An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Monday, February 9, 2009
  • المسجد الأقصى في الزمان والمكان والسنَّة والقرآن
  • Published at:Not Found
  • المسجد الأقصى في الزمان والمكان والسنَّة والقرآن

    يحيى جبر وعبير حمد

     

    مقدمة البحث:

    هذا بحث نتناول فيه المسجد الأقصى المبارك من حيث ارتباطه بالزمان ودورته، والمكان وخصوصيته، آملين بذلك أن نتوصل إلى السر الذي يكمن وراء قدسيته، وما ارتبط بها في التاريخ، وهذه المكانة التي استأثر بها على مر الزمن.

    والمسجد الأقصى حري باهتمام المسلمين جميعا، لأسباب كثيرة: لقدسيته أولا؛ فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ولورود ذكره في القرآن الكريم وأحاديث النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، ولفضل الصلاة فيه، وما سيكون من شأنه في آخر الزمان؛ إذ سيحشر الناس إليه، ولاختصاصه بالبركة مع ما حوله من بلاد الشام دون سائرها؛ على نحو ما سنبينه في ما بعد.

     كما أنه حريّ بذلك، لأهميته في تاريخ فلسطين في العصر الإسلامي وقبل ذلك، ولأنه اليوم موضوع اصطراع بين الأمة الإسلامية والكيان الصهيوني، الذي يخطط لإزالته وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه؛ استنادا لحجج واهية، لا سند لها من أثر أو تاريخ، ولا يقوم عليها دليل علمي، بالرغم من الحفريات الكثيرة التي اخترقوا بها أسافله مهددين بذلك أساساته.

    ويأتي هذا العمل العدواني، تمشيا مع ما يسعون إليه، من طمس ما يمتاز به من رمزية، ذات دلالات عميقة في نفوس المسلمين، في مشارق الأرض ومغاربها، إذ حاولوا تدميره بحرقه عام 1969م، ومحاولات احتلال أجزاء منه لإقامة شعائرهم، إلى المحاولات الأخيرة التي تهدد أساساته.

    وليس الأمر محصورا في العدو الصهيوني وحده، إذ ثمة حلفاء متواطئون معه من قبل، فقد يكون لزاما علينا أن نُذكِّر، هنا، بالعبارة المشهورة التي قالها ألنبي، القائد  الإنجليزي لقوات الحلفاء شرق المتوسط؛ غداة دخلت قوّاته بيت المقدس عام 1918م:" الآن انتهت الحروب الصليبية". 

     

    ويعلم الباحثان أن دراسات وأبحاثا كثيرة قد صُنِّفت حول المسجد الأقصى المبارك، وأن كثيرا آخر سيصنف من بعد، ذلك لما للمسجد الأقصى من مكانة أثيرة لدى المسلمين كافة، ولأنه بات موضوع صراع مستفحل بين المسلمين وأعداء الأمة، ولكنّ الباحثين يأملان أن يقدما في هذا البحث جديدا يتمثل في بعض الأفكار التي تتصل ببركته وارتباط ذلك بما تواتر من الشواهد الدينية من آي وحديث، وأحداث التاريخ وعلم الهيئة وغيرها.

    ويندرج البحث ضمن ستة محاور؛ الأول يتناول أصل التسمية ومدلولاتها والأسماء المأثور للمسجد الأقصى، والمحور الثاني يتناول بناء المسجد الأقصى ومساحته وحدوده وأبرز المعالم التي يضمها. وأما المحور الثالث فيتناول الآيات الكريمة التي ورد فيها ذكر للمسجد الأقصى صراحة أو كناية من أجل توضيح مكانة المسجد الأقصى في الإسلام وعلاقته بالأنبياء والصالحين. والمحور الرابع يتناول بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت المسجد الأقصى موضحين الفكرة الرئيسة في كل حديث. والمحور الخامس والأخير فإنه يلقي الضوء على كون بيت المقدس مصدر بركة بلاد الشام، لأن كثيرا من العلماء والعامة درجوا على تعميم البركة على بلاد الشام عامة دون الالتفات إلى مركزية بيت المقدس وأهميته في تحقق هذه البركة. وأما المحور السادس والأخير فإننا نستخلص فيه بعض أسباب بركة بيت المقدس وما حوله من بلاد الشام، استنادا إلى الآيات والأحاديث الشريفة الواردة معنا.

     

    أولا: التسمية

     

    إن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى؛ وقد كان للمسجد الأقصى نصيبا وافرا من ذلك . فقد ورد له سبعة عشر اسما منها:

    1) المسجد الأقصى:
    وسمي الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار ويبتغي بها الأجر من المسجد الحرام.
    وقيل: لأنه ليس وراءه موضع عبادة.
    وقيل: لبعده عن الأقذار والخبائث.
    2) مسجد إيلياء:
    ويقال فيه أيضا : إيلياء ، ومعناه بيت الله ، وهو منسوب للمدينة التي يقع فيها المسجد.
    3) بيت المقدس:
    ومعناه المكان المطهر من الذنوب ، واشتقاقه من القدس وهي الطهارة والبركة. والقدس اسم مصدر في معنى الطهارة والتطهير ؛ لأنه روح مقدسة ، والتقديس التطهير ، ومنه قوله تعالى : ( ونقدس لك ) أي: ننزهك عما لا يليق بك.
    فمعنى بيت المقدس : المكان الذي يتطهر فيه من الذنوب.
    ويقال : المرتفع المنزه عن الشرك.
    4) البيت المُقَدَّس :
    والبيت المقدس : المطهر ، وتطهيره إخلاؤه من الأصنام.
    5) بيت القدس :
    وهو بضم الدال وسكونها لغتان.
    6) سلم :
    (بفتح السين)، وسمي بذلك لكثرة سلام الملائكة فيه ، قيل : وأصله شلم: اسم بيت المقدس ، ويروى سلم (بفتح السين وكسر اللام) ، ومعناه بالعبرانية بيت السلام.
    7) أرشلم : قيل بضم الهمزة وفتح الشين وكسر اللام المخففة ،والأكثرون بفتح الشين واللام.
    8) ارشليم. وهما تسمية واحدة مع اختلاف في اللفظ قال الأعشى الهمداني:
    (1)

