An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Saturday, January 1, 1994
  • الغزو الفكري
  • Published at:Not Found
  • الغزو الفكري

     

    لقد كانت تكاليف الاحتلال العسكري لبلاد الإسلام باهظة جداً، حيث واجه الغزاة مقاومة عنيفة في كثير من المناطق، وظهرت من ثم حركات إسلامية تدعو للجهاد في سبيل الله.

     

    وإذا كان الهدف من الغزو العسكري محاربة الإسلام وتشويهه، ونهب خيرات البلاد، والقضاء على الخلافة الإسلامية، وتفتيت الديار الإسلامية وابتلاع قسم منها … فقد خطّط المخرّبون الأوروبيون لاستمرار الأوضاع على ما هي عليه، ولكن بدون احتلال عسكري هذه المرة!

     

    وقد قام الغزاة الأوروبيّون لتحقيق أهدافهم الجديدة بما يأتي:

    جلبوا المطابع لديار الإسلام، وقاموا بترجمة الكتب الأجنبية – غير النافعة – للعربية! وقاموا بإرسال نفر من المسلمين – ممن انقادوا لهم – في بعثات خارجية لديار الكفر … فانبهر هؤلاء بما عند الغرب من حضارة ماديّة. وبعد إفسادهم … أوْحوا لهم أنّ سبب تقدّم أوروبا هو تخيّلها عن السماء! فمن أراد اللحاق بها فعليه أن يحذو حذوها.

     

    وحين انسحبت الجيوش الأجنبية من ديار الإسلام فيما بعد تسلّم الأمر من بعدهم، قادة أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات! كذلك قام الأوروبيّون – أثناء احتلالهم – بشنّ هجومهم المركّز على مناهج التربية والتعليم في العالم الإسلامي فشوّهوا مفهوم الدين في نفوس طلبة العلم، وهاجموا تاريخ الإسلام – بصورة مباشرة وغير مباشرة – بقصد قطع صلة الخلف بالسلف!! وحتى يضمنوا إفساد بقية المسلمين – من غير طلبة المدارس والمعاهد والجامعات – قاموا بإفساد وسائل الإعلام، وحوّلوها عن مدارها الصحيح، ثم شنّوا هجومهم الكاسح على مراكز الإشعاع في العالم الإسلامي: كالأزهر والقرويّين والزيتونة، وحوّلوها من مراكز للتعليم والتوجيه والدعوة وقيادة الأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر … إلى مقدسات أثرية خالية من الروح، وجعلوا رجالها كرجال الدين الكهنوت*!

     

     

     

    ثم قاموا بأعظم إفساد للأمة الإسلامية عن طريق إفساد الأسرة – ممثلة في المرأة المسلمة -، فشنّوا هجومهم الكبير على الحجاب، وأخرجوا المرأة من بيتها … وأوْحوا لها بأنّ الدين هو سبب ظلمها وتأخرها وجهلها! فتحررت المرأة من الدين والأخلاق ومن قوامة الرجل عليها، وخرجت من بيتها للعمل وللفتنة!

    ثم فصل المخرّبون الأوروبيّون الأخلاق والآداب عن جميع مجالات الحياة، واستبدلوا القوانين الوضعية – عن طريق عملائهم ممن يحملون أسماء المسلمين – بالشريعة الربانيّة! ونادى أحد صنائعهم – الذين جعلوهم أبطالاً وقادة في أعين الشعب – بأنّ الدين لله والوطن للجميع!

     

    وهكذا فإنّ الغزاة المحتلّين لم يرحلوا عن العالم الإسلامي إلا بعد القضاء على الخلافة الإسلامية وابتلاع قسم منها، وإلا بعد تشويه الإسلام عن طريق مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، والاستشراق، والتنصير – التبشير -، وإلا بعد الاطمئنان على أنّ من يخلفهم في الحكم لن يحكم بالإسلام، ولن يحول دون استمرار وصول ثروات المسلمين إليهم!

     

    وبعد رحيل المخربين الأوروبيّين عن معظم ديار الإسلام، تسلّم الأمر من بعدهم أناس يتسمّون بأسماء المسلمين ويفكرون بعقول الغربيين، وأكمل هؤلاء ما بدأه الغزاة الأوروبيّون، ونفّذوا أكثر مما طلب منهم! ثم وقفوا عائقاً أمام إعادة الخلافة إلى الأرض من جديد، واستمروا في إيصال ثروات المسلمين لأعداء الله … وحكموا شعوبهم بالقوانين الأرضية، وفصلوا السياسة عن الدين … وشجعوا ظهور الأحزاب العلمانية واليسارية! وجعلوا وسائل الإعلام المختلفة بؤراً للفساد ومهاجمة الدين، وأبواقاً لتمجيد السلطة الحاكمة!

