An-Najah National University

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber

موضوعات النصوص المدرجة شتى،لم أدرج نصوصا لقدمها ولا احتفظ منها بنسخة إلكترونية، ولمن يخالفني الرأي أن يحاورني قبل أن يحكم علي، فلعلي غيرت

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, October 15, 2009
  • التراث الشعبي الفلسطيني حلقة وصل
  • Published at:ورقة قدمت للمؤتمر العلمي الأول" الفن والتراث الشعبي الفلسطيني 6/10/2009 جامعة النجاح
  • أ.د.يحيى جبر                        أ. عبير حمد            

    مدخل

                إن التراث الشعبي في فلسطين، لا ينفصل بحال عن التراث الشعبي في باقي الأقطار العربية الشقيقة؛ ذلك لما بين هذه الأقطار من تآخٍ وتواصل جغرافي وثقافي وتاريخي، ووشائج تنبثق من ماض مشترك وحاضر متشابه ومستقبل واحد،وحضارة صنعها الأجداد على مدى أحقاب متطاولة من الزمان، مما يعمق جذور الوحدة في هذه الأمة الواحدة، ولكن ذلك لا يمنع من إغناء التنوع الحضاري الذي يبقى في إطار الوحدة.

              ومن هنا، فقد اخترنا هذا الموضوع ليدور حوله بحثنا، وذلك لما للتراث الشعبي من أهمية في دراسة المجتمعات الإنسانية على حقيقتها، لأن التراث الشعبي مرآة صادقة، تقدم صور الحياة بشفافية وأصالة،ولا تختبئ وراء الحواجز والأقنعة، ولذلك، فقد أولى علماء الاجتماع "الأنثروبولوجيا" التراث الشعبي مكانة عالية في أبحاثهم ودراساتهم.

              وإذا كان الحديث عن الشعب الفلسطيني بخاصة، والشعوب العربية بعامة، فإن التراث الشعبي يكون له أهمية مضاعفة، وتكون دراسته ملحة أكثر وأكثر، وذلك لما يضطلع به هذا التراث مكن دور في توجيه الشعب، ودعم صموده، وتعزيز وحدته، في مواجهة الاستعمار المباشر وغير المباشر.

    وأكثر أنماط التراث الشعبي التي يوليها الدارسون أهمية، هي الأغنية الشعبية، التي تشترك الأجيال في إبداع كلماتها وصياغة إيقاعاتها، لتغدو صورة حية لأشكال الحياة وهمومها، تعبر عن مدى اندغام الوجدان الجماعي برائحة الأرض والتراب المضمخ بدماء الشهداء وعرق الفلاحين.

    ولكننا سنتناول بالدراسة والتحليل ـ إلى جانب الأغنية ـ كثيرا من أشكال التراث الشعبي المادي وغير المادي، من أدوات وصناعات وعادات وتقاليد ومعتقدات .... وغير ذلك، مشيرين إلى وجوه التشابه والاختلاف بين الشعوب العربية في كل منها، ومفسرين أسباب التشابه أو الاختلاف ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. وإننا لنرجو أن يكون بحثنا هذا،لبنة متينة في جدار الوحدة العربية، وعاملا من عوامل الصمود والتحدي وترسيخ الهوية العربية والثقافة الأصيلة،في وجه المحاولات الشرسة التي ترمي إلى تذويبها ومحوها، بل وسرقتها.

     

     

    1.  الأمثال الشعبية

    إن التراث الشعبي العربي هو  الروح السارية في عروق الشعب وهي الجينات التي تنقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء، وأول هذه أشكال التراث الشعبي التي سنتوقف عندها في هذا البحث هر الأمثال الشعبية، لما لها من شهرة واسعة، حيث سنتوقف عند بعض الأمثال بصورها التي تتشابه في الدول العربية إلى حد التطابق أحيانا كما سنرى.

              لقد كثرت تعريفات المثل وتنوعت، لكنها جميعا لا تخرج عن أنه "قول مأثور، تظهر بلاغته في إيجاز لفظه وإصابة معناه، قيل في مناسبة معينة، وأخذ ليقال في مثل تلك المناسبة". (1)

    و " تأخذ الأمثال الشعبية أهمية دراستها من اعتباراتها الوضعية والضمنية، فالوضعية كون مصدرها وواضعها جمهور الشعب، والضمنية؛ أنها حددت الموقف الجماعي العملي لكثير من القضايا والأمور التي تواجه الإنسان في حياته اليومية،فكانت الأمثال ( خلاصة تجارب الأمم، ومستودع خبراتها، ومثار ذكرياتها، ورجع عاداتها ووقائعها، وترجمان أحوالها،ومصدر تراثها ومتنفس أحزانها،فهي مرآة الأمة؛ تعكس واقعها الفكري والاجتماعي بصفاء ووضوح.

    فدراسة المثل إذن، وسيلة لمعرفة الموقف الجماعي من القضايا التي واجهت المجتمع خلال أحقاب الزمان، وهي كفيلة بكشف طبيعة هذا الموقف ونوعيته، إضافة إلى كونها وسيلة من وسائل كشف الحقائق والأحداث التاريخية، والتصورات الذهنية لأفراد المجتمع وهم يواجهون مواقف تقتضي الحكم عليها، فبوساطتها تكشف خفايا المجتمع التي سهت عنها بطون كتب المؤرخين." (2) ومن هنا فقد آثرنا أن نقف أول ما نقف عند الأمثال الشعبية في الوطن العربي، لنتبين ما بينها من تشابه في اللفظ والمضمون. ففي موضوع الأصالة مثلا نجد الأمثال التالية:

    " إذا قعدت ما تزين، وإذا قامت ما تبين.

    ويقال بصيغة أخرى: "لا محضر ولا منظر".

    وهو في الجزيرة العربية بلفظ: "لا زينة ولا بنت رجال"

    وفي الكويت: "لا خنينة ولا بنت رجال" ، خنينة: الرائحة الطيبة.
    وفي مصر: " لا سيمة ولا قيمة"

    وفي تونس: "لا أصل شريف ولا وجه ظريف". (3)  

    أما في موضوع الترفع فنجد مجموعة الأمثال التالية:

    الحرّ إذا وقع بالشبك ما يلبّط. (الحر طائر الصقر، الشاهين)

    وفي هذا المعنى قال شاعر:

    " وإذا بليت بعسرة فاصبر لها             صبر الكريم فإن ذلك أحزم"

    وقد ذكره الميداني بلفظ "الحرّ حرّ ولو مسّه الضرّ".

    في الجزيرة العربية: "الحر إلي شاف الجفا عاف".

    في الكويت: الحرّ لي صادته الشبكة يصبر".

    في العراق: "الحرّ حرّ ولو مسّه الضرّ" .

    وفي فلسطين: "الأصل إذا وقع ما لَبَط"  (الأصل: الحر).

    وفي تونس: "الطير الحر إذا حصل ما يخبط". (4)

    كما نجد مجموعة أخرى في الموضوع ذاته وهي:

    لا يضر السحاب نبح الكلاب

    أورده الميداني في أمثاله: "لا يضر السحاب نباح الكلاب".

    قال المعري:

    " وقد نبحوني وما هجتهم                    كما نبح الكلب ضوء القمر".

    في الجزيرة العربية: "نبح الكلاب ما يضر السحاب".

    وفي الكويت: "إيش على السحاب من نبح الكلاب" (.

    وفي فلسطين: "نبح الكلاب ما بيأثر في السحاب".

    وفي اليمن: "كلب ينبح قمر".

    وفي تونس بلفظ الميداني .

