An-Najah National University

د. يوسف عبدالحق

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, May 21, 2009
  • لماذا اليوم العالمي فقط لذكرى اضطهاد النازية لليهود ؟ - د. يوسف عبدالحق
  • Published at:http://www.tanwer.org/tanwer/news/81.html
  • image

     

    مساء 1/11الماضي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتماد 27/12 من كل عام يوما عالميا لذكرى "الإباده" والمقصود ذكرى الاضطهاد النازي لليهود خلال الحرب العالمية الثانية ، وهنا أود بداية أن أسجل بكل وضوح إدانتي وكل حر في العالم لكل الاضطهاد النازي البربري لكل إنسان في العالم بدءاً من الإنسان الألماني نفسه الذي كان أكثر المتألمين من هذا الاضطهاد وليس انتهاءً باليهود حيث شمل الاضطهاد النازي وحليفيه الفاشستي الإيطالي والوحشي الياباني كل شعوب العالم , فاضطهاد أي إنسان من قبل أي إنسان آخر جريمة إنسانية تفقد مرتكبها صفة الإنسانية وتستحق بالتالي استنكار وغضب الإنسانية جمعاء ومقاومتها بكل الوسائل المتاحة ليس فقط دفاعا عن جميع  المضطهدين في العام بل دفاعا عن مستقبل الحضارة الإنسانية برمتها .

     

     

     

    لكن الأسئلة التي تتدافع هنا في ذهن كل شخص إنسان هي كثيرة كثيرة، لماذا اليهود فقط ؟؟؟؟؟ لماذا استبعد الاضطهاد النازي للروس مثلا وقد دمرت لهم عدة مدن وتاريخ ستالينغراد رغم تغيير اسمها، شاهد على ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟وكيف يمكن شطب الوحشية اليابانية في الصين وشبه القارة الكورية؟؟؟؟؟؟؟ولماذا لم يرد ذكر التضحيات الجسام لشعوب ألبانيا وبولندا ويوغسلافيا سابقا ؟؟؟؟؟؟؟ وكيف يمكن تناسي جرائم الوحش الفاشستي الإيطالي في إفريقيا ؟؟؟؟؟؟ بل لماذا أهملت معاناة الشعب البريطاني في القصف الجوي العشوائي على كل بريطانيا وتحديدا لندن ؟؟؟؟؟ , أكثر من ذلك لماذا لم يذكر الهجوم الياباني الوحشي على بيرل هاربر في الولايات المتحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا دفنت ذكرى الاضطهاد والبطولة للشعب الفرنسي وكل شعوب وسط أوروبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، وكيف يمكن إغفال تضحيات الشعب الإسباني الذي احترق في حرب أهلية سنوات عدة بفضل فرانكو الحليف الخفي للنازية والذي احتضنته الإمبريالية الأمريكية بعد ذلك ؟؟ لماذا ولماذا وألف لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

     

     

     

    قد يقول قائل أن الاضطهاد النازي لليهود بلغ حد الابادة الجماعية وبالتالي كان هذا اليوم، وهنا نصل حركة المراجعة التاريخية في العالم والتي لم تعد محصورة في آحاد من المؤرخين بل باتت تشكل مؤسسات محترمة تضم العشرات بل المئات من المؤرخين الانسايين المعروفين والتي تعترف بان اليهود تعرضوا كغيرهم من البشر للاضطهاد النازي وتؤكد إدانتها بكل شدة لهذا الاضطهاد النازي ضد اليهود وغبرهم من البشر، ولكنها في نفس الوقت رفعت صوتها بجرأة ونزاهة علمية معترف بها لدى الأوساط العلمية العالمية لتشكك في الرواية الصهيونية لخرافة المحرقة وغرف الغاز التي تستند إليها مقولة الابادة النازية لليهود ونذكر هنا من هذه المؤسسات "معهد المراجعة التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية" و" مؤسسة الحقيقة والعدالة في سويسرا " ويرد من المؤرخين المعروفين في حركة المراجعة التاريخية  ، مارك ويبر رئيس معهد المراجعة التاريخية السابق الذكر ، الأمريكي جون توليد الحائز على جائزة بوليتز الأدبية وكذلك بول ماكلوسكي والمحامي الأسترالي  للحقوق المدنية جون ببيت والصحفي الأمريكي اليهودي جون ساك الذي حضر المؤتمر الثالث عشر للمراجعة التاريخية في الولايات المتحدة الأمريكية/ مايو /2000 والذي أكد في مقالة صحفية في حينه "أن حجج المراجعين ونتائج أبحاثهم هي بالتأكيد صحيحة" (من رسالة معهد المراجعة التاريخية إلى بعض الكتاب العرب الذين طالبوا حكومة الحريري بمنع عقد مؤتمر المراجعة في بيروت الذي كان مقررا عقده في بداية نيسان عام 2001 والمحزن أن حكومة الحريري حين ذاك قد منعت المؤتمر فعلا ) 

     

     

     