     

    وحوّلوا مهمّة الجيش من الجهاد في سبيل الله إلى حماية النظام الحاكم، وإلى القضاء على المعارضة والتحرّش بالآخرين! وأغرقوا الشعوب بالشهوات … وشجعوا الاختلاط والمثيرات … وأهدروا الأوقات! ثم جعلوا من دوائر الوعظ والإرشاد – ومن بعض العلماء – مراكز وأدوات لتشويه حقيقة الإسلام، ولتحريف الكلم عن مواضعه، ولتخدير الشعوب، ولمحاربة الدعاة الصادقين، ولبثّ الدعاية للدولة الحاكمة! وكمموا الأفواه … وكبتوا الحريّات … وسجنوا … وقتلوا … وأفسدوا … وحكموا عباد الله بالحديد والنّار! وتحقق قول الشاعر :

    أين اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ

    تجده كالطير مقصوصاً جناحاه!

     

     

    يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي:

    (ضاعت الأمانات في ميدان الحكم وقلّما عثر لها على أثر … ما وسّد الأمر إلا إلى غير أهله … وما حاول الذين وسّد الأمر إليهم أن يرتفعوا إلى مستواه، ولا قنعوا مادياً وأدبياً بالعيش في نطاقه المحدود! لقد خولفت خطّة السلف في اختيار الأكفاء، فإذا كان الصدّيق – رضي الله عنه – بويع لأنه أفضل الناس … وإذا كان عمر – رضي الله عنه – اختير لكفاءته وقوّته … فإنّ الجمهرة العظمة من الحكّام ولوا مناصبهم وهم دونها بمراحل … ولما ولوها اتخذوها مصيدة لدنيا عريضة واستمتاع مطلق وكانت النتيجة وبالاً على الدولة وسواد الأمّة ومستقبل الرسالة)([1]).

     

    لقد بقي في حسّ المسلمين – طيلة قرون – أنّ الإيمان بالله يقتضي الحكم بما أنزل الله، وحينما جاء الاحتلال العسكري لديار الإسلام – وما تبعه من غزو لعقول المسلمين – غاب عن حسّ كثير من المسلمين ما كان من الحقائق المسلّمة عند كافّة المسلمين من قبل، من أنّ الإيمان يتبعه – تلقائياً – الخضوع والانقياد وتفويض الأمر لله ربّ العالمين لا شريك له.

     

    وأصبح كثير من المسلمين يقول: (لا إله إلا الله) ولا يرى في الوقت نفسه حرجاً من رفض أوامر الله – كلها أو بعضها – أو تحكيم شريعة جاهلية! ومن هنا انهار إيمان هؤلاء من القواعد … وإن صلّوا أو صاموا ببعض الشعائر التعبدية:

     

    "ألم تر إلى الذين يَزْعُمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يُضلّهم ضلالاً بعيدا" (النساء: 60).

     

    "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلّموا تسليما" (النساء : 65).

     

    يقول العلامة أحمد شاكر (رحمه الله):

    (أفيجوز في شرع الله أن يُحكم المسلمون في بلادهم بتشريع مقتبس من تشريعات أوروبا الوثنية الملحدة؟ بل بتشريع تدخله الأهواء والآراء الباطلة يغيّرونه ويبدّلونه كما يشاؤون، ولا يبالي واضعه أوافقَ شرعة الإسلام أم خالفها؟

    أفيجوز إذن لأحدٍ من المسلمين أن يعتنق هذا الدين – التشريع – الجديد؟

    أو يجوز لأبٍ أن يرسل أبناءه لتعلّمه واعتقاده والعمل به؛ عالماً كان الأب أو جاهلاً؟ أو يجوز لرجل مسلم أن يلي القضاء في ظل هذا (الياسق العصري)* وأن يعمل به ويعرض عن الشريعة البيّنة؟

     

    ما أظنّ أنّ رجلاً مسلماً يعرف دينه ويؤمن به جملةً وتفصيلا، ويؤمن بأنّ هذا القرآن أنزله الله تعالى على رسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً محكماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبأنّ طاعته وطاعة الرسول الذي جاء به واجبة قطعية الوجوب في كل حال، ما أظنّه يستطيع إلا أن يجزم غير متردّد ولا متأوّل بأنّ ولاية القضاء في هذه الحال باطلة!

