تكوّن الأمم عادات وتقاليد عبر الزمن نتيجة تكرار السلوك أو الطقوس أو حيثيات الفعل ورد الفعل. لا نشذ نحن العرب عن هذه القاعدة وكونا عبر الزمن شبكة مترابطة من التقاليد التي تفرض نفسها على الأفراد والجماعات والتي تميز ما يمكن أن يطلق عليه البعض ملامح الشخصية العربية. طبعا لا تُستنزف إمكانية تطوير تقاليد جديدة ذلك لأن النشاط العام مستمر وإمكانية تكرار طقوسه في الحالات المشابهة واردة. ومن خلال تتبع السلوك السياسي للأنظمة العربية والجماهير عبر الخمسين سنة الأخيرة من الممكن أن يستخلص الدارس نتيجة مفادها أن العرب قد طوروا تقاليد للهزيمة نظرا لتكرار الهزائم التي لحقت لهم وما يرافقها من أقوال وأفعال وردود أفعال.