     وفي العراق: "السما ما يضرها نبح الجلاب" .

    وفي مصر بلفظ سوريا. .

    وفي تونس: "نبيح الكلاب ما يضر السحاب" . (5)

    وكذلك في خيبة الأمل، نجد عددا من الأمثال الشعبية الشائعة في الوطن العربي ومنها:

    لو كان فيه خير ما رماه الصياد. أو، ما رماه الطير.

    وقال المولدون: "لو كان في البومة خير ما تركها الصياد" .

    وهو في مصر: "إذا كان منه خير ما كانش رماه الطير" .

    وفي الجزيرة العربية: "لو فيه خير ما خلاه الطير".

    وفي العراق: "لو بيه خير ما رماه الطير" .

    وفي اليمن: "لو في الغراب خير ما فات على صياده" .

    وفي تونس: "البومة لو كان فيها خير ما يخلفوها الصيادة" .(6)

     

    أما في موضوع المبالغة فيمكننا رصد الأمثال التالية:

    جنازة حافلة والميت كلب.

    وفي مصر: "الجنازة حارة والميت كلب" .

    وفي الجزيرة العربية: "الميت كلب والنعاية مرة" .

    وفي فلسطين: "الميت كلب والجنازة حامية".

    وفي اليمن: "الجنازة كبيرة والميت فار" .

    وفي تونس: "الجنازة حامية والميت كلب" .(7)

    ويبدو واضحا أن المثل الشعبي أكثر ألوان المأثورات الشعبية تداولا ولذلك نجد المثل يحمل المضمون الواحد ولكن تختلف بعض كلماته أو تركيب عبارته باختلاف الأقطار وتبعا للهجة كل قطر. ومن الواضح كذلك "أن الأمثال التي تنفرد بها منطقة دون سواها، إنما تعبر عن الصبغة المحلية. ولا ننتظر من سكان الصحراوات أو البلاد الجبلية أن يدركوا دلالات المثال المتعلقة بالبحر. ولا من سكان الشواطئ أن يهتموا بالأمثال اللصيقة بالحياة الصحراوية، والتي تتحدث أحيانا عن حيوانات لا يعرفها إلا العائشون في محيط الصحراء. فقد لا يعني كثيرا سكان الشواطئ، المثل الذي يقول: (العربي بقلة ميرته، وخفة سلاحه، وسرعة حركته) لأنهم لا يعرفون معنى الحياة في الفيافي والقفار، وما تتطلبه من رشاقة وخفة وسرعة في العدو والحركة. وفي البيد لا تظهر صورة البحر في أمثالهم. فأهل الساحل يقولون عن الحاذق الماهر الذي يتقن قنص الفرص: (لو رميناه في البحر، يطلع وبتمه سمكه). وفي الكويت ذات البيئة البحرية يستخدمون السمك لتوضيح نتائج رفقة السوء: (السمكة الخايسة تخيس السمك). وفي أمثال الصحراء نرى حيوانات البيئة الصحراوية حاضرة واضحة. ... منها: (البِلْ خطاها طوال) والبل هي الإبل، وهذا يقال للسرعة في صورة هادئة.

    ...... وتظهر في أمثال البادية، صورة الثور، والجراد، والجربوع، والذئب: (الذيب يبكي ما يبيهم يسرحونه بالغنم) ويضرب لمن يتظاهر بالتقوى عكس ما يضمر. ولأن أشجار النخيل وثمارها على مرمى النظر منهم، فهي حاضرة أبدا على في أحاديثهم وأمثالهم. فنحن ... نقول عن الشيء أو الشخص المفيد: (مثل الورد كله منافع)، بينما في الجزيرة العربية يقولون: (مثل النخلة كل ما فيها يفيدك). وأيضا: (التمر مسامير الركب) وفي سوريا يقال : (البرغل مسامير الركب). والبرغل هو نتاج القمح المسلوق والمجفف ويطبخ مثل الرز. وهذا يدل على أن الغذاء الأكثر شيوعا، يختلف بين مناطق نخيل البادية ، ومناطق زرع السهول." (8)  

    " وهنا يمكن الحديث عن تشابه الأمثال رغم الخصوصية التي تتسم بها الشعوب، أي أنه كما تختلف الأمثال وتتباين في التعبير، نجدها أيضا تتماثل وتتشابه، ومردّ هذا التشابه في جانب كبير منه إلى حقيقة مهمة، ملخصها أن الأمثال في كل مكان وزمان، هي واحدة في جوهرها الإنساني." (9)

     ولا ننسى أيضا " أن خبرات الإنسان وسلوكه متشابهة في وظيفتها النفسية؛ بمعنى أن السلوك هو وسيلة الفرد للحصول على حاجاته الفزيولوجية والاجتماعية والنفسية، وقد أدى ذلك إلى تشابه كبير في مضمون الأقوال المأثورة الشائعة في ثقافات مختلفة،كما أن بعض الأقوال المأثورة تعبر عن فكرة مجردة فقط." (10)  

     

    2.  الأغاني الشعبية

    تمثل الأغنية الشعبية متنفسا عاطفيا في كثير من الحالات النفسية التي يمر بها الشعب أو الفرد على حد سواء، مثل التعبير عن الفرحة، أو للحث على القتال والحماسة، أو لاستنهاض الهمم لإنجاز عمل ما، أو للتسلية والترفيه وغير ذلك.

    ومن أهم سمات الأغنية الشعبية أنها مجهولة القائل، ومن هنا فلا يمكن نسبتها إلى شخص بعينه،ولا حتى لشعب بعينه، وكثيرا ما نجد تشابها يصل حد التطابق في الأغاني الشعبية الخاصة بالمناسبات المختلفة في الأقطار العربية. وفيما يلي سنتعرض للأغنية الشعبية في بعض الأقطار العربية لنلاحظ مدى التشابه أو الاختلاف فيما بينها.

    ومن الأغاني الشعبية المشهورة على طول الوطن العربي وعرضه أغنية "العتابا أو الميجنا"، "وأغنية العتابا تعرف بهذا الاسم أو باسم "أوف" أو "الميجنا" إلا أن الاسم الأول هو الأعم. وإذا صادف أن تكون مسافرا في الريف الأردني، خاصة في الضفة الغربية، فإن من المؤكد أن تتاح لك فرصة الاستماع لأغنية العتابا، يغنيها الرعاة على أنغام الربابة واليرغول، ويغنيها الحراثون والحصادون أو مقتطفو الزيتون، أو في واقع الحال في أية مناسبة أخرى أو في موسم آخر." (11)

    ولا تقف شهرة أغنية العتابا عند حدود الأردن وفلسطين، أو حتى بلاد الشام، بل نجد لها شهرة واسعة في الجمهورية العراقية فيما يعرف باسم "الأبوذية والعتابا".  "وهاتان الأغنيتان تتشابهان تشابها يقل قليلا عن درجة التطابق، فهما لونان غنائيان كل منهما يتكون بيتهما من بيتين من الشعر، أي من أربع شطرات، تنتهي ثلاث منها بكلمة متحدة اللفظ مختلفة المعنى، بينما تختم الرابعة في الأبوذية بكلمة آخرها ياء مشددة وهاء مهملة، وتختم في العتابا بكلمة تنتهي بألف ممدودة أو بألف بعدها ياء ساكنة. والأغنيتان كذلك من بحر الشعر الفصيح الوافر،كما هو الحال بالنسبة للعتابا في أقطار بلاد الشام جميعا. (12)