     

    إنّ الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس: كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة! ولا عذر لمن ينتسب إلى الإسلام – كائناً من كان – في العمل بها، أو الخضوع لها أو إقرارها، فيلحذر امرؤ نفسه)([2])!

     

    إنّ الله تعالى – وهو أعلم بمن خلق – أنزل الشريعة الإسلامية ليحكم الناس بها إلى أن تقوم الساعة. وهذه الشريعة لا تعارض فيها بين العبادات والمعاملات، أو بين السياسة والأخلاق، أو بين العلم والإيمان، أو بين الدين وأمور الحياة. وقد جعل الله في هذه الشريعة من المرونة – مع المحافظة على الأركان والأصول – ما يصلح لأمور البشر في أي زمان ومكان. وقد فهم المسلمون – عبر التاريخ – هذه المبادئ البدهية حق الفهم.

     

    بعد تحطيم كيان الدولة الإسلامية الواحدة وإزالة الخلافة الإسلامية من الأرض، انتهى الاحتلال العسكري لديار المسلمين، وحلّ محلّه الاحتلال الفكري – الثقافي – ونشأ كثير من أحفاد المسلمين يفكّرون بعقول غربيّة، ويكبرون الحضارة الغربية، مع أنّ هذه الحضارة (الجاهلية) لم تقم إلا بما استمدّته من علوم المسلمين. ولكنها أخذت الجانب العملي والمادي ورفضت أن تأخذ العقيدة التي قامت عليها، فتقدّمت في الجانب المادي ولكنها هبطت بالإنسان إلى الحضيض. وإذا كان (مكيافللي) دقّ إسفيناً بين السياسة والدين والأخلاق، وإذا كان (فرويد) قد فصل الجنس والأخلاق عن الدين والتقاليد، وإذا كان (دارون) قد دقّ المسامير في نعش الديانة النصرانية المحرّفة، وإذا كان (ماركس) قد ابتدع فصل الاقتصاد عن العقيدة والأخلاق، وإذا كان (دركايم) قد أتى بنظريات اجتماعية لم يعهدها العرف والعادات … وإذا كان هؤلاء قد ابتدعوا هذه النظريات في النصرانية المحرّفة، فقد قام في الشرق أناس تتلمذوا على أفكار أعداء الإسلام، ووضعوا الإسلام في قف الاتهام! وروّجوا للنظريات – الشرقية والغربية – الكافرة للأخذ بها في العالم الإسلامي:

    فها هو ذا علي عبد الرازق يقول بعدم تدخّل الدين في السياسة!

    وها هو ذا طه حسين – الذي أطلق عليه عميد الأدب العربي زوراً وبهتانا – يهاجم الإسلام ويفتري على القرآن الكريم، وكلاهما أخذ من اليهودي (مرجليوث)، وتبنّى أفكاره المسمومة الخبيثة!

    وها هو ذا محمد عبده – زعيم المدرسة العقلية الحديثة – يعطي العقل أكثر مما يستحقه في تأويل بعض الأمور الغيبية!

    وها هو ذا تلميذه النجيب قاسم أمين يكتب (بمساعدة شيخه محمد عبده) كتاباً يحثّ المرأة فيه على تقليد الأجنبيّات وعلى الخروج والسفور!

    وها هو ذا وهبة الزحيلي يمثل أكثرية الكتّاب المعاصرين في قصر مبدأ الجهاد على الدفاع!

    وها هو ذا توفيق الحكيم يدعو المصريّين للعودة للأصول الفرعونية! وهكذا نشأ جيل من أبناء المسلمين لم يتعمق في دراسة الثقافة الإسلامية، أصبح يشير بأصبع الاتهام إلى الإسلام:

     

    كيف يطبّق الإسلام في عصر وصل فيه الإنسان إلى القمر؟

    كيف يطبّق الإسلام وبيننا أناس ليسوا مسلمين؟

    لماذا يسمح الإسلام بالطلاق أو بتعدّد الزوجات؟

    لماذا يكبت الإسلام حرية المراهقين؟ ولماذا يظلم المرأة؟

    لماذا انتشر الإسلام بالسيف؟ ولماذا يكره الآخرين على اعتناقه؟

    لماذا يحرّم الإسلام الربا، والعالم كله يتعامل به بواسطة البنوك؟

    لماذا يسمح الإسلام بوجود الرّق؟ لماذا … ؟

     

    إلى غير ذلك من الشبهات والافتراءات التي تلقفوها من أعداء الإسلام وردّدوها كالببغاوات دون أن يكلّفوا أنفسهم فهم الحقيقة والواقع! كل ذلك يحصل من أناس يتسمّون بالمسلمين! علماً بأنّ الإسلام يعتبر مثل هذه الاتهامات كفراً وارتداداً، إن كانت عن علم وإصرار!

