An-Najah National University

Abdul sattar Kassem

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Friday, July 20, 2001
  • أمريكا وأوهام بعض الكتاب
  • Published at:Not Found
  • تعليقات عربية كثيرة حول الموقف الأمريكي من الانتفاضة الفلسطينية تتردد باستمرار. منها ما يطالب الولايات المتحدة بموقف حازم من الكيان الصهيوني، وبعضها يريد منها إقامة ميزان العدل، وأخرى تطالب بمبادرات ذات حيوية ونشاط، الخ. وفي مجملها، تحمل التعليقات والمطالبات في طياتها نوعا من الثقة القائمة في الولايات المتحدة أو الثقة الكامنة الممكنة. دعوة الولايات المتحدة للعمل النشط لدى مختلف أطراف النزاع من أجل تحصيل الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة تتضمن ثقة من نوع ما على الرغم من اختلاف درجتها واتساعها من كاتب إلى آخر. لكنها ثقة متولدة من فراغ إلا بالنسبة للذين يؤمنون بحتمية وجود إسرائيل أو ضرورة بقائها وما على العرب إلا التعامل باستسلام مع واقعهم. (يسمي هذا النوع من الكتاب هذا التعامل بالواقعية وليس الاستسلام للواقع) علما أن الواقعية عبارة عن دراسة الواقع وفهمه من أجل القفز به إلى واقع أفضل.

    تدور ثقة كتاب كثيرين في الولايات المتحدة في فراغ لأن التاريخ المعاصر للعلاقات العربية-الأمريكية لا يؤيدها ولا يسندها. فحتى تكون ثقة لا بد من تبلورها تدريجيا من خلال التعامل المباشر أو غير المباشر، أي لا بد من استنادها على عوامل أو إجراءات أو أحداث أو خبرات ملموسة. الحكم بالثقة ليس عملا رومانسيا أو نابعا من رغبات أو تمنيات وإنما يقوم على حيثيات وأدلة ساطعة، وإلا يكون الحكم خداعا للذات. فهل في تجارب العرب ما يدفعهم إلى جعل الولايات المتحدة أهلا للثقة أو قاضيا يحكم في مسألة جوهرية كالقضية الفلسطينية؟

    بدون الخوض في التفاصيل والتي يعرفها القاصي والداني من العرب، تجاربنا مع الولايات المتحدة مريرة وقاسية ومليئة بالتحيز ضدنا وبالكراهية للعرب والمسلمين. خلال هذه الانتفاضة زودت الولايات المتحدة إسرائيل بطائرات حديثة وأمدتها بأموال دون أدنى احترام للعرب، وأعلنت أنها تفعل ذلك تأكيدا على حرصها على أمن إسرائيل وضمان تفوقها العسكري الذي لا يمكن إحراز سلام بدونه. وعلى هذا نقيس. حتى في حربها ضد العراق لم تقف الولايات المتحدة مع الكويت والكويتيين وإنما مع مصالحها ومصلحة إسرائيل. والمعنى أن التجارب تعلمنا أن لا ثقة في الولايات المتحدة ولا فائدة من الاعتماد عليها وأن علينا أن نفكر بما يجب أن نفعل، ليس من أجل وضع ثقة الولايات المتحدة موضع الاختبار ولكن من أجل حشر خيارات الولايات المتحدة في زاوية لا ترى فيها أن مصالحها ستتحقق إلا من خلال الاستجابة للمصالح العربية.   

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Abdul Sattar Tawfiq Kassem
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me