An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, July 13, 2009
  • المؤتمر الخامس للتعريب
  • Published at:الفيصل السعودية، عدد شعبان 1406 إبريل، نيسان / أيار، مايو 1986
  • أ.د. يحيى عبد الرؤوف جبر 

              عقد في عمان، في الفترة ما بين السابع إلى الحادي عشر من المحرّم، الموافقة لما بين الحادي والعشرين إلى الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) من هذا العام، المؤتمر الخامس للتعريب، وذلك في قاعة الاجتماعات بمجمع اللغة العربية الأردني، وبمشاركة فعّالة من ست عشرة دولة عربية، إلى جانب ثمانٍ من المنظمات والهيئات العربية المتخصصة.

              وقد شارك في هذا المؤتمر، الذي افتتحه الدكتور ناصر الدين الأسد، وزير التعليم العالي، مندوبا عن الملك حسين، الدكتور محيي الدين صابر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مع وفد يمثل المنظمة من تسعة أفراد.

              وفي الجلسة الأولى، تم انتخاب رئاسة المؤتمر، وإقرار مشروع جدول الأعمال، وتشكيل لجنة الصياغة، إضافة إلى اللجان المتخصصة التالية:

    1.    لجنة مشروع معجم التربية.

    2.    لجنة مشروع معجم الفيزياء العامة.

    3.    لجنة مشروع معجم اللسانيات.

    4.    لجنة مشروع الكيمياء العامة.

    5.    لجنة مشروع معجم الألعاب الرياضية ـ القسم الأول.

    6.    لجنة مشروع علم الاجتماع.

    7.    لجنة مشروع المعجم العربي للمصطلحات الإحصائية والديمغرافية.

    8.    لجنة مشروع القاموس العربي لمصطلحات السكك الحديدية.

    9.    لجنة مشروع المعجم العربي لألفاظ العلوم الزراعية ومصطلحاتها.

    وقد استمرت اجتماعات اللجان المتخصصة طيلة الأيام الأربعة الأولى. وفي اليوم الخامس، قدمت التقارير التي أعدتها هذه اللجان لرئاسة المؤتمر، ثم بدأ المشاركون بإلقاء بحوثهم ومناقشتها، وقد شارك في ذلك كل من:

    أ ـ الدكتور جميل الملائكة (العراق) وتناول في بحثه قضايا التعريب ومشكلاته، والحلول التي يتصورها لهذه المشكلات. ويشغل الدكتور الملائكة، منصب أستاذ الهندسة المدنية بجامعة بغداد، وهو عضو بالمجمع العلمي العراقي، وقد بدأ حديثه بالصعوبات المفتعلة على طريق التعريب، وعارض الفكرة التي تنادي بتأجيل التعريب، إلى أن يتم وضع المصطلحات، مؤكدا أن التداول والتعريب، هما اللذان يصنعان المصطلحات وليس العكس، كما أن التعريب هو الذي يفضي بالمصطلحات إلى التوحيد، أكثر مما تفضي به المؤتمرات، التي تعمل على تنسيق التعريب وتوحيد المفردات. والدكتور الملائكة يقرر في بحثه أن عدم توحيد المصطلحات،  لا يشكل عقبة في طريق التعريب، وضرب لذلك بعدد من الأمثال الإنجليزية.

         ثم عرض لبعض خصائص العربية، وما تمتاز به عن غيرها من اللغات الأخرى، وأردف بضرورة الارتقاء بالعربية وإخضاعها لقواعد اللغات الأجنبية، وفي هذا الصدد، أشار إلى جهود السلف في تعريب العلوم عن اليونانية والهندية.

         وفي مجال المصطلحات، هاجم الدكتور الملائكة، استعمال ألفاظ نصفها عربي، ونصفها الآخر أعجمي، ونادى بما يفسح المجال أمام المعرّبين، وهو أن المصطلح يوضع لأدنى علاقة بالمعنى، فليس هناك ما يبرر ادعاءات بعض الناس، أن المصطلحات الأجنبية تؤدي من المعاني الدقيقة، ما لا تؤديه الألفاظ العربية. وفي ختام بحثه، حمل على المبهورين باللغات الأجنبية، ورماهم بما هو حق، بالجهل بدقائق اللغة العربية.