    ومن الأغاني الشعبية المشهورة في الوطن العربي عموما أغنية "السحجة" التي لايكاد يخلو منها حفل عرس يقول الدكتور عبد اللطيف البرغوثي الباحث في الأدب الشعبي: "إن زيارة الأردن في فصل الصيف لا تخلو من فائدة، ذلك أن الصيف هو موسم الخطوبة والزواج في الريف الأردني ...............والغناء الشعبي في هذه المناسبة يعرف باسم "السحجة"، وهو اسم يعني التصفيق بصورة معينة، لأن التصفيق يكون جزءا أساسيا من هذه الأغنية. وفي أداء هذه الأغنية يقف الرجال على شكل دائرة واسعة حول النار، وينقسمون إلى صفين، ثم يبدؤون بالسحجة ويتداولون الغناء والتصفيق، بحيث يغني أحد الفريقين بينما يصفق له الفريق الآخر وهكذا. ويبدأ الغناء عادة على النحو التالي:

    أوّل كلامي بصلي عالنبي الهادي                  وامحمد اللي عليه النور بِزيادِي
    وكل أبناء القرية المشاركين في الغناء يعتبرون أنفسهم مضيفين، ولذلك فهم يلتفتون إلى القادمين من القرى المجاورة للمشاركة في الاحتفال ويحيونهم بالغناء قائلين:

    يا مرحبا بك أمن دلّك أمن جابك                يا مرحبا بالطريق العرّفتنا بك
    ويرد الضيوف الذين يقفون عادة في أحد نصفي دائرة الغناء بالقول:

    لولا المحبي على القدام ما جينا                          ولا دعسنا أراضيكم برجلينا
    اللي يحبك ييجي لك عالقدم ماشي                    واللي ما يحبك يقل لك ما دريناشِ (13)

    ونحن نلاحظ أن هذه الأغاني بكلماتها ذاتها تتردد في أكثر من قطر عربي غير الأردن ولا سيما فلسطين لما بينهما من تقارب جغرافي وثقافي.

              أما في الإمارات العربية المتحدة، فرغم اختلاف اللهجة الدارجة هناك عنها في بلاد الشام، ورغم البعد النسبي من ناحية جغرافية، إلا أننا نقع على تشابه كبير في الأغاني الشعبية الشائعة هناك، وبين تلك الشائعة في بلاد الشام، سواء من حيث التسمية أو الشكل أو المعنى العام، حيث إن " الشعر الشعبي في الإمارات شديد الشبه بالشعر الفصيح، مع فارق أساسي وحيد، هو استخدامه للهجة العامية الدارجة، وهي لهجة عربية في مفرداتها وتراكيبها، تختلف عن الفصحى في عدم التزامها للإعراب، كما هي الحال بالنسبة للهجات العربية العامية المختلفة .......... وأوزان الشعر النبطي تقترن في الذهن الشعبي بألحانه، ومعظمها أوزان فصحى، كما هي الحال بالنسبة للقصائد العربية الشعبية في مختلف أرجاء الوطن العربي، ولكنها قد تتعرض لتغييرات مقبولة في أحوال التفعيلة، أو في الحذف أو الزيادة بما يتفق مع مراعاة أذن الشاعر للحن الذي ينشد قصيدته عليه.

    ومن التسميات المشهورة لهذه الأوزان في دولة الإمارات العربية المتحدة:

    1.    المنظوم: وهو أكثرها استعمالا وهو الطويل في الفصحى.

    2.    لِصْخرِي: وهو البحر الفصيح الوافر.

    3.    الرَّدح: وهو أقرب إلى مجزوء الكامل المزيد في الشطرين.

    4.    لِهجيني: وهو أشبه ما يكون ببحر الرمل في الفصحى.

    5.    الحَرْبِيَّه: يشبه بحر الرجز الفصيح بزيادة فاعلاتن أو إحدى* مشتقاتها في نهاية كل شطرة."

    6.    السامر: وهو كالمديد في الفصحى بزيادة (فاعلن) على نهاية كل شطرة.

    7.    الفرادي : وهو أشبه بالبحر البسيط الفصيح مع تسكين آخر تفعيلتيه الثانية والرابعة في كل شطرة.

    8.    الرِّدِيوي: وهو أشبه ما يكون بمجزوء الرجز. (14)

    فنحن نلاحظ التطابق في تسمية لون معين من ألوان الغناء الشعبي ب "السامر" في الإمارات العربية وكذلك في بلاد الشام حيث يقول الدكتور البرغوثي: "شاهدت في أكثر من مناسبة أيام الانتداب البريطاني في فلسطين،عددا من اللبنانيين "البراجوة" نسبة إلى بلدة برجا في لبنان يحملون الأقمشة في رزم كبيرة على ظهورهم، ويطوفون القرى لبيعها، وكنت ألاحظ فرح الناس بمجيئهم، إذ أن وجودهم في قرية ما كان يعني دائما أن القرية ستقيم تلك الليلة سامرا تستمع فيه إلى العتابا والطلعات والزجل والشروقي، والحدود بين فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، لم تستطع في يوم من الأيام أن تقف حاجزا في وجه الأدب الشعبي، فهو متشابه في كل هذه البقاع، وإن اختلف فإنما يختلف في ظلاله وتفاصيله، لا في جوهره ونوعيته، لذلك فإن من ا لصعب على المرء أن يقرر في أية بقعة من هذه البقاع نشأ نوع من أنواع الأدب الشعبي لأول مرة. (15)

     

    3.  الأزياء الشعبية

     يقول المثل العربي: المكتوب يقرأ من عنوانه، ويمثل الزي الشعبي عنوانا بارزا من عناوين الأمة، ودليلا واضحا على عاداتها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها وحالتها الاقتصادية، وغير ذلك مما يمكن أن يرشد الدارسين الاجتماعيين، فالزي الشعبي يعد "جزءا من التراث وعنوانا له؛ لارتباطه على نحو وثيق بالعادات والتقاليد والمؤثرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية على مرّ الزمن، لذا، كان الزي الشعبي هو الإطار الأكثر جاذبية في عملية التمايز بين الشعوب، ويمثل صورة عن المجتمع والحياة في هذا البلد أو ذاك،ويشكل مرجعا وطنيا لأهل البلد." (16)  

    " والأزياء الشعبية هي إحدى * عناصر التراث الشعبي، لها أهمية بالغة تجاه التغيرات السريعة في الزي، والاهتمام بها في أي بلد عربي، هي قضية تراثية لكونها تاريخية الأصل، تحتاج إلى حفظ ورعاية." (17)  

    "وللأزياء الشعبية في كل مكان، تقاليدها وتميزها النابع من الحياة التقليدية للشعوب، وتقاليد اللباس في كل بلد، يكشف عن روح العصر من عدة نواحي* منها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية." (18)  

    "والأزياء الشعبية تنقل لنا معان رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته" (19)

     " فهي مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما. ويعد ملبس الأمة مفتاحا من مفاتيح شخصيتها، ودليلا على حضارتها، ولعل الملبس هو أول مفتاح لهذه الشخصية وأسبق دليل عليها؛ لأن العين تقع عليه قبل  أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها وحضارتها" (20)

     

    وفلسطين قطر عربي عريق، له تراثه الضارب في أعماق التاريخ، وله أزياؤه التي تميزه عن غيره من الأقطار العربية، بالقدر ذاته الذي توحده معها. ولكل منطقة في فلسطين أزياءها التي توحي بطبيعتها الجغرافية والمناخية، وبشكل عام، فإننا يمكن أن نلاحظ تقارب "الأزياء التراثية لنساء فلسطين في المناطق المختلفة من حيث الشكل والتفصيل، فجميعها ذات أكمام طويلة، ضيقة أو ذات أردان "ردون" يختلف اتساعها من ثوب إلى آخر" (21)

