An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, August 8, 2011
  • كلوا رزقكم قامت الساعة
  • Published at:الشعب الأردنية 1989
  • تأملات عصرية

    كلوا رزقكم قامت الساعة

    الشعب الأردنية 1989

     د. يحيى جبر

           

            هذه عبارة  كثيرا ما كنا نسمعها ونحن صغار من أمهاتنا، ولا سيما عندما نسرف في الأكل. والمعنى أن أحدا لا يموت، والقيامة لا تقوم، حتى يكون كل مخلوق قد تناول ما قسم له أو أخذه، والعبارة استفهام استنكاري، وهي جديرة بأن نستنسخ منها آلافا ثم ننثرها في كل مكان طوال هذا الشهر الكريم، فمن الملاحظ، وللأسف الشديد، أن النهم يتزايد في هذا الشهر، ويصبح الشره صفة تلحق بذامها كثيرا من الناس، وصدقا ما قيل من أن عين ابن آدم لا يملؤها إلا التراب.

            ما أن يهل هذا الشهر حتى تنشط مصانع الأكل ومتاجره، ويشمر أصحابها عن سواعدهم، وترصد الأسر من ميزانياتها ضعف المعتاد أو أضعافه، فلا يؤذَّن للمغرب حتى ترتفع قعقعة الملاعق والصحون والسكاكينن وتحضر البطون، وتغيب الذهون، وما هي إلا دقائق حتى يفرغ ثلثا الطعام في أكياس القمامة.

            الحلويات أنواع إلى جانب القطايف، والفواكه في جميع الجهات؛ من الشرق والجنوب والغرب والشمال، ولحوم شتى، ودروس في الطبخ و النفخ، وغير ذلك من علامات الثقافة البطنية ما هو دليل على التخلف والحمد لله. وقد يهون الأمر لو كانت هذه الظاهرة تحدث في غير رمضان، ولكن حدوثها فيه يُفقد هذا الشهر الكريم كثيرا من خصائصه، ويجعله بدلا من كونه شهر عبادة، شهر جشع ونهم، وبدلا من شهر تدين إلى شهر دنيا، ناهيك عما يقال في عروض الفنادق ودور الخيالة والبرامج المختلفة.

            ومن الظواهر المستهجنة، نشاط المتسولين الملحوظ في هذا الشهر، نعم هو شهر الصدقة والزكاة، ولكن هذا لا يعني أن يزداد عددهم، ويحم نشاطهم كأنما ثورة خلية نحل، مع العلم أن جل هؤلاء لا يستحق الصدقة ـ مع أنها تجوز حتى على الأغنياء، لعلكم سمعتم بالمتسول اليمني المليونير ـ لأنهم يتعرضون لها بأساليب مرذولة، بدلا من أن ينتظروها إن كانوا معروفين بالحاجة إليها، فالمسلم الحقيقي، إن كان محتاجا، تحسبه من تعففه غنيا، وقد سألني شيخ منذ أيام ـ وقد كنت بالعبدلي ـ عن مركز الجمعيات الخيرية باللويبدة، سألني بمنتهى الحياء، فأركبته معي حيث كانت طريقي قريبة من ذلك المكان، وكان صاحبي من الأنفة بحيث جعلني أتصوره قادما ليتصدق وليس ليأخذ صدقة.

            وعن مداخل المساجد حدث ولا حرج، ناهيك عن أولئك الذين يحتلون مواقع من الطرقات، يمدون أيديهم بحجة الإنفاق على الصغار، وفي بلادنا من الأجنبيات من يتركن صغارهن عند أمهاتهن، ويأتين هنا للخدمة في البيوت، أو لغير ذلك من العمل للإنفاق على صغارهن دون أن نراهن يمددن أيديهن... يأتين من سيلان والهند وغيرهما إلى الأردن، ولو بحثت متسولاتنا عن عمل لوجدنه.. لكن يبدو أنها الحرفة.. وأنه الموسم.

            فهل تعود لرمضان المبارك سيرته القديمة فيكون شهرا للعبادة والجهاد؛ جهاد النفس والعدو؟ وهل يصبح المحتاجون ممن لا يسألون الناس إلحافا، بل بحيث نحسبهم أغنياء من التعفف؟! وبذلك تعود للإنسان كرامته.

    بل لماذا لا نقضي على أسباب التسول بإقامة العدل، وفتح أبواب للعمل.... فدرهم وقاية خير من قنطار علاج...ولكن كأن هناك من يحب أن يرى الناس طبقات: طبقته هو وطبقة المتسولين، والثالثة لمن يمتدون بينهما من الموظفين والعمال

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • ريم علي said...
  • صدقتَ والله. وليتك تحدثت عن كارثةٍ أخرى نمارسها دون وعي في هذا الشهر الفضيل..(المسلسلات) وكأنّ هذا الشهر مخصصٌ تارةً للمعدة، وتارةً أخرى للاستلقاء فوق الكنبة أمام شاشة التلفاز. وليتنا نتعظ، فربما يكون هذا آخر رمضانٍ يمرّ بنا. واأسفي على حالنا في شهر رمضان، ليتنا نصحو قليلاً.. ليتنا نتعظ..
  • Monday, August 29, 2011
  • ريم علي said...
  • صدقتَ والله. وليتك تحدثت عن كارثةٍ أخرى نمارسها دون وعي في هذا الشهر الفضيل..(المسلسلات) وكأنّ هذا الشهر مخصصٌ تارةً للمعدة، وتارةً أخرى للاستلقاء فوق الكنبة أمام شاشة التلفاز. وليتنا نتعظ، فربما يكون هذا آخر رمضانٍ يمرّ بنا. واأسفي على حالنا في شهر رمضان، ليتنا نصحو قليلاً.. ليتنا نتعظ..
  • Monday, August 29, 2011
  • ريم علي said...
  • صدقتَ والله. وليتك تحدثت عن كارثةٍ أخرى نمارسها دون وعي في هذا الشهر الفضيل..(المسلسلات) وكأنّ هذا الشهر مخصصٌ تارةً للمعدة، وتارةً أخرى للاستلقاء فوق الكنبة أمام شاشة التلفاز. وليتنا نتعظ، فربما يكون هذا آخر رمضانٍ يمرّ بنا. واأسفي على حالنا في شهر رمضان، ليتنا نصحو قليلاً.. ليتنا نتعظ..
  • Monday, August 29, 2011
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me