An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, January 27, 2011
  • الترقيص. أغاني المهد والطفولة
  • Published at:الشعب. 26/10/1983
  • د. يحيى جبر

    أستاذ علم اللغة بجامعة النجاح الوطنية

            بهذا المصطلح، كان العرب يعبرون عن أغاني المهد والطفولة قديما. ويستوي في ذلك الشعر والنثر الذي غالبا ما يكون مسجوعا، بحيث يشبه الشعر والزجل. وقد ذكر ابن بنين في كتابه اتفاق المباني، كتابا لأبي بكر الصولي يحمل هذا الاسم، أي الترقيص، ونقل عنه قوله:

    إنه ما من امرأة من نساء العرب إلا كانت ترقص ابنها أو ابنتها بشيء من الشعر، وذلك في معرض حديثه عن فصيحات العرب.

    وفي هذه المقالة سنعرض لشيء من ذلك، قديمه وحديثه، فصيحه والدارج منه. وتكشف المقطوعات المتوفرة عن الخصال التي كان العرب ـ وما يزالون ـ يحبون أن يتحلى بها أطفالهم ـ رجال الغد ونساؤه ـ إذ غالبا ما يعبرون فيها عن آمالهم ومطامحهم، فردية كانت أم جماعية.

    فقد يتمنى المرقص للطفل أن يصير كأبيه: خليفة، كما تمنى الأعرابي الذي كان يرعى أبناء أحد الخلفاء، أو قاطع طريق لا يخشى أحدا، كما تمنت زوجة قاطع الطريق الطائيّة.

    ومن المعاني التي كانوا يرقصون أبناءهم بأشعار تتضمنها، العفة والكرم والوفاء ونحوها من الصفات الجميلة، ومن ذلك ما قاله الزبير بن عبد المطلب وهو يرقص أخاه العباس:

    إن أخي عباس عف ذو كرم

    فيه عن العوراء إن قيلت صمم

    يرتاح للمجد ويوفي بالذمم

    وينحر الكوماء في اليوم الشبم

    أكرم بأعراقك من خال عم

    والعف هو العفيف، والعوراء كل ما يعيب من قول أو فعل، والمراد أنه لا يستمع إلى الفحش من القول. والكوماء هي الناقة البدينة، واليوم الشبم هو البارد، وذلك من علامات الكرم عند العرب. والأعراق هي العروق أي الأصول.. يريد أن أخواله وأعمامه من أكرم الناس. وجدير بالذكر أن الأعرابي يعتز إذا كان \"أخواله من أعمامه\".

    أما \"الطفلة\"، فقد كانت ظروف الحياة، وموقف المجتمع من المرأة قديما وحديثا، تقتضي أن ترقص بأشعار أو أرجاز لا تتضمن أكثر من الأمل في أن تصبح شابة، جميلة، عذبة الفم، مهذبة. ومما يوضح ذلك قول أحدهم وهو يرقص ابنته:

    كريمة يحبها أبوها

    مليحة العينين عذبا فوها

    لا تحسن السب وإن سبوها

    وذلك هو الزبير بن عبد المطلب، أيضا، قد رقص ابنته أم الحكم، مشبها إياها بالغزال لجمالها، وآملا في أن تنال إعجاب زوجها مستقبلا، فقال:

    يا حبذا أم الحكم

    كأنها ريم أحم

    يا بعلها ماذا يشم

    ساهم فيها فسهم

    ولا يعني الاسم \"أم الحكم\" أن المسماة به أم في الحقيقة، فقد سموا بناتهم أم كلثوم، وأم العز، وأم الخير، وأم البنين، حيث ما يزال بعض هذه التسميات شائعا في المغرب العربي والجزيرة العربية. والريم الأحم هو الغزال الأسمر، وبعلها زوجها. وماذا يشم يريد أن رائحتها طيبة، وساهم فيها أي شاركنا فيها.

    وتغالي الأم فتدعو على نفسها وابنها بالموت إن لم يكن مقدرا له أن يسود قومه، ومن ذلك ما قالته أم الفضل بنت الحارث الهلالية ترقص ابنها العباس:

    ثكلت نفسي وثكلت بكري

    إن لم يسد فهرا وغير فهر

    بالحسب العد وبذل الوفر

    حتى يوارى في ضريح القبر

    والمعنى: عدمت نفسي وعدمت ولدي البكر، إن لم يصبح سيدا لقبيلته فهر وغيرها من القبائل بحسبه وكرمه إلى أن يوارى التراب.