     

     

     

     

     

    ومن المؤرخين المراجعين الذين ذكرتهم هذه الرسالة آرثر بوتز ، روبرت فوريسون ، هاري المر بارنز ،نعوم تشومسكي وبول راسبنيه. ويشكك بروفيسور روبنشتين  من جامعة ديكن /استراليا في أسطورة المحرقة الصهيونية ويقول في مقالة بعنوان "اليسار واليمين واليهود/مجلة كوادرنت/سبتمبر 1979 " أنه إذا تبين علميا أنها خدعة فإن أقوى سلاح في ترسانة إسرائيل الدعائية سوف تنهار" ، كما شكك أيضا المؤرخ لويس فرديناند سالين في أسطورة المحرقة وكذلك فعل روجيه جارودي وبول راسينيه الذي أضاف قائلا في هذا الخصوص "لا بد من التحدي".أما المؤرخ الصهيوني أريك كونان فقد وصف غرف الغاز المزعومة بأنها "تركيب مزيف".والجدير بالذكر أن 34 مؤرخا فرنسيا أكدوا في بيان لهم في جريدة الليموند الفرنسية "عجزهم عن قبول التحدي بصدد الاستحالة التقنية لهذه السالخ التاريخية السخيفة". وقد أكد روبرت فاريسون في الورقة العلمية لمؤتمر المراجعة التاريخية الذي كان مقررا عقده في بيروت على أن المحرقة هي تزييف خادع للتاريخ وطالب بتشكيل "حركة ضد زيف المحرقة...من اجل الصداقة بين الشعوب".

     

     

     

    من كل ذلك تتضح أن مقولة الابادة الجماعية المستندة إلى المحرقة وغرف الغاز هي على الأقل مشكوك فيها أو بالأحرى غير مؤكدة وبالتالي كيف للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمثل العالم كله أن تتجاوز حقائق التاريخ العلمية لتقطع بجرة قلم أو بمجرد رفع الأيدي في قضية بحثية علمية تاريخية أم أن العلم بات في عهد الإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية يتم إنجازه بالتصويت؟؟؟؟؟؟؟؟

     

     

    ثم على فرض أن الإبادة حقيقة لماذا يتم تجاهل جرائم الابادة النووية التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان في هيروشيما ونيجازيكي ؟ ولماذا يتم تجاهل الابادة الإنسانية للأفارقة الذين صنفهم هتلر في قاع المجتمع الإنساني ، أو ليس اعتبار هتلر للجنس الآري فوق البشر إبادة إنسانية لبقية الجنس البشري ؟لماذا لم يتم الإشارة في القرار للمسئولين عن كل هذه الجرائم الانسانية ؟لماذا ومليون لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

     

     

     

    دعك من كل ذلك ولنعد الى التاريخ أليس ما قام به الاستعمار الأوروبي من استرقاق للأفارقة بما يقدر بحوالي 15 مليون إفريقي اصطادهم كما تروي كتب التاريخ، من موطنهم كما يتم اصطياد الحيوانات البرية، هو أبشع الابادات الإنسانية ؟؟؟؟ ولعل الأدهى والأمر من كل ذلك ما جرى في جزيرة تيرتل"جزيرة الضفدع"(وهو الاسم الذي أطلقه الأمريكيون الأصليون"الهنود الحمر "على أمريكا الشمالية قبل نزول كريستوفر كولومبوس أرض السلفادور في 12/10/1492 ) وكذلك في أمريكا الجنوبية من إبادة جماعية للأمريكيين الأصليين من قبل الاستعمار الأوروبي حيث يقدر من قتل منهم في ألأمريكتين بحالي 80 مليون إنسان منهم في الولايات المتحدة فقط 5و8 مليون إنسان، ومع ذلك ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بيوم كولومبوس كيوم وطني تعطل فيه الدوائر الرسمية في الاثنين الثاني من شهر أكتوبر من كل عام بدلا من أن تجعله يوم اعتذار لكل الإنسانية وتعويض مالي للأمريكيين الأصليين والأفارقة استنادا إلى ادعاءاتها بأنها هي حامية القيم الإنسانية ؟؟؟؟؟؟

     

     

     وهل يمكن شطب محاكم التفتيش التي أسسها الملك الإسباني فرديناند بعد سقوط الأندلس عام 1492م وجرائمها الإنسانية طيلة أكثر من ثلاثة قرون من ملف الإبادة الإنسانية والتي طالت بوحشيتها المسلمين واليهود وحتى المسيحيين الذين عارضوا الكنيسة حيث يقدر من قتل منهم بحالي 300 ألف إنسان منهم الفيلسوف برونو الذي أحرق بسبب قوله بتعدد العوالم والفلكي غاليلو الذي قتل  لأنه  أكد أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليس العكس ، أما العرب المسلمين فقد قدر من قتل منهم بحوالي نصف مليون إنسان إضافة على من طرد منهم وهم حالي400 ألف معظمهم لاقى حتفه في الطريق في حين قدر من طرد من اليهود بحوالي 150 ألف ، والجدير بالذكر أن حوالي 30 مؤرخا أوروبيا قدموا بحثا الى البابا عام 2000