    أما في الأردن، فقد " تميزت الأزياء الشعبية للمرأة الأردنية بوجه عام، بالزي المتسع الطويل ذو الأكمام الطويلة، ويصنع عادة من لون أسود أو لون غامق،ترتدي معه غطاء رأس مرتفع في معظم الحيان، ويغطي معظم الشعر والرأس، مثلها مثل معظم الأزياء في البلاد المجاورة مثل سوريا ولبنان" (22)

    " والزي الشعبي الأردني ينبثق عن الزي الشرقي في منطقة الشام عامة، ويرتبط بها ارتباطا وثيقا، نظرا للعوامل المتعددة المشتركة بين دول المنطقة، كالقيم الاجتماعية والأخلاقية، والثقافية والظروف السياسية والاقتصادية...... أما التصميم القديم الذي اشتهر به الزي، فهو السروال الفضفاض والقميص ذو الأكمام الطويلة (التي تكون لها في بعض الأحيان "أردان" تصل الساقين)." (23)  

    وفي العراق، نجد أن زي المرأة الشعبي "لا يختلف كثيرا عن الأزياء في منطقة الشام بسوريا والأردن وفلسطين، هذا بالإضافة لتأثرها بحضارة ما بين النهرين" (24)

    أما في قطر، فإن "من أهم السمات التي تميز ملابس المرأة القطرية، اختلاف أنواعها حسب مراحل العمر، وحسب الحالة الاجتماعية (متزوجة أو عزباء) فهناك ملابس معينة للفتيات صغيرات السن، وأخرى للسيدات الشابات، وثمة ملابس أخرى للسيدات المسنات" (25)     

    وبشكل عام، لا يختلف زي المرأة القطرية عن زي أخواتها العربيات، حيث "تتسم ملابس النساء بالطول والاتساع والاحتشام، والمرأة في قطر تلبس قطعا عديدة ومتنوعة من الملابس حسب استخداماتها، فهناك ملابس تستخدم في الأيام العادية، وملابس أخرى للمناسبات الخاصة والعامة، وهناك قطع للرأس والوجه، وقطع أخرى لسائر الجسم" (26)

    وكذلك الأمر في اليمن، إذ نجد أن ملابس النساء تتصف بشكل عام "بالطول والاتساع والاحتشام، وتتنوع الملابس حسب استخداماتها، فهناك الملابس التي تستخدم في الأيام العادية، كالثوب وغطاء الرأس، وأخرى للمناسبات الخاصة، كليلة الحنة والزفاف كالقمصان المختلفة وفساتين السهرة والسروال هذا بالإضافة إلى أغطية الرأس والوجه والحلى. (27)

              وهكذا فإننا نجد أن لكل قطر عربي، بل لكل قرية ومدينة عربية أزياءها الخاصة التي تميزها عن غيرها، ولكن يبقى هذا التمايز لا يلغي التشابه والوحدة في كثير من السمات والخصائص التي تطبع الأزياء الشعبية العربية وتعطيها خصوصيتها وتميزها.

     

    4.  العادات والتقاليد

    تمثل العادات والتقاليد قانونا ملزما لأفراد المجتمع كافة، ومن يخرج عليه فإنه يعرض نفسه لعقوبات اجتماعية صارمة، ومن هنا، فقد كان الحرص على معرفة تفاصيل هذه العادات والتقاليد، من أجل اتباعها لنيل رضى المجتمع. وفيما يلي سنرصد بعض العادات والتقاليد الشعبية في مناسبات مختلفة.

              فمثلا في مناسبات الزواج والأعراس، نلاحظ تشابها كبيرا في الخطوط العامة العريضة في هذه المناسبة، مثلا طلب العروس من أهلها ثم الخطبة الرسمية وبعد ذلك الكسوة وحفلة الحناء ثم الزفاف. ولكن تختلف بعض التفاصيل من بلد عربي إلى آخر، بل من قرية أو مدينة إلى أخرى في القطر ذاته. ففي حين يتحمل العريس نفقات تأثيث بيت الزوجية في معظم الأقطار العربية، نجد أن العروس وأهلها هم الذين يقومون بهذه الأعباء في مصر.

              وكذلك الأمر في العادات والتقاليد الخاصة بمناسبات الوفاة، حيث من المعروف أن هناك مراسم متفق عليها ولا تزال موجودة إلى يومنا هذا، من إعلان عن الوفاة وتغسيل الميت ثم تشييع جثمانه ودفنه. ولكن بعض التفاصيل قد تغيرت بحكم التطور الحضاري والتقدم التكنولوجي وزيادة إعداد السكان، فمثلا الإعلان عن الوفاة، كان يتم بطريقة بسيطة وذلك من خلال النسوة قريبات الميت فيعلم أهل البلدة أو الحي بأن هناك مكروها في هذا البيت فيذهبون ليستطلعوا الأمر، وهكذا، أما اليوم فقد اختفت تقريبا عادة الصراخ والنواح، وأصبح يتم الإعلان عن الوفاة من خلال الملصقات أو الصحف والإذاعة.

    والحداد كذلك كان يأخذ أشكالا قاسية، ففي جنين مثلا، تلطخ قريبات الميت وجوههن " بسناج القدور وذلك في يوم الدفن، وبعد ذلك يلزمن البيوت ولا يخرجن منها لزيارة أحد ويتوشحن بالسواد إلا إذا حدثت مناسبة سعيدة في بيت الميت نفسه  (كأن يتزوج أحد من أهله ... الخ) فعندها تبدل تلك الملابس بأخرى اعتيادية وقد كان يقال "دار أبو فلان قلبوا الكره بفرح" وقد كانت الكثيرات من نساء البلد يشاركن بلبس السواد، وقد كان لزاما عليهن أن يبقين كذلك حتى تخلع قريبات الميت السواد فيمكنهن عند ذلك خلعه. وقد انتشرت في القديم عادة أخرى عند بعض النساء وهي عدم لبس السواد بل لبس ملابس ملونة جديدة وعدم خلعها ولا حتى مرة واحدة، بل تركها على الجسم، وقد يستمر لبس هذه الملابس أكثر من خمس سنوات حسب أقوال بعض العجائز في المدينة." (28)

              أما أرملة المتوفى فقد كان عليها أن تلتزم بعادات وتقاليد ربما أبعد ما تكون عن العقل والدين، ولكن للعادات والتقاليد سلطة لا تفوقها سلطة، فمثلا "كان عليها أن تنام على الأرض مدة العدة. لكن أدى انتشار التعليم وزيادة الوعي الديني إلى انحسار مدة تحريم النوم على الفراش إلى أربعين يوما. وصارت تفرش الأرض بجريدة سعفية لتنام عليها بدلا من النوم على الأرض مباشرة، ثم مؤخرا صار يوضع على الحصيرة في الأرض مرتبة تفرش بملاءة بيضاء لتنام عليها حتى يوم الأربعين ........