     وطوفت للمال آفاقه         عُمان فحمص فأوري شلم

    أتيت النجاشي في داره      وأرض النبيط وأرض العجم
    9) وكورة ايلياء.
    10) بيت آيل.
    11) صهيون.
    12) قصروث : بصاد مهملة وثاء مثلثة.
    13) بابوش : بموحدتين وشين معجمة.
    14) وكور شلاه.
    15) شليم.
    16) أزيل.
    17) صلمون

    ويقال لبيت المقدس : الزيتون ولا يقال له : الحرم. ومن أسمائه أيضا بيت المكياش، ودار الضرب. (2)

     

    الأسماء المشهورة للمسجد الأقصى

    اشتهر من أسماء المسجد الأقصى المبارك ثلاثة أسماء؛ نفصلها على النحو التالي:

    المسجد الأقصى: وهذا الاسم قرآني، أسماه به الله عز وجل، استنادا إلى ما نصّ عليه قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) (3). وهذا الاسم هو أهم أسمائه على الإطلاق.

     

    ·   بيت المَقدِس: وهو ما كان متعارفاً عليه قبل نزول الآية السابقة، وبهذا الاسم ورد في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وآله،  فقد روى ابن حنبل في حديث الإسراء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ فَسَارَ بِي حَتَّى أتيت بيت الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ فِيهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ ... إلى آخر الحديث). وهذه التسمية يستفاد منها معنى الأرض المقدّسة أيضا.

    ·   البيت المُقدّس: وهو مشتقّ من الاسم السابق لتأكيد صفة (القدسية) التي يمتاز بها، والتقديس رفع المنزلة. وقد ورد هذا الاسم  في بيتين من الشعر لابن حجر العسقلاني عند زيارته للمسجد الأقصى المبارك:

             إلى البيت المقدَّس جئت أرجو       جِنانَ الخُلدِ نُزلاً من كريـم

             قطعنا في محبته عِقاباً                  وما بعد العِقابِ سوى النعيمِ

     

    وجدير بالذكر أن كلمة " قدس" وما يشترك معها في حروفها الأصلية تنصرف لمعنى التنزيه والتطهير، كالمقدس ، وبتشديد الدال، والأرض المقدسة، وكل ذلك مشتق من الأصل الكنعاني" قدش" للمعنى العربي نفسه، أو من الآرامي "قديشتا" للدلالة نفسها (4) وربما انصرف لمعنى التسبيح، كما هي الحال في كلمة " قاديش" العبرية بمعنى " تسابيح" (5)

    وهناك بلدان تحمل الاسم نفسه في فلسطين وغيرها، ومن ذلك " قدس " في الجزيرة العربية (6) وأخرى في شمال فلسطين (7)

    ·        مسجد إيلياء: وردت في الحديث النبوي الشريف وبعض الآثار أيضاً.

     

    ويتركب اسمه من ثلاث مفردات هي: المسجد، والأقصى، والمبارك، أما المسجد: فلفظ يطلق على الواحد من بيوت العبادة التي يتخذها المسلمون أماكن معتادة للصلاة، وهو اسم مكان من الأصل اللغوي "س ج د" الذي ينصرف لدلالتين متناقضتين هما: السجود المعهود في الصلاة على النحو المعهود؛ إجلالا لله عز وجل، والانحناء مطلقا، والركوع، وهذان المعنيان موجودان في الكنعانية أيضا (عبرية اليوم) . ومن معانيه الانتصاب، ولذلك عده علماء اللغة في الأضداد، وتوجيه ذلك، في نظرنا، أن الانحناء يقتضي بعده اعتدالا وانتصابا بالضرورة، فالمعنيان المتناقضان إذًا متلازمان، وفي هذا ما يسوّغ استخدام اللفظ لكلا المعنيين. وهو مسجِد ومسجَد، قيل في ذلك أن المسجَد لمكان السجود حيث توضع الجبهة، وفان الثاني هو للبناء الذي يصلي في الناس.

    أما صفته " الأقصى " فهي مبنى تفضيل من الأصل اللغوي " قصا – يقصو" بمعنى أبعد وابتعد، لبعده من مكة المكرمة، ومؤنثه "القصوى"، ومما يزيد في بعده نفسيا أن بينه وبين مكة المكرمة بِيدًا وفيافيَ خاوية، تتمثل في بادية النفود، وبادية الشام والنقب، على العكس من الطريق إلى اليمن، لا سيما إذا كانت عبر جبال السراة حيث تنتشر المياه والأشجار على طول الطريق إليه.

