تمتلئ المكتبة النحوية بالكتب التعليمية، قديمها وحديثها، وما انفك القائمون على تدريس النحو يؤلفون في هذا الميدان ولست أنكر عليهم هذا الصنيع، بل هو حق غير مدخول، ومطلب حميد حين يأتي مستنداً الى أصول منهجية معززة بمقدرة علمية. والكتب النحوية التي تصنف في ايامنا كثيرة، ويتباين مؤلفوها في غاياتهم ومقاصدهم وقدراتهم، ونأيا عن اقتراف التعميمات ارتأيت ان اجعل مرتكز هذه الدراسة كتابا واحداً، خصصته لأنه من السيرورة لدرجة حملت مؤلفه على تنقيحه واعادة طبعة في عام واحد، فضلا على أن المؤلف متخصص في نحو العربية. وتفحص هذا الكتاب يلقي بظلال قاتمة على ما يمكن ان ينتظر منه،
تعالج هذه الدراسة جملة من الإشكالات في أداء العربية المعاصرة، وهو إشكالات تنحرف بها عن أدائها الموروث الذي ينبغي لها. ولما كانت الدراسات المقاربة في الهدف فد عنيت، في الغالب، بالأخطاء المفردة في الإملاء والدلالة والنحو والصرف- ارتأيت أن أنصرف بدراستي هذه، على نحو تكميلي، عن إعادة القول في الأخطاء المفردة المعهودة في الكتابة، فجعلتها قصرا على ملامح تمثل ظواهر كلية في أداء العربية، أو فيما يتصل بالأداء في الكتابة، مما هو جار على ألسنة أبناء العربية، على تفاوت في منازلهم. ولم أكتف بتتبع تلكم الإشكالات أو إحصائها، بل عمدت، ما أمكن، إلى تحليل مسبباتها وظروف تش�
تقدم هذه الدراسة تفسيرات جديدة لأسباب الإعراب والبناء، والصرف وعدمه في المعارف، وتتخذ من مقاربة خصائص الألفاظ الدلالية والتركيبية منطلقا وموجها. وهي تكشف عن وجود علاقة لازمة بين بناء المعارف أو إعرابها مصروفة أو ممنوعة منه، ومقدار وضوح دلالتها سياقيا، ثم سعة انتشارها في المواقع الإعرابية. وفي ضوء هذه الرؤية لم يكن هناك ما يدعو إلى إعادة محاورة التفسيرات الشكلية المعهودة التي تعول على شكل الألفاظ ومشابهة بعض طوائفها بعضها الآخر.