    ومن القيود الأخرى التي تتعلق بنوم المرأة المتوفى زوجها، أن تنام سواء على جانبها اليمين أو الشمال، بجهة واحدة لمدة أربعين يوما. وبعد الأربعين تغير المكان الذي كانت تنام فيه ..... وخلال أيام العدة وأثناء ساعات النهار، تجلس أرملة المتوفى على المرتبة في الأرض ... ومن إجراءات العناية السحرية بها وحمايتها من المخاطر التي قد تتعرض لها في فترة العدة، يوضع بجوارها المصحف، والطبق النحاس به قليل من حبة البكرة (كمون أسود) والبن والملح فضلا عن قطعة من الحديد، ويربط أيضا في طرف الثوب الذي ترتديه قليل من حبة البركة والبن لتشم رائحتها، وفي الطرف الآخر يربط مرواج الكحل ليحرسها عندما تذهب لقضاء الحاجة،وإلى جانب ذلك وقبل الأربعين لا بد وأن تذهب معها أيضا لقضاء هذا الغرض إحدى قريباتها. (29)  

              هذه بعض العادات والتقاليد الفلسطينية والعربية في مناسبات مختلفة، وكما لاحظنا فإن هذه العادات والتقاليد تتشابه في بعض النواحي، وتختلف في بعضها الآخر، وهذا المحور وحده، يحتاج لبحث مستقل، وربما لكتاب. ولكننا حاولنا أن نضرب أمثلة نرجو أن تكون قد نقلت الصورة وأوضحت الفكرة.

     

    5.  المعتقدات الشعبية

     تلعب المعتقدات الشعبية دورا خطيرا في توجيه سلوك أفراد المجتمع، حتى ليبلغ إيمانهم بصحة هذه المعتقدات حدا يجعلهم يخالفون العلم وحتى الدين الصحيح في سبيل تطبيق ما تدعو إليه هذه المعتقدات. حيث تعمل في المجتمع عمل السحر فيتبعها الأفراد دون أي إعمال لعقولهم أو محاكمة لمدى صحتها أو خطئها. وفيما يلي سنتعرض لبعض المعتقدات الشعبية الشائعة في فلسطين والوطن العربي.

     

    أولا: معتقدات متعلقة بالعقم والإنجاب

    قديما،وقبل الستينيات كان المجتمع المحسي لا يعرف سوى الوسائل التقليدية للوقوف على أي من الزوجين مسئول عن العقم، وكانت تنحصر هذه الوسائل في اللجوء إلى الأولياء (الفقرا)، سواء داخل المنطقة أو خارجها، واستعمال وصفات الطب البلدي أو الشعبي، فضلا عن وسائل وأساليب فك الكبسة أو علاجها واستشارة ضارب الودع (الرمالي) (وباللغة المحلية جوجوش موجى). هذا وكانت هذه الوسائل التي تهدف تحقيق الإنجاب.

    ونظرا لأهمية الإنجاب، ولأن العقم يمثل خطرا كبيرا على الحياة الزوجية، ويهدد استمرارها، فإن هناك عدة احتياطات وإجراءات يتخذها أفراد مجتمع المحس للوقاية من العقم والتهيؤ للحمل، وللمحافظة على خصوبة من تملكها بالفعل، لذا يتخذ ذلك بالنسبة لمن لم تنجب، أو أنجبت عددا من الأولاد، ويدور أغلب هذه الاحتياطات حول المشاهرة التي تمثل الفعل المضاد للكبسة، أو وسيلة الوقاية منها، ومنها:

    *ضرورة ربط "الجرتق وعمل الضريرة" في الختان والزواج حتى لا تحدث الكبسة للمراد ختانهن وزواجهن.

    *ضرورة تجديد الحنة للعروس حتى لا تصير قديمة وبالتالي قد تصيبها الكبسة إذا دخلت عليها امرأة ذات حنة جديدة.

    *ضرورة تحنية الواضعة قبل الوضع، حتى لا تحدث لها كبسة إذا دخلت عليها امرأة متحنية.

    *ضرورة ارتداء العروس حلى ذهبية جديدة حتى لا تحدث لها الكبسة إذا دخلت عليها امرأة مرتدية حليا ذهبية جديدة.

    *منع دخول عروس حديثة الزواج على عروس مثلها قبل الأربعين.

    *منع دخول الشخص الذي رأى هلال الشهر العربي على العروس قبل أن تراه هي. (30)    

    إذا كانت احتياطات وإجراءات الوقاية من العقم تدور حول كل من المرأة والرجل، وإذا كانت تخص المرأة أكثر من الرجل، فإن الممارسات التقليدية التي تهدف تحقيق الإنجاب وعلاج العقم تتركز حول المرأة ..... وسنورد فيما يلي أكثر هذه الطرق انتشارا، فضلا عن وسائل العلاج الأخرى والمتبعة في علاج العقم وإكساب الخصوبة للمرأة العاقر بمجتمع المحس:

    *تستعمل العقيم الصابونة التي تكون قد غسلت بها الجنازة، في الاستحمام وهي عادة ما تسرق لها،دون علم أهل الميت، وذلك لأنه يعتقد في فاعليتها لفك الكبسة. (31)

    *أيضا إذا تسبب في العقم عارض ( الجان أو الأرواح الشريرة) فتذهب العقيم إلى "الفقير" حيث يكتب لها آيات قرآنية إما على طبق  أبيض أو أوراق، وتقوم العقيم بغسلها بالماء وشرب مائها. (32). وغني عن القول أن كثيرا من هذه المعتقدات هي ذاتها شائعة في كثير من الدول العربية. وإن كانت بدأت تتراجع تحت وطأة ضربات العلم والثقافة التي عرفت طريقها إلى المدن والقرى العربية.

     

    ثانيا: معتقدات خاصة بالموت

    الموت، ذلك الحدث الرهيب، الذي يحسب له الناس ألف حساب، فكان من الطبيعي أن يأخذ نصيبه من معتقداتهم حيث نجد أن هناك رموزا "تشير إلى موت الحالم ذاته، ومن ذلك الجمل والنعش. فيجمع الإخباريون على انه إذا حلم شخص ما بأنه يركب جملا فهذا الرمز يدل على قرب وفاته ..... وتفسر الإخبارية ذلك بأن رمز الجمل في الحلم هو النعش

    كما تتفق الرموز الدالة على وفاة الأزواج والآباء في الأحلام، وذلك لكون الدور الاجتماعي والاقتصادي الذي يلعبه كلاهما في حياة الحالم متشابها، إذ أن كليهما رب أسرة وحاميها، ومصدر رزقها، فهو الركن الأساسي في تكوين الأسرة، وعندما ترمز الأحلام لموت واحد منهما يكون الرمز الدال أن البيت قد تهدم، أو أن أحد جدرانه قد سقط، أو أن العمود الذي يحمل سقفه وقع، أو أن "العريشة" التي تحمي صحن الدار من لهيب الشمس قد سقطت،وكلها رموز تشير بشكل مباشر إلى أهمية المتوفى في حياة الأسرة." (33)

    "وتلعب الجماعات الدينية بالقرية، دورا هاما * في محاولة التعامل مع هذه المعتقدات، حيث توجه أفرادها وتحاول التأثير في بقية أفراد المجتمع من حيث أداء بعض الممارسات التي تكفل عدم تحقق الحلم الذي ينبئ بالموت، ومن ذلك أن يقوم الحالم من نومه فيبصق على يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويصلي ركعتين لله وينام، ولا يحكي حلمه لأحد. وبهذا يكون صرف الشيطان عن التنفيذ، الأمر الذي يوعز بأن مبعث تلك الأحلام المنذرة بالموت، هو الشيطان الذي يطلب من الحالم أن يبصق عليه، ويكون موجودا دائما على يسار الحالم. وتختلف درجة الاعتقاد في حتمية تحقق تلك الرموز، تبعا لعدة مؤثرات، منها التقدم في العمر، والنوع، وعمليات التنشئة الاجتماعية، والحصول على بعض الدرجات العلمية" (34)  

     

    رابعا: معتقدات خاصة بالأعداد.