    غير أن في هذه الصفة ما يدعو إلى التساؤل، ويثير في الذهن ما يستوجب التوضيح، إذ إن " الأقصى " صفة للتفضيل، فهذا قَصِيّ وذلك أقصى، فأين هو القصي غير المذكور لا في الآية ولا في كلام العرب؟ فسورة الإسراء مكية، أي أنها نزلت قبل أن يشاد مسجد قباء والمسجد النبوي، أليس في هذا إشارة مسبقة إلى ما كان من شأن المسجدين اللذين أقيما من بعدُ في المدينة المنورة؟ ... قبل أن يكونا؟.

    أما المبارك، فنعت اقترن به، مستمد مما ورد في كتاب الله - عز وجل-(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)  (9) ، حيث نعت بالاسم الموصول وصلته{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} أي الذي باركنا ما حوله بأنواع البركات الحسية والمعنوية، بالثمار والأنهار التي خصَّ الله بها بلاد الشام، وبكونه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة الأطهار(10) .ولما ورد في الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم" بارك الله في بلاد الشام من فحص الأردن إلى رفح" التكون التاريخي والمكان المحدد هنا يتضمن ناحية المسجد الأقصى بوجه خاص.

    والمبارك اسم مفعول من "بارك" الذي يفيد مبناه معنى المبالغة؛ والتكثير مثل "ضاعف" بمعنى "ضعّف"؛ كما تـأتي بمعنى "أفعل" : "عافاك الله" بمعنى أعفاك و"باعدته بمعنى "أبعدته". فكأنه خُص بالبركة من الله عز وجل مرة بعد مرة، بكثرة ما أقام فيه من أنبياء الله ورسله عليهم السلام، حتى لكأن المسجد الأقصى يمثّل ملتقى الأنبياء والرسل، ففي خبر إسراء النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى أنه التقى فيه بجميع الأنبياء من آدم إلى عيسى عليهم جميعاً وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام، وتقدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له جبريل: "تقدم يا محمد فصلّ بالأنبياء إماما" (11) .

     

    المسجد الأقصى ..ومغزى التسمية

    يقول سبحانه في مطلع سورة الإسراء( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير).هذه الرحلة الأرضية انطلقت من مسجد إلى مسجد، والتسمية للمسجدين هي تسمية ربانية، ما يعني وجود تطابق بين الاسم والمسمى، وأن هذا الاسم هو في الحقيقة صفة وخاصية للمسمى.المسجد الحرام، يحرم فيه القتال، وهو حرم آمن من زاوية التشريع ومن زاوية الموقع، فالناس من لدن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، التزموا غالباً، برعاية حرمة هذا المسجد، حتى كان الواحد منهم يرى قاتل أبيه في الحرم فلا يمسه بأذى ولا يذعره. ومن جهة أخرى فإن الله تعالى قد جعل هذا المسجد في شبه الجزيرة العربية، في منطقة لم تكن عبر التاريخ هدفاً للغزاة، ولا مطمعاً للمستعمرين.

    هذا فيما يتعلق بالمسجد الحرام، أما المسجد الأقصى، فاللافت أنه لم يُجعل حرماً كالمسجد الحرام في مكة التي حرمها إبراهيم عليه السلام، ولا كالمسجد النبوي في المدينة التي حرمها محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك يؤكد العلماء أنه لا يصح وصف المسجد الأقصى بأنه (حرم)، كأن يقال إنه( ثالث الحرمين)، أو يطلق عليه اسم( الحرم القدسي)، فضلاً عن أن واقع المسجد الأقصى وتاريخه، يؤكدان أنه ليس بحرم.وهذا يعيدنا إلى ما بدأنا به من العلاقة بين اسم المسجد وحاله، ولماذا تسميته بالمسجد الأقصى؟!

    ربما يساعدنا في تقريب الصورة قول المصطفى عليه الصلاة والسلام( عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية). الذئب المقصود هنا هو الشيطان، الذي يتفرد بالقاصي البعيد عن الحماية، كما يستغل الذئب الحقيقي فرصة انفراد شاة عن القطيع.فهل يريد القرآن أن يقول لنا إن المسجد الأقصى مقارنة بالمسجد الحرام هو الأبعد عن وصف الحرمة والحماية، والمعرض على الدوام لخطر الشياطين، واستهداف الذئاب، وهذا ما يتضح من واقع المسجد الأقصى وتاريخه، حيث إنه في أرض ذات موقع استراتيجي، ولذلك فقد كانت فلسطين على الدوام مطمعاً وهدفاً للغزاة والمستعمرين، فضلاً عن أن أهل الكتاب يتذرعون بعلاقة عدد من الأنبياء السابقين بالأقصى وفلسطين، ليغلّفوا أطماعهم بدوافع دينية.وهذا يعيدنا إلى افتتاح الآية بقوله تعالى( سبحان) أي تنزه عن النقص وثبت له الكمال، إذ خلق الشيء ونقيضه، فجعل أحد المسجدين حرماً آمناً، وقدّر أن يكون المسجد الثاني مهدداً بل ومستباحاً في أوقات كثيرة، كما خلق الموت والحياة، والخير والشر.

    ثانيا: البناء والمساحة والحدود والمعالم

    بناء المسجد الأقصى هو ثاني بناء وُضع في الأرض, عن أبي ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:" المسجد الحرام" ، قال: قلت ثم أي؟ قال:" المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال:"أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه." ((12)

    والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام ، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.

    وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.

    ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى . وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية - 96 هجرية/715 ميلادية ، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي.

    تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م

    المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي (ذو القبة الرصاصية السوداء) والواقع أقصى جنوبه ناحية "القِبلة"، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وأسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات. (13)

     

    ويشتمل المبنى على المسجد، في صدر الساحة من جهة القبلة، والمبنى الواقع تحت هذا المسجد والذي اصطلح عليه باسم " الأقصى القديم"، ومسجد قبة الصخرة، والمصلى المرواني، الواقع تحت الجهة الجنوبية الشرقية.

     على هذا الأساس، ندرك بشكل واضح أن المساحة القائمة كلها؛ أي حدود ما دار عليه سور الأقصى المبارك، هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والسور المحيط بهذه المساحة هو جزء لا يتجزأ منها، بمعنى أن السور وكل الأبواب الموجودة في السور جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، فالسور الغربي على سبيل المثال هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، وحائط البراق الذي يعتبر جزءا من السور الغربي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، ورباط الكرد الذي يعتبر جزءا من السور الغربي هو جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، وهكذا كل أبواب السور الغربي كباب المغاربة، وكذلك كل مباني السور الغربي كالمدرسة التنكزية، هذه كلها جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك والساحات الترابية المزروعة بالزيتون والأشجار الحرجية هي جزء لا يتجزأ من الأقصى المبارك، والسبل والقباب والمصاطب والبوائك وبقية المباني هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك.وأهمية بيان هذه المسألة أنها تحدد البقعة التي يُضاعَف أجر الصلاة فيها؛ فمن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، فهو كمن أدى خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي.

     عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) (الطبراني) وبالتالي فإن العلم بهذا وفهمه مقدمة ضرورية لحفظ الأقصى المبارك طاهرا كريما حرا ولو كره الكافرون، ومن عرف هذه الحقائق سيدرك أن هناك اعتداء صارخا على الأقصى المبارك إلى هذه اللحظات، منها على سبيل المثال تحويل حائط البراق الذي هو جزء من الأقصى المبارك إلى ما يسمونه اليوم - وهما وتضليلا - "حائط المبكى" (14)

     

    ثالثا: القدس في القرآن الكريم

     

    يقول تعالى : "وما فرّطنا في الكتاب من شيء" صدق الله العظيم، ومن المتفق عليه أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي ومن المتفق عليه أيضا، أن المسجد الأقصى كان القبلة الأولى للأمة الإسلامية ونبيّها ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، وما دام المسجد الأقصى يتميز بهذه المكانة فقد كان من الطبيعيّ أن يذكر في القرآن الكريم، صراحة أو كناية في عدة مواضع، وفيما يلي سنحاول رصد هذه المواضع والتوقف عند تلك الآيات الكريمات.

    لقد ذُكر المسجد الأقصى صراحة في القرآن الكريم مرة واحدة، وذلك في سورة الإسراء حيث يقول تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).(15)  

    وأول ما نلاحظه في هذه الآية الكريمة؛ أنها خصّت المسجد الأقصى بالبركة في حين اكتفت بذكر المسجد الحرام دون تخصيصه بوصف، على علو منزلته وسموّ مكانته، وإن كان ذلك يدل على شيء، فهو إنما يدل على أهمية المسجد الأقصى، ليس فقط في عصر صدر الإسلام، بل إلى أن تقوم الساعة؛ ذلك أن القرآن الكريم معجزة الله الخالدة في الأرض.

    كما أننا نلحظ بوضوح هذا الربط الإلهي الحكيم، بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى لتتم عملية التوأمة الإلهية الأبدية الخالدة، بين هذين المسجدين، ليكتسب كل منهما شرفا إلى شرفه.

     و(سبحان) الله أيضا؛ً حيث قدر أن يكون المسجد الأقصى مهدداً، ليس عن عجز ولا ضعف ـ سبحانه ـ بل عن حكم عظيمة، وآيات باهرة ( لنريه من آياتنا)، وهذه الآيات المقصودة تتعلق بالرحلة الأرضية( الإسراء) فضلاً آيات الجزء السماوي من الرحلة (المعراج).وليس كون المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف والتهديد بالذي يقلل من أهميته، بل إنه والحالة هذه، مصدر بركة وخير مستقر ينبثق وينطلق منه ليعم الأرض المحيطة به (المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)

     

    وأما في بقية الآيات الكريمة التي ذكرت المسجد الأقصى، فقد ورد ذكره كناية لا صراحة، وغالبا ما كان يشير الله تعالى للمسجد الأقصى والديار التي حوله بقوله تعالى "الأرض التي باركنا فيها" أو "الأرض المقدسة" ومن ذلك قوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يُسضعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) (16) والحديث في هذه الآية عن بني إسرائيل حين خرجوا من مصر إلى بلاد الشام. وأيضا قوله تعالى: (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) (17) والضمير في (نجيناه) يعود على إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا وآله السلام ـ حيث نزل بفلسطين ونزل لوط عليه السلام بالمؤتفكة وبينهما يوم (حسب كتب التفسير). قال ابن كثير الدمشقي في تفسير هذه الآية الكريمة: "يقول تعالى مخبرا عن إبراهيم إنه سلّمه الله من نار قومه وأخرجه من بين أظهرهم مهاجرا إلى بلاد الشام، إلى الأرض المقدسة منها" وقول ابن كثير "إلى الأرض المقدسة منها" يدل بوضوح على  أن هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام كانت إلى جزء من بلاد الشام، وهو ما يسمى الأرض المقدسة، وإن الأرض المقدسة هي بيت المقدس." (18) وقوله تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها). يقول المفسرون أن المقصود بالأرض التي باركنا فيها هي فلسطين وقوله: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة) (20). والحديث في هذه الآية الكريمة عن أهل سبأ في اليمن، فقد جعل الله تعالى بين اليمن والأرض المباركة وهي بلاد الشام قرى متواصلة.

