-
- Tuesday, April 1, 2003
- الأحزاب العربية تخذل بغداد
- Published at:Not Found
مرة أخرى تفشل الأحزاب العربية في بعث الحركة في الشارع العربي في ضوء العدوان على العراق. لقد راهن الأمريكيون على عدم قدرة الأحزاب العربية على حشد الطاقات الشعبية العربية وبالتالي على التأثير على القرار الرسمي العربي أو الإطاحة ببعض أركانه. ورد احتمال قيام الجماهير العربية بأعمال تؤثر سلبا على بعض الأنظمة العربية الصديقة لواشنطون أو التابعة لها في نقاشات الاستراتيجيين الأمريكيين، إلا أن الرأي الذي ساد هو أن الجماهير ستخرج بصورة محدودة ضمن مسيرات يمكن السيطرة عليها. لم يكن في ذهن الأمريكيين أن الجماهير الغاضبة ستجتاح أركان الأنظمة وستسقط بعضها. يعود السبب في ذلك حسب تقديرهم أن الجماهير تفتقر إلى القيادة وأن الأحزاب الموجودة على الساحة العربية مدجنة إلى حد بعيد ولا تستطيع قيادة الجماهير.
أعتقد أن تقدير الأمريكيين جاء في محله على الرغم من أن الجماهير قد تأخذ زمام المبادرة في بعض الحالات وتتصرف بغضب، إنما بدون البوصلة التنظيمية. قلوب العرب في أغلب الأمصار العربية تتمزق لوعة وحسرة وعيونهم شاخصة إلى السماء داعية الله أن يريها يوما أسودا بالولايات المتحدة وإسرائيل. لكن هذه القلوب بحاجة لمن يجمعها، والدعاء بحاجة إلى عمل يحوله إلى واقع. هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تقود إلى هذه الترجمة العملية من أهمها العامل الحزبي المنظم الذي يشكل وعاء للناس وحافزا لحركتهم نحو التغيير أو مجرد التأثير في الحدث وتعديل مساره.
-