-
- Tuesday, November 28, 2000
- المثقف بين الشجاعة والجبن
- Published at:Not Found
يقع المثقفون العرب تحت وطأة انتقاء حاد من قبل الناس العاديين وأنفسهم بأنهم ليسوا أهلاً للمسؤولية الملقاة على عاتقهم وأنهم يقفون على الرصيف غير راغبين بتحدي صاحب السلطة أو السطوة على الرغم مما يمارسه من بطش وعدوان على حقوق الناس المعنوية والمادية. إنهم لا يتحدون بجرأة وشجاعة الاستبداد والقمع والفساد ومختلف السياسات غير السوية التي تمارسها الأنظمة العربية، ويفضلون الصمت والمراقبة من بعيد خوفاً على أبدانهم وأموالهم ومصالحهم. يتحدثون في السر عن الموبقات التي تُمارس ضد الناس وبحق الأمة والشعوب لكنهم ليسوا على استعداد لرفع إصبع في مواجهة الظالم وظلمه، بل أنهم يغرقون ويستغرقون في النفاق عند الاحتكاك بالحاكم أو عندما يواجههم موقف علني. وهم يداهنون بعضهم البعض فيغضون الطرف عما يقترفونه من أعمال نفاقية ودجل لأن الحكمة، حسب تعابيرهم، تقتضي الليونة في وقت الشدة. وسواء كان المثقف متديناً أو غير متدين لا يتلكأ في أن يضفي القدسية على مواقفه مستعيناً بما يرد في الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". لكنه لا يأتي على ذكر ما يرد أن الرسول قال: "إن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
-