              يشكل العدد أحد أبعاد التراث الشعبي، وذلك لما تتمتع به الأعداد من ظلال نفسية تتعدى قيمتها الحقيقية، ومصدر هذه المكانة والقدسية متنوعة، فقد تكون مجرد مصادفة وقد يكون السبب ورودها في نصوص شرعية بشكل لافت للنظر.

              والجدير بالذكر أن العدد ذاته قد تكون له دلالة إيجابية عند بعض الناس أو في بعض المناطق، في حين تكون  للعدد ذاته دلالة سلبية في مناطق أخرى. وسنتحدث فيما يلي عن العددين 7 و 40.

    العدد 7:

              لقد قسم الشرقيون الأقدمون العداد كغيرهم إلى قسمين: فردية وزوجية "هذا وغننا نجد كتابات مثيرة في الأساطير الصينية يتضح فيها أن العداد الفردية ترمز إلى اللون الأبيض والنهار والحرارة والشمس والنار، والأعداد الزوجية ترمز إلى اللون الأسود والليل والبرودة والمادة والماء والأرض" (35)

              وقد اختص العدد 7 بشهرة أوسع من باقي الأعداد الفردية لأسباب عدة، فقد زعموا أن الله لما خلق العالم، رسم في كل أقسامه العدد المقدس (سبعة) ولذلك كانت الكواكب المشهورة أي السيارات (سبعا) وأيام الأسبوع سبعة، وأبواب الهواء سبعا والسيوف سبعة وأيام خلق العالم سبعة وبين الخليقة والطوفان 7 (مائة سنة).

    وقد فضل الله هذا العدد على سائر الأعداد، وعلى ذلك جعل للقدس سبعة أبواب، وأدخل نوح إلى السفينة سبعة أزواج من الحيوانات، ورؤساء الملائكة سبعة، وأعمدة الحكمة سبعة. (36)

    أما العرب والمسلمون، فقد كان للعدد 7 عندهم من المنزلة مثل ما كان له عند الأمم الأخرى، وذلك راجع لتأثرهم بمن سبقهم، كما أنه يرجع أيضا إلى بعض العقائد المتأصلة لدى العرب في الجاهلية، وكذلك بعض الشعائر الإسلامية، وأهمها الطواف حول الكعبة سبعة أشواط، والسعي بين الصفا والمروة 7 أشواط كذلك ، وأيضا رمي الجمرات سبع مرات في الحج.

              هذا إضافة إلى عدد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي كثر ذكر العدد سبعة فيها. ومنها قوله تعالى: "قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم" (37) وقوله تعالى: "سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما" (38) وأيضا قوله تعالى: "كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة" (39) وغير ذلك كثير.

              وكذلك الأمر في الأحاديث النبوية الشريفة ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " عليكم بهذا العود الهندي (يعني الكست) فإن فيه سبعة أشفية" وأيضا: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه كلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" وقوله (ص) "المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء" وكذلك قوله (ص): "اجتنبوا السبع الموبقات" وأيضا " اجتنبوا السبع الموبقات" (40)  

              وهكذا نلاحظ بكل وضوح تكرار ورود العدد 7 في التراث القديم وفي القرآن الكريم وكذلك السنة الشريفة، ومن هنا فلا عجب إن كان للرقم سبعة من المكانة التي تميزه عن غيره من الأعداد.

              ولما كانت الأمة العربية هي إحدى الأمم الشرقية، والشعب الفلسطيني هو أحد الشعوب العربية، فقد تمتع العدد سبعة في التراث الشعبي الفلسطيني بمكانة خاصة، تبرز في كثير من نواحي الحياة الشعبية ومن ذلك ورود العدد سبعة بكثرة في القصص الشعبي ومن ذلك قصة النساء السبع المطلقات (41)  وكذلك في "قصة (الأخوة الثلاثة) أنهم ساروا سبعة أيام. وفي قصة بنات عم الملك السبعة، أن الأفراح دامت سبعة أيام. بينما نجد أن سيف الدين عطل عمله للعزاء (في قصة الحمل الأزرق) عطل عمله سبعة أيام." (42). وغير ذلك كثير

    أما في الأغاني الشعبية الفلسطينية والعربية، فنجد حضورا لافتا للعدد سبعة من ذلك:

    درج الحمام يا عروسة ع قميصك

    ريتك سبع بركات ع عريسك

    درج الحمام يا عرروسة ع عباتك

    ريتك سبع بركات ع حماتك

    وتخاطب النساء العروس قائلات:

    رشي ع حالك سبع قناني

    واخذت (فلان) سبع الرجال

    والمقصود هنا سبع زجاجات عطر زيادة في التطيب.(43)  

    "وفي المهاهاة التالية نلمح رغبة الأم أو الأخت أن يكون أولادها أو إخوتها سبعة جريا على ما ورد في الحدوتة الشعبية، كما انه قد يكون القصد الكثرة:

    اولادك يا فلانة يا رب خليهم

    بتزاركوا ببارودهم جوا علاليهم

    طلعت يا فلانة من الشباك تناغيهم

    قالت اخوتي السبعة يا رب خليهم" (44)  

    وكذلك في أغاني الطفولة حيث ردد الأطفال قولهم " الثعلب فات فات، وف ذيله سبع لفات"  وغير ذلك كثير مما لا نجد متسعا لذكره هنا، حيث إننا لا نكاد نجد ذكر لغير العدد 7 في الأغاني الشعبية.

    أما في الألعاب الشعبية فنجد لعبة (السبع جور) وكذلك لعبة (السبع شحفات)

    كما أننا نجد حضورا للعدد سبعة في الحزازير الشعبية ومن ذلك " سبع قيقان ع سبع حيطان وكل واحد مقابل للثاني. (المزاريب). سبع مطارق لوز يهوزن هوز يصلن مصر قبل العصر (البرق) (45)

              وكذلك الأمر في العادات والتقاليد الشعبية في فلسطين والوطن العربي ومن ذلك، احتفالات السبوع للطفل المولود وكذلك إحياء ذكرى للمتوفى بعد أسبوع من وفاته وتوزيع شيء من اللحوم أو الطعام صدقة عنه، وكذلك إقامة الأفراح سبع ليال في مناسبات الزواج والأفراح، وزيارة الأهل لابنتهم بعد أسبوع من زواجها، وغير ذلك مما لا يزال كثير منه شائع إلى يومنا هذا.

