An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Saturday, January 1, 1994
  • قضية مسلمي زنجبار
  • Published at:Not Found
  • قضية مسلمي زنجبار([1])

    أ.د. محمد حافظ الشريدة

    زنجبار أرض عربية إسلامية تتكون من جزأين هما زنجبار وبمبا، وتبعد عن شاطئ إفريقيا الشرقي (25) ميلا مقابل تنجانيقا.

     

    وقد استوطن العرب المسلمون هذه البلاد منذ قرون خلت، ومنها نشروا الإسلام في كثير من بلاد إفريقيا. ويبلغ عدد سكانها (300) ألف نسمة، معظمهم من المسلمين. وقد استقلّت زنجبار بعد تحرّرها من الاستعمار البريطاني عام 1963م.

     

    المؤامرة على زنجبار:

    حينما استقلّت زنجبار وقفت في وجه التغلغل الصهيوني في إفريقيا، وخالفت بذلك نهج جيرانها من دول إفريقيا الشرقية، وعلى رأسهم القسّيس نيريري حاكم تنجانيقا! واتّضح موقف زنجبار الصريح المؤيّد لقضية فلسطين: يوم رفضت حكومتها استقبال جولدا مئير – التي أصبحت رئيسة وزراء إسرائيل فيما بعد – عندما كانت تزور دول إفريقيا الشرقية، لإقامة علاقات دبلوماسية مع البلاد التي تقع على الطريق البحري إلى فلسطين، لتأمين الملاحة اليهودية.

     

    وعند ذلك شرع اليهود في تدبير مؤامرة للقضاء على زنجبار، فاهتدوا إلى أحد عملائهم – وهو عبيد كرومي – وكلّفوه بالتعاون مع نيريري للقضاء على هذه الدولة الفتية! وفي عام 1964م دبّر كرومي – العنصري الحاقد على العرب والمسلمين – بمساعدة نيريري عملية ذبح للمسلمين هناك، وتمّ قتل أكثر من خمسة عشر ألف مسلم في يوم واحد! واستولى كرومي على السلطة، وأخذ يقلّد مصطفى كمال أتاتورك في إزالة الصبغة الإسلامية عن زنجبار، ثم قال بضم زنجبار إلى تنجانيقا، وصارت دولة جديدة اسمها: تنزانيا برئاسة القسّيس نيريري.

     

    وترك نيريري لخادمه كرومي – الذي يحمل هوية إسلامية وطنية – مطلق الحريّة في زنجبار لإذلال المسلمين هناك، وتحويلهم إلى الماركسية بعد أن استحال تحويلهم إلى النصرانية – عن طريق المبشرين - !

     

    ومع شديد الأسف! كان موقف ما يسمّى بالدول العربية مخزياً من أحداث هذا البلد العربي المسلم! بسكوتها عن احتلال هذا المعقل الإسلامي! بل إن بعض هذه الدول قدّم مساعدات كبيرة لإنجاح تلك الجريمة البشعة: ألا وهي القضاء على دولة إسلامية فتية. ولقي حكم كرومي ترحيباً في أوساط دول العالم – ومنها الدول الإسلامية-، تماماً كما حدث حين ابتلع النصراني الحاقد المجرم هيلا سيلاسي جارته أرتيريا المسلمة، بمساعدة من الجامعة العربية!!! ويحقّ لنا أن نردّد بعد مأساة المسلمين في زنجبار قول الشاعر:

    وآلمني وآلم كلّ حر

    سؤال الدهر: أين المسلمونا!!

     

     

     


    ([1]) أنظر ملحق خاص بمادّة حاضر العالم الإسلامي (على الآلة الكاتبة) إعداد: حسين مهدي ص5.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me