يجيء هذا البحث ضمن هدف عام سعى إليه الباحث منذ فترة من الزمن، وهو إعادة النظر في القضايا الصرفية والنحوية التي نأت عن التأثر بالعلوم المنطقية والفلسفية، واستمدت من اللغة ذاتها أسس بنائها وتعليل عناصرها بغية الإفادة منها في تذليل الصعاب أمام دارسي اللغة بعامة والنحو والصرف بخاصة وكان من ضمن هذه القضايا التي تناولها الباحث: الحذف والزيادة، والنيابة اللغوية، ثم الخفة والثقل موضوع هذا البحث. ولتحقيق هذا الهدف تناول الباحث قضية الخفة والثقل من الجوانب التالية: 1. دراسة تاريخية لمظاهر القضية 2. الخفة والثقل على المستوى الصوتي. 3. الخفة والثقل على المستوى الصرفي. 4. الخفة والثقل على المستوى النحوي. 5. قضية الخفة والثقل وأثرها في التعليل. وقد كشف البحث عن عدة أمور أهمها: 1. أن علماء اللغة بعامة والنحاة بخاصة قد عنوا بقضية الخفة والثقل، واعتمدوها من أسس التعليل لكثير من مسائل الصوت والكلمة والتركيب النحوي. غير أن جهودهم جاءت متناثرة في تواليف النحو العربي بحيث يصعب على القارئ الإلمام لها. 2. سار النحاة في تعليلهم لقضايا الصوت والكلمة والتركيب في اتجاهين: الأول استلهم قوته من علوم خارجة عن اللغة كالمنطق وعلم الكلام وغيرهما. والثاني استمد قوته من اللغة ذاتها. وقد عني النحاة بالجانب الأول أكثر من الثاني. 3. أثرت قضية الخفة والثقل في منهج النحاة فرتبوا بعض أبواب النحو العربي وفق هذه القضية. 4. إن القضايا اللغوية النحوية التي عللت على أساس لغوي لم تؤد إلى خلافات تذكر بين النحاة على عكس تلك التي رجعوا في تعليلها إلى علوم المنطق والكلام والفقه. ومن ثم كثرت الكتب الخلافية في الثانية دون الأولى.