An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, February 2, 2009
  • الكشف باللغة عن الألفاظ السامية
  • Published at:Not Found
  • الكشف باللغة

    الألفاظ "  السامية"  المشتركة

     

    تشترك اللغات والسامية" في عدد كبير من المفردات لدلالات تتفق فيها جميعاً،  أو تكاد،  ولا يدخل في المشترك  ما نجده في لغة سامية دخيلاً من لغة أخرى من المجموعة نفسها،  وإنما نعني به ما كان فيها جميعاً، أو في طائفة منها غير دخيل من إحدى أخواتها، لكنه من التركة التي ورثتها جميعاً  من اللغة السامية  الأم،  مما تقوم القوانين الصوتية دليلا  عليه.  كأن نجد  كلمة في الأرامية  بالطاء وفي العربية بالظاء، كالناطور والناظور ،  أو كلمة في العربية بالثاء وفي السريانية ( الأرامية) بالتاء،  وفي العبرية بالشين،  كالثوم  والتوم والشوم،  أو كلمة في العربية بالضاد وفي التجرينية ( إحدى لغات أرتريا) ب ch مثل بيضة و baichat وضفع ( البقر وهو روثها) و achefa ومرد ذلك إلى أن الوحدات  الصوتية المناظرة للوحداث العربية في المفردات الآنفة الذكر – يطّرد  تقابلها في معظم الأحوال.

              ويستطيع  الدارس أن يصنف المفردات المشتركة  لدلالاتها المتفقة في مجموعات رئيسية تنتظمها إلا قليلاً منها،  على النحو التالي:

    1. الألفاظ التي تستخدم في التعبير عن معظم أعضاء الجسم وأجزائه كالأذن  والعين والرأس واللسان والأسنان والشفة والرِّجل واليد  والشعر والأنف والاصبع  والظفر.

    2. الألفاظ التي تستخدم في التعبير عن أعضاء الأسرة كالأب والأم والأخ  والأخت والعم والابن.

    ويلاحظ أن هذه الألفاظ  وألفاظ المجموعة السابقة تنشعبان من فرع واحد في ما تدلان عليه، فالأولى لأجزاء الإنسان الفرعية، وهذه لأجزاء الأسرة ولكنها كلية.

    3. الألفاظ التي تستتخدم في التعبير عن كثير من الأجرام المساوية   والظواهر  الطبيعية،كالأرض ( ايرتس بالعبرية، أرعو بالسريانية حيث تناظر العين الضاد،  وإرد بالأمهرية والتجري)،  وقد لا نذهب بعيداً بتوسيع الدائرة فنستشهد ب dherthy : أرض،  بالسنسكريتية،  و earth بمعنى أرض بالانجليزية ...  وإن  كانتا غير ساميتين ... لأن  "الأرض"  مما  عرف وسمي  منذ  أقدم الأزمنة، والسماء والشمس والشهر ( بمعنى الهلال) والكوكب  والجبل،  والبرق، والظل، والحر،  والحمو،  والغيم (  العنان ، عنان بالعبرية، وعنونو بالسريانية)  والعفر ( التراب)  واليم (البحر)  والطور (الجبل) ونحوها.  وتوجيه ذلك أن هذه الأجرام ضخمة وبينة على نحو يجعلها في مقدمة ما يدرك ويلاحظ وقل مثل ذلك في الظواهر الطبيعية حيث يمتد أثرها فيخالط حياة الإنسان ويوجهها متحكما فيها.  هذا ،  إلى جانب أن اعتماد الإنسان على حسه قد سبق اعتماده على عقله./ وتلك أمور تدرك بالحس ولا سيما البصر.

          4. الألفاظ التي تطلق أسماء  لبعض  الحيوانات  كالثور والكلب والنعجة.

           ( الرِّخل حيث يناظرها راحيل بالعبرية)  والجمل، والأتان ( أنثى الحمار)  والحمار،  والغراب،  ونحوها.

