنكتة "نتاج أدبي ينبع من الاهتمام الروحي الشعبي الذي ينتج الحكاية والأسطورة واللغز الشعبي، ولكنها تتميز عنها في أنها قد تعين على زمان قول النكتة، فإنك حينما تروي النكتة لا بد أن تذكر أشخاصها وتذكر البيئة الجغرافية والتاريخية التي نبتت فيها".(107)

     

    والشعب الفلسطيني كثيرا ما يتندر ببعض النكت سواء أكان ذلك من باب التعبير المقلوب؛ تهكما على واقعه التعيس، أم كان للتفكه على الحقيقة، ومما ظفر به الباحثان في رواية "عباد الشمس قولها: "غاصت النملة في الكوب احزر لماذا؟ تبحث عن فيل؟ لا لا. تغوص لتبحث عن لؤلؤة، لا هه هه. تبحث عن موبيديك؟ لا لا لا هه هه ها. قلها وأرحني. حسنا، سأقول. غاصت النملة في الكوب لتكتب رسالة. رسالة. رسالتها من تحت الماء".  (108)       

    وقولها: "ثلاث نملات نزلن إلى الشاطئ اثنتان منهما بلباس السباحة والثالثة رفضت أن تلبس لماذا؟ قال صالح أهذا وقته يا باسل! لم يلتفت إليه الآخرون وانشغلوا بالنملات عنه. قال الشاطر لأن الثالثة معذورة. لا. لأنها من ذوات الوزن الثقيل؟ هاها لا. خافت أن يطفح البحر ويمتد؟ ها ها. قلها قلها هيا نرجوك. لأنها تتخصص شريعة". (109) ولا يخفى ما في النكتة الأخيرة من تعريض بالنساء اللواتي يرتدين الملابس الشرعية مما يأتي منسجما مع فكر سحر خليفة في تمردها على كثير من قيم المجتمع وعاداته.

     

    نداءات الباعة: 

    حرصا من سحر خليفة على إحكام النسيج الروائي الذي تتمثل أهم معالمه في تقديم صورة ناطقة للحياة، فلم يفتها أن تنقل بعض الصور الصوتية التي تتردد في أنحاء المدينة على ألسن الباعة المتجولين وأصحاب البسطات الثابتة حين يدللون على معروضاتهم من الفواكه، من موز ريحاوي، وسمك غزاوي، .... حيث جاء قولها على لسان الباعة:" غزاوي ياسمك، يافاوي يا بردقان ريحاوي يا موز". (110)

    الردح والسُّباب:

    ونعني بالردح المعنى الدارج في اللهجة المصرية، وهو غالبا ما يكون بين امرأتين سوقيتين؛ تتبادلان الشتائم بأسلوب معروف يتمثل في انتقاص كل منهما من الأخرى، ومن ذويها، دون سباب بالألفاظ المألوفة، وفي تضمين الأديبة رواياتها صورا من هذه المواقف الاجتماعية فإنها تضفي عليها مسحة واقعية، وبذلك يكتمل المشهد العام، حيث نرى الحياة بكل ألوانها؛ ما يسوء وما يسر، ذّلك لأن هذه هي طبيعة الحياة؛ تجمع بين المتناقضات. ومن ذلك في روايات سحر خليفة:

    ·        في رواية عباد الشمس:

    1.    "ملعون ابو اللي نفضكم يا أولاد الكلب" (111)

    2.    "على مين يا سعدية يا بنت أبو شمر ياللي كان أبوك يبيع الطمرية على الطبلية" (112)  

    3.    "ومرة فقعتها أم تحسين مع سعدية وردحت لها لأتفه الأسباب" (113)

    4.    "نابلسي بمشي وبفسي عالقطين وعادبسي.......يافاوي ذنب الواوي" (114)                          

    5.  "الله يقصف عمرك يا خضرة. الله يقصف عمرك وعمرهم. ملعون أبو المنيح فيكم يا أولاد العرص. عجبك يا مسخوطة! رحنا بستين داهية". (115)

    1.    "وانت معنا يا مسخمة عالتحقيق طوالي". (116)

