An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Sunday, February 15, 2009
  • أمريكا والسلام الدستورالأردنية الجمعة 28/6/1991
  • Published at:Not Found
  • أمريكا والسلام

    الدستور الجمعة 28/6/1991

     

            بعد إجلاء الرومان من مصر وبلاد الشام في صدر الإسلام ظلوا هم ومن تناسخوا فيهم يحلمون بالعودة، فما لبثوا أن قدموا إلى المنطقة " لإنقاذ الأراضي المقدسة من قُطّاع الطرق !" وكانت النتيجة ما أنجزه صلاح الدين الكردي في معركة حطين، ولم يردعهم ذلك، فأغراهم ضعف المسلمين في الأندلس بتغيير موضع حرابهم من شرق المتوسط إلى جنوبه في شمال أفريقية وإلى إسبانيا نفسها، حين قامت محاكم التفتيش بالمحاكمة على العقيدة مما اضطر عدداً من المسلمين إلى التحول عن دينهم أو الفرار به، وتمادوا في ممارسة أحقادهم إلى أن بدأ البرتغاليون والإسبان والهولنديون حملاتهم فيما وراء البحار ضد المسلمين في سواحل أفريقية الشرقية والخليج وجنوب آسيا … وقد انتصر العثمانيون ( الأتراك ) لإخوانهم المسلمين في الأندلس ( عرب وبربر ) واقتحم العثمانيون الأتراك أوروبا من جهة المشرق وحاصروا فيينا في أكبر عملية ثأر مقدس لمسلمي الأندلس.

            وكان من بعد الاستعمار الأوروبي الحديث الذي تسلم الراية من قراصنة البرتغال وإسبانيا وهولندا. واشتد إحكام حلقات المؤامرة على الدولة الإسلامية، ودخل في الصراع هذه المرة عنصر جديد حذرنا الله، سبحانه وتعالى، من شره، وهم اليهود بأحقادهم القديمة على الإسلام والمسلمين. وتمكنت فرنسا وبريطانيا ومعهم اليهود من تدمير الدولة الإسلامية وتمزيقها، وكان نتيجة لذلك أن زُرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن .. وأن الدولة أصبحت دولاً.

            واليوم ها هي أمريكا انطلاقاً من ولائها للفكر الذي يحرك كل القوى المعادية للإسلام، ها هي اليوم تتصدر " الجمع الكافر " ممثلة استمراراً للجبهة الرومية المعادية للإسلام، وحلقة جديدة في مسلسل التناسخ الصليبي المتغير الأشكال والألوان، المتفق الأهداف والمنطلقات.

            وإن أمريكا لا " تناور " في عدائها للإسلام والمسلمين، ولكنها قد تتبع من الخطط طويلة المدى ما ينطلي على المراقب البسيط، والمشغول بما يتطلبه نمط الحياة الغربية السائد في بلادنا، ففي كل بلد إسلامي تقريباً نقف على شاهد يوضح التآمر الأمريكي على الإسلام وأهله وفيما يلي نضرب أمثلة تؤكد ذلك.

     

    في الفلبين

            لقد فشل الأمريكيون ( الذين استعمروا الجزر عقب الإسبان ) في قمع المسلمين، ولم يتمكنوا من الحد من انتشـار الدعوة الإسلامية بالرغم من استخدام القوة، فلجأوا إلى الخديعة – على ما كان عودهم أسيادهم الإنجليز – وألغوا القانون الإسباني الذي كان يحارب كل المعتقدات باستثناء عقيدته الكاثوليكية، وادعوا كفالة الحريات الدينية وحرية الفرد في اختيار الديانة التي يريدها، إلا أن الأيام كشفت أن تلك الحرية لم يقصد بها المسلمون، ولم ينالوا منها شيئاً، وإنما كان الهدف منها نشر المذهب البروتستنتي فقط، ليس بين الكاثوليك وحدهم، ولكن بين المسلمين أيضاً، الذين حيل بينهم وبين ممارسة عقيدتهم، وأداء شعائرها، تماماً مثلما حدث في ألبانيا والاتحاد السوفياتي، حتى من قبل قيام روسيا القيصرية. ولكن مسلمي الفلبين أدركوا اللعبة، وأفلتوا من شركها، واستعرت فيهم روح الجهاد والتحدي، وما زالوا يناضلون ضد الحكومة التي تمثل امتداداً أمريكيا بالرغم من خروج الأمريكان من الفلبين باستثناء القواعد العسكرية.

     

    في أفغانستان

            الشيوعية مطية الصليبية الحديثة في تهجين المجتمع الإسلامي، وتمرير المخططات المعادية، وتحديداً ضد المسلمين، ولكن الأمريكان قد يحالفون طرفاً إسلامياً على طرف شيوعي خدمة لمخطط شيطاني يهدف آخر المطاف لتحقيق مصالح ( وارث الروم ) المتأله في هذا الكون. ومن هذا المنطلق جاءت مساعدة أمريكا لبعض فصائل المجاهدين الأفغان    – مروراً بباكستان – ضد حكومة كابول التي تنفذ مخططاً سوفياتياً، قد يلتقي آخر الأمر مع المخطط الأمريكي في نتيجته المقصودة، وهي تدمير الإسلام والمسلمين .. ولكن كلا من الروس والأمريكان كان ( يجر النار على قرصه ) خوفاً من اليقظة الإسلامية.

