An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Saturday, January 1, 1994
  • قضية مسلمي فطاني
  • Published at:Not Found
  • قضية مسلمي فطاني([1])

     

    فطاني إقليم إسلامي يقع جنوب تايلند، وشمال ماليزيا، بين بحر الصين الجنوبي وخليج سيام شرقاً، والمحيط الهندي غرباً. وهذا الموقع الاستراتيجيّ الهامّ جعل منه عنق الزجاجة التي تربط بين شبه جزيرة الملايو وشبه جزيرة الهند الصينية، وهو جزء من شبه جزيرة الملايو – جنوب شرق آسيا-، اقتطعته تايلند البوذية بمساعدة من الاستعمار الصليبي البريطاني عام 1201ه. وتتكوّن فطاني من أربع ولايات هي: ساتول، وفطاني، وبنغنارا، وجالا. وبلغت مساحتها قبل الاحتلال البوذي: أكثر من خمسين ألف ميل مربع، أما مساحتها الآن فتبلغ: (16) ألف ميل مربع فقط! وعدد سكانها ثلاثة ملايين مسلم، ويتكلّم السكّان اللغة الملاوية ويكتبونها بحروف عربية.

     

    وقد وصل الإسلام إلى فطاني: عن طريق التجارة البحرية في القرن الثالث الهجري، وزاد انتشاره في القرن التاسع الهجري، بعد اعتناق ملكها لعقيدة التوحيد، ومنذ ذلك الحين أصبحت فطاني مملكة إسلامية، وبلغت مجدها في القرن الثاني عشر الهجري. وصارت مركزاً إسلامياً ثقافياً هامّاً في المنطقة، حتى سقطت تحت الاستعمار التايلندي.

     

    مشكلة فطاني:

    في عام 1909م سمحت بريطانيا لتايلند أن تبتلغ فطاني، في الوقت الذي كان فيه الفطانيّون يأملون مساعدة إنجلترا لهم، التي طالما وعدتهم بها، إذ كانت صاحبة النفوذ في جنوب شرق آسيا، وكان الفطانيّون يفضّلون أن يكونوا تحت حكم بريطانيا بدل تايلند البوذية!

     

    واستمر القتال بين الفطانيين والتايلنديين حتى احتلت اليابان البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية، وهيّأت بريطانيا مقاومة أرضية لطرد اليابان، وأقنعت فطاني بأنها ستنال استقلالها لو انتصر الحلفاء! وبعدما انتصر الحلفاء لم تتحقق الوعود التي قطعت لها. فوضعوا موارد فطاني تحت تصرّفهم، ومن ثمّ أعادوها لقمة سائغة إلى البوذيّين – الذين وقفوا إلى جانب اليابان – مكافأة لهم!! فما أعجب السياسة الصليبية البريطانية تجاه المسلمين!!

     

    وأخذت تايلند بتنفيذ مخطّط لمحو الشخصية الفطانية المسلمة: فارتفعت نسبة غير المسلمين بفطاني، في حين شرّدت كثيراً من المسلمين إلى تايلند. واغتصبت أخصب أراضي المسلمين وأعطتها للبوذيّين، ونشرت اللغة السيامية بدلاً من لغة الملايو – لغة فطاني-، وأغلقت الكتاتيب التي يتعلّم فيها أبناء المسلمين هناك، واشترطت تعلّم اللغة التايلندية للحصول على الوظائف الحكومية، ونشرت المعابد البوذية في الأقاليم الإسلامية، وعزلت فطاني عن العالم الخارجي.

     

    أمام هذه السياسة التايلندية: تكوّنت عدّة منظّمات وأحزاب سياسية لمواصلة الجهاد عام 1958م، فألقي القبض على الزعماء المسلمين، واتّهمتهم السلطات بالشيوعية لتبرير جرائمها.

     

    وقد وحّد المسلمون جهودهم هناك، وكوّنوا حركة التحرير الوطني، وتتكوّن من جناح مدنيّ: يشمل التنظيم والإعلام، وجناح عسكري: على شكل قوات مسلّحة بدأ أعماله عام 1969م، وحرّر بعض مناطق فطاني، وأخذ في مهاجمة القوات التايلندية، وقام بعمليات واسعة في جميع أنحاء البلاد. ولا يزال الجهاد الفطاني يواجه قوى تايلند البوذية الباغية.


    ([1]) أنظر المصدر نفسه ص7-9، وحاضر العالم الإسلامي للمصري 2/592-607.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me