An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Saturday, January 1, 1994
  • التدمير الأوروبي للعالم الإسلامي
  • Published at:Not Found
  • التدمير الأوروبي للعالم الإسلامي*

     

    نتيجة لتعلّم الأوروبيّين في معاهد المسلمين العلمية؛ في الأندلس وصقلية والشمال الإفريقي، ونتيجة لاحتكاك أوروبا بالمسلمين أثناء الحروب الصليبية: تقدّمت الدول الأوروبية في مختلف المجالات: الصناعية والزراعية والتجارية والعسكرية والطبيّة والعلمية … .

     

    وبعد ظهور الثورة الصناعية ازدادت قوة أوروبا المادية والعسكرية، ودفعها الحقد الصليبي الذي ورثته عن أجدادها حيث مرّغ المسلمون أنوفهم بالتراب في كثير من المعارك الحربية، إلى احتلال ديار الإسلام، نتيجة للظلام العقائدي والفكري الذي تراكم منذ أواخر الدولة الأموية، فأصبحت الأمة شبه ميتة بسبب فقدانها العقيدة الصحيحة في نفوسها، فالعقيدة هي التي تحيي الأمم : "أو منْ كان ميْتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس" (الأنعام:122).

     

    وجاء اللعين الجنرال (اللنبي) وركل قبر صلاح الدين الأيوبي بقدمه وقال : "الآن انتهت الحروب الصليبية!" مع أنها لم تنته في الحقيقة والواقع!

     

    لقد جرت على المسلمين حين انحرفوا عن دينهم – وتخلّفوا روحياً وعلمياً – سُنّة الله التي لا تتغيّر، وسلّط الله تعالى عليهم من لا يخافه ولا يرحمهم! فاقتسمت الدول الأوروبية تركة الرجل المريض … حتى هولندا – البلد الصغير والبعيد – احتلت أكثر منطقة إسلامية تعداداً للسكان (أندونيسيا)! وقسّمت الجيوش المحتلة العالم الإسلامي إلى دويلات وإمارات كثيرة، وابتلعت قسماً منها، وجعلت بعض المناطق ذات أقلية إسلامية بعد أن كانت ذات أغلبية إسلامية، ثم أثارت النزعة القبلية الجاهلية بين المسلمين، فظهرت القوميات المختلفة التي قضى عليها الإسلام، وكان الهدف من هذا الغزو محاولة القضاء على الإسلام وتشويهه ونهب خيرات العالم الإسلامي!

     

    ثم قامت جيوش الاحتلال بعد غزوها للعالم الإسلامي – وما غُزي قوم في عقر دارهم إلا ذلّو – قامت بسحق الثورات الإسلامية التي قاومت هذا الاستعباد الكافر بقيادة العلماء، ثم نهبت خيرات البلاد الكثيرة، وأفقرت أهلها وضيّقت عليهم مادياً ومعنوياً، وسخّرت العباد لخدمة  مصالحهم، وسامتهم سوء العذاب!

    يقول الشيخ محمد الشقيري – رحمه الله –

    "لقد رأيت الإفرنج يضربون كبار موظفي العمال على وجوههم حتى تُلْقى عمائمهم بالأرض فلا يتكلمون كلمة!

     

    ولقد بلغ بهم الرعب إلى أن العشرين أو الثلاثين منهم إذا كانوا جالسين يفرّون هاربين عندما يرون شخصاً ما يضاهي لباسه لباس الإفرنجي، ولو كان المرئي بريق نعل!!"([1])

     

    ولم يكتف المخرّبون الأوروبيّون بالاحتلال العسكري للعالم الإسلامي، فقد جرّبوا من قبل أنّ صيحات (الله أكبر)! (واإسلاماه)! (حيّ على الجهاد)! كفيلة بإحياء شعلة الجهاد في نفوس المؤمنين، فقاموا – لعنهم الله – بغزو فريد من نوعه هو الغزو الفكري، الذي ما نزال نعاني منه حتى الآن!

     

    والهدف من هذا الغزو الجديد هو تشويه معنى الدّين في نفوس المسلمين، وإلقاء الشبهات حوله، وإبعاد المسلمين عنه، سواء دخلوا في النصرانية أو اليهودية أو المجوسية أو الوثنية، أو صاروا ملحدين بلا دين! وهذا يؤدّي بالتالي إلى إفساد العالم الإسلامي في مختلف شؤون الحياة …

     

     


    (*) من الأخطاء الشائعة قولهم: الاستعمار! لأنه في الحقيقة خراب ودمار وبوار! وقولهم: التبشير! لأنه تكفير وتنصير وتبشير بعذاب السعير!

    ([1]) محمد عبد السلام الشقيري : السنن والمبتدعات: ص384.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me