An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Sunday, September 19, 2010
  • الأحوال الجوية (الأنواء)
  • Published at:لشعب. 20/3/1985
  • د. يحيى عبد الرؤوف جبر

            كثيرا ما نسمع أو نقرأ شيئا عن الأحوال الجوية، ولا سيما في فصل الشتاء، فمرة يذكر الراصد المرتفع الجوي، (ضغط جوي مرتفع)، ومرة المنخفض الجوي والرياح الشديدة والغيوم المرتفعة ونحو ذلك مما بات مألوفا لدى الجميع.

            وتطلق العرب على مجموع الأحوال الجوية التي تصاحب طلوع أو أفول إحدى منازل القمر الثماني والعشرين اسم \"النوء\"، والمجموع أنواء. وتطلق كلمة النوء على جميع الأحوال الجوية المعروفة من مطر أو حر أو برد أو رياح أو عواصف أو نحو ذلك.

            ومدة كل منزلة ثلاثة عشر يوما، لكل برج منها منزلتان وثلث منزلة، أي شهر كامل، وتستمر المنزلة في طلوعها ليلا، ولو لدقائق، مدة ستة أشهر، وبعض العرب ينسبون النوء لطلوع المنزلة بادئ الأمر من الشرق، وبعضهم ينسب لغروبها، وهو الأكثر، ولا يشترط في الغروب أن يكون وراء الأفق الغربي، ولكن يكفي أن تطلع الشمس عليها فتبهرها. كما أن بعض العرب ينسبون الرياح والحر للطلوع، والمطر للغروب، وهذا هو الشائع في آثارهم، ومدة الضوء بضعة أيام قبل أفول المنزلة وبعدها، لا تزيد على أسبوع من الزمن.

            وقد نهى الإسلام عن نسبة الأحداث الأرضية من حر ومطر إلى الأنواء، وجعل نسبة كل شيء إلى الله عز وجل، فما الأنواء إلا أزمنة لا تملك من الأمر شيئا.

            وبعض العرب في أيامنا هذه، يطلقون كلمة \"النوء\" أو \"النوة\" على معان مختلفة، ولكنها لا تخرج عن حال أو ظاهرة من الظواهر الجوية، ففي الحجاز يطلقون اسم \"النوة\" على السحابة المطيرة، وهي في لهجة أهل السواحل الفلسطينية والمصرية بمعنى العاصفة البحرية تأتي شتاء، ويكون معها مطر وضباب، وفي لهجة الليبيين يطلقون الكلمة على الحر يكون مع سكون الريح، وهي كما تلاحظون من أحوال الجو وإن اختلفت.

            وتوافق هذه الأيام من 23/2 إلى 1/3 نوء الخراتين، وهما نجمان صغيران يسميان كاهل الأسد، لأنهما يقعان من الصورة النجومية المعروفة ببرج الأسد في موضع الكاهل، وهذه المنزلة هي ثاني منازل برج الأسد بعد الجبهة، ويكون طلوع هذه المنزلة في 27/8 وتغرب في 25/2، ونوء المنزلة يصاحب سقوطها، ويكون ذلك في البرج المقابل للبرج الذي تنسب إليه المنزلة، وهو برج الدلو، وبالتحديد عند طلوع منزلة سعد الأخبية في 25/2. وجدير بالذكر أن عرب بلاد الشام ينسبون الأمطار للطالع من المنازل، ويجعلون النوء لها. تقول العرب في نوء كاهل الأسد أو الخراتين أنه محمود مطير، المعنى أنه غالبا ما ينزل فيه مطر وفير، وهكذا يكون عرب بلاد الشام على طريقة أبي زيد الأنصاري في كتاب المطر، وعلى طريقة أبي عبيدة حسبما ذكره ابن قتيبة.

            وأخيرا هل توفق دائرة الأرصاد الجوية إلى عقد مقارنة بين معارف العرب التجريبية في هذا المجال، وتنبؤات المراصد والأقمار الصناعية؟

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me