     

    ب ـ ثم تقدم الدكتور حسني سبح (سورية) ببحث دار به حول تعرب علوم الطب. فقدم بديباجة عرض فيها لما كان من أمره في هذا المجال، ثم انتقل إلى تجربة السلف، في تعريب طي اليونان وغيره، مما أدى إلى نشوء الطب الإسلامي، الذي أصبح فيما بعد، هو السائد في أوروبا إلى عهود متأخرة.

         وعرض الدكتور سميح بعد ذلك، إلى نشأة الطب الحديث، وكيف أن تدريسه بدأ في مصر بالعربية قبل الاحتلال الإنجليزي، الذي ما وقع حتى سارع "دنلوب" بفرض تعلمه بالإنجليزية، الأمر الذي استمرت عليه الجامعات المصرية وغيرها، إلى يومنا الحاضر.

         ثم أسهب في الحديث عن "تتريك" الطب في القرن الماضي، الأمر الذي أسهم في تعريبه،ذلك أن جهود الأتراك في مجال تدريسه بالتركية، أدت بطريق غير مباشر، إلى ذيوع الألفاظ والمصطلحات العربية في لغته، فكانت نحوا من 90% من مجموعها. ونذكر هنا، بأن العربية تمثل العمود الفقري في كل اللغات الإسلامية، كالفارسية والتركية والبشتو والأردو والهوسة وغيرها.

         وعرض بعد ذلك لنشأة المدارس الطبية الحديثة في لبنان وسورية عقب اندحار الأتراك في الحرب الأولى. وبالرغم من سقوط البلاد في قبضة الفرنسيين، إلا أن حركة التعريب استمرت دون توقف،. وفي سنة 1965م، صدرت الترجمة العربية لمعجم كلير اليل الفرنسي، وقد اعتمدت رسميا لتكون المرجع الوحيد في هذا الشأن.

         ثم تطرق الدكتور سبح إلى المعاجم العربية الحديثة في علوم الطب، فذكر المعجم الذي ترجمه عن الفرنسية الدكتور محمود البقلي (من أطباء قصر العيني بمصر) سنة 1870م، الذي نشره في أوائل القرن العشرين الميلادي، الدكتور محمد شرف باسم "معجم إنجليزي عربي في العلوم الطبية والطبيعية" وهو بحق ـ كما يقول ـ أبو المعجمات الطبية العربية، وسيظل علما شامخا في تاريخ استعراب الطب الحديث.

         وتكلم بعد ذلك، عن جهود المجامع اللغوية والعلمية العربية في مجال تعريب الطب بخاصة، والمصطلحات العلمية والفنية بعامة، واختتم بحثه بدعوة الدول العربية، إلى عدم التهاون في تعريب العلوم المختلفة؛ صونا للعربية، وحفاظا على حق الأمة.

         وتقدم الدكتور إبراهيم مدكور (مصر) ببحث قصير، دار به حول "لغة التعليم المعاصر" فبدأ بجهود السلف في مجال التعريفات والمصطلحات، ثم أعقب بدور المحدثين، وأنكر على رجال النهضة في القرن التاسع عشر الميلادي، عدم ربهم العلوم المعاصرة، بما كان للأمة من قبل، الأمر الذي تداركه أبناء القرن العشرين الميلادي.

         ثم تحدث عن دور مجمع اللغة العربية المصري في مجال تعريب المصطلحات ووضعها، وتكلم على قدرة اللسان العربية على استيعاب العلوم، وأداة الحضارة الحديثة، تماما، مثلما كان في الماضي.

         واختتم حديثه بإبراز سلطة العلم، وأثره في الحياة المعاصرة، الأمر الذي يدعونا إلى السرعة في الإيجاز والمتبعة، لوضع معجمات متخصصة، تسهم فيها المجامع والجامعات والمؤسسات العلمية العربية، لتحقيق وحدة المصطلح العلمي في العالم العربي جميعه، كما حققها أسلافنا في النهضة الإسلامية الكبرى.

