An-Najah National University

Adel M. Osta

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, October 2, 2008
  • أوراق مقارنة في الأدب الفلسطيني
  • Published at:Not Found
  • في العام 1986 قرأت رواية سليم بركات "فقهاء الظلام"، ووجدتني أكتب مراجعة لها، نشرتها في جريدة "الشعب" حيث كنت أحرر فيها صفحة الثقافة، وأربط ما بينها وما بين رواية (غابرييل غارسيا ماركيز): "مائة عام من العزلة". طبعا لم أعد نفسي، يومها، دارسا للأدب المقارن أو مهتما به، فلا أنا أجيد اللغة الأصلية لرواية (ماركيز)، ولا أنا كنت أرغب في أن أغدو باحثا في الأدب المقارن.

    وفي العام 1990، وأنا أعد رسالة الدكتوراة "صورة اليهود في الأدب الفلسطيني" وجدتني أقرأ بالألمانية ثلاثة كتب هي "أرض قديمة جديدة" لـ(ثيودور هرتزل) و"اكسودس" لـ(ليون أوريس) و"مذكراتي الحربية" لـ(ياعيل دايان)، وإذا كان كتاب (هرتزل) كتب أصلا بالألمانية، فإن رواية (أوريس) ومذكرات (دايان) ترجمتا إليها من الإنجليزية. ولفت نظري وأنا أقرأها وأقرأ معها، في الوقت نفسه، مسرحية معين بسيسو "شمشون ودليلة"، ورواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" مدى تأثر هذين بالكتب الثلاثة المذكورة، حتى لكأن "شمشون ودليلة" و"عائد إلى حيفا" تردانِ على طروحات الصهيونية وأدبياتها. وسأشير في رسالة الدكتوراة إلى هذا، وسأتوسع في الأمر، فيما بعد، فأنجز دراسة طويلة عنوانها "الأديب الفلسطيني والأدب الصهيوني" (1993) خرجت من رحم رسالة الدكتوراة. هل كنت أرغب في أن أكون دارسا للأدب المقارن؟ بالطبع: لا، فقد كانت قراءاتي تقودني إلى ذلك دون تخطيط مسبق.

    وبعد العام 1991 سأواصل الكتابة في الموضوع، والكتابة لا تأتي من فراغ. إنها بنت القراءة وتخرج من رحمها. ولما كنت أقرأ ساعات طويلات، فقد انبثقت في ذهني أفكار كثيرة لكتابة أوراق نقدية أقارن فيها بين نصوص من أدبنا الفلسطيني ونصوص من الآداب الأخرى. بعض هذه الأفكار تحققت، إذ أنجزت أوراقا فيها، كتبتها لمؤتمرات وندوات ولمجلات، وبعضها لما يتحقق بعد، ولعل طلابي الذين يسألونني عن موضوعات ليخوضوا فيها، في رسائل الماجستير والدكتوراة، ينجزون بعض ما أقترحه عليهم.

    الورقة الأولى من بين هذه الأوراق عنوانها: الشحاد اليهودي والشحاد الفلسطيني، وفيها أقارن بين روايتين، الأولى هي "أرض قديمة جديدة" لـ(ثيودور هرتزل) والثانية لكاتب أمّه فلسطينية هو نبيل أبو حمد، وعنوان روايته "العطيلي". كتب (هرتزل) عن اليهودي في المنفى قبل تأسيس دولة إسرائيل، فصوره شحادا لن يتحول إلى إنسان ذي كرامة، إلا إذا تخلص من المنفى. وصور أبو حمد الفلسطيني وقد آل إلى شحاد، في وطنه وفي المنفى.

    والورقة الثانية أقارن فيها بين روايتي (فولتير) "كنديد" وإميل حبيبي "المتشائل". وليست المقاربة هذه هي الأولى، فقد سبقني إليها أحمد حرب، وسبقه آخرون، إذ التفت إميل في روايته إلى تنبه قرائه، حين نشر الجزء الأول من روايته، إلى تأثره بكنديد. لقد أفدت من مقالة أحمد حرب وطورتها وكتبت ما هو مختلف عنها. طبعا لم يكن إميل يجيد الفرنسية، ولكن كنديد نقلت إلى العربية، وبالترجمة العربية تأثر إميل.

