An-Najah National University

Ahmed Mohamed Mosa

 

 
  • Bookmark and Share Email
     
  • Thursday, April 2, 2009
  • مدخل إلى علم الموسيقا
  • Published at:جامعة النجاح الوطنية 2009
  • بسم الله الرحمن الرحيم

    تقديم

    الموسيقا لغة النفوس والألحان، نسمات لطيفة تهز أوتار العواطف، هي أنامل رقيقة تطرق باب المشاعر وتنبه الذاكرة، فتنشر ما طوته الليالي من حوادث أثرت فيها بماضٍ غبر.

    فالإنسان لا يعرف ما يقوله العصفور فوق أطراف الأغصان، ولا يفهم أيضاً ما يقوله النسيم لزهور الحقل، ولكنه يشعر وكأن إحساسه يفقه ويتفهم جميع هذه الأصوات، فيهتز تارة لعوامل الطرب ويتنهد طوراً بفواعل الأسى والكآبة.

    فالموسيقا ليست لغة العواطف فحسب بل لغة الفكر والفهم أيضاً، فهي تسمو بسمو الإنسان وترقى برقيه، فالقوم الذين تحررت نفسيتهم وارتقت فإن موسيقاهم تعبر عن عواطف تسمو عن الشهوات وتعلو عن الأغراض الحيوانية الذاتية.

    وصدق (كونفوشيوس) حين قال: "إذا أردت أن تتعرف حضارة أمة من الأمم، فاستمع إلى موسيقاهم" ففن الموسيقا لم يكن يوماً إلا جزءاً من الكبرياء القومي عند كل شعب.

    ومما لا ريب فيه أن الفنون والآداب تعكس بوضوح كل ما يطرأ على المجتمع الإنساني من تغيرات سياسية واجتماعية، فالفنان بطبيعته الحساسة المرهفة يعد من أكثر الناس تأثراً بالمفاهيم الجديدة للمجتمع الإنساني الذي يعيش فيه، وتأتي أعماله الموسيقية صورة صادقة عن التعبير عن روح تلك الاتجاهات.

    وتعد الموسيقا وسيلة للتسلية وللترويح عن النفس وتعمل على خلق تيارات وموجات عارمة من المشاركة الوجدانية، ولها وظيفة تربوية هامة إذ تعد أداة لترقية المشاعر والتسامي بالحس نتيجة إدراك الانسجام الفني في روائع الأعمال الموسيقية، ولها دور وطني فهي تعمل على إلهاب حماس الجماهير فتهرع إلى النضال وتحقيق أهداف الوطن.

    وبعد الاتكال على الله عقدت العزم على وضع هذا الكناب، لكي يكون مصدراً وسيطاً لما يحتاج إليه الطلبة من معارف أساسية ومبادئ رئيسية في علم النظريات والقواعد الموسيقية الغربية منها والعربية، بعد أن وجدتهم ينشدون هذه المعارف فيجدونها أشتاتا مبعثرة في مراجع عدة، منها ما تضع هذه المعارف في استفاضاته الواسعة، ومنها الوجيز جداً، ولقد حرصت على تقديم هذه المعارف وفق منهج منسق ثابت يلتفت الى مستويات الطلبة ويقود خطاهم بنظام مقرر مدروس من السهل الى الصعب حتى لا يضل الطالب ولا يتعثر مسالك هذا العلم الفسيح، جاعلا أكبر همي أن أخرج من كل الإجتهادات والآراء بأسلمها ذوقا وأكثرها منطقا وأقربها أصالة، فإن وفقت لهذا فهو حسبي، حيث جاء الكتاب في خمسة فصول، تناولت في الفصل الأول نظريات الموسيقا الغربية وقواعدها بأسلوب مبسط شرحت فيه نظريات وقواعد الموسيقى مع طريقة تركيبها وتطبيقها ومقاماتها ومفاتيحها وموازينها الموسيقية المختلفة، ويلقي الفصل الثاني الأضواء على الآلات الموسيقية المختلفة ويعطي عرضا وافيا عن طبيعة آلات (الأوركسترا السمفوني) مع إيجاد صورا لمختلف فصائل الآلات الموسيقية (وترية- نفخية- إيقاعية)، بينما تناول الفصل الثالث تعريفا مستفيضا لأنواع التراكيب والصيغ والمؤلفات الموسيقية الغربية الآلية منها والغنائية,وتناولت في الفصل الرابع العصور الموسيقية المختلفة (باروك- كلاسيك- رومانس)، بينما خصصت الخامس لدراسة الموسيقى العربية الكلاسيكية قوالبها الآلية والغنائية ومقاماتها.

    وأرجو أن يحوز هذا الكتاب الاستحسان لدى المربين الأكابر، وكذلك أبنائي الطلبة، فإن الغاية الأساسية من وضعه هي خدمة الموسيقى ورفع صرح هذا الفن عاليا على أرض فلسطين، فالموسيقى لها دورها الهام في مراحل تطورنا الفكري والاجتماعي، وفقنا الله جميعا إلى خدمة الفن والوطن.

                                              والله ولي التوفيق            

                                                            د.أحمد محمد عبد ربه موسى

                                                           أ. أحمد صبحي أبو دية      

     
  • Bookmark and Share Email
     
Leave a Comment

PROFILE

Ahmad Mohammed Abed-Rabuh Mousa
MUSIC SCIENCE
 
Show Full ProfileArabic CV
 
 
 
Please do not email me if you do not know me
Please do not e-mail me if you do not know me