هدفت هذه الدراسة إلى تقييم تجربة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والمقاومة المسلحة في إنتفاضة الأقصى، وتبعاتهما على القضية الفلسطينية، وتوصل الباحث إلى عدة نتائج أهمها: إن اتفاقية أوسلو والاتفاقات التي تلتها لا تشكل أرضية صلبة وسليمة لتحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط القائم على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 وتحقيق الاستقلال والحرية للشعب الفلسطيني. كما أن المفاوضات السياسية كخيار استراتيجي وحيد تحت رعاية أمريكية منحازة إلى إسرائيل لا تشكل ألأداة المناسبة لتحقيق السلام المنشود. لقد استغلت اسرائيل المفاوضات والتهدئة السياسية لتخفيض سقف المطالب الفلسطينية للحصول على مزيد من التنازلات ولمضاعفة الاستيطان لخلق وقائع سياسية على الارض يصعب تجاوزها. وفي المقابل توصلت الدراسة الى أن استمرار الانتفاضة أدى الى تراجع حدة الاستيطان والى حصول هجرة عكسية والى إجبار حكومة شارون على تقديم تنازلات سياسية الى السلطة الفلسطينية لم تكن قبل الانتفاضة على استعداد لمجرد التفكير بها مثل الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، واخلاء مستوطناته، وبعض المستوطنات العشوائية من الضفة الغربية، والاعتراف بدولة فلسطينية انسجاما مع "خارطة الطريق" على الرغم من شوائبها وتحفظاته عليها. كما وأدت المقاومة الفلسطينية الى تحريك القضية الفلسطينية على الساحة الدولية والى دفع المجتمع الدولي وخاصة الادارة الامريكية للتحرك سياسيا لإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية في الوقت الذي فشلت فيه تجربة التهدئة والمفاوضات في تحقيق ذلك.