    2.  "تقولوا علينا ميه مالحة و وجوه كالحة والله ما كالحة إلا وجوهكم يا اكالين يا نكارين يا نصابين يا حرامية" (117)

    ·        وفي رواية "الميراث"

    1.   "والا مرته ام الزفرة والعصاعيص والفوارغ. "(118)

    2.   "يخرب بيته ولا كأنه تربى في بيت نظيف" (119)

    3.  "ذوقي عدمّك"، (120)

    خاتمة البحث:

            بعد استعراض روايات سحر خليفة وتقصي ما ورد فيها من المأثورات الشعبية ومظاهرها المختلفة؛ يتبين للدارس أن سحر كانت تأنس كثيرا بالمأثور من قول أو عمل، وكانت ترى فيه حاملا شعوريا دقيقا في أدائه، ومعبرا أمينا عن المشاعر التي تتأجج في صدرها حيال مجتمعها جراء ما انتابه من الويلات على يد المحتل الصهيوني.

            لقد جاءت رواياتها مفعمة بنكهة شعبية خاصة، وموشاة برتوش تعكس الحياة في نابلس وفي غيرها من الأماكن التي انتشر فيها الفلسطينيون بعد النكبة، تلك الحياة التي اهتزت بضجيج التمرد والثورة، وكان البؤس الاجتماعي أبرز صورها، وفي ذلك ما يوضح دور التراث الشعبي في توجيه الحياة وتقديمها على أدق وجه ممكن؛ فلم يفتها أن توظف النكتة ونداءات الباعة، ولا الأغاني الشعبية والأمثال، وغير ذلك من الفنون، ولذلك لم تجد حرجا في تدوين وقائع رواياتها بالعربية الفصيحة متداخلة مع الدراجة، لاسيما أنها تكتب لكل فئات المجتع، وفيه من يجد الدارجة أوفي بالمعنى وأدق تعبيرا من الفصيحة عن مجريات الحياة الشعبية. 

     

     

     

     

    هوامش البحث:

    1.   http://www.islamic-sufism.com   (بتصرف)

    2.   مجلة الهلال، العدد668، القاهرة، آب 2004

    3.   السفير، عدد الثلاثاء ١٢ كانون الأول ٢٠٠٦

    4.     مجلة الهلال، مرجع سابق.

    5.      السفير، مرجع سابق

    6.     السابق نفسه

    7.     جبر، يحيى وزميلته، أبحاث ودراسات في الأدب الشعبي، ط1،الدار الوطنية، نابلس 2006، ص8.

    8.     العنتيل، فوزي، الفولكلور ما هو؟ دار المعارف بمصر، 1965، ص 44

    9.     باب الساحة ص 209

    10.                        خليفة، سحر. لم نعد جواري لكم، دار الآداب ـ بيروت، ط2، 1999، ص65

    11.        دراج، فيصل ، دراسة في رواية سحر خليفة ، قول الرواية ، وأقوال الواقع،  مجلة شئون  فلسطينية، العدد 112 ، مارس ، آذار 1981 ، ص 345-346. بتصرف .

    نقلا موقع القاص والباحث زكي العيلة http://zakiaila.com/

    12.                    درّاج، فيصل، المصدر السابق  نفسه، ص347.

    13.خليفة، سحر. الميراث، دار الآداب ـ بيروت، ط 1، 1997م. ص150

    14.                        انظر كتابنا (أبحاث ودراسات في الأدب الشعبي، يحيى جبر وعبير حمد، المثل الشعبي، ص165 وما بعدها

    15.                        خليفة، سحر. عباد الشمس. دار الآداب بيروت، ط3. 1987 ص168

    16.                        السابق نفسه ص57

    17.                        السابق نفسه ص65

    18.                        الميراث، مرجع سابق، ص217

    19.                        باب الساحة، مرجع سابق،  ص204

    20.                        باب الساحة، مرجع سابق، ص205

    21.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص76

    22.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص65

    23.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص154

    24.                        صالح، أحمد رشدي، الأدب الشعبي، مكتبة النهضة المصرية، 1971،ج1، ص290

    25.                        مرسي، أحمد، الأغنية الشعبية. سلسلة المكتبة الثقافية (200)، الهيئة المصرية، 1970.ص23