            في مرحلة مبكرة من هذه ( القضية ) كان الروس على خلاف مع الأمريكان، ولكن في المرحلة التي ابتدأت بعد غورباتشوف ( أحد أركان النظام الدولي الجديد ) اختلف الوضع، وحل الوفاق، وأدركت أمريكا أن من كانت تساعدهم لم يتمكنوا من فرض سلطانهم على بقية الفصائل لمصلحة أمريكا، وأن منهم من كان همه هو الحصول على الدعم من أي جهة كانت خدمة لأهدافه المتمثلة في نصرة الإسلام، وأن نظام كابول الدائر في فلك موسكو، الدائرة في فلك واشنطن أقرب إليها من أي فصيل إسلامي حتى لو كان عميلاً لها .. وعندئذ قطعت مساعداتها عنهم … كيلا ينتصر الإسلام لو كان النصر من عند أحد غير الله.

     

    في الباكستان

            ها هي أمريكا، تعاقب الباكستان، وتقلص من حجم مساعداتها لها، وتهددها بضرورة وقف العمل ببرنامجها النووي .. لأنها تعلم أن قوة الباكستان هي قوة للإسلام والمسلمين آخر الأمر .. كل هذا بالرغم من دوران الباكستان في فلك أمريكا بسرع مختلفة. ( لاحظ تاريخ نشر المقالة )

     

    مسلمو أواسط آسيا

            أو جمهوريات جنوب الاتحاد السوفياتي، فنحن جميعنا نذكر أن المسلمين في هذه الجمهوريات، وتحديداً في أذربيجان ( التي ينتمي إليها صلاح الدين الأيوبي الكردي الأصل ) قاموا بمظاهرات قبل أكثر من عام، يطالبون بمثل ما تطالب به جمهوريات البلطيق النصرانية .. فقمع الجيش السوفياتي المتظاهرين في الجمهوريات الإسلامية، وأيد بوش (الأب) ما أقدم عليه غورباتشوف .. وتظاهروا بقمع المتظاهرين في الجمهوريات المسيحية عبر مسلسل تمثيلي نجومه يلتسن وغورباتشوف وزعماء لتوانيا واستونيا ولاتفيا، ولكن السيد بوش، ومن ورائه زعماء الغرب، وقفوا يعلنون شجبهم للمحاولات السوفياتية واستنكارهم لها، بل لقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك فدعوا إلى تشديد الحصار الاقتصادي على الاتحاد السوفياتي.

     

    في ألبانيا

            ألبانيا جمهورية إسلامية اغتصبها الشيوعيون لمصلحة النظام العالمي الجديد. والمؤسف حقاً أن إعلامنا الإسلامي أغفل هذه الحقيقة، وكان يتحدث عن هذه الجمهورية حديثة الدائرة عن القطبية! بل عن كوستاريكا – جاهلاً أو متجاهلاً أن ألبانيا بلد إسلامي.

            وتدّعي أمريكا أن الشيوعيين الألبان في المناطق الريفية زيفوا الانتخابات هناك، هذه الانتخابات التي كانت أمريكا عضواً في اللجنة الدولية التي أشرفت على إجرائها. ولكن الذي نراه أقرب إلى الصواب هو أن أمريكا هي التي زيفت الانتخابات لمصلحة الحزب الشيوعي خوفاً من انتقال الحكم إلى أحزاب المعارضة الجديدة، وتنامي الصحوة الإسلامية.

     

    بنغلاديش

            بالرغم من فوز السيدة " الشيخة  حسيبة "  في انتخابات بنغلاديش، وهوماً يتفق مع ظاهرة ( النسوة في سدة الحكم ) من أكينو إلى بناظير بوتو إلى تشومورو .. وانسجام هذه الظاهرة مع التوجهات الأمريكية وخصوصاً في بلدان الوطن الإسلامي – إلا أن أمريكا ومن ورائها الغرب ومعظم دول العالم، لا يأبهون بما ألمّ ببنغلاديش نتيجة للكارثة الطبيعية الأخيرة، بينما رأيناهم يتظاهرون ويتسابقون في دعم الأرمن عندما ضرب الزلزال بلادهم قبل أعوام .. ونحن لا ترى فرقاً بين هؤلاء وهؤلاء إلا أن البنغلاديشيين مسلمون فقط.

