-
- Wednesday, May 13, 2009
- محمود درويش وأبو فراس: تشابه التجربة
- Published at:Not Found
كتب محمود درويش قصيدة عنوانها " من روميات أبي فراس " ظهرت في ديوان " لماذا تركت الحصات وحيدا "(1995). ليست هذه هي المرة الأولى التي يستلهم فيها درويش تجربة شاعر عربي قديم، ليعارضها، كما فعل مع شخصية امرئ القيس، وهي أول شخصية تراثية خصص لها قصيدة، هي قصيدة " امرؤ القيس "، وقد ظهرت في ديوانه " يوميات جرح فلسطيني "(1969)، وتخلى عنها إذ لم يدرجها في أعماله الشعرية الكاملة، أو ليتماثل معها، كما فعل مع شخصية المتنبي في قصيدته " رحلة المتنبي إلى مصر " التي كتبها في العام 1980، وظهرت في مجموعته " حصار لمدائح البحر "(1984) وثبتها في أعماله الكاملة، ولم يتنصل منها. وما بين قصيدة " امرؤ القيس " وقصيدة " رحلة المتنبي إلى مصر " أفاد درويش من قراءته للشعر العربي القديم، كما أفاد منها في مرحلة متأخرة أيضاً بشكل لافت، حتى يمكن القول إن استحضار الشاعر للشعراء العرب القدامى والجدد أيضاً، مثل السياب ودنقل، أخذ يبرز بروزاً لافتاً في أشعاره الأخيرة التي كتبها بعد العام 1992، تاريخ صدور ديوانه " أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي ". ففي ديوانه " لماذا تركت الحصان وحيدا؟ " استحضر شخصية أبي فراس، وشخصية امرئ القيس ثانية، وخصص لكل واحد منهما قصيدة، وفي ديوانه " سرير الغريبة "(1999) استحضر شخصية جميل بثينة وقيس بن الملوح، وفي " جدارية "(2000) استحضر المعري، وفي " لا تعتذر عما فعلت "(2003) استحضر أبا تمام والمتنبي والمعري، وفي " كزهر اللوز أو أبعد "(2005) استحضر الأعشى وآخرين. وفي " أثر الفراشة " استحضر سطر تميم بن مقبل الذي كان استحضره من قبل في " حصار لمدائح البحر " وفي " أحبك أو لا أحبك "(1971).
-