-
- Saturday, June 30, 2007
- غزة بين التباكي وحركة التاريخ
- Published at:Not Found
كان من المتوقع أن يبكي العرب والفلسطينيون على وجه الخصوص ما جرى في غزة، ويصعب أن يكون هناك من بين الذين يتميزون بانتماء وطني أو قومي أو ديني من يستحسن ما جرى أو يثني عليه. الاقتتال الداخلي عبارة عن مأساة كبيرة تجلب الأحزان والآلام، وتزرع البغضاء والكراهية، وترفع من درجات الإحساس بالثأر والانتقام. لقد عرفت الأمم معنى الحروب الداخلية، وأدركت أنها أشد وطأة من الحروب الخارجية، وأعمق جروحا، وأبشع وسيلة لبث روح الرعب والخوف بين المواطنين. قد يكون المرء مطمئنا في قتاله لعدو خارجي، وقد يكون فخورا معتزا بذلك، لكنه يتوارى عارا وخجلا أمام الاقتتال الداخلي الذي لا يتمخض إلا عن مهزومين.
عيون كثيرة تبكي ما جرى في غزة، وشعب فلسطين يطأطئ رأسه خجلا مما جرى، وشعوب العرب تأسى على ما حصل عاتبة وكأن الشعب الفلسطيني قد فقد توازنه واتزانه. إدانة ما جرى على ألسنة الغالبية الساحقة من الناس، والتأسي على الدماء الفلسطينية أنشودة حزن تعتصر معها النفوس.
-