An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Saturday, January 1, 1994
  • قضايا إسلامية معاصرة
  • Published at:Not Found
  • قضايا إسلامية معاصرة

    أ.د. محمد حافظ الشريدة

     

    قضية فلسطين([1])

     

    فلسطين بلد عربي مسلم عريق، تقع في غرب قارة آسيا، وتطلّ على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض، يحدّها شرقاً: سوريا والأردن، وغربا: البحر المتوسط، وشمالاً: لبنان، وجنوباً: مصر وخليج العقبة. ومساحتها من النهر إلى البحر (27 ألف كيلو متر مربع). وتنقسم إلى: السهول الساحلية والشواطئ، والجبال والهضاب، والأغوار. وأشهر مدنها: القدس، ونابلس، وحيفا، ويافا، وعكا، وبيت لحم، وأريحا، والناصرة، والخليل، ورام الله، وطولكرم، وغزة، وبئر السبع، وبيسان، وجنين … وفلسطين أرض النّبوّات، وجنّة الدنيا، وقد أسرى الله إليها برسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأصبحت مباركة إلى قيام الساعة! وقد فتحها الإسلام على يد عمر رضي الله عنه، وحرّرها صلاح الدين رحمه الله من الصليبيّين، والاتجاه الإسلامي على الدرب يسير … حتى يتحقّق النصر بإذن الله.

     

    نكبة فلسطين:

    قرر أول مؤتمر صهيوني انعقد بسويسرا (مؤتمر بال أو بازال) بزعامة ثيودور هيرتسل عام 1897م وضم مندوبين يمثلون أكثر من مائتي جمعية صهيونية في العالم كله: اتخاذ فلسطين وطناً قومياً لليهود يضمنه القانون العام. ووضع التخطيط اللازم لتنفيذ قرارات المؤتمر، عن طريق: دفع اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين، والبحث عن الشرعية الدولية التي تساند هذا الاحتلال. وقد تأسّس البنك الوطني اليهودي لهذا الغرض، وتأسست معه الجمعيات اليهودية العديدة التي تغذِّي روح الصهيونية.

     

    وقد استطاعت الصهيونية أن تمدّ نفسها كالأخطبوط بين مختلف دول أوروبا – بالإضافة لأمريكا – عن طريق الجاسوسية والأموال ووسائل الإعلام، فأخذت من كلّ من هذه الدول وعوداً بمساعدتها، وقامت الشيوعية في روسيا عام 1917م فكان معظم زعمائها من الصهاينة! كما ونجحت في إسقاط الخلافة العثمانية على يد الصنم أتاتورك، الذي شجع مع القوميّين الأتراك: الهجرة اليهودية إلى فلسطين. وفي عام 1917م أصدر وزير خارجية بريطانيا – بلفور – وعده المشؤوم الذي جاء فيه: (أنّ حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ في فلسطين للشعب اليهودي، وسوف تبذل أقصى جهدها لتحقيق هذه الغاية)!

     

    وفي عام 1947م وقبل إعلان قيام إسرائيل بنصف سنة: أصدرت الأمم المتحدة قرار التقسيم الذي رفضه العرب، وفي عام 1948م تمّ إعلان قيام إسرائيل في حماية دولية – بزعامة أمريكا وروسيا وبريطانيا -.

     

    أسباب النكبة:

    أ.   تخطيط العدوّ وصبره على تنفيذ مخطّطاته: وفي المقابل انتفى التخطيط لدى العالم الإسلامي، وتوافر عند كثير من المسلمين الإخلاص، ولكن بدون تخطيط، وبقلّة صبر على التنفيذ!

     

    ب. أبعاد الإسلام عن المعركة: حيث إنّ الإسلام يأمر بالإعداد المادّي المكافئ، والإعداد الإيماني المعنوي العظيم. فقامت الصهيونية العالمية بإقصاء السلطان عبد الحميد – رحمه الله – عن الحكم، بعد أن رفض عرض اليهود بمساعدته مقابل أجزاء معيّنة من فلسطين! ومن ثمّ قضي على الخلافة على يد صنائع اليهود.

     

    ج. إقصاء الشعب الفلسطيني عن المعركة، ودقّ الأسافين بين أبناء الشعب الواحد: فمنذ ذاق الإنجليز المستعمرون – ومن بعدهم اليهود – ألوان العذاب على يد الفلسطينيين، ومنذ ظهر أمثال: عزّ الدين القسام، وعبد القادر الحسيني، وحسن سلامة، وغيرهم            (رحمة الله عليهم جميعاً) … فقد قرّر الأعداء إبعاده عن المعركة: عن طريق إدخال سبعة جيوش عربية إلى فلسطين، لتخوض معركة التحرير بالنّيابة عن الفلسطينيين، وشكّكت الجيوش العربية في أمانة وصدق وشجاعة الفلسطينيّين … وسبق ذلك وعاصره: حرمان الشعب من التدريب والتسليح… وفعلاً نجحت الخطة، وأقصي الشعب عن المعركة!!! وسلّمت أراضي فلسطين جزءاً جزءاً، وتحوّلت القضية إلى أروقة الأمم المتحدة، وانتهت بإسقاط البندقيّة ورفع غصن الزيتون، وتحوّلت المنظّمات الفلسطينية – بعد جعلها علمانية – إلى جهات سياسية بأسها بينها شديد!!!

     

    والغريب العجيب: أنّ الشرعية للدولة المغتصبة تمّت أخيراً باعتراف من يدّعون أنهم الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!

     

    والجاهلون في الداخل والخارج: يظنّون أنّ إسرائيل سوف تقنع بما هي عليه الآن: وتاريخ الصهيونية – وطبيعتها وأهدافها وكُتبها - … يأبى عليها ذلك! وحسبنا أن نقرأ التلمود أو بروتوكولات حكماء صهيون، أو ما كتب في الكنيست نفسه: حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل! ولكن! لا يأس … ولا غرور … فالمستقبل لهذا الدّين بإذن ربّ العالمين([2])، فعن معاذ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إن شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت)، رواه أحمد.


    ([1]) أنظر: حاضر العالم الإسلامي لجميل المصري 2/299-358، وحاضر العالم الإسلامي لعلي جريشة ص85-107، والطريق إلى فلسطين لأحمد نوفل، وثقافتك في القضية الفلسطينية.

    ([2]) أنظر: سيد قطب: المستقبل لهذا الدين ص90-96.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me