     

    في شمال العراق

            أتت أمريكا إلى المنطقة في الأشهر السابقة بدعوى تحرير الكويت، وقد تحررت الكويت فما شأن أمريكا وحلفائها الغربيين في شمال العراق؟ حماية الأكراد؟ فأين هي إذاً من الأرتريين والفلسطينيين وغيرهم من الشعوب المضطهدة؟

            قد لا يكون رجماً بالغيب إن قلنا إن أمريكا وحلفاءها الغربيين لن ينسحبوا من مواقعهم في الخليج وشمال العراق وتركيا، وذلك لتحقيق هدفين أحدهما قائم والآخر في طريقه لأن يقوم.

    أما الأول: فهو كبح الصحوة الإسلامية والتوجهات الجادة نحو تعاون عربي إسلامي وثيق " ينذر " بأن يتحقق، وهم يقومون بذلك دعماً للكيان الصهيوني الذي يوشك أن يحقق أحلامه ( الكبرى ) بإقامة " مملكة اليهود المعتنقين للمذهب البروتستنتي " بحسب ما ورد في مذكرات الضابط البروسي هـ، فون مولتك، فيتحقق بذلك إصابة عصافير كثيرة بحجر واحد، لأمريكا وعموم دول الغرب، ولليهود، وهذه ( الإصابة ) هي القاسم المشترك التاريخي بين أعداء الإسلام والمسلمين لو كانوا يعلمون.

    أما الثاني: وهي يصب في مجرى الهدف الأول، ويتمثل في أن عقد الاتحاد السوفياتي يوشك أن ينفرط، وأن جنوب الاتحاد يتألف من جمهوريات مسلمة، وأن الجمهوريات الأخرى – المسيحية – ستعود إلى سابق عهدها ( قيصرية ) على انسجام ووئام مع أمريكا وعموم دول الغرب، ولما كانوا جميعاً ( أعداء الإسلام ) يخشون التحام تلك الجمهوريات مع البلدان الإسلامية، ولا سيما إيران ( للاتفاق المذهبي والحدود المشتركة، ذلك أن أذربيجان مقسومة بين إيران والاتحاد السوفياتي )، وكان ذلك يشكل دعماً أكيداً للصحوة الإسلامية، فإنه لا بد من تطويق هذه المنطقة في وقت مبكر .. من الآن، وخلق بؤر توتر وصراعات محلية تحد من تنامي الصحوة الإسلامية، وعلى هذا الطريق كان الصراع في ناجورنو قره باغ بداية لصراع أكبر بين النصارى الأرمن والمسلمين الأذربيجانيين، وما نراه في تحرك الأرمن في إيران مؤخراً ( مظاهرة من 80 ألف في طهران ) وبعثهم لأحقادهم القديمة ضد الأتراك المسلمين إلا مقدمة لصراعات جديدة ستنشب قبل أن يخرج ورثة الرومان من شمال العراق ليوجهوا الصراع إلى ما فيه من مصالحهم ومصالح من يسيرون في ركابهم، وسترى تركيا وإيران، وربما سوريا والاتحاد السوفياتي أن مشكلة الوطن الكردي قد تمتد لتقتطع أجزاء من أراضيهم، وأن من الأكراد من يعي أبعاد هذا المخطط، ولكنهم كما يقال: سبق السيف العَذَل.

     

    وفي فلسطين

            أما أمريكا وفلسطين فتلك قصة تطول .. وقد نستشهد هنا بما قاله جريجوار مرشو في مقالته عن " المرسلين والمبشرين وشعوب ما وراء البحار " .. قال " ها هي الأيديولوجية التي مارستها، ولا تزال، سياسات الدول الغربية بشقيها العلماني والديني، تواكب هذه الحملة التي ترأسها الولايات المتحدة بشكل سافر، كما ليس من قبيل المصادفة أن تندرج مواقف تحت نفوذ المنظمة الصهيونية العالمية في عمليات التقارب اللاهوتي مع الدولة الصهيونية الغازية كمقدمة للاعتراف بها مستقبلاً على الصعيد الزمني، ولتكريس دورها في إطار الاستعمار الحديث ( النظام الدولي الجديد ) وذلك من خلال خلق الكيانات الطائفية والعرقية الهزيلة ليصار بالتالي إلى ابتلاعها الواحدة تلو الآخر لحساب القوى الاستعمارية الحديثة بريادة الولايات المتحدة الأمريكية .. "

            أما خوفنا من سياسة المكيالين التي تكيل بها أمريكا مكيال للمسلمين وآخر لغيرهم، فقد نطمئن إلى ما تؤكده أمريكا من أنه ليس لديها إلا مكيال واحد .. ولكنها تكيل به لغيرنا مملوءاً وتكيل لنا على استه ( مقلوباً )، ويا طالب الدبس ……. "


     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • جمان صابر said...
  • اي مكيال نريد مكيال العدو؟؟ نحن الضد اي نحن الخير(الاسلام)وهم الشر, وطالما اننا لسنا بخير....اذا اردنا ان يكون البناء متينا فما علينا الا ان نقوي اساساته
  • Sunday, February 15, 2009
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me