An-Najah National University

An-Najah Blogs

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Tuesday, February 24, 1998
  • شرح لب الألباب في علم الإعراب
  • Published at:Not Found
  • الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ، أشرفِ الأنبياءِ والمرسلينَ، المبعوثِ رحمةً للأوَّلينَ والآخرينَ.

            فقد كانَ من فضلِ اللهِ ـ تعالى ـ وتوفيقِهِ وكرمِهِ أنِ اطَّلعتُ على مخطوطاتِ الحرمِ الإبراهيميِّ الشريفِ في مدينةِ خليلِ الرحمنِ ـ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ـ وهي مجموعةٌ قيِّمةٌ في مواضيعَ شتَّى.  وكان من بينِ هذهِ المجموعةِ مخطوطةٌ نحويَّةٌ ذاتُ حجمٍ ملائمٍ، عنوانُها: ( شرحُ كتابِ اللبِ )، للعلامةِ البِرْكِلِيِّ.  فعقدْتُ العزمَ على تحقيقِها وإخراجِها للنورِ، ونفضِ غبارِ الزمنِ عنها.

            والكتابُ المشروحُ هو كتابُ ( لبِ الألبابِ في علمِ الإعرابِ ) للعلامةِ ناصرِ الدينِ، عبدِ اللهِ بنِ عمرَ البيضاويِّ المتوفَى سنةَ 685 هـ ، " وهو منطوٍ على فوائدَ جليلةٍ، ومتكفِّلٌ لغرائبِ النحوِ بوجازةِ ألفاظٍ عبقريَّةٍ، وقد ذكرَ فيهِ ما هو الواجبُ ممَّا تركَه ابنُ الحاجبِ.  إذًا فالكتابُ المشروحُ مختصرٌ ( للكافيةِ )، الَّتي تمثِّلُ واحدةً من مراحلِ القمَّةِ الفكريَّةِ عندَ ابنِ الحاجبِ، وقد شغلتِ الناسَ قرُونًا طِوالاً؛ بينَ شارحٍ وناظمٍ ومهذِّبٍ ومختصِرٍ، حتَّى بلغَتْ شروحُها ومنظوماتُها ومختصراتُها أكثرَ من ( 124 ) ، كما ذكرَ الدكتور موسى بنَّاي علوان العليلي

            إنَّ مؤلِّفَ هذا الشرحِ هو البِرْكِلِيُّ المتوفى سنةَ 981 هـ ، ذلك العالِمُ الَّذي ما زالَ مغمورًا يلفُّهُ عالَمُ النسيانِ، فمؤلَّفاتُه ما زالتْ قابعةً على رفوفِ المكتباتِ، يعلوها غبارُ السنينَ، تنتظرُ من يخرجُها إلى عالَمِ النورِ.

    ولا ريبَ في أنَّ تحقيقَ مخطوطةٍ نحويّةٍ يُعدُّ كَسْبًا علميًّا، لا يخلو من الجِدَّةِ في حدِّ ذاتِهِ؛ ففي آنٍ معًا يُكشفُ اللثامُ عن مخطوطةٍ نحويَّةٍ مجهولةٍ لدى أصحابِ الاختصاصِ، وتُجْلَى شخصيَّةٌ علميَّةٌ نحويَّةٌ مغمورةٌ في وقتِنا الحاضرِ، معَ أنَّها كانتْ في القرنِ العاشرِ من الشخصيَّاتِ اللامعةِ، بما كانَ لها من مهارةٍ وحضورٍ في العديدِ من ميادينِ العلمِ والمعرفةِ.

            واللهَ ـ سبحانَه وتعَالى ـ أسألُ أنْ يجعلَ عَمَلَنا خالِصًا لوجهِهِ الكريمِ، خدمةً لكتابِهِ العزيزِ، وأنْ يجعلَهُ سُهْمةً متواضِعةً في إحياءِ تراثِنا العظيمِ، إنَّه نعمَ المولى، ونعمَ النصيرُ، وهو الهادي إلى سواءِ السبيلِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ الجليلِ.

     

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Hamdi Mahmood Hamad Jabali
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me