    وأما في الطب الشعبي والمعتقدات والخرافات، فنجد للعدد سبعة، نصيب الأسد فيها ومن ذلك أنه "إذا أراد شخص التفرقة بين حبيبين، فإنه يأخذ ترابا من بيت نمل، ويقرأ عليه من سورة زلزلت إلى قوله أشتاتا يكررها سبع مرات، ويقول كذلك، شتت فلان ابن فلان ويرمي التراب في المكان، فإنهما يتفرقان" (46)  

    "عند الحجامة، يقرأ الحاجم قبل أن يشطب المحجوم، يقرأ الفاتحة سبع مرات، فإنه يحفظ الحاجم والمحجوم" (47)  

    وفي الأمثال الشعبية الفلسطينية والعربية، نجد حضورا لافتا للعدد سبعة ومن ذلك قولهم: عيلة السبعة ما الهاش شبعة، وكذلك والله سبع عجانات وسبع خبازات ما يلاحقن عليكو. ويقولون لكثير الأكل أبو سبع بطون، ويقولون في حسن الجيرة: النبي وصى على الجار وجار الجار حتى سابع جار. ويقولون للشخص المحتال أو المرائي : يلعب ع السبع حبال، ويقولون للمذنب: والله سبع بحور ما بطهرنك. كما يقولون للفتاة غير المؤدبة: والله لو وراك سبع فوارس غير تسوى اللي بدك اياه. ويقولون في مجال المجاملات: والله والسبع تنعام. وغير ذلك كثير من الأمثال المتداولة

    ولكن الغريب أننا ورغم كل هذه القدسية التي تكتنف العدد سبعة، إلا أننا نجد عكس ذلك تماما في بعض المناطق، حيث يتشاءمون  بالعدد سبعة، وإن كان لا بد من ذكره فهم يبلون العين حاء فيقولون سمحة،ويروي أحدهم قصة حدثت معه وهو صغير فيقول: جئت إلى والدي وهو على البيدر يكيل القمح ويقول الله واحد، ما له ثاني، ثلاثة ... وعند السبعة يقول سمحة، فسألت والدي ليش بابا بتقولش سبعة، فلم ينتبه إلي ولم يهتم لكلامي، فكررت عليه السؤال، فقال لي (سبعك) (48) انصرف، فقلت له: يا والدي ليس انصرف شو غلطت أنا، فقال والدي لا بس تذكرش هذا العدد وأنا أكيل وهنا أردت أن أداعب والدي فقلت بصوت عال: سبعة، سبعة، سبعة .... فما كان من والدي إلا أن طردني عن البيدر ولحقني وهو يسب علي ويشتمني." (49)

              وهكذا فقد رأينا تداخل المعتقدات وتشابهها ليس بين الأقطار العربية فحسب بل وأيضا غير العربية ولا غرو في ذلك لأن الأفكار والكلمات لا تستطيع الحواجز المصطنعة أن تقف في وجه زحفها وغزوها.

     

    العدد 40

              لقد لعبت الأعداد دورا بارزا في حياة الإنسان، فعقد عليها كثيرا من آماله، وبنى عليها العديد من أحكامه، فالسحر والتنجيم والفلسفة والميثولوجيا، كان العدد منطلقها في نتاجاتها التي وصلتنا عبر القرون.

              وحرف الميم في الأبجدية، الذي يقابله العدد 40 ورد في فواتح 16 سورة من أصل 26، أي بنسبة 62% . ومن هنا تبرز أهمية العدد 40 لدى المسلمين. هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى من أهمها الصدفة، فمثلا اكتشف أسلافنا "أن الخل من أجل أن تتكامل مقوماته، لا بد أن يبقى مخمرا في "بستوكَة" لمدة أربعين يوما، فيكون صالحا للاستعمال" (50) 

              إلا أن أبرز العوامل التي طبعت العدد 40 بطابع القدسية، هي  وروده في النصوص الشرعية من قرآن كريم وحديث شريف، ومن المواضع التي ورد فيها العدد 40 في القرآن الكريم قوله تعالى: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين" (51)  وكذلك قوله تعالى: "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضه وأصلح لي ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين." (52) وهنا نلاحظ اقتران بلوغ الأشد ببلوغ الأربعين مما ساهم في ترسيخ هذه السمة الخاصة للرقم 40.

    وأما في الحديث الشريف، فقد ورد الرقم 40 كثيرا جدا ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " من أذن أربعين عاما محتسبا بعثه الله يوم القيامة وله من النور مثل نور السماء والدنيا" وكذلك قوله (ص) " من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام إلى قوله: " ويعلم ما تكسبون" وكل الله به أربعين ألف ملك يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة" وقولك أيضا: "من حفظ على أمتي أربعين حديثا في ما ينفعهم في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة من العلماء". وقوله: "شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوما وإن مات في الأربعين مات كافرا" (53) كل ذلك على سبيل المثال لا الحصر لأن المقام لا يتسع لذكرها كلها. ومن هنا فلا عجب أن يكون الرقم 40 رمزا للقدسية والمبالغة والتهويل.

    وفي الأمثال الشعبية الفلسطينية والعربية نجد العدد 40 حاضرا كذلك، ومن ذلك قولهم  "اشتغل الشيطان بكل شغلة يوم واشتغل بالكدية أربعين يوم" وقولهم " الله أقل صبره أربعين سنة" وكذلك "العربي أخذ ثاره بعد أربعين سنة وكَال استعجلت" وكذلك: " وجب الزاد ولو أربعين لقمة" وقولهم: " من عاشر القوم أربعين يوم صار منهم" وأيضا: " أربعين شاركوا بزبيبة" وغير ذلك كثير. وهكذا نجد أن العدد 40 يستخدم هنا للدلالة على الكثرة والمبالغة.

    وفي الحكايات الشعبية لا نستطيع إغفال ورود العدد 40 دونا عن غيره من الأعداد ومن ذلك قصة "علي بابا والأربعين حرامي" الوارد في كتاب ألف ليلة وليلة وكذلك قصة "أبو أربعين مرة" (54) .

    وفي العادات والتقاليد الشعبية في مختلف البلاد العربية، نلاحظ أن العدد 40 له مكانة خاصة في توقيت إقامة الاحتفالات أو الطقوس المختلفة. ومن ذلك إقامة الحفلة للأم والمولود بعد انقضاء أربعين يوما على وضعه في كثير من الدول العربية، وكذلك إقامة حفل تأبين للميت بعد مرور أربعين يوما على موته " وربما يعود سبب تحديد فترة التأبين بأربعين يوما إلى ذلك العصر، أو إلى الاعتقاد السائد لدى العامة من جميع الأديان، بأن الأرواح تزور جثتها بعد أربعين يوما من الوفاة، لذلك نرى أن طقوس الأربعين في التأبين لم تقتصر على شعب دون آخر، أو على امة أو دين دون سواها، فاليهود والمسيحيون والمسلمون وقبلهم الفراعنة، وربما السومريون والبابليون جميعهم، كانوا يؤبنون موتاهم بعد مرور أربعين يوما من وفاتهم، كل حسب طرائقه الخاصة" (55) ومن المعتقدات الشعبية التي يسيطر العدد 40 عليها ومن ذلك ما يلي:

    *  يعتقدون أن القصاب إذا باع اللحم لمدة أربعين يوما بإخلاص فهو (نغل) لقناعتهم بأن القصابين لا بد أن يغشوا في مهنتهم.

    * يقرؤون بعض الأدعية والسور القرآنية للحصول على مطالبهم أربعين مرة لأربعين ليلة.

    * يعتقدون أن من صلى وصام فإن الله يبارك بأربعين من جيرانه ويدفع البلاء عنهم. ولذلك نسمعهم يقولون لمن يعرف بالتقوى والعبادة ( الله ينفعنا ببركاتك).

    * وثمة اعتقاد بأن المطر ظل ينهمر على الأرض بعد خلقها أربعين يوما بلياليها.

    * ويعتقدون أن المرأة النفساء إذا ماتت قبل أن تتم أربعين يوما بعد الولادة محا الله ذنوبها وأدخلها الجنة لتكون من الحور العين.

    * ويعتقدون أن الكبش الذي فدى الله به إسماعيل إنما سمي عظيما لأنه رعى في الجنة أربعين عاما.

    * ويعتقدون أن الطفل الأزرق العينين، إذا رضع من لبن الجارية أربعين يوما اسودت عيناه.(56) هذه بعض معتقداتهم المتعلقة بالعدد 40 وهي على سبيل المثال لا الحصر أيضا، لأن موضوع العدد في التراث الشعبي يحتاج لبحث مستقل وإنما نورده هنا لعلاقته ببحثنا هذا.