    وقد استدلّ علماء التفسير بإجماع، على أن المقصود بالأرض المباركة في هذه الآيات كلها هي أرض فلسطين وما حولها من بلاد الشام، وذلك استنادا إلى الآية التي سبق ذكرها من سورة الإسراء والتي تنصّ صراحة على أن المسجد الأقصى هو الأرض التي بارك الله ما حولها. إضافة إلى عدة أدلة نقلية وعقلية أخرى، يقول الأستاذ عبد الحميد طهماز، وهو من مدينة حماة السورية: "والأرض التي بارك الله فيها للعالمين هي أرض بلاد الشام، بين ذلك سبحانه في عدد من الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى ليلا بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) " ويقول أيضا: "وفلسطين هي أفضل أرض في بلاد الشام، لأن فيها أولى القبلتين المسجد الأقصى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الأرض المقدسة التي ذكرها سبحانه في قوله الكريم على لسان نبيّه موسى صلى الله عليه وسلم: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين).وعندما جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام سأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، .....وهي أرض فلسطين". (21).

    رابعا: القدس في الحديث الشريف

     

    لقد حظيت القدس بنصيب وافر من أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حتى أننا نلاحظ أن المعنى الواحد يتكرر في عدة أحاديث، مع اختلاف بسيط في الرواية. وهذا التكرار، يدل على أن بيت المقدس، يتمتع بمكانة مرموقة وسامية في العقيدة الإسلامية، وأن له شأنا عظيما عند الله عز وجل ورسوله ـ صلى اله عليه وآله وسلم ـ . وفيما يلي نذكر بعض المعاني التي وردت في الأحاديث الشريفة، والتي تتعلق بالمسجد الأقصى وما حوله، وسنورد حديثا شريفا واحدا يتضمن كل معنى من المعاني وذلك تجنبا لإطالة لأننا ـ كما أسلفنا ـ نجد المعنى الواحد يرد في أحاديث كثيرة لا يتسع مجال بحثنا لذكرها كلها.

     

    1.     المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وُضع في الأرض:

    حَدَّثَنِي ‏ ‏عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَعْمَشُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي ذَرٍّ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ قَالَ ‏ ‏الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ‏ ‏قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ ‏ ‏الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ‏ ‏قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ أَرْبَعُونَ ثُمَّ قَالَ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ.(22)  

     

    2.     بيت المقدس أولى القبلتين:

    حَدَّثَنَا ‏ ‏عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الدَّارِمِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي إِسْحَقَ ‏ ‏عَنْ ‏الْبَرَاءِ ‏ ‏قَالَ صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَحْوَ ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَصُرِفَتْ الْقِبْلَةُ إِلَى ‏ ‏الْكَعْبَةِ ‏ ‏بَعْدَ دُخُولِهِ إِلَى ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏بِشَهْرَيْنِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِذَا صَلَّى إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏أَكْثَرَ تَقَلُّبَ وَجْهِهِ فِي السَّمَاءِ وَعَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِ نَبِيِّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ ‏ ‏يَهْوَى ‏ ‏الْكَعْبَةَ ‏ ‏فَصَعِدَ ‏ ‏جِبْرِيلُ ‏ ‏فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ وَهُوَ يَصْعَدُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ يَنْظُرُ مَا يَأْتِيهِ بِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ‏ )قَدْ نَرَى ‏ ‏تَقَلُّبَ ‏وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ (   الْآيَةَ فَأَتَانَا ‏ ‏آتٍ ‏ ‏فَقَالَ إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ صُرِفَتْ إِلَى ‏ ‏الْكَعْبَةِ ‏ ‏وَقَدْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسٍ ‏ وَنَحْنُ رُكُوعٌ فَتَحَوَّلْنَا فَبَنَيْنَا عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَا ‏‏جِبْرِيلُ ‏ ‏كَيْفَ حَالُنَا فِي صَلَاتِنَا إِلَى ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ‏ ‏فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏)وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ‏ ‏إِيمَانَكُمْ(. (23)

     

    3.     المسجد الأقصى أحد ثلاثة مساجد تشد إليها الرّحال:

    حَدَّثَنَا ‏ ‏مُسَدَّدٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏
    عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَا ‏ ‏تُشَدُّ الرِّحَالُ ‏ ‏إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ ‏ ‏مَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏ ‏وَمَسْجِدِي هَذَا ‏ ‏وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. (24)   

     

    4.     المسجد الأقصى مسرى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم

    حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏قَالَ أَخْبَرَنِي ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو سَلَمَةَ ‏ ‏سَمِعْتُ ‏ ‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏لَمَّا كَذَّبَتْنِي ‏ ‏قُرَيْشٌ ‏ ‏قُمْتُ فِي ‏ ‏الْحِجْرِ ‏ ‏فَجَلَّى اللَّهُ لِي ‏ ‏بَيْتَ الْمَقْدِسِ ‏ ‏فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. (25)