     

    واقع أمتنا المعاصرة:

    بعد أن تحدّثنا عن نتائج الغزو الفكري، سنتحدث الآن عن واقع أمتنا، وسنرى أنّ هذا الواقع مختلف عن حياة الأمة الإسلامية في عصورها الأولى، شديد الشبه بالمجتمع الجاهلي – الشرقي والغربي – المعاصر!

     

    ومما يزيد الأمر سوءاً: أنّ مجتمعاتنا الجاهلية اليوم – والتي كانت فيما مضى مجتمعاً إسلامياً بحقّ – ينقصها ما في الجاهلية الكافرة المعاصرة من التقدّم العلمي، والتفوّق التقني، والجلد على العمل، والحرص على النظام … فكأنّ أمتنا – ببعدها عن الإسلام – جمعت بين خسران الآخرة وخسران الدنيا؛ بترك نواحي القوة المادية الموجودة في الجاهلية المعاصرة!

     

    وإذا كانت أوروبا قد أخذت علوم المسلمين أثناء احتكاكها بالمسلمين في الأندلس وصقلية وشمال إفريقيا وفي الحروب الصليبية … وقامت حضارتها على علوم المسلمين … فإنها لم تأخذ الإسلام ديناً وشريعة رغم ضعفها آنذاك، ولم تجعل من أخلاق المسلمين الفاضلة قدوة لها في الحياة.

     

    وأما أمتنا المعاصرة فقد أخذت – مع الأسف – تشريعات أوروبا وقوانينها، وقلّدت الأجانب في كل شيء، إلا في العلوم النافعة أو الأخذ بالقوة أو الجديّة في العمل … .

     

    وإذا كان عقلاء أوروبا ومفكّروها اليوم يحذّرون أقوامهم من الخواء الروحي المسيطر عليهم … ويتنبّأون بأنّ الحضارة الغربية في طريقها إلى الانهيار … فإننا نجد في عالمنا الإسلامي من لا يزال ييمّم وجهه شطر بلاد الكفر، لأخذ أوضار حضارته وعفنها، حتى ما تخلّت هي عنه لسوئه وفساده … ! وحين نتحدّث عن واقع أمتنا الأليم: فإننا لا نهدف من وراء ذلك إلى التهويل أو بذر اليأس في النفوس أو ترك العمل (معاذ الله)! ولكننا نهدف من وراء ذلك إلى تشجيع العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، لمضاعفة الجهد والاستمرار في الدعوة دون ملل أو كلل، ولتحذير العامة: بأنّ الإيمان لا يكون بالتمني، ولكنه ما وقر في القلب وصدّقه العمل: "فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عَرَض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإنْ يأتهم عَرَضٌ مثله يأخذوه، ألم يؤخذْ عليهم ميثاق الكتاب ألاّ يقولوا على الله إلا الحقّ ودرسوا ما فيه، والدّار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون"                 (الأعراف: 169).

     

    "فَخَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يَلْقَوْن غيّا. إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً".

    (مريم : 59 و 60)

     

    ونحن نحاول تشخيص الداء لمعالجته بالدواء الناجع، ومعروف أنّ الطبيب حين يعالج المريض، فإنه يشخّص الداء ليقدّم الدّواء … فهو عدوّ للمرض لا المريض!*

     

     


    * لا يوجد في الإسلام رجال دين بل فيه علماء فحسب.

    ([1]) الغزالي : عوامل انحطاط الحضارة الإسلامية (ضمن بحوث الندوة 2/321).

    * الياسق: كتاب وضعه جنكيز خان التتري، وهو مؤلّف من مجموعة أحكام اقتبسها من الإسلام و النصرانية واليهودية وغيرها من الشرائع! والقوانين الوضعية المنفّذة في معظم البلاد الإسلامية تشبه الياسق إلى حد كبير!

    ([2]) أحمد شاكر : عمدة التفسير 4/171-174 مقتطفات.

    * أنظر كتاب: محمد قطب: واقعنا المعاصر (فصل خط الانحراف).

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me