An-Najah National University

Dr. Ali Zuhdi Corner

د. علي زهدي شقور

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Tuesday, January 20, 2009
  • التكنولوجيا وتحسين المخرجات التعليمية
  • إن الهدف الأساس من العملية التعليمية يتمثل في الطالب وتحصيله العلمي الذي يترجم المخرجات التعليمية التي تسعى جميع المؤسسات التعليمية وعلى اختلاف مستوياتها تحقيقها وتعمل جاهدة على تحسينها. وهذا لا يتأتى دون وجود معلّم قادر على الإسهام وبشكل فعّال في تحقيق هذا الهدف. وقد أصبح مألوفا لدينا ما يتوجب على هذا المعلم القيام به كي يكون "قادرا" وما الدور الذي لابد له أن يلعبه كي يساير متطلبات القرن الذي يعيش فيه.

     

    إننا كتربويين نرتبط إرتباطا وثيقا بما ينتج عن الدراسات والأبحاث من نتائج وتوصيات نسترشد بها في ممارساتنا التعليمية ونستفيد منها في تعديل بعض مفاهيمنا التربوية ونستعين بها لمعالجة بعض القضايا الطارئة التي تصادفنا. ورغم أن هناك العديد من هذه الدراسات والأبحاث التي أثبتت جدوى دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية وأوصت بضرورة الاستفادة من إمكانات هذه التكنولوجيا  إلا أن البعض لازات لديه الشكوك في جدوى دمج التكنولوجيا ومستحدثاتها في هذه العملية التعليمية. قد يكون مرد هذه الشكوك يعود لقلة الدراسات العربية المتعلقة بعملية الدمج هذه وعدم الاطلاع على الأدبيات الأجنبية ذات الصلة والتي اثبتت وفي مجملها دور هذه التكنولوجيا في تطوير وتحسين المخرجات التعليمية.

     

     إن السؤال المطروح الآن هو هل نستطيع كمعلمين أن نقوم بعملنا  بالشكل الصحيح دون استخدام التكنولوجيا؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال لابد لنا من النظر لما يجري حولنا، فمن ناحية لابد أن نستطلع ما توصلت إليه الدراسات المتعلقة بكيفية حدوث التعلّم وخاصة تلك الدراسات التي تتبنى مباديء وأسس المدرسة المعرفية و المدرسة البنائية ودور العقل والعلاقات الإجتماعية في عملية التعلّم هذه. أما الناحية الثانية فعلينا أن نمعن النظر في طبيعة الأعمال ومتطلبات سوق العمل في والوقت الراهن ونظرة المجتمع لمواصفات الفرد المتعلم. وهناك أمر آخر لا يقل أهمية عما سبق هو طبيعة المتعلم المنفتح على هذه التكنولوجيا وما ترتب على هذا الانفتاح من تحولات في شخصيته كمتلق للعلم.

     

    هناك العديد من الأبحاث التي عنيت ببيئات التعلّم المدعّمة بالتكنولوجيا  Technology-enriched learning environments  لتطوير مهارات التفكير العليا  Higher-order thinking skills لدى المتعلّم  والتي أجمعت على أن بيئة التعلّم التي تستخدم  التطبيقات التكنولوجية تساعد المتعلّم في عمليات التنظيم والتحليل والتفسير والتقييم الخاصة بتعلّمه. فالتعلم من خلال الإنترنت إن صمّم بصورة مناسبة يحسّن مهارات التفكير الناقد ومهارات الكتابة لدى المتعلّم على حد قول ماير (2003).  أما هوبسون وزملائه (2002)، فيؤكدون على أن التكنولوجيا أداة تساعد المتعلّم على التحول من مكتسب للمعرفة إلى مطبق لها.

     

    يعتبر التعلّم من خلال المشاريع أو التعلّم المعتمد على المشاريع project-based learning  مثلا  واحدا من أساليب التعليم التي تساعد في تعزيز مهارات العمل التعاوني لدى المتعلمين عند دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية والاستفادة من إمكاناتها. وهذا يؤدي إلى خلق فرص تعزّز العلاقات الاجتماعية بين هؤلاء المتعلمين. فمن خلال تقنيات الاتصال المتزامن واللامتزامن Synchronous and Asynchronous Communication  يستطيع المتعلمون تبادل الآراء والخبرات والتعبير عن أنفسهم بحرية وأريحية ليس فقط داخل حجرة الدراسة وإنما خارجها أيضا. ناهيك عن توفير فرص  تشكيل المجموعات لتضم شرائح مختلفة من المتعلمين من بيئات تعلّم  متنوعة في بقاع جغرافية متعددة وهذا من شأنه إثراء العملية التعليمية وتعدد مصادرها. ولهذا فائدة تربوية عظيمة تتمثل في إكساب المتعلمين خبرات واقعية تنبثق من نماذج حياتية يعايشونها في حياتهم اليومية. يشير آدمز وزميله (1999)، إلى أن دمج هذه التكنولوجيا في العملية التعليمية يساعد المتعلمين في جمع المعلومات الواقعية وعرض نتائجهم لزملائهم خارج نطاق مدارسهم ومقارنة هذه النتائج بنتائج ممتاثلة لزملائهم مما يتيح لهم فرص النقد والتحليل والمقارنة وكذلك الحصول على التغذية الراجعة لأعمالهم. 

     

    إن الفائدة الحقيقية لعملية الدمج هذه تكمن في الإسهام في إعداد المتعلمين لسوق العمل من خلال إكسابهم المهارات والمعارف التي يتطلبها هذا السوق المليء بالمستحدثات التكنولوجية وخلق الألفة بين هؤلاء المتعلمين وهذه المستحدثات.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Ali Zuhdi Hassan Shaqour
Education Technology
 
Show Full ProfileEnglish CV
 
 
 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me