An-Najah National University

Esmat Mazuz Ezzat Al-Assad

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Tuesday, February 17, 2009
  • الموسيقى آلية تذوق......... وأشياء أخرى
  • الموسيقى آلية تذوق......... وأشياء أخرى

     

      إن الأبعاد التي يسوقها لتا كل موسيقي مرموق هي أبعاد ترسمنا جميعاً ولكي نفهم ذلك حق الفهم يجدر بنا كمتذوقين لموسيقى جادة أن نصوغ نحن بأنفسنا رؤى تشبهنا ولو حتى على سبيل سياقات الشكل نفسه, فالعلاقة ما بين المستمع والموسيقي علاقة كامنة في كل منها وتنفذ إلى كليهما في آن معاً. هذه شمولية لصياغة وقفة موسيقية نعيشها بكل دقائقها                       

         فالعلاقة تأتي عبر تفاعلات كامنة وفق الذائقة ذاتها. تلك الذائقة المانحة(الموسيقى) أيضاً تلك الذائقة المستفيدة(المستمع) فالتفاعل هنا يأتي على مستويات أشمل من كونها سياقات لربما تكون اجتماعية ـ بدلالات المصطلح ـ ويعني هنا تلك الإفرازات التي تساعدنا على سوق ابتهاجات معينة لعلها تجعلنا نتحد سوية واللحن ومن ثم تأتي الاعتبارات التي تشاركنا حساسيتنا لفعل الصوت الفيزيقي وبما يحويه من آليات إخراج الصوت الموسيقي وهنا تحديداً نأتي على ذكر الآلة صانعة وباثقة الصوت والنغم. هذه الرؤيا طبعاً لا نحسبها خارجة عن الذات الإنسانية الفاعلة, كون أن هذه الذات هي التي تصوغ مثل تلك الحمادات العازفة بحيث لا ننسى كون حنجرة الإنسان هي الفعل الأول. والمرجعية لدلالات الموسيقى نفسها. فاندفاعنا نحو جماليات الآلة هي نفسها اندفاعات إنسانية مشابهة لما نعرفه ولما نحدسه. هذه نظاميات التعامل الموسيقي إذن. ولكي لانغالي بالفكرة. فإذن للموسيقى احتياجات على صعيد الروح إما أن تحيي وإما أن تميت. والكلام هنا ليس فيزيائياً بقدر ما هو ذات عمق إيحائي يحاكي واقعة فقط بل ينميه, ويلقي به وفق الإقتراحات اللحنية وتتابعاتها "الفكرسمعية". لعل ذلك ما يدفع الكثيرين للهروب من مشقة الاستماع. فالموسيقى الجيدة  ـ لمن لم يفهم القصد بعد ـ يظن بأنها طاردة وليست جاذبة والرد على ذلك لربما من كون هذه الحيثية لم تكن يوماً على مستوى الاستهلاك وإنما على مستويات تأتي عبر إحتياجات تخالف في مظهرها الاحتياجات كانت في غالبها لصيقة السحر ولصيقة الصلاة والعبادة ويوم أن أصبح للدنيا منها نصيب وتشابكت الإحتياجات المجردة على المنفعة ذلك التكوين الموسيقي ذاته الفيزيائي المجرد بطبعه. من هنا بتنا نصوغ اللحن وفق لهجات ذاتية يشركنا بها المؤلف الموسيقي كي نوازيه شعوره واحساسه وإلا لما كان هذا الشغف على سبيل الاستهلاك ـ هنا تأتي لحظة الاستماع لحظة حسية خالصة بعيدة عن حيثيات التشابه وعن حيثيات التطابق إلا أنها تأتي وفي جميع حالاتها فردية الإبداع ولا تنساق إلى أي من التداعيات التمثيلية. كوننا نحن كمستمعين دائماً يطيب لنا إجراء تشابهات النغم والأصول الطبيعية له.      

     ولو كان هذا الهدف لكانت الموسيقى ذكرى فقط ولم يكن لنا هذا الامتداد الذي يبلغ من العمر ما يقارب عمر صانعها. هذا البعد يلوح لنا بزمان تسيل الموسيقى منه كما حبات المطر. والمقصود هنا بحالة الجدب (حالات عطش الأرض) وحالات تشبه هذه الصورة اليابسة والتي توحي لنا بحالات جدب أخرى ومماثلة يعيشها إنسان الألفية الثالثة وما تمليه عليه وبجميع حيثياتها. نبقى إذن لصيقين الفعل الموسيقي كي نبلل ما نستطيع ذلك الجفاف والذي هو على مستوى الروح ـ لنصل بعد ذلك إلى الحقيقة الإلهية التي نعرفها بل ونعيشها ـ وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي.    

     

     

     

     

    عصمت الأسعد          

    فنان تشكيلي من فلسطين

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

Attachments

  • No Attachments Found for this Article

PROFILE

Esmat Mazuz Ezzat Al-Assad
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 

GENERAL POSTS

 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me