هناك مشكلة كبيرة في المجتمع العربي، وبالتالي في المجتمع الفلسطيني، تتعلق بحب الظهور والوجاهة. هناك ميل لدى العربي والفلسطيني للظهور أمام الناس وكأنه زعيم، أو كأنه يفعل ما لا يفعله الغير، أو أنه طويل بطول الذين يملكون ويقدرون ويؤثرون، وهو ميل يجعل من كلام الشخص أكبر من فمه، وادعاءاته أكبر بكثير من أفعاله، وعصاه أطول من قامته، ونصل سيفه معوج يرتد إلى صدره. يميل العربي نحو الدق على صدره إشارة إلى بطولته وقدرته وطول ذراعه، ويميل إلى التفاخر، وأحيانا إلى تعبط أشياء يئن تحتها.

تطور حب الوجاهة والظهور في الغالب كأحد جوانب العصبية القبلية، والتركيب القبلي أو شبه القبلي للمجتمع. وهذا واضح في الشعر العربي القديم الذي صور أطفال القبيلة أبطالا وجبابرة، وقلل كثيرا من شأن فرسان القبائل الأخرى، والذي ركز كثيرا على رفع شأن القبيلة في مواجهة القبائل الأخرى. وقد جر مثل ذلك الشعر الويلات على القبائل العربية والحروب الهوجاء والأحزان والآلام، وخرج الجميع في النهاية مهزومين وأقزاما.