     

    5.     الصلاة فيه مضاعفة الأجر:

    حَدَّثَنَا ‏ ‏هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَلْهَانِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي ‏ ‏الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ‏ ‏بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي ‏ ‏مَسْجِدِي ‏ ‏بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي ‏ ‏الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏ ‏بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ.(26)  

     

    6.     بيت المقدس و طائفة من أمته صلى الله عليه و سلم ظاهرة على الحق:

    قَالَ ‏ ‏أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ ‏ ‏وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ضَمْرَةُ ‏ ‏عَنِ ‏ ‏الشَّيْبَانِيِّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي أُمَامَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ ‏‏ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏وَأَكْنَافِ ‏‏ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (27)  

     

    7.     فضل الإهلال منه بعمرة

    حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ ‏عَنْ ‏ ‏يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّهِ ‏ ‏أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ أُمَيَّةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَنْ ‏ ‏أَهَلَّ ‏ ‏بِعُمْرَةٍ مِنْ ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ قَالَتْ فَخَرَجْتُ أَيْ مِنْ ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏بِعُمْرَةٍ.(28)  

     

    8.     المسجد الأقصى أرض المحشر والمنشر

    حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْماعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عِيسَى بْنُ يُونُسَ ‏حَدَّثَنَا‏ ‏ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَخِيهِ ‏ ‏عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي ‏‏ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ ‏ ‏فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ.(29)

    9.     بيت المقدس الملجأ عند البلوى بالبقاء

    حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْد اللَّهِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي عِمْرَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ذِي الْأَصَابِعِ ‏ ‏قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا قَالَ عَلَيْكَ ‏ ‏بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ ‏ ‏يَغْدُونَ ‏ ‏إِلَى ذَلِكَ‏ ‏الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ.(30)

     

     

    خامسا: بيت المقدس منبع بركة بلاد الشام:

     

    تعتبر الكتب التي تناولت فضائل المسجد الأقصى من الكتب التاريخية أو كما يقول فؤاد سزكيس "قسما من التاريخ المحلي" (31) أو كما يعتبرها روزنتال "جزءا من التاريخ المحلي الديني" (32) ومن هنا فقد "عنيت عناية خاصة بالأحاديث الخاصة بالفضائل المتعارف عليها، ولذلك فقد كانت كتب فضائل البلدان في أول أمرها قليلة الأخبار التاريخية فيها وكثيرة التفاصيل الخاصة بفضائل المدينة. ومن ثم تطورت كتب الفضائل فاتخذت لها منهجا شبه موحد أساسه الاعتماد على الآيات القرآنية والأحاديث التي يعتبرها جمهور المفسرين تتحدث في فضل بلد معين. فقد وجدنا في القرنين الثالث والرابع للهجرة كتبا كاملة خصصت لفضائل البلدان وتاريخها، جمعت فيها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والروايات المختلفة التي كانت معروفة ومتداولة منذ نهاية القرن الأول للهجرة ." (33)

    وفي مطلع القرن الخامس الهجري وصلت كتب الفضائل إلى غايتها (34)، نذكر منها "فضائل البيت المقدس " لأبي بكر محمد بن أحمد الواسطي التي قرأها في منزله ببيت المقدس سنة 410 هـ على عبد العزيز النصيبي (35)

    وبرغم كثرة ما جمع من أحاديث في فضل بيت المقدس في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني للهجرة، فإن كتب فضائل بيت المقدس أو تاريخها قد تأخرت في الظهور كمصنفات خاصة حتى النصف الثاني من القرن الرابع ومطلع القرن الخامس للهجرة. على أن السبب في تأخير ظهور مؤلفات عن فضائل بيت المقدس يرجع إلى عوامل عدة، لعل أولها هو اختلاف المسلمين فيما بينهم بشأن مكانة بيت المقدس، أضف إلى ذلك، أن مدينة القدس كانت فقدت مكانتها السياسية والعلمية والاجتماعية بعد سقوط دولة بني أمية وإهمال العباسيين لبلاد الشام عامة وبيت المقدس بصفة خاصة. (36) وفي ذلك يقول المقدسي: ، (وهو كما نعرف من أهل بيت المقدس في القرن الرابع الهجري) " بيت المقدس قليلة العلماء كثيرة النصارى، الفقيه مهجور والأديب غير مشهود. لا مجلس ولا تدريس، وقد غلب عليها النصارى واليهود وخلا المجلس من الجماعات والمجالس". (37)

    وإذا كان العلماء والأئمة ينحون إلى تعميم البركة المذكورة في القرآن الكريم على الشام كلّه فإننا نرى، رغم تأييدنا لهذا التعميم أنه ناتج في نهاية المطاف عن انبعاث شعاع منير من بؤرة إشعاع ثرية، ومن مركز تنوير لا يكلّ، وهو بيت المقدس إلى أطراف سعدت بهذا الإشعاع، وبهذا النور لفوزها بالجوار المقدسي. إن مجمل ما نقرؤه من آيات القرآن التي استند عليها في الإفصاح عن مكانة الشام إنما يذكر بيت المقدس فحسب، وهي بلا ريب جزء من الشام. (38)

    فابن تيمية على سبيل المثال يستدل مثله مثل كثير من المفسرين في استدلاله على بركة بيت المقدس على الآيات الكريمة التي أشرنا إليها آنفا، رغم أن هذه الآيات واردة في فضل بيت المقدس، ونحن نرى ألا غبار على هذا الاستدلال، فإن فضل بيت المقدس فضل للشام، لكونها جزءا منها؛ وقد شملت إحدى هذه الآيات على فضل الشام فيما يشبه الصراحة، وهي قوله تعالى: (الذي باركنا حوله)، (39) التي وسعت دلالتها حتى بلغت الشام كله.