    أما في العصر الحديث، فيندر أن نجد نصا فصيحا من الشعر أو النثر يرقص به الأطفال، ومرد ذلك إلى تدني المستوى اللغوي بوجه عام، ولا بد لنا، والحال هذه، من أن نستخدم بعض المقطوعات التي يرقص بها المحدثون أطفالهم مما صيغ بالدارجة، وذلك للمقابلة بينها وبين الأمثلة القديمة من حيث المعاني التي تحملها، حيث يغلب على المعاني الحديثة الإسفاف والركة، وكأن الغاية الوحيدة من استخدامها هي \"تنويم\" الطفل أو تهدئته بالأنغام التي ترسل فيها العبارات. وكثيرا ما يصاحبها التربيت والهدهدة على نحو ينسجم مع البعدين الأفقي (المد) والعمودي (الارتفاع) بالصوت.

    وقد تشمل المقطعات عبارات غير مفيدة، كتلك التي تستخدم في المواويل والأزجال أحيانا، وعندئذ يكون القصد منها هو النغمة الموسيقية، فتردد كلازمة، ومن ذلك قولهن:

    ست مية سبع مية

    غير طيات الحرير

    يا بوها يحلف يقول

    هالحكي ما بصير

    ست مية سبع مية

    غير طيات القماش

    يا بوها يحلف يقول

    وفلانة طلعت بلاش

    (الحديث عن المهر ومقداره وتوابعه ...) ومن ذلك قول إحداهن ترقص طفلتها:

    ست البنات هيه

    وطبخت ملوخية

    ودت لجدتها

    ملأت الششنية

    أي أرسلت لجدتها ملء الصحن، تريد أنها ستقوم مستقبلا بالبيت، وترعى المتقدمين في السن من أهلها.. ترجو ذلك وتعقده أملا عليها.

    ومن المعاني التي نجدها في بعض المقطوعات الحديثة ما ينتمي إلى المدرسة القديمة، فالطفل \"سيد\" يحمل نصف الخروف \"الفخذ واليد\"، ويرتدي العباءة التي هي من علامات الرياسة عند العرب، أو على الأقل، من وسائل الزينة والافتخار عند الرجال، وهو في طريقه ـ يوم العيد ـ إلى عماته يهنئ بالعيد. وذلك حسب ما يتجلى في المقطوعة الآتية:

    هذا السيد وهذا السيد

     حامل الفخذة مع الايد

    مقبع بعباته

    راح يعيد عا عماته

    ومن المعاني التي تغنت بها الأمهات.. ـ وما يزلن ـ الشجاعة، سواء أكانت منسوبة للطفل أم لأبيه، ومن ذلك قولهن:

    صباح الخير دايم

    ويصبح من كان نايم

    ويصبح لحية ابوه

    جلاب الغنايم

    فأبوه شجاع يجلب الغنائم، فهو رجل محارب ينتصر في مواقعه ويهزم أعداءه.

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • sandra said...
  • فعلا عزيزي كانت ايام جميلة والأجمل منها الاغاني الجميلة لها معاني كبيرة وتتجسم في قلوب الناس وانا دائماً اقوم باللإستماع الى الأغاني القديمة والتراثية كما يسموها البعض وفي هذا الموقع وجدت بعض الأغاني القديمة الرائعة http://www.roo7iraq.com/vb/f90/ شكرا لك على المقال الرائع
  • Thursday, July 16, 2015
  • sandra said...
  • فعلا عزيزي كانت ايام جميلة والأجمل منها الاغاني الجميلة لها معاني كبيرة وتتجسم في قلوب الناس وانا دائماً اقوم باللإستماع الى الأغاني القديمة والتراثية كما يسموها البعض وفي هذا الموقع وجدت بعض الأغاني القديمة الرائعة http://www.roo7iraq.com/vb/f90/ شكرا لك على المقال الرائع
  • Thursday, July 16, 2015
  • sandra said...
  • فعلا عزيزي كانت ايام جميلة والأجمل منها الاغاني الجميلة لها معاني كبيرة وتتجسم في قلوب الناس وانا دائماً اقوم باللإستماع الى الأغاني القديمة والتراثية كما يسموها البعض وفي هذا الموقع وجدت بعض الأغاني القديمة الرائعة http://www.roo7iraq.com/vb/f90/ شكرا لك على المقال الرائع
  • Thursday, July 16, 2015
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me