     

     

    يحثونه فيه على الاعتذار عن محاكم التفتيش وللأسف لم يتم الأمر حتى اللحظة ، فكيف بعد كل ذلك يمكن شطب محاكم التفتيش من اليوم العالمي المذكور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

     

     

     

    وقد لا نحتاج إلى التاريخ للتعرف على منهج الابادة للاستعمار، إذ يكفي النظر إلى ما فعله الاستعمار الفرنسي من فرنسة بربرية للجزائر طيلة حوالي قرن ونصف من الزمان ولم يكلف خاطره حتى بمجرد الاعتذار عن هذه الابادة الإنسانية ، وكذلك ما فعله ويفعله  في العصر الحديث البنتاغون الأمريكي الوريث الشرعي للاستعمار القديم  والقائد بلا منازع للعولمة الإمبريالية المتوحشة في فيتنام  وأمريكا اللاتينية وأخيرا في العراق وأفغانستان وسوريا وكوريا الشمالية والتي لا زالت حتى اللحظة تؤكد إنسانيتها عبر عملياتها في الابادة الجماعية هنا وهناك.

     

     

     

    يبقى ثالثة ألأثافي في هذه التزويرات المركبة لتاريخ الإنسانية هي ما يجري في فلسطين من ذبح لكل معاني الإنسانية من الوريد إلى الوريد من خلال الإبادة الإنسانية التي جرت ولا زالت تجري في فلسطين منذ الابادة الجماعية للفلسطينيين عام 1948 حيث تم على أيدي الحركة الصهيونية المدعومة بالاستعمار الأوروبي طرد 82% من شعب فلسطين وتشتيتهم في شتى بقاع العالم والاستيلاء على حوالي 78% من أرضهم  عام 1948 وحتى المذابح اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية للأطفال والنساء  منذ أكثر من 4 سنوات متتالية  ناهيك عن حركة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني وجدار الفصل العنصري التوسعي الأمر الذي أدى إلى  أن يصبح أكثر من 87% من أرض فلسطين  حتى الآن تحت السيطرة الصهيونية وما زال مسلسل الإبادة الصهيوني  متواصل ضد الشعب الفلسطيني دون أن نسمع من الأمم المتحدة والقوى المسيطرة عليها أي موقف جدي أو عملي لوقف هذه الإبادة استنادا إلى الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة ، بل بالعكس نسمع كل يوم نداءات من هنا وهناك تطالب بنزع سلاح الفلسطينيين بحيث يكاد يتراءى للسامع أن الفلسطينيين وليس الإسرائيليين هم الذين يملكون 200 رأس نووي وهم الذين ارتكبوا كل تلك المجازر في فلسطين  بل وهم المسئولون حتى عن اضطهاد اليهود في أوروبا   ،لم نسمع بالباب السابع هذا إلا لذبح العراق وتمهيدا لذبح سوريا لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا للإمبريالية ألأمريكية .

     

     

     

    أخيرا فلا عجب من العولمة الإمبريالية الأمريكية المتوحشة إن عملت بكل طاقتها على سوق الأمم المتحدة إلى هذا اليوم العالمي لذكرى الابادة، ذلك لأنها بهذه الديماغوجية تتستر تماما على المنهج الإمبريالي في الابادة الإنسانية، بل إن العجب كل العجب إن هي فعلت عكس ذلك ، لكن المحزن والذي يعتصر القلب مرارة وحنقا هو موقف الضحية الحقيقية المتمثل في العالم المتخلف من جرائم الإمبريالية في الابادة الإنسانية التي تعد دوله  أكثر من 80% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتي انطلت عليها الخدعة بحيث لم تستطع أن تبلور إعلانا بديلا يؤكد من جهة على إدانة لجميع الإبادات الإنسانية  ومن جهة أخرى يطالب الدول المسئولة عنها بالاعتذار مع دفع التعويضات المستحقة عليها بسبب ذلك . ولعل الأكثر إيلاما في هذا الخصوص موقف الدول العربية والإسلامية التي تئن اليوم وستظل تئن لفترة ليست قصيرة من الزمن تحت وطأة نير الاستغلال والاضطهاد والإبادة الإنسانية من قبل العولمة الإمبريالية المتوحشة، كيف أنها اكتفت بالتفرج ثم بعد صدور القرار   نطقت كفرا بعد أن صمتت دهرا مولولة ومثرثرة لا أكثر. وهنا يحق لكل من قرأ كتابا واحدا في التاريخ الحديث أن يتساءل " هل هذه المسألة ضحالة تفكيرية أم عراقة في التبعية" ؟ 

     

     

     

     

     

     

     

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Yuosef Ibrahim Abdel -Haq
Economic Development and planning
 
Show Full ProfileEnglish CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me