    إن تفسير هذه الآيات التي استند عليها ابن تيمية باعتبارها نصوصا في فضل الشام، "إنما يأتي تبعا لاحتضان الشام لبيت المقدس، إذ جميعها يتحدث في الحقيقة عن بيت المقدس أصالة، وما مقام الشام عامة فيها إلا تبعا لمقام بيت المقدس.

    وليس أدل على هذا المعنى من آية الإسراء التي هي في فضل بيت المقدس خاصة، وما للشام من فضل فيها إلا أنها مما حول المسجد الأقصى فهي بناء على هذا الجوار المقدسي نالت البركة التي جعلها الله حول المسجد الأقصى بقوله تعالى: (الذي باركنا حوله) وهذه الآية، أعني الإسراء، ذُكرت عند العلماء رضي الله عنهم كدليل على فضل الشام ما أخفى لدى كثير من الناس لبّ فضل القدس." (40)

    ومن هذا المنطلق نجد أن المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم يتحدث عن عموم بركة بلاد الشام ولا يخص المسجد الأقصى أو بيت المقدس أو حتى فلسطين بميزة معينة، بل يتحدث عن بلاد الشام بشكل عام حيث يقول: " إقليم الشام جليل الشأن، ديار النبيين ومركز الصالحين، ومعدن البدلاء ومطلب الفضلاء، به القبلة الأولى، وموضع الحشر والمسرى، والأرض المقدسة، والرباطات الفاضلة، والثغور الجليلة والجبال الشريفة، ومُهاجَر إبراهيم وقبره، وديار أيوب وبئره، ومحراب داود وبابه، وعجائب سليمان ومدنه، وتربة إسحق وأمه، ومولد المسيح ومهده، وقرية طالوت ونهره، ومقتل جالوت وحصنه، وجبّ أرميا وحبسه، ومسجد أوريا وبيته، وقبة محمد وبابه، وصخرة موسى وربوة عيسى ومحراب زكريا ومعرك يحيى، ومشاهد الأنبياء وقرى أيوب، ومنازل يعقوب، والمسجد الأقصى، وجبل زيتا، ........" (41)  

    وهكذا نرى أن هذه البركة ليست لأهل تلك الأرض وحدهم بل إنها تشمل العالمين(ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) سورة الأنبياء:71. والتعبير القرآني الرائع (باركنا حوله) يعد أبلغ تعبير عن قدسية وبركة المسجد الأقصى المبارك، حيث أن البركة حوله تدل على أنه هو في الأصل منبع البركة، ومن كثرة هذه البركة عمت ما حوله كاملاً، ومعظم العلماء على أن البركة تشمل منطقة الشام بشكل عام، على تفاضل بالطبع حسب القرب من المسجد الأقصى المبارك.

     

     

    سادسا: أسباب بركة بيت المقدس وما حوله من بلاد الشام:

     

    فيما يلي نشير إلى أبرز فضائل بيت المقدس التي جعلته موضع بركة تفيض على ما حوله من ديار وعباد:

    *لأنه المسجد الثاني الذي وضع في الأرض بعد المسجد الحرام.

    *وهو واحد من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال.

    *والمسجد الأقصى واحد من المساجد الثلاثة التي يعتكف فيها.

    * والمسجد الأقصى الصلاة فيه كمئتي صلاة وخمسين في الثواب .

    * والمسجد الأقصى يرجى لمن صلى فيه أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه .

    * والمسجد الأقصى القبلة الأولى للأنبياء جميعاً والمسلمين قبل أن ينزل القرآن باستقبال الكعبة .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام مهاجر خيار أهل الأرض .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام مسكن ، ومحل ملازمة أكثر الأنبياء والرسل .

    *والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام محل هجمة المشركين على المسلمين .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام أرض رباط ورأساً في ثغور المسلمين .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام أرض المجاهدين من المرابطين والفاتحين .

    * والمسجد الأقصى منبر دعوة أكثر الأنبياء والرسل.

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام محل الطائفة المنصورة .

    * والمسجد الأقصى محل إسراء النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام .

    * والمسجد الأقصى صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم إماماً في النبيين والمرسلين .

    * والمسجد الأقصى محل معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام محل اهتمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

    * والمسجد الأقصى شاهد في تاريخه ـ قديماً وحديثاً ـ على عقيدة المسلمين وحالهم ـ صحة وفسادا ـ.

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام عقر دار المؤمنين إذا وقعت الفتن .

    * والمسجد الأقصى لا يدخله المسيح الدجال .

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام محل نزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء.

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام أرض المحشر والمنشر.

    * والمسجد الأقصى وما حوله من بلاد الشام محل كثير من أشراط الساعة آخر الزمان .

     

     

     

     

     

     

    الهوامش:

    1.     المفصليات ص485

    1. جبر، يحيى. معجم البلدان الأردنية والفلسطينية ص48
    2. الإسراء؛ الآية 1
    3. المسيري، عبد الوهاب، اليهود واليهودية والصهيونية،ط1، دار الشروق، 1999م، ص 4/124
    4. المرجع السابق ص8/158
    5. ياقوت الحموي، معجم البلدان ص42
    6. شراب، محمد، معجم بلدان فلسطين، دار المأمون للتراث، دمشق، 1987م، ص 560.
    7. انظر معجم سجيف، المجلد الثاني ص 1217،
    8. سورة الإسراء، آية 1
    9. من كتب التفسير
    10. كتب التفسير .
    11. رواه البخاري.
    12. http://al-aqsa.blogspot.com
    13. www.athagafy.com/Moslum/alaqsa
    14. الإسراء (1)
    15. الأعراف: (137)
    16. الأنبياء (71)
    17. مختصر تفسير ابن كثير، اختصار الشيخ محمد على الصابوني، (2/514).
    18. (19) الأنبياء (81)
    19. سبأ (18).
    20. طهماز، عبد الحميد. في كتابه سبيل السعادة في سورة طه وكلمة التوحيد وأمة التوحيد في سورة الأنبياء، (66ـ68)
    21. رواه الإمام أحمد في مسنده حديث 20426
    22. رواه ابن ماجه في سننه حديث 1000
    23. رواه الإمام أبي داود في سننه حديث 1738
    24. رواه الإمام البخاري في صحيحه
    25. رواه الإمام ابن ماجه في سننه حديث 1403
    26. رواه الإمام أحمد في مسنده حديث 21286
    27. رواه الإمام ابن ماجه في سننه حديث 2993
    28. رواه الإمام ابن ماجه في سننه حديث 1397
    29. رواه الإمام أحمد في مسنده حديث 16037
    30. فؤاد سزكيس، تاريخ التراث العربي، ج1، ص339 ـ 351
    31. " Fi Rosen that A. History of Muslim Historyography P.171. (Leiden 1968
    32. فؤاد سزكيس، تاريخ التراث العربي، ج1 ص 339 ـ 351
    33. إتحاف الأخصّا بفضائل المسجد الأقصى، ص39
    34. فضائل البيت المقدس (نشر وتحقيق حسون القدسي 1979) ص2
    35. إتحاف الأخصّا بفضائل المسجد الأقصى،ص40ـ 41
    36. المقدسي أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 167.
    37. مجموعة الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، اعتنى بها وخرّج أحاديثها عاسر الجزار وأنور الباز، (27/23)
    38. الإسراء الآية 1
    39. النتشة، جواد بحر. مكانة بيت المقدس بين نصوص الوحي وحركة الإنسان. مركز دراسات المستقبل، فلسطين ـ الخليل. ط1، 2006. ص 205 ـ 207
    40. أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، لشمس الدين، أبي عبد الله محمد المقدسي، (151).
    41. إعداد : هشام بن فهمي العارف، موقع الدعوة السلفيه من المسجد الاقصى المباركhttp://www.sahab.net/forums/showthread.php?threadid=3186  

     

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • سالي محمد said...
  • شكرا حزيلان
  • Tuesday, March 3, 2009
  • طارق said...
  • موضوع رائع جدا يعطيك العافية
  • Friday, October 16, 2009
  • alaa said...
  • thank u very very much really
  • Monday, March 22, 2010
  • فاطمة الزهراء said...
  • بارك الله فيكم معلومات مفيدة
  • Sunday, May 9, 2010
  • المحبة للمصطفي said...
  • بارك الله فيكم علي هذه المجهودات الرائعة وربنا لا يحرمكم الأجر إن شاء الله وربنا يوعدنا ويوعدكم إنصلي فيه قبل الممات اللهم أمين
  • Tuesday, November 9, 2010
  • سلفيتي said...
  • فعلا موضوع جميل مليء بالمعلومات الجيدو شكرا
  • Saturday, March 19, 2011
  • محمود said...
  • نشكرك على هذا الموضوع المفيد
  • Sunday, November 20, 2011
  • محمود said...
  • نشكرك على هذا الموضوع المفيد
  • Sunday, November 20, 2011
  • Ahmed said...
  • السؤال الآن حيث أن هذا المكان المقدس هو محل نزاع بين معتنقي الديانات السماوية الثلاثة. من المعروف أن فتح بيت المقدس تم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن المنطق انه لم يكن بمسجد تقام فيه شعائر صلوات المسلمين قبل عهد عمر بن الخطاب، فمن أول من أمر بإقامة الصلاة فيه، وكيف تم تخصيص المنطقة التي يصلي فيها المسلمون؟
  • Thursday, May 12, 2011
  • Ahmed said...
  • السؤال الآن حيث أن هذا المكان المقدس هو محل نزاع بين معتنقي الديانات السماوية الثلاثة. من المعروف أن فتح بيت المقدس تم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن المنطق انه لم يكن بمسجد تقام فيه شعائر صلوات المسلمين قبل عهد عمر بن الخطاب، فمن أول من أمر بإقامة الصلاة فيه، وكيف تم تخصيص المنطقة التي يصلي فيها المسلمون؟
  • Thursday, May 12, 2011
  • عائشة said...
  • شكرا لهذا الموضوع القيم وبارك اللة فيك
  • Saturday, December 17, 2011
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me