    26.                        لم نعد جواري لكم مرجع سابق، ص88  

    27.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص100

    28.                         عباد الشمس، مرجع سابق، ص160

    29.                        السابق نفسه، ص161 ـ 162

    30.                        لم نعد جواري لكم مرجع سابق،  ص136

    31.                          عباد الشمس، مرجع سابق، ص49

    32.                        باب الساحة مرجع سابق، ص217

    33.                        باب الساحة مرجع سابق، ص 209

    34.خليفة، سحر. مذكرات امرأة غير واقعية. دار الآداب، بيروت. ط2. 1992،ص 19

    35.                        خليفة، سحر. ربيع حار.مركز أوغاريت الثقافي للنشر والترجمة. رام الله ـ فلسطين، ط1، 2004، ص 15

    36.                        الميراث، مرجع سابق، ص150

    37.                        مذكرات امرأة غير واقعية، مرجع سابق، ص67:

    38.                        المرجع السابق، ص68

    39.                        السابق نفسه، ص94

    40.                        السابق نفسه، ص95

    41.                        ربيع حار، مرجع سابق، ص112

    42.                        المرجع السابق، ص156

    43.                        باب الساحة مرجع سابق، ص206

    44.                        المرجع السابق، ص207

    45.                       www.paldf.net/forum/archive/index.

    46.                        لم نعد جواري لكم مرجع سابق، ص87

    47.                        السابق نفسه

    48.                        عباد الشمس، مرجع سابق، ص81

    49.                         المرجع السابق، ص 18

    50.                        السابق نفسه، ص19

    51.                        المرجع السابق، ص45

    52.                        المرجع السابق، ص133

    53.                        عباد الشمس، مرجع سابق، ص23

    54.                        المرجع السابق، ص49

    55.                        السابق نفسه، ص49

    56.                        السابق نفسه، ص50

    57.                        السابق نفسه، ص51

    58.                        السابق نفسه، ص51

    59.                        السابق نفسه، ص54

    60.                        السابق نفسه، ص56

    61.                        السابق نفسه، ص183

    62.                        السابق نفسه، ص49

    63.                        السابق نفسه، ص49

    64.                        السابق نفسه، ص35

    65.                        السابق نفسه

    66.                        الميراث، مرجع سابق، ص 34

    67.                        السابق نفسه، ص170

    68.                        السابق نفسه، ص170

    69.                        السابق نفسه، ص172

    70.                        السابق نفسه، ص177

    71.                        السابق نفسه، ص127

    72.                        السابق نفسه، ص129

    73.                        السابق نفسه، ص147

    74.                        السابق نفسه، ص199

    75.                        السابق نفسه، ص225

    76.                        السابق نفسه، ص273

    77.                        السابق نفسه، ص276

    78.                        السابق نفسه، ص277

    79.                        باب الساحة مرجع سابق، ص204

    80.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق، ص 132

    81.                        الميراث، مرجع سابق، ص176

    82.                        مذكرات امرأة غير واقعية، مرجع سابق، ص136

    83.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص 53

    84.                        انظر: يحيى جبر، خرزات العــــرب، مجلة التراث الشــعبي/العراق(1984)، ع11-12، 69-72

    85.                        لم نعد جواري لكم، مرجع سابق،  ص53

    86.                        مذكرات امرأة واقعية، مرجع سابق، ص139

    87.                             www.zano22.jeeran.com وwww.ghaaly.com/vb/showthread www.shammel.net/vb/t27498.html

    88.                        عباد الشمس، مرجع سابق، ص49

    89.                        ربيع حار، مرجع سابق، ص23

    90.                        المرجع السابق، ص14.

    91.                        مذكرات امرأة واقعية، مرجع سابق، ص135

    92.                        الميراث، مرجع سابق، ص12

    93.                        باب الساحة، مرجع سابق،  ص109

    94.                        المرجع السابق، مرجع سابق، ص194

    95.                        انظر باب الساحة، مرجع سابق،  ص200

    96.                        انظر باب الساحة، مرجع سابق،  ص200.

