-
- Saturday, December 29, 2001
- البعد الاستراتيجي للانتفاضة
- Published at:Not Found
سؤال حول البعد الاستراتيجي للانتفاضة بقي يلوح في الأفق دون إجابات شافية. هل الانتفاضة الفلسطينية الحالية عبارة عن عمل استراتيجي بعيد المدى يُقصد منه تحقيق المطالب والحقوق الفلسطينية الثابتة أم أنها عبارة عن عمل موسمي يهدف إلى تحريك الأوضاع السياسية قليلا علها تجنح نحو المصالح الفلسطينية ونحو مصلحة المفاوض الفلسطيني ولو قليلا؟ ما الذي يُراد من الانتفاضة، هل هو الضغط على الاحتلال بحيث يقرر مغادرة الأرض المحتلة دون قيد أو شرط أم تليين موقف المفاوض الصهيوني بحيث تتم ترتيبات سلام قريبة من المطالب الرسمية الفلسطينية؟ وهل الذي جرى حتى الآن يصب في خانة العمل الاستراتيجي بعيد المدى أم أنه مجرد أعمال يومية متنوعة لا تنضوي تحت إطار عمل أكثر شمولية؟
يتطلب العمل الاستراتيجي مقومات تختلف عن تلك التي يتطلبها العمل اليومي. العمل الاستراتيجي بعيد المدى وذو أهداف لا تتحقق بوقت قصير، وله علاقة بمستقبل المرء أو الدولة أو الجماعة والكيان والاستمرارية بوتيرة تتناسب مع الطموحات والآمال المعقودة. ولهذا لا بد من التحضير له وصنع الأجواء والظروف المتناسبة مع إمكانية تحقيقه. هذا بعكس العمل اليومي أو تلك الأعمال التي تسيّر النشاطات اليومية وتحافظ على رتابتها وسلاسة أدائها. لا يحتاج العمل اليومي الكثير من التخطيط والتأني وفحص الخيارات والإمكانات، بينما يتطلب العمل الاستراتيجي على مستوى الدولة إلى مفكرين وعلماء في مجالات مختلفة وخبراء وأصحاب حكمة وتدبير، وإلى وسائل وإمكانات وترتيبات تصب في نطاق الهدف المنشود. إنه يتطلب الحشد والإعداد المسبقين من مختلف النواحي الفكرية والمعنوية والمادية.
-