         وألقى الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح (الجزائر) بحثا دار به حول الخيرة اللغوية العربية، وهو يقصد بها الألفاظ والمعاني التي يمكن استخراجها من النصوص التراثية، مما يمكن أن يكون له دور بارز في النهضة العلمية الحديثة.

         وبدأ الحاج بالحديث عن المصطلح العربي والمشاكل التي يعاني منها، وأورد الوسائل التي يرى المحدثين يلجؤون إليها عند وضع المصطلحات، وهي:

    1.    التعريب اللفظي للمصطلح الأجنبي.

    2.    الترجمة الحرفية له.

    3.    تخصيص أو ارتجال لفظ بكيفية عفوية.

    4.    تخصيص لفظ عربي بعد البحث عنه في القواميس القديمة.

    وضرب عقب ذلك أمثالا كثيرة لكل من هذه الوسائل، وتعرض بعده للأدوات اللازمة لوضع المصطلحات، ووضع لذلك شروطا، هي:

    1.    أن ينبني المصطلح على مجموعة واسعة جدا من المعطيات القائمة، التي درج عليها أسلافنا، لاستخلاص الأفضل.

    2.    الرجوع إلى التراث العلمي العربي، ولا يكتفى في ذلك بالمعاجم القديمة.

    3.    أن يكون الانطلاق من أكثر من لغة أجنبية.

    4.    أن ينظر في أسرار الاستعمال والاعتداد بقوانينه، وإجراء الدراسات الواسعة لهذا الغرض، وكل هذا يستلزم:

    5.    أن يستعان بالعقل الآلي في إنجاز هذه المهمة.

    ثم تحدث عن الأسباب التي تكمن وراء عدم الشمولية التي تصف بها الكثير من البحوث، وردها إلى الفردية والجزئية، وعدم تضافر الجهود على المستوى العربي.

    وانتقل الدكتور الحاج بعد ذلك إلى أوصاف الذخيرة اللغوية التي ذكرها أولا، وإلى فوائدها وكيفية إنجازها، وقد عبّر عنها ها هنا بأنها ذلك القاموس الجامع للألفاظ العربية، الذي يمتاز عن القواميس الحديثة في شكله ومادته، التي ينبغي أن تنتسب لأهلها ومصادرها، وفي شواهده وأمثاله، شريطة ألا تكون مصطنعة، وفي ترتيبه تبعا لعدد من الطرق المعروفة، تسهيلا لعملية الاستفادة منه، واقترح أن يكون في شقين: شق فيه تفاصيل، وشق محرر يعرض اللفظ ومعناه.

    ويرى الدكتور الحاج، أن المنهج المناسب لإخراج مثل ها المعجم، يقوم على التحليل الدلالي، وتحديد معنى الجر المشتقات، وما طرأ على معانيها لسبب أو لآخر، مع كر المقابل الإفرنجي، الذي يحسن استخدامه عند الترجمة، أو العكس (التعريب).

    وينصح أيضا بتحرير تعليق نحوي صرفي وجيز، وآخر تاريخي، يعرض فيه لتقلب الألفاظ في الصيغ والمعاني من عصر لآخر.

    ومن الخصائص التي  يقترحها لهذا المعجم، أن يذكر إزاء الكلمة مدى شيوعها، والبيئة الجغرافية التي انتشرت فيها، والمرادفات والأضداد التي تعرف لها، وذكر الدراسات التي خصصها العلماء لهذه الكلمة أو تلك.

              وعرض الحاج عقب ذلك تصورا علميا لإنجاز هذا المعجم، يتمثل في تتبع الخطوات التالية:

    1.    القيام بمسح تدويني شامل للتراث، وما يجري استخدامه في التخاطب الكتابي والشفوي على مستوى الوطن العربي.

    2.  تدوين هذه المعلومات وتخزينها في ذاكرة العقل الآلي. ثم معالجتها آليا ـ يبق أن كتبنا في هذا الموضوع مقالة موجزة، نشرت في الصفحات الأولى من مجلة "الفيصل"، العدد (90)، تحت عنوان المعجم الجامع أو معجم المعاجم ـ.

    3.    إجراء المشاورات حول الألفاظ المشكلة.

