An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Wednesday, January 1, 2003
  • أصول العقيدة في التوراة (المحرَّفة) - عرض ونقض –
  • Published at:Not Found
  • الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وبعد:

     

    فمن نعمة الله على هذه الأمة المسلمة أنه تعالى تكفل بحفظ كتابه فقال : " إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون " (الحجر 9)، في حين لم يحظ كتاب رباني سابق بهذه الميزة ، حيث عهد الله تعالى للأمم السابقة بحفظ كتبها التي أنزل الله لها فقال: " بما استحفظوا من كتاب الله …" (المائدة 44).

    ومن المعلوم لدى المسلمين وغير المسلمين بل ومن المتفق عليه:-

    أولاً: أن الكتب المقدسة التي بين أيدي البشر هي : التوراة والإنجيل والابستاق ( ومعناها الأساس أو الأصل ) وهو الكتاب المقدّس عند أتباع الديانة الزرادشتية و (الفيدا)  (ومعناها المعرفة أو العلم): الكتاب المقدّس للهندوس، والقرآن الكريم (كتاب الله المجيد).

    ثانياً: أن تلك الكتب جميعاً سوى القرآن الكريم قد ثبت أن الغلط والاختلاف والتناقض والتحريف واقعة فيها جزماً، حتى لا يمكن نسبة كتاب منها إلى الله تعالى بعد ذلك . فلم يبق إلا القرآن الكريم كتاباً ربانياً غضاً طرياً كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ومن أعظم التحريف الذي وقع في تلك الكتب " التوراة والإنجيل خاصة " التحريف في حقيقة الإيمان بالله تعالى ، وسائر أصول الإيمان مثل : " الإيمان بالأنبياء ، والبعث ، والملائكة ، والوحي.

    وقد راح أتباع التوراة المحرّفة يدافعون عن عقائدهم ويدّعونها حقاً تقرّبهم إلى الله وترضيه عنهم . ولم يقفوا عند هذا الضلال البعيد ،بل إنهم على مرّ الزمان يهاجمون عقائد المسلمين، ويحاولون تزييف الحق وتغطية عين الشمس بغربال! بل هم كما وصفهم ربّ العزّة تبارك وتعالى : " يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون " (الصف 8).

    من هنا كان لابدّ لعلماء المسلمين ودعاة الحق أن يبينوا ضلالاتهم ويكشفوا تحريفهم، بل ويثبتوا تناقض معطيات كتبهم بعضها مع بعض ، ومعارضتها بديهيات الإيمان المسلّمة عند أصحاب العقول السليمة ، وتمكن مثل هذه البحوث من قبل علماء المسلمين من تعرية أحبار السوء ورهبان الشيطان، الذين غيروا وبدّلوا فباءوا بإثمهم وإثم من أضلّوهم ، ولابدّ من تأكيد هذه الحقائق بشتى طرق التوثيق، حتى يتم فصم وفصل تواصل العوام السذّج مع أولئك الضالين المضلّين .

    أما سبب اختياري للحديث عن تحريف أصول الإيمان في التوراة: فسببه أن اليهود هم الذين نقضوا الدين الحق الذي جاء به عيسى (عليه السلام) فبدّلوه وغيّروه وادخلوا عليه عقيدة التثليث وغيرها من المفاسد ، وتوراتهم المحرّفة لا تزال تعتبر المرجع الأول للنصارى، وتسمى "العهد القديم". وهم كذلك الذين حاولوا أن يفعلوا في دين الإسلام مثل ما فعلوا في المسيحية، لكنّ الله تعالى ردّ كيدهم في صدورهم وجعل سهامهم في نحورهم!

    وقد كانت أولى محاولاتهم المنظمة -المخطط لها- لهدم الإسلام في زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، حيث أسفرت تلك المحاولات على يد عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني (الأثيوبي الأصل)، أسفرت عن قتل عمر فاروق الأمة (رضي الله عنه)! واستمرت تلك المحاولات… حتى تمّ ابتداع دين الشيعة القائم على تقديس الأشخاص ورفعهم فوق مستواهم البشري، وهي فكرة تأليه المسيح (عليه السلام)، حاولوا إنزالها على علي (رضي الله عنه)!

    وما زال اليهود يرعون الحركات التي تقصد هدم الإسلام، ويمدونهم بتصوراتهم التوراتية المحرّفة، حتى يمكن القول: إن أساس كل شرك وكفر وخلل عقائدي منذ قرون طويلة، إنما هو التوراة المحرّفة!

     

    وفي نهاية هذه المقدمة أبين خطتي في هذا البحث، حيث جعلته في مقدّمة وأربعة مباحث وخاتمة كما يلي:

    ·     المقدمة : وذكرت فيها أهمية البحث وسبب اختياري له وخطتي في إعداده.

    ·     المبحث الأول: الإله.

    ·     المبحث الثاني: الأنبياء.

    ·     المبحث الثالث: البعث.

    ·     المبحث الرابع:  الوحي.

    ·     الخاتمة: وفيها خلاصة البحث والنتائج التي توصلت إليها.

     

    وقد حرصت على الدقة والأمانة العلمية في تناول هذه القضية الهامة. ورجعت –فيما رجعت- إلى المصادر اليهودية الأصلية، حتى يتبين للمنصف أننا لا نفتري على الآخرين، وحاولت أن أعمل بالمثل الشهير: من فمك أدينك!

    فحمداً الله على نعمة الإسلام، وحمداً له عزّ وجلّ أن عافانا معشر المسلمين مما ابتلى به غيرنا، من التحريف والتناقض الذي أوقعوا أنفسهم فيه! ‍

    والحمد لله أولاً وأخيراً، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.

     

    نابلس/ غرّة ربيع الأول  1423هـ.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Mohammed Hafez Saleh Al- Shraidhe
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me