    والورقة الثالثة تتناول رواية كنفاني "عائد إلى حيفا" ورواية (أوريس) "اكسودس". كان كنفاني يجيد الإنجليزية اللغة الأصلية لـ(أوريس)، وقد قرأها وكتب عنها وكانت حاضرة في ذهنه حين كتب روايته. أنا قرأت (اكسودس) بالألمانية، وانجزت مقالة عن حضورها في رواية غسان. وإذا كان الدارسون التفتوا إلى تأثر غسان بـ(برتولد بريخت) في مسرحيته "دائرة الطباشير القوقازية" فإن أيا منهم لم يأتِ على تأثره برواية "اكسودس".

    والورقة الرابعة أتناول فيها تأثر محمود درويش وأكرم هنية بـ(برتولد بريخت). كنت أشاهد الفضائية الألمانية، فقرأت عبارة لافتة قالها (بريخت)، ولما كنت قرأت خطب الدكتاتور الموزونة لمحمود درويش جيدا، فقد تذكرت بعض أسطرها، ما دفعني لإجراء مقارنة بين عبارة (بريخت) وعبارات لدرويش في الخطب التي كتبها. وتوسعت في الأمر، فتذكرت تصدير أكرم هنية لبعض قصصه الأولى بعبارات (بريختية)، وهكذا وجدتني أخوض في الأمر.

     

    والورقة الخامسة أتناول فيها ديوان محمود درويش "كزهر اللوز أو أبعد" (2005)، وسأخوض فيها في سؤال السلالة-أي صلة هذا الديوان بأشعار درويش السابقة وبالشعر العربي. وسيلفت نظري أن إحدى قصائده ترد على الرواية الصهيونية، وتحديدا على ما زعمه (ثيودور هرتزل) في روايته "أرض قديمة-جديدة". وسأرى أن بعض قصائد الديوان تدرج ضمن أدب المقاومة، والمقاومة هنا تتخذ شكلا آخر غير حمل السلاح. إنها المقاومة بالكتابة، وبفضح رواية الآخر ونقضها.

    والورقة السادسة أقارن فيها بين مجموعة محمود شقير الأخيرة "احتمالات طفيفة" وبين رواية (ياروسلاف هاتشيك) "الجندي الطيب تشفايك" ورواية (سرفانتيس) "دون كيشوت". كان شقير أقام في براغ، وزار إسبانيا، وقد كتب عن المكانين في قصصه، واستحضر "الجندي الطيب تشفايك" و"دون كيشوت". وكان العملان قد نقلا إلى العربية أصلا، ولعل شقير قرأهما بها. وقد أتى في قصصه عليهما.

    والورقة السابعة "المرأة اليهودية محبوبة في نماذج من الأدب الفلسطيني" أتى فيها ابتداء على (استير) و(فرموزا) في الأدب العالمي، واعتمد على كتب موتيفات الأدب العالمي، وأتتبع صورة المرأة اليهودية في نماذج من الأدب الفلسطيني، لأبرز إن كانت صورتها اختلفت عن صورتها في الأدب العالمي.

    والورقة الأخيرة أدرس فيها كتاب الدكتور إحسان عباس: "ملامح يونانية في الأدب العربي"، وهو كتاب التفت إليه منذ صدوره، وظل يلح على ذاكرتي، حتى إذا ما عقد قسم اللغة العربية في جامعة بيرزيت ندوة للاحتفال بالراحل، وطلب مني المشاركة فيها، وجدتني أخوض في جهود إحسان عباس في المقارنة.

    وليس ما سبق، فيما يتعلق بصلة الأدب الفلسطيني بالآداب الأخرى، هو كل ما في جعبتي، فثمة أشياء لم أقلها بعد، وآمل أن أنجزها في قادم الأيام، وهي ليست بالقليلة.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

PROFILE

Adel M. Osta
Modern Arabic Literature
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

PUBLISHED ARTICLES

GENERAL POSTS

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me