    ولما كان هذا العمل ضخما، فإن القيام به ينبغي أن يُناط بلجان عربية متخصصة، تتضافر جهودها في النهوض بأعبائه.

    وتقدم الأستاذ أحمد سعيدان ببحث تناول فيه النظام العربي المقترح للرموز العلمية، وهو موضوع كُلّفت بالنظر فيه لجنة انبثقت عن المؤتمر الرابع للتعريب، الذي انعقد في طنجة.

    وقد قابل الأستاذ سعيدان في مستهل حديثه بين الرياضيات الحديثة والرياضيات التقليدية، وأشار إلى ظاهرة الرموز التي تقوم عليها الرياضيات الحديثة، وهي رموز أجنبية يواكب استعمالها كثير من المحاذير والصعوبات، وقد ذكر من ذلك ارتفاع كلفة الطباعة، وقراءة المعادلات من اليسار إلى اليمين، الأمر الذي يقتضي أن تكون خطوات الحل جميعها كذلك.

    وقد دعا الأستاذ سعيدان إلى نبذ المصطلحات والرموز الأعجمية، وإلى استبدالها بنظائر عربية. وتحدث في هذا المجال عن ما توصل إليه الفريق الأردني في مجال تعريب الرياضيات، وكذلك جهود مجمع اللغة العربية الأردني. ثم أورد عددا من الرموز العربية المقترحة، بوصفها بدائل للرموز الأجنبية. (وقد عقبت في مقالة، نشرت بصحيفة "صوت الشعب" الأردنية في 25/9، على فكرة تعريب الرموز، وأنها آخر ما يحسن أن نشتغل بها لأنها معقدة، فليكن الجهد أولا لتعريب الفكر والتربية والعلم والهوى).

    وكان رئيس مجمع اللغة العربية الأردني قد تحدث في افتتاح المؤتمر عن جهود المجمع، وعن نشأته وتطوره، ونادى بضرورة الإسراع في تعريب التعليم، وأن على المجامع والجامعات والحكومات العربية أن تولي ذلك جل اهتمامها.

    وقد حمل الدكتور ناصر الدين الأسد في كلمته، على عدد من الوسائل التعليمية المعتمدة في كثير من البلدان العربية تقليدا للأجنبي، كالقراءة الصامتة التي لا تتحرك بها الشفاه، ذلك أن هذا الأسلوب لا يناسب العربية، وإن ناسب غيرها، لأن العربية متحركة الأواخر.

    كما حمل على الطريقة الكلية في القراءة والكتابة، واتهمها بأنها تقف وراء تأخر كثير من الطلبة في إتقانها إلى سن متقدمة.

    كما حمل على طريقة تعليم الأدب وتاريخه؛ نثره وشعره، على أساس البدء بالعصور الحديثة فالتي قبلها، وهذه الطريقة، وإن صلحت عند غيرنا، إلا أنها لا تصلح عندنا؛ لاختلاف الوضع بالنسبة للغتنا وأدبنا بامتدادهما في أعماق التاريخ، ليس ككل اللغات والآداب.

    أما الدكتور محيي الدين صابر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فقد عرض في كلمته إلى تطور فكرة التعريب، والجهود العربية المختلفة في هذا المجال، وعرض ما أنجزته مؤتمرات التعريب المتوالية في أدوار انعقادها المختلفة، وإلى نشاطات مكتب تنسيق التعريب في المغرب.

    لقد كان المؤتمر الخامس للتعريب، تظاهرة علمية عربية جادة، لولا أن التعريب ينبغي أن يوجد لما هو أهم من الألفاظ والمصطلحات؛ إلى الفكر وأساليب التربية والأهواء؛ ذلك أن هذه إذا تعريب، تعرب اللسان العربي كنتيجة حتمية وجمالية لذلك. وربما كان المؤتمرون عاجزين عن تنفيذ ما يقرون، الأمر الذي يضع المشكلة كاملة أمام الحكومات العربية، فهي دون شك، القادرة على وضع القرارات والتوصيات موضع التنفيذ. نسأل الله أن يوفقها لما فيه خير المسلمين والعربية.

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • abc said...
  • جيد يا شب بالتوفيق
  • Tuesday, July 14, 2009
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me