-
- Sunday, May 3, 2009
- مساق اللغة العربية في جامعة النجاح كتاب الضاد
- Published at:Not Found
هذا المساق
يُخاطب الطلاب في كليات الجامعة كافة ، على اختلاف تخصّصاتهم . وقد يكون آخرَ عهد لكثير منهم بدراسة اللغة العربية دَرْساً منهجيا مُنظَّما , فَحَرصْتُ على أن أهيئ للطالب تجربة لغوية أدبية مبرمجة مكثفة متنوعة ، تبني لديهم تصورا منسجما للظاهرة اللغوية في العربية ، وتحاول أن تتدارك ما خلفته مرحلة التعليم العام فيهم من ثغرات في المعرفة والأداء .
فالطالبُ يتخرج في المرحلة الثانوية ، بعد أن أمضى في التعلم اثنتي عشرة سنة ، وهو يتعثر تعثرا بينا فيما يقرأ ، ويكتب ، ويتحدّث . ويقعُ في أخطاء أوليةٍ في النحْو والإملاء .
وإذا طلبت إليه أن يقرأ فسرعانَ ما يستنجدُ بالتسكين فرارا من حركة الإعراب ، وإن حاول أن يُظهرها فسرْعان ما يجمجم في أواخر الكَلِم ، أو يمضغ الصّيغ . وإن طلبت إليه أن يقرأ قراءة معبّرة عن المعنى أعياه ذلك ، فتراه يقرأ الجملة الاستفهامية ، وكأنها جملةٌ خبريّةٌ ، ويقرأ جملة التعجب ، وكأنها جملةٌ منفيةٌ .
وإن سألته ، فيما قرأ ، ارتدّ لقراءة النصّ مرّة ثانية ، وكأنه يعتقدُ أن القراءة الأولى لمجرد الاستطلاع ، والقراءة الثانية للفهْم والاستيعاب .
وإن طلبت إليه أن يقف أمامَ زملائه متحدثا في قضية من القضايا ، شعر بحرج كبير ، مُؤدّاهُ أنه لا يُحسِن فَنّ القوْل .
وإن أجريت له امتحانا ، أو طلبت إليه أن يكتبَ تقريرا ، فإنه يفزعك بأخطائه الإملائية والنحويَةِ ، التي قد لا يخلو منها سطرٌ . وإن نظرْت ، فيما كتب ألفيته كأنه جملةٌ واحدةٌ ، قلما انتفع بعلامات التّرقيم .
وقد تستغلق على فَهم الطالب كلمة ، فتراه لا يتردد في سؤال زميله ، أو أستاذِه عن معناها ، في حين يعود إلى المعاجم الأجنبيّة بتلقائية عجيبة حين تعترضُ فهمه كلمةٌ غريبةٌ .
وفي ضوء ما تقدم فإن الطالب بحاجة إلى أن تُتاح له فرصةٌ إضافية تسدُّ الثغرات ، ويستدرك بها ما فات .
ونطمح في هذا المساق إلى أن نحبب للطالب دَرْس العربية .
الأهداف العامة لتدريس هذا المساق :
1 – أن يتمثل الدَارسُ العربية من حيث هي نظام يأتلف من مستويات مترابطة متكاملة ، الأصوات ، وأبنية الكَلِم ، ونظام الجملة ، والإعراب ودلالات الألفاظ ، ونظام الكتابة ، وأساليب البيان .
2 – أن يتدارك الطالبُ المآخذ المتعارفة على مستواه اللغوي ، فيصبح قادرا على :
* استعمال المعجم بتلقائية منهجية .
* اكتشاف الأخطاء اللغوية التي يقع فيها غيره ، وتجنبها وصولا إلى " الأمن اللغوي " الذي نسعى إليه .
* استعمال علامات الترقيم عند الكتابة استعمالا مطّرداً .
3 – أن يتمرس الدارسون بنماذج من نصوص العربية العُليا ، تُحلل وفقا لمناهج نقدية ، تُحبب العربية إليهم ، ويستطيعون من خلالها :
أ – أن يتعرفوا إلى مواطن الجمال ، وأسرار العَظَمَة في اللغة العربية، سواء أكان ذلك في بيانها ، أم في معانيها ، أم في تأليف الألفاظ وتناسقها ، أم في دقة التعبير عن المعاني بألفاظ صحيحة منتقاة.
ب – أن يتعرفوا إلى الظواهر البيئية والاجتماعية في عصور الأدب المختلفة.
جـ – أن يصقلوا مواهبهم ، ويَبْنوا سلائقَهم اللغوية .
4 – أن يُغروا بالمطالعة الواسعة في أدب العربية ، لزيادة حصيلتهم اللغوية والفكريّة ، ووصلهم بمصادر الفكر والتراث في العصور المختلفة .
5 – أن يعتزوا باللغة العربية باعتبارها مقوما من مقومات الأمة ، وأساس وحدتها ، ووسيلة حضارتها ، بعد أن تراجعت مكانتها في نفوس بعض الناطقينَ بها في هذا العصر .
-