              ولنا في كل مجموعة  مما سبق رأي نستخلصه، يكشف عن حقيقة أو  يدعمها،  ويبلور فكرة أو يؤكدها.                 فأنت ترى فيما يتعلق بالمجموعتين الأولى والثانية أن العلاقة بين المرء من  ناحية،   وكل من أعضاء  جسمه وأعضاء أسرته من ناحية أخرى – إنما هي علاقة الجزئية مع اختلاف في التوجيه.  وهذا يعنى أن تلكم المفردات قد استخدمت لدلالاتها حين  كان " الساميون" قبيلة واحدة يصاحب المرء فيها عمه وخاله  وابنه  وجده،  ويعرف كلا  منهم تماما كما يعرف أعضاء جسمه.  وفي ذلك إشارة إلى أن المرحلة الزمنية التي شهدت ذلك  كانت الأوضاع فيها قد تطورت إلى الحد الذي  واكب معرفة الإنسان أعضاء جسمه  معرفة جعلته  يسميها،   ذلك أن الإنسان لا يسمي شيئا ما لم يعرفه معرفة عملية، أما رأيت ذلك في النجوم التي لا يهتدي بها ولا يعلّم بأنوائها على حدود  الزمان وطبائعه – إذ سموها المخسولة، أي التي لا تعرف باسم تمتاز به،  كأنما غسلت فعادت غير ذات اسم.  قال الشاعر يذم قوما:                                                            

                                                                                             (متقارب)

    وَأَنْتُمْ  كَواكِبُ  مَخْسُولَةٌ                     تُرَى في السَّماءِ ولا تُعْلَمُ.

    وتشير دلالات  ألفاظ المجموعة الثالثة إلى أنها عرفت ودخل حياة الإنسان في فترة كان لصوق الإنسان فيها بالطبيعة شديداً،  حيث تظهر سيطرتها عليه،  وتوجيهها لحياته، مما اضطره  إلى  استخدام ألفاظ خاصة في التعبير عن كل منها.

              كما يشير الاتفاق،  مباشرا  كان أو غير مباشر،  في العلاقة التي تربط بين القمر والشهر بمعنى الحد الزمني ثلاثين يوما،  واعتماد الدورة القمرية في التعليم على حدود الزمان – إلى أن ذلك تم في زمن كان اعتماد المرء فيه على حسه أكثر من اعتماده على عقله،  أي في فترة الطفولة البشرية.  أما رأيت أن التقويم الشمسي جاء متأخرا زمنا ... ذلك لأنه يعتمد على الحساب،  والحساب من شئون العقل لا الحواس.

              وتشير ألفاظ هذه المجموعة،  وغيرها مما لا تشترك فيه "الساميات"  من ألفاظ البيئة، إلى أثر الطبيعة في اللغة،  أفلا ترى أن الإنسان لو عرف المصابيح الكهربائية في وقت مبكر لما كان بحاجة إلى القمر ونوره،  ولما  اهتدى إلى دورته.

    أما  ألفاظ المجموعة الرابعة ( أسماء الحيوانات) فإن الاشتراك  فيها يقفنا على حقيقة بالغة، يؤكدها كون الاشتراك في أسماء النبات نادرا جدا، ولا سيما تلك التي تدخل في طعام الإنسان مما يزرع . فقد دخل الحيوان حياة الإنسان قبل دخول النبات . ودخل النبات الرعوي الطبيعي حياته وحياة حيواناته قبل دخول النباتات الزراعية .... ذلك لأن الإنسان لم يعرف الزراعة والاستقرار إلا بعد أن قضى ردحا من الزمن راعيا صيادا . فلا عجب إذا إن نحن وجدنا المفردات " سمن ، لبن ، ونحوهما " مشتركة في معظم " الساميات " بينما لم يُجْمِع العرب " وليس الساميون " على كلمة واحدة للمحصول المعروف بالقمح حيث يسمى إلى جانب ذلك برا وحنطة . وهذا كله يشير إلى أن " الساميين " قد تفرقوا، شعوبا وقبائل ، أو أنهم بدأوا التفرق في أواخر المرحلة الرعوية من حياتهم . ولم يبدأوا في الاستقرار والزراعة إلاّ بعد أن تفرقوا ولعل في تجاورهم من بعد ما سهل التداخل اللغوي ، وأدى إلى دخول بعض المفردات من لغة إلى أخرى ، وخير ما يكشف عن ذلك أن بعض المفردات مما عرف الإنسان مدلولها مبكرا تستخدم في العربية والعبرية لمعنين مختلفين تفصيلا ، وإن اتفقا إجمالا فاللحم في العربية هو ما تعرف ، بينما تطلق الكلمة في العبرية على الخبز ، حيث يختلف هذا عن ذلك، ولكنهما يتفقان في أنهما مما يؤكل .