    97.                    انظر الميراث، مرجع سابق، ص139، وربيع حار، مرجع سابق، ص40

    98.                    انظر الميراث، مرجع سابق، ص139

    99.                    ربيع حار، مرجع سابق، ص156

    100.             مذكرات امرأة غير واقعية، مرجع سابق، ص13

    101.             لم نعد جواري لكم، مرجع سابق، ص117

    102.             انظر الميراث، مرجع سابق، ص142.

    103.             انظر الميراث، مرجع سابق، ص150

    104.             مذكرات امرأة غير واقعية، مرجع سابق، ص13

    105.              باب الساحة، مرجع سابق،  ص 55

    106.             الميراث، مرجع سابق، ص 13

    107.             إبراهيم، نبيلة، أشكال التعبير في الأدب الشعبي، القاهرة: دار نهضة مصر، 1970 ، ص176

    108.             عباد الشمس، مرجع سابق، ص61

    109.             السابق نفسه

    110.             انظر رواية لم نعد جواري لكم، مرجع سابق، ص 27

    111.                   انظر رواية لم نعد جواري لكم، مرجع سابق، ص87

    112.                   انظر رواية  عباد الشمس، مرجع سابق، ص35

    113.             المرجع السابق ص35

    114.             المرجع السابق ص168

    115.             المرجع لسابق ص79

    116.             السابق نفسه

    117.             المرجع السابق ص168

    118.             الميراث، مرجع سابق، ص120

    119.             السابق نفسه

    120.             المرجع السابق ص166

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    المصادر والمراجع:

    1. إبراهيم، نبيلة، أشكال التعبير في الأدب الشعبي، القاهرة: دار نهضة مصر، 1970 ، ص176
    2. جبر، يحيى وزميلته، أبحاث ودراسات في الأدب الشعبي، ط1،الدار الوطنية، نابلس 2006، ص8
    3. خليفة، سحر. الميراث، دار الآداب ـ بيروت، ط 1، 1997م.
    4. خلبفة، سحر. ربيع حار.مركز أوغاريت الثقافي للنشر والترجمة. رام الله ـ فلسطين، ط1، 2004
    5. خليفة، سحر. مذكرات امرأة غير واقعية. دار الآداب، بيروت. ط2. 1992
    6. خليفة، سحر. عباد الشمس. دار الآداب بيروت، ط3. 1987
    7. صالح، أحمد رشدي، الأدب الشعبي، مكتبة النهضة المصرية، 1971،ج1، ص290
    8. العنتيل، فوزي، الفولكلور ما هو؟ دار المعارف بمصر، 1965، ص 44
    9. مرسي، أحمد، الأغنية الشعبية. سلسلة المكتبة الثقافية (200)، الهيئة المصرية، 1970.ص23

     

    ثانيا: الدوريات:

    1.     جبر، يحيى. خرزات العــــرب، مجلة التراث الشــعبي/العراق(1984)، ع11-12، 69-72

    2.     السفير، عدد الثلاثاء ١٢ كانون الأول ٢٠٠٦

    3.     مجلة الهلال، العدد668، القاهرة، آب 2004

     

    ثالثاً: المراجع الإلكترونية:

     

    1.      دراج، فيصل ، دراسة في رواية سحر خليفة ، قول الرواية ، وأقوال الواقع،  مجلة شئون  فلسطينية، العدد 112 ، مارس ، آذار 1981 ، ص 345-346. بتصرف . نقلا موقع القاص والباحث زكي العيلة http://zakiaila.com/

     

    2.      www.paldf.net/forum/archive/index

    www.zano22.jeeran.com

    وwww.ghaaly.com/vb/showthread

    www.shammel.net/vb/t27498.html

     

             3. http://www.islamic-sufism.com  

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • رامي صبري said...
  • حبيت الموضوع :) هاي الأغنية كرمالك http://www.alqudseyes.com/embed/25320/%D8%A7%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D9%87%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%B5%D8%A8%D8%B1%D9%8A
  • Thursday, December 23, 2010
  • DinaDelaney29 said...
  • I think that to receive the <a href=\"http://goodfinance-blog.com/topics/home-loans\">home loans</a> from creditors you ought to have a firm motivation. Nevertheless, once I\'ve got a secured loan, because I was willing to buy a building.
  • Saturday, March 24, 2012
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me