يهدف هذا البحث الى الاطلاع على أهم طرق تدريس الفقه الاسلامي التي يمكن اتباعها في التعليم الجامعي من أجل النهوض بالدراسات الفقهية الى المستوى الذي يليق بها. فعلم الفقه يأتي في طليعة العلوم الاسلامية، وقد حض القرآن الكريم على طلبه قال تعالى: \"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون\"(1). ومثل هذا الفن العظيم انما يضطلع باحتماله والانشغال به فئة جليلة واعية من أولي البصائر والألباب. وتهدف طرائق التعليم بصفة عامة الى تنظيم المواقف التعليمية بما يؤدي الى تنمية القدرة على التعلم، وتمكين المتعلمين من ممارسته اعتمادا على جهودهم الذاتية لتنمية شخصياتهم بجوانبها. وتعد طريقة التدريس أكثر عناصر المنهاج بروزا لأنه يمكن توظيفها للارتقاء بتدريس الفقه في الجامعات ليصبح هذا العلم بالمستوى الذي يواجه التحديات التي ألمت بالأمة الاسلامية. وتناولت هذه الدراسة خصائص الفقه الاسلامي وأهداف الدراسات الفقهية وأغراضها وضوابطها، وعالجت معايير اختيار مدرسي الفقه، والأسس التربوية لإنجاح تدريس الفقه الاسلامي. وتعرض هذه الورقة أهم طرق التربية والتعليم قديمها وحديثها، وتوجه النقد للطرق التقليدية والحديثة وتبرز مثالبها وحسناتها. وتركز على ابراز التصور الاسلامي لطريقة التدريس المناسبة للفقه الاسلامي، والخصائص المثلى لذلك. وهذا الحرص لا يقفل الباب أمام بعض الأفكار المعاصرة، فالحكمة ضالة المؤمن، وهو أولى الناس بالبحث عنها والتقاطها أنى وجدها. وخلص البحث إلى ابراز الاقتراحات والتوصيات التي من شأنها تحديد الثغرات التي تتعلق بتدريس علم الفقه الاسلامي، ومن ثم تصويب المسار، وكذا تشخيص أسباب ضعف الطلبة في التزود بهذا العلم وتوضيح وسائل العلاج الى غير ذلك من نتائج نعرض لها في اقتضاب واضح، وفي ايجاز مستبين. والله وحده المستعان وعليه الاعتماد والتكلان.