    ومما يؤكد ما نحن بصدده أن تشترك الساميات في المفردات : " أبّ " بمعنى الكلأ الرطب ، والأجمة بمعنى الشجر الكثير الملتف، والجنة لدلالة تعاقب دلالة الأجمة ، وهي من المفردات التي قل استخدامها أو تغيرت دلالتها ، فطال عليها العهد ، بينما نجد الاختلاف قائما بين مفردات لمدلولات ألصق بالإنسان اليوم .

    نخلص مما سلف إلى القول إن طبيعة الألفاظ السامية المشتركة ترجع بها إلى فترة متقدمة كانت تنتظم " الساميين " فيها قبيلة واحدة، ولقد كان ذلك قبل عصر الزراعة والاستقرار ، أو مواكبا لبدايته ونهاية عصر الرعي والصيد ، حيث كانت الظواهر الطبيعية تتحكم في الحياة البشرية وتوجهها على نحو مباشر صارم ، وحيث كانت الرابطة الأسرية من القوة بمكان .

             وأنت ترى أننا باستقراء المفردات السامية المشتركة لم نتمكن من تصنيفها في أربعة أنواع وحسب ، بل تمكنا من تحديد الفترة الزمنية التي شهدت تفرق الساميين في البلاد وتشعبهم قبائل و شعوبا تمايزت مع الأيام بما جعلها تختلف بعضها عن بعض إختلافا كبيرا .

    كما ندرك أن العربية هي أولى اللغات بأن تكون الامتداد الطبيعي للغة السامية الأم ، ذلك لأنها تمثل القاسم المشترك الأعظم بينها ، حيث تكاد تكون مجموع تلك اللغات ، مما يسوغ أن تكون فروعا لها ، أو لهجات طال بها العهد منذ كانت ، فأخذت تتطور في معزل من اللغة الأم ، واللهجات الأخرى ، فامتازت مع الأيام بما أغرى المتأخرين باعتبارها لغة مستقلة . وإنى أذكّر هنا بلهجة مالطا ، إن تبدو أعجمية ، وهي في الحقيقة عربية الأرومة لفظا ومعنى ، لا سيما تلك التي تعرف المالطية " تالآده " أي " تاع العادة " وهي تعنى " بتاع العادة " بالدارجة ، وأصلها " متاع العادة " أي المالطية التقليدية القديمة . وهي لهجة عربية عزلها البحر و التنصر .

          ونسوق فيما يلي ، خاتمة لهذا الموضوع ، عددا من المفردات التي اشتركت فيها اللغات " السامية " المختلفة ، وهي : 

    عربي

    (طارقي)

    أشوري

    عبري

    آرامي ( سرياني )

    سبئي

    جعزي أرتري

    أب

    أبا ، أبا

    أبو

    أب

    أبا

    أب

    أب

    ابن

    ابرا

    بنو

    بنى

    برا

    بن

    بن

    أخ

    --------

    أخو

    أخ

    أخا

    أخو

    أخو

    أذن

    تمزق

    أذنو

    أزن

    اودنا

    أزن

    أزن

    أم

    اينا

    أمو

    ام

    اما

    ام

    ام

    برق

    --------

    برقو

    بارق

    باراق

    مبرق

    مبرق

    بعل

    --------

    بلو

    بعل

    بعلا

    بعل

    بعل

    بيت

    --------

    بتو

    بيت

    بيتا

    بيت

    بيت

    تسع

    طزا

    تشو

    تشع

    تشع

    تشع

    تشع

    ثلاث

    ---------

    شلاشو

    شلوش

    تلات

    شلاس

    شلاس

    دم

    ---------

    دمو

    دم

    دم

    دما

    دما

    سماء

    ---------

    شمو

    شمايم

    شمايا

    شماي

    شماي

     

     

     

     

    نمر

    ---------

    نمرو

    نمر

    نمرا

    نمر

    نمر

    ستة

    سديس

    ؟

    شيش

    ؟

    ؟

    ؟

       

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me