An-Najah National University

Ahmed Mohamed Mosa

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, April 2, 2009
  • الفن بين الالتزام والتسيب
  • Published at:مجلة جامعة النجاح الوطنية، 1994
  • بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الفن بين الالتزام والتسيب

     

    بقلم الاستاذ:   احمد محمد عبد ربه موسى

     

     

    إن حضارات الأمم لا تبنى عادة إلا بعملية تراكم المنجزات الحضارية القيمة في كل الميادين.  وخاصة الميادين الفنية ... بحيث أننا إذا واظبنا على اهمال اعمالنا الفنية الجادة المعاصرة، فإننا نمارس بذلك عملية اجهاض لمسيرتنا الحضارية،  ونساهم عمداً بإفساد ذوق الجماهير العربية ونترك تكوين هذا الذوق والتحكم به لأية موجة فنية يقدر لها الرواج التجاري.

            فالفنون تحكي حضارة الانسان منذ أن كان بدائياً ينحت في الصخر حتى يومنا هذا،  وكل ما عرف عن تاريخ الانسان في السلم والحرب انما كان منبعه الفنون،  والآثار الفنية التي خلفها الاجداد وراءهم ليتعلم الابناء منها دروساً كثيرة في مواصلة الخبرة الفنية والارتقاء بها.

            الفن إذاً ليس كما يظن سائر الناس انه مسألة ترفيهية مسلية عابرة،  يلجأ اليها في وقت فراغه حينما لا يشغله شاغل - الفن شيء أكثر من ذلك - الفن هو الانسان في أرقى صوره الفن هو التهذيب العقلي والوجداني للانسان.

            والناس حين ينخفضون في مستويات إدراكهم لا يلمحون الصلة بينهم وبين الفن ولذلك يرونه شيئاً خارجاً عن كيانهم ترفاً لا طائل من ورائه لكن عندما يتثقف الناس يصبح للفن مدلول آخر فهو انعكاس لنبض الانسان بكل كيانه،  في تعاسته وشقائه، في حيرته وقلقه،  في آماله وطموحه.

            إن الحركة الفنية في أيامنا هذه تعرضت لحالة من الركود بسبب تردي الصياغة الفنية للعمل الفني من جهة،  وبسبب انغلاق مجالات سمات الابداع والجمال الفني من جهة أخرى.

            ان أطفالنا ما زالوا يتربون على أن الفن شيء ثانوي وان أقصى أهدافه ومعانيه هي التسلية والترفيه واللهو وقتل أوقات الفراغ.

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

PROFILE

Ahmad Mohammed Abed-Rabuh Mousa
MUSIC SCIENCE
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 
 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me