An-Najah National University

Abdul sattar Kassem

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Friday, May 2, 2003
  • أمريكا لن تترك العراق طوعا
  • Published at:Not Found
  • إنه من قبيل الاستغباء أن يقول مسؤول أمريكي أن أمريكا ستغادر العراق بمجرد أن يتمكن الشعب العراقي من إقامة حكومته المنتخبة، ومن قبيل الغباء أن يصدق أحد هذا الادعاء. لم ترسل أمريكا أبناءها وبوارجها وطائراتها من أجل اليتامى والأرامل وحرية أهل العراق ولا من أجل المبادئ الإنسانية أو القيم الفاضلة. لقد شنت الحرب من أجل مصالح واضحة لها وللكيان الصهيوني وبتخطيط مسبق وواضح. وإذا كان لها أن تقيم ديمقراطية فإنها ستقيم واحدة مفصلة خصيصا حسب المقياس الأمريكي بحيث يبقى العراق تحت الهيمنة.

    أمريكا لا تؤمن أساسا بالديمقراطية بقدر ما تؤمن ببرامج ثقافية وإعلامية تطغى على عقول الناس فيتشربون المعرفة التي يراد لهم أن يتشربوها ومن ثم ينطلقون يتحدثون عن حرية شكلية تم تحديد جوهرها سلفا. لا تخلو أمريكا من الحريات وإنما لا ترتقي إلى درجة انفتاح المرء على مختلف وجهات النظر والتحليلات وذلك بسبب الآلة العلمية والثقافية التي تخضع لمعايير محددة يعتبرها المخططون الأمريكيون المعبّر الوحيد عن الحقيقة. الأمريكيون أحرار إلى درجة كبيرة ضمن دائرة الحقيقة الأمريكية وليس ضمن دائرة البحث المستمر عن الحقيقة. هم يتهمون الآخرين، الإسلاميين مثلا، بأنهم منغلقون ولا يقبلون الآخر على اعتبار أنهم وحدهم الذين يمسكون بزمام الحقيقة المطلقة، لكنهم هم أنفسهم في مصيدة اتهاماتهم والشواهد على ذلك كثيرة. فمثلا يصعب على الأمريكي أن يعرف أن الأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي من الأثرياء الذين لهم مصالح اقتصادية ومالية كبيرة وارتباطات مع شركات ضخمة. وبالتالي يصعب عليه أن يعرف أن القوانين يصيغها أصحاب مصالح تحت مظلة من حرية الرأي. تاريخيا، القانون يعكس مصلحة واضعه وفلسفته الخاصة في الحياة. على أية حال، هذا موضوع طويل.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Abdul Sattar Tawfiq Kassem
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me