An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Tuesday, April 12, 1994
  • قضيـة مسلميـن بلغاريـا
  • Published at:Not Found
  • وضع المسلمين في بلغاريا مأساة … إنهم ليسوا بأقلية صغيرة وليسوا أيضاً بأقلية ثانوية، فعددهم قد زاد على المليونين أي أنهم حوالي 22% من مجموع السكان               (9 مليون نسمة). وعددهم يتزايد بنسبة أكبر من تزايد بقية السكان في البلاد، لكنهم الآن يقعون تحت اضطهاد كبير ومهلك للقضاء على شخصيتهم الإسلامية.

     

    وقد بدأت معاناة المسلمين في بلغاريا: منذ أن سيطر الشيوعيون على الحكم عام 1946م، وكانت الخطوات الأولى التي خطتها السلطات الشيوعية: هي إجبار المسلمين على الهجرة إلى تركيا. وقد هاجر إلى تركيا أكثر من 150 ألف تركي بلغاري ما بين عام 1949م وعام 1951م. إلا أن النقص الذي سبّبته الهجرة في عدد الفنيّين في بلغاريا دفع الحكومة لانتهاج أسلوب آخر يركّز على إذابة الشخصية الإسلامية، وذلك بتفريق المسلمين بعضهم عن بعض! فتمّ إرسال حمولة 28 عربة من العائلات المسلمة من مناطق مستانلي وكوسوكافاك ودرويري إلى الشمال. وفي سبتمبر 1950م تم ترحيل حمولة (63 عربة) من العائلات المسلمة من كوسو كافاك إلى مناطق ترويان ورازقراد وسومنو: حيث لا يكاد يوجد سكان مسلمون. والأغرب من ذلك: انتزاع الفتيات المسلمات من عائلتهن وتوزيعهن على الأقاليم البلغارية، حيث أجبرن على الزواج من بلغار غير مسلمين!!

     

    وفي تقرير صادر عن المنظمة العالمية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة: نوّهت المنظمة بالأساليب التي انتهجتها السلطات الحكومية لإزالة الوجود الإسلامي في بلغاريا. وأشارت إلى المرحلة التمهيدية التي تمّت فيها محاولة دمج المسلمين الأتراك في الشعب البلغاري أيديولوجيا، وما تبع ذلك من إدخال أعداد كبيرة من الأتراك في أجهزة الدولة وأجهزة الحزب الحاكم. ولما أثبتت هذه السياسة فشلها لجأت الحكومة إلى التضييق على المسلمين.

     

    ويقول التقرير: منذ عام 1984م لم يعدْ هناك وجود لمجلات أو صحف باللغة التركية، وقد منع الاستعمال العلني للغة التركية ومنع ختان الأولاد على الطريقة الإسلامية، ومنع المسلمون من إظهار أي مظهر ينمّ عن طبيعتهم الإسلامية.

     

    ومنذ ديسمبر عام 1984م إلى مارس عام 1985م: قادت السلطات البلغارية حملة كبيرة موجّهة ومخطّطة لتغيير الأسماء التركية الإسلامية إلى أسماء بلغارية. وتصف مجلة التايم الأمريكية هذه الحملة البشعة فتقول: (في الساعة الثالثة قبل الفجر سمع سكان بلدة (يابلونوفو) التي يقطنها مسلمون بلغار من أصل تركي أصوات عربات عسكرية، ومع بزوغ الفجر أغلقت كل الطرق المؤدية إلى البلدة، واندفع رجال (الميليشيا) الحزبية داخل المنازل وأمروا ربّ كل أسرة بتغيير اسمه وأسماء أفراد أسرته من أسماء تركية إسلامية إلى أسماء بلغارية، وكتابة ذلك على ورقة مخصصة. وقد صفع على الفور من رفض الأوامر، بينما أجبر من استمر على الرفض على مشاهدة رجال (الميليشيا) وهم يغتصبون بناتة أو زوجته – أو تعريتهنّ على الأقل – لإجبارهم على التغيير! وهناك العديد من الحقائق التي تدل على مدى وحشية النظام البلغاري في اضطهاد المسلمين: فمثلاً أثناء مسيرة سلمية في مدينة (ساموكوفو) حصدت قوات الجيش بالرصاص وألقت في النهر حوالي ستمائة مسلم بسبب احتجاجهم على بعض القوانين المجحفة!!

     

    وفي قرية (دوسباد) أحرق الكثير من المسلمين لرفضهم تغيير أسمائهم الإسلامية، كما قامت السلطات بهدم بعض المساجد وتحويل البعض الآخر إلى كنائس أو معارض أو مستودعات للخمور! كما منعت أي شخص أن يتعلّم القرآن أو أي شيء عن الإسلام، ومنعت أيضاً دفن الأموات على الطريقة الإسلامية وألزمت أهل الميّت بدفنه داخل صندوق على الطريقة النصرانية!

     

    ووصل الاضطهاد إلى درجة إلغاء الاسم التركي من صحيفة (الضوء الجديد): التي كانت تصدر باللغتين البلغارية والتركية حتى نهاية يناير 1985م.

     

    وأغلقت السلطات المدارس التركية، وأخذت التلاميذ إلى مدارس بلغارية بعيدة داخلية لتسهيل تنشئتهم بعيداً عن تراثهم الإسلامي، كما فرضت عقوبة بالسجن لمدة تتراوح ما بين 10:5 سنوات على أهل طفل يختن، بالإضافة إلى الإهانة والتعذيب والتشريد.

     

    ولم تنته معانات المسلمين في بلغاريا بعدْ، وإن كنا لا نعرف عنها إلا القليل، وما ذلك إلا بسبب الستار الحديدي المضروب حولها، والتعتيم الإعلامي المفروض على أخبار المسلمين، وذلك ليس بجديد فهو نهج متّبع ليس في بلغاريا وحدها، وإنما في دول الكتلة الشرقية جميعاً.

     

    فهل هذه هي حرية الفرد والعقيدة والفكر التي يزعم الشيوعيّون توفرها في أنظمتهم وحرصهم عليها؟؟!!

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me