     

    خاتمة:

              وبعد، فقد حاولنا في هذا البحث لملمة أطراف موضوع شائك وشائق في الوقت ذاته، فكل محور في هذا البحث يحتاج لإفراد بحث مستقل له وربما كتاب لنوفيه حقه من الدراسة والتحليل، وإنما اكتفينا هنا بالإشارات السريعة، التي نرجو أن تكون دالة.

              وكما لاحظنا، فإن عناصر التراث الشعبي العربي وصوره المختلفة لا يزال كثير منها ينبض بالحياة في أكثر من قطر عربي، لأن الروح التي تسري في هذه المأثورات الشعبية هي ذاتها وإن وجدت الحدود المصطنعة والحواجز الزائفة، فاللغة واحدة والمعتقدات واحدة وكذلك التاريخ والذوق متقارب إلى حد التطابق أحيانا، وكثيرا ما يجد الدارس عناء في نسبة شيء من عناصر التراث الشعبي لقطر عربي دون غيره وذلك لما بينها من تشابه وتداخل، وهذا مما يثلج الصدور ويسعد النفوس، ولكن علينا أن نعمل جاهدين لإحياء هذه العناصر الناصعة من صور تراثنا الشعبي لتكون عامل وحدة وبناء في وجه المحاولات الشرسة لزرع بذور الفرقة والخصام.

     

     

     

    الهوامش:

     

    1.    الراوي، محمد. موسوعة الأمثال الشعبية والعامية في الوطن العربي، دار أسامة للنشر والتوزيع، الأردن ـ عمان، ط1، ص5.

    2.  التراث الشعبي، مجلة تصدرها وزارة الثقافة والإعلام، دائرة الشؤون الثقافية والنشر، الجمهورية العراقية ـ بغداد، العددان الحادي عشر والثاني عشر، ص11.

    3.    طه، جمانة. موسوعة الأمثال الشعبية العربية، الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع،ط1، 1999م. ص141 ـ 142

    4.    موسوعة الأمثال الشعبية العربية، مصدر سابق، ص 224.

    5.    المصدر سابق، ص225.

    6.    المصدر سابق، ص 387.

    7.    المصدر سابق، ص 603

    8.    المصدر سابق، ص45 ـ 46.

    9.  جبر، يحيى وزميلته،أبحاث ودراسات في الأدب الشعبي الفلسطيني. الدار الوطنية للترجمة والطباعة والنشر والتوزيع، قلقيلية ـ فلسطين،ط1، 2006، ص163

    10.                      عبده، سمير. التحليل النفسي للأقوال المأثورة. دار علاء الدين ـ دمشق، ط1، 1994، ص5.

    11.         البرغوثي، عبد اللطيف. الأغاني العربية الشعبية الفلسطينية في فلسطين والأردن، مطبعة الشرق العربية، ط1،1979م، ص 15.

    12.                      التراث والمجتمع، مصدر سابق، ص127

    13.         الأغاني العربية الشعبية الفلسطينية في فلسطين والأردن، مصدر سابق، ص 19 ـ 20، ولمزيد من المعلومات انظر كتاب ******سليمان الأفنس الشراري، الرباض، 1999.

    14.                      التراث والمجتمع، مصدر سابق، ص126 ـ 128 (بتصرف).

    15.                      الأغاني العربية الشعبية الفلسطينية في فلسطين والأردن، مصدر سابق، ص.192

    16.                      مؤمن، نجوى شكري، وزميلتها. التراث الشعبي للأزياء في الوطن العربي، عالم الكتب،القاهرة، 2004، ص121.

    17.         المغربي، سلوى. الموسوعة المختصرة للأزياء والحلى وأدوات الزينة الشعبية في الكويت، مطبعة حكومة الكويت، ط1 1986، ص1.

    18.                      التراث الشعبي للأزياء في الوطن العربي، مصدر سابق، ص 11.

    19.                      الخادم، سعد. تاريخ الأزياء الشعبية في مصر، دار المعارف، القاهرة 1959، ص 55.

    20.         مصطفى، فوزية حسين. الأزياء الشعبية للمرأة المصرية في محافظة الجيزة والابتكار منها لأزياء عصرية، رسالة دكتوراة غير منشورة ـ كلية الاقتصاد المنزلي ـ جامعة حلوان ـ 1979، ص 1.

    21.                      التراث الشعبي للأزياء في الوطن العربي، مصدر سابق، ص 107.

    22.                      المصدر السابق، ص 115

    23.                      السابق نفسه، ص 121

    24.                      السابق نفسه، ص 127

    25.                      السابق نفسه، ص 144

    26.                      السابق نفسه، ص 145

    27.                      السابق نفسه، ص 172

    28.                      التراث والمجتمع، مصدر سابق، عدد4، 1975، ص 84ـ85.

    29.         الجوهري، محمد، وزملاؤه. الدراسة العلمية للعادات والتقاليد الشعبية، ج3، دار المعرفة الجامعية، 1988، ص 310 ـ 311

    30.                      المصدر السابق، ص 277 ـ 279.(بتصرف)

    31.                      السابق نفسه، ص 283.

    32.                      السابق نفسه، ص 286.

    33.                      السابق نفسه، ص 256 ـ 157

    34.                      السابق نفسه، ص 265

    35.                      دانزج، توبياز. العدد لغة العلم، ترجمة د. أبو العباس، ص42.

    36.                      البستاني، دائرة المعارف ، المجلد التاسع، ص449

    37.                      سورة المؤمنون آية 86.

    38.                      سورة الحاقة آية 7.

    39.                      سورة البقرة، آية 261. 

    40.                      التراث والمجتمع، مصدر سابق، عدد4، 1975، ص 43

    41.                      انظر  التراث والمجتمع، مصدر سابق، عدد8، 1977، ص121

    42.                      المصدر سابق، عدد4، 1975، ص 51

    43.                      المصدر السابق، ص 52

    44.                      السابق نفسه.

    45.                      المصدر السابق، ص 57

    46.                      المصدر السابق، ص 59

    47.                      المصدر السابق، ص 60

    48.                      عند الشتيمة نسمع بعضهم يقول: الله يسبعك سبع سبعات، أو يقولون باختصار سبعك وهنا مبالغة في الشتيمة

    49.                      التراث والمجتمع، مصدر سابق، البيرة، عدد4، 1975، ص 68

    50.                      التراث الشعبي، مصدر سابق، ص125

    51.                      سورة الأعراف الآية  142

    52.                      سورة الأحقاف الآية 15 

    53.                      التراث الشعبي، مصدر سابق، ص 136 ـ 137 (بتصرف)

    54.         لمعرفة تفاصيل القصة انظر  التراث الشعبي، مجلة تصدرها وزارة الثقافة والإعلام، دائرة الشؤون الثقافية والنشر، الجمهورية العراقية ـ بغداد، العددان الحادي عشر والثاني عشر، ص 146

    55.                      التراث الشعبي، مصدر سابق، ص 130

    56.                      المصدر السابق، ص131 ـ 133(بتصرف)

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
  • عيسى عدوي said...
  • تحيتي لك يا دكتور على هذا البحث الرائع وأرجو أن تسمح لي بالإشارة إليه و نشره لقد تشرفت بلقائك هذا الصيف في جامعة بيرزيت وأن تشرفنا بالزيارة في مجلة أقلامنا الثقافية وساحاتها محبك عيسى عدوي
  • Saturday, October 24, 2009
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yahya Abdul-Raouf Othman Jaber
علم اللغة
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me