An-Najah National University

Abdul sattar Kassem

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Sunday, June 23, 2002
  • صراع الموت والعودة
  • Published at:Not Found
  • حملت أم عطية مفتاح بيتها في اللد طيلة حياتها في عنقها. إنه مفتاح تقليدي عتيق وثقيل نسبة لما يمكن أن يتزين به العنق، لكن أم عطية كانت ترى فيه أجمل الحلي الذي سيفتح أمامها يوما ولأحفادها باب الأمن والمحبة والاستقرار. ألح عليها أولادها وأقاربها والجيران أن تودعه مكانا آمنا وأن تتفقده بين الفينة والأخرى لأنه خط بعنقها أثرا اخشوشن مع الزمن. لكنها كانت ترفض لأنه يجسد الذاكرة التي لم تغب أبدا عن خاطرها. هناك كان الصبا وساحات تجمع الطفلات وأماكن لعبهن، وهناك كان بئر الماء وشجرة التوت وحوض النعناع. هناك أكلنا وهناك كنا نعمل ونسترخي وتطيب لنا الأهازيج وموال الطرب.

     

    كبرت أم عطية والمفتاح ما زال يتدلى من عنقها على صدرها الحنون يصدح بصمت على نغمات فتح الباب التي لم تبدأ بعد. مرت الأيام ولم يلح أمام أم عطية أمل بأن الفجر قد اقترب، فاتخذت قرارها على أن تعود. جهزت الصرة وحملت إبريق ماء وطافت على بيوت مخيم رام الله تودع أهلها قائلة بأنها عائدة. كل يوم كان بالنسبة لها يوم عودة، وكل يوم كانت تغرورق عيون أهل المخيم وتنساب الدموع على الخدود. أهو حزن على أم عطية أم حزن على أمل يضم الجميع وما زال نيله يتطلب التضحيات؟

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Abdul